الحرب العالمية ضد البوركيني!
في طريق عودته للمنزل، دخل فهيم لناديه المفضل وجلس في ركنه المعتاد ليخفف عن نفسه بعض الارهاق الناجم عن الدوام اليومي ، فجأة، شعر فهيم بالقلق عندما سمع عضوين من أعضاء النادي يتناقشان حول الحرب العالمية ضد البوركيني ، كانت المعلومات الحربية تصله بصورة متقطعة (معارك شرسة ضد البوركيني في كان وفي فينيفو- لوبيه) (معارك دامية ضد البوركيني في سيسكو في جزيرة كورسيكا)، هز فهيم رأسه بعدم فهم كامل لهذا البوركيني وتساءل بدهشة هل هو تنظيم ارهابي جديد أم مخلوق فضائي هبط فجأة على الأرض وأعلن الحرب على جميع البشر!!
عاد فهيم للمنزل وتناول العشاء مع زوجته فهيمة وعندما تم رفع الأطباق لم يتذكر فهيم ماذا أكل فقد كان البوركيني يغزو دماغه بلا هوادة، عندما نام فهيم ، اجتاحت ذهنه كوابيس بوركينية مفزعة تخللتها عمليات قصف بالطائرات وتفجيرات بسيارات مفخخة قادمة من جميع الاتجاهات!!
في الصباح طلب فهيم من زوجته فهيمة أن تبحث في الانترنت عن أي معلومات حول حرب البوركيني التي اندلعت فجأة دون سابق انذار!!
بعد غوصها وخروجها من بحر الانترنت، قالت فهيمة بدهشة: يقول جوجل :"البوركيني" هو لباس البحر الإسلامي ويقول: إن اشتباكات عنيفة اندلعت بقرية سيسكو بمنطقة كورسيكا الفرنسية بين سكان ذوي أصول أوربية وسكان ذوي اصول عربية إثر تصوير سياح لنساء مسلمات يرتدين البوركيني الاسلامي الذي يغطي سائر الجسد، وأسفرت الاشتباكات عن إصابات بشرية وأضرار مادية وتم حشد مئة شرطي لفض الاشتباكات!! إثر ذلك منع عمدة القرية لبس "البوركيني" الأمر الذي أثار جدلاً بين أنصار العلمانية والمدافعين عن حرية التعبير!!
أما عمدة مدينة كان الفرنسية الذي منع ارتداء البوركيني بحجة أنه رمز للتطرف الاسلامي ويشكل تهديداً للنظام العام فقد قال إن البوركيني لا يحترم "الأخلاق الحميدة والعلمانية"!! وقالت إحدى المدافعات عن البوركيني (أعتقد أن الحظر سخيف ففي العصر الفيكتوري كان الذين يسبحون يرتدون سراويل طويلة واسعة وقمصان طويلة وغطاء رأس للسباحة ولم يكن ذلك غريباً على الإطلاق)!! وقالت أخرى (يشتكي الناس دوما قائلين إن على المسلمين أن يندمجوا في المجتمع بصورة أكبر، ولكن عندما ننضم إليهم لنسبح، لا يُسمح لنا بذلك، لماذا يجب علينا أن نُظهر أجسادنا عندما لا نريد ذلك؟!!)
علق فهيم بدهشة : لم أفهم مطلقاً كيف يكون البوركيني المحتشم عدواً للاخلاق العلمانية الحميدة التي تؤيد ارتداء البكيني الكاشف!!
انفجر فهيم ضاحكاً حينما تذكر أحدث ملامح الاخلاق العلمانية الحميدة فقد ظهر اللاعب الانجليزي السابق غاري لينيكر في برنامج رياضي مرتدياً سرواله الداخلي فقط وفاءاً بوعدٍ قطعه سابقاً بأنه سيفعل ذلك إذا فاز فريق ليستر سيتي بالدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم وهو ما تحقق بالفعل في الموسم الماضي، وتصاعد تفاخر العلمانيين بخبر افتتاح مطعم "بونيادي" الذي يُعتبر أول مطعم للعراة بلندن والذي يتيح لزبائنه فرصة تناول وجبة وهم عراة كما ولدتهم امهاتهم مع الالتزام بمنع التصوير!!
عندما نقب فهيم في الانترنت بحثاً عن أخبار بوركينية إضافية اكتشف وقوع حرب واسعة النطاق بمواقع التواصل الاجتماعي العربية بين أنصار البكيني وانصار البوركيني بعد مشاهدة مباراة الكرة الطائرة الشاطئية في اولمبياد البرازيل 2016 بين لاعبات مصر المرتديات للحجاب والبوركيني ولاعبات المانيا المرتديات للبكيني فقد علق أحد المتداخلين قائلاً: يا عيني على لاعبات الفريق المصري للكرة الطائرة الشاطئية لا عاجبين دول ولا عاجبين دول ، اصلو دول عاوزنهم يقلعوا ودول عاوزين يدفنوهم !!
فيصل الدابي/المحامي
تفضلوا بزيارة موقع فيصل الدابي
www.farfashaonline.com