الجنرال يريدها سلمية !!
صباح محمد الحسن
9 May, 2023
9 May, 2023
أطياف -
تبدلت أمس لغة الخطاب العسكري عند الفريق عبد الفتاح البرهان قائد الجيش ، وأتسم اسلوبه بالنبرة السلمية ونأى عن كل العبارات العدائية ، وظهر الرجل وكأنه يختار مكانا قصيا بعيدا عن أرض المعركة ، وقال لقناة القاهرة الإخبارية إنه يمكن بحث تسوية بعد التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في الخرطوم ورحب بكل المبادرات التي تحقن دماء السودانيين وأمن على أن الحل السلمي هو الطريق الأمثل لحل الأزمة الحالية في السودان .
والمتمعن في حديث البرهان لايجد صعوبة في قراءة دواخل الرجل المشحونة بمشاعر الرغبة في الحل السلمي ، والأسف على خوض تجربة الحرب المريرة الخاسرة ، وهو مايكشف أن الظاهر في الأمر هو ان قائد الجيش ومؤسسته العسكرية تعلن بطريقة غير مباشرة انها ستواصل في عملية التفاوض الجارية بالمملكة العربية السعودية بغية الوصول الي اتفاق يؤمن للأطراف المتصارعة مساحات بديلة بعيدة عن ارضية المعركة التي خلفت خسائر في الارواح والممتلكات وادخلت المؤسسة العسكرية في هذا المأزق الكبير الحرب التي أجبرتها عليها فلول النظام المخلوع ووجدت نفسها مضطرة لخوضها بالرغم من عدم جاهزيتها لها ،
هذا الخطأ الفادح يجعل البرهان لاخيار له إلا الجنح للسلم
فخطاب الأمس يؤكد مما لاشك فيه ان البرهان افلت يده من قبضة فلول النظام البائد ان كانت مجموعة العسكريين (المتأسلمة) او مجوعة الاسلاميين (المعسكرة ) وان الرجل قرر أن يخبر المجتمع السوداني والعالم الخارجي أن المؤسسة العسكرية تملك قرارها في وقف اطلاق النار ولن ترضخ لرغبة فلول النظام البائد في مواصلة الحرب ، لذلك تجد ان تصريحات البرهان بالأمس سقطت كالدانات والقذائف على رؤوس الفلول فقابلها البعض بالصمت وناهضها البعض بالإحتجاج ، فإن إختارت المؤسسة العسكرية الجلوس في طاولة واحدة مع دقلو ، فيجب على القادة الإسلاميين ان يتوقفوا عن خوض المعارك بإسم المؤسسة العسكرية ، او يعلنوا عن مواصلة الحرب بكل شجاعة بإسمهم وليس بإسم الجيش
كما أن موافقة البرهان ودعوته للحلول السلمية والسياسية يؤكد ان الجنرال ليس لديه مانع في ماطرحته المفاوضات ليس فيما يتعلق بوقف اطلاق النار وحسب ، إنما بشروط إبعاد العسكريين عن المشهد السياسي واخراج الجيوش من العاصمة والعودة للعملية السياسية فالبرهان يعلم ما تحتوي عليه ورقة التفاوض مثل علمه بالعصا التي بجانبها ، كما انه يدرك ان مايٌطرح الآن في السعودية يساوي بينه وبين آل دقلو ان كان في ارتكاب الجريمة او في العقاب والمحاسبة ، هذا بجانب ادراكه انه و حميدتي لن يكون لهما نصيب في الحكم والسياسة بعد توقف الحرب ، إذن ماهو الشي المغري الذي يجبر البرهان على التشبث بخيار الحرب ، لاشي .
طيف أخير :
نزوح مبارك أردول وهجرته وشعوره بالخوف وعدم الأمان اكبر الادلة على أن الخسارة لن تكون من نصيب طرفي النزاع فقط ، كثيرون الذين سيذرفون الدموع على أطلال الوطن وهم يبكون على خيبتهم ، لا عليه!!
الجريدة
تبدلت أمس لغة الخطاب العسكري عند الفريق عبد الفتاح البرهان قائد الجيش ، وأتسم اسلوبه بالنبرة السلمية ونأى عن كل العبارات العدائية ، وظهر الرجل وكأنه يختار مكانا قصيا بعيدا عن أرض المعركة ، وقال لقناة القاهرة الإخبارية إنه يمكن بحث تسوية بعد التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في الخرطوم ورحب بكل المبادرات التي تحقن دماء السودانيين وأمن على أن الحل السلمي هو الطريق الأمثل لحل الأزمة الحالية في السودان .
والمتمعن في حديث البرهان لايجد صعوبة في قراءة دواخل الرجل المشحونة بمشاعر الرغبة في الحل السلمي ، والأسف على خوض تجربة الحرب المريرة الخاسرة ، وهو مايكشف أن الظاهر في الأمر هو ان قائد الجيش ومؤسسته العسكرية تعلن بطريقة غير مباشرة انها ستواصل في عملية التفاوض الجارية بالمملكة العربية السعودية بغية الوصول الي اتفاق يؤمن للأطراف المتصارعة مساحات بديلة بعيدة عن ارضية المعركة التي خلفت خسائر في الارواح والممتلكات وادخلت المؤسسة العسكرية في هذا المأزق الكبير الحرب التي أجبرتها عليها فلول النظام المخلوع ووجدت نفسها مضطرة لخوضها بالرغم من عدم جاهزيتها لها ،
هذا الخطأ الفادح يجعل البرهان لاخيار له إلا الجنح للسلم
فخطاب الأمس يؤكد مما لاشك فيه ان البرهان افلت يده من قبضة فلول النظام البائد ان كانت مجموعة العسكريين (المتأسلمة) او مجوعة الاسلاميين (المعسكرة ) وان الرجل قرر أن يخبر المجتمع السوداني والعالم الخارجي أن المؤسسة العسكرية تملك قرارها في وقف اطلاق النار ولن ترضخ لرغبة فلول النظام البائد في مواصلة الحرب ، لذلك تجد ان تصريحات البرهان بالأمس سقطت كالدانات والقذائف على رؤوس الفلول فقابلها البعض بالصمت وناهضها البعض بالإحتجاج ، فإن إختارت المؤسسة العسكرية الجلوس في طاولة واحدة مع دقلو ، فيجب على القادة الإسلاميين ان يتوقفوا عن خوض المعارك بإسم المؤسسة العسكرية ، او يعلنوا عن مواصلة الحرب بكل شجاعة بإسمهم وليس بإسم الجيش
كما أن موافقة البرهان ودعوته للحلول السلمية والسياسية يؤكد ان الجنرال ليس لديه مانع في ماطرحته المفاوضات ليس فيما يتعلق بوقف اطلاق النار وحسب ، إنما بشروط إبعاد العسكريين عن المشهد السياسي واخراج الجيوش من العاصمة والعودة للعملية السياسية فالبرهان يعلم ما تحتوي عليه ورقة التفاوض مثل علمه بالعصا التي بجانبها ، كما انه يدرك ان مايٌطرح الآن في السعودية يساوي بينه وبين آل دقلو ان كان في ارتكاب الجريمة او في العقاب والمحاسبة ، هذا بجانب ادراكه انه و حميدتي لن يكون لهما نصيب في الحكم والسياسة بعد توقف الحرب ، إذن ماهو الشي المغري الذي يجبر البرهان على التشبث بخيار الحرب ، لاشي .
طيف أخير :
نزوح مبارك أردول وهجرته وشعوره بالخوف وعدم الأمان اكبر الادلة على أن الخسارة لن تكون من نصيب طرفي النزاع فقط ، كثيرون الذين سيذرفون الدموع على أطلال الوطن وهم يبكون على خيبتهم ، لا عليه!!
الجريدة