الحوار نضال شرس
عمر العمر
12 June, 2022
12 June, 2022
جميلا خروج الحرية والتغيير من رهاب التخوين ومن فخاخ الخوف على المتربصين بغض النظر عمًا اذ ما أتى ذلك الخروج استجابة لضغوط الدعاة أم تجاوباْ للحظة التاريخية الماثلة. فكما قلنا غير مرة، الحوار إحدى وسائل النضال السياسي لا ينبغي الجفول عنها ،بل ينبغي -ما أمكن -استثمارها في صناعة الحلول .مثلما ذكّرنا في اكثر من مناسبة ؛التفاوض لا يعني بالضرورة اعادة انتاج الماضي ،خاصة إذا اتسم ذلك الماضي بالتعقيد ، المعوقين والمعوقات.
*****
التفاوض بين الأضداد ليس غير ممارسة المواجهة بادوات دبلوماسية. الحسم يعتمد دوما على موازين القوى ومهارات أطراف التفاوض في استثمار عناصر القوة لدى كل طرف ومفاصل الضعف عند الطرف المقابل. نجاح هذه العملية يؤمن خروجا بكلفة أقل في حيز زماني أقصر من كلفة الاقتتال وأوانه .الذهاب إلى طاولة التفاوض تمليه قناعة الطرفين أو احدهما باستنفاد الرهانات على تحقيق الأهداف عبر مواصلة المواجهة.
*****
موازين القوى تشكل العنصر الأكثر تأثيرا على بوصلة عملية التفاوض لها المساهمة الأكبر في ترجيح كفة ممارسة إملاء الشروط .كذلك هي تقرر ضمن عناصر عدة حصاد عملية التفاوض .من ثم فهي تؤطر القناعة بين مدى التسليم بعدالة الحصيلة النهائية للعملية أو الاستسلام لشروط المنتصر. كما تعين على تحديد مدى التوغل في التفاوض أو النكوص عنه الى المواجهة الميدانية. وحدة الصف على ضفة معسكر الثورة تشكل اثقل سلاح في ترسانتها.
*****
بالإقبال على مائدة التفاوض يلج المعسكران ؛ الثورة والانقلابيون مرحلة النضال الأكثر شراسة.. ثمة قناعة مسكوت عنها لدى الجانبين ؛كل العنف وما ولّد من عنف مضاد لم يبلغ بأيهما إلى النصر. فلا نار الرصاص قمعت الثوار ولا رتل الشهداء لجم غي الجلادين .إذاْ مائدة التفاوض ليست سوى حلبة لاستئناف الصراع بوسائل مغايرة.كل طرف يلج القاعة بارادة الغالب أو على الأقل بالرغبة في إنتزاع أقصى ما يمكن من مكاسب. وراء كل جانب كتلة من التشدد والترقب شبح الاستنزاف يطاردهما حال الإخفاق في التوصل الى اتفاق.ربما يفيد التذكير بمقولة غوستاف؛ الغلو في العاطفة ينم عن غياب العقل.
*****
ثمة عقبات كأداء تتطلب بالضرورة العبور المشترك. بقدر نأي الطرفين عن النبش المؤذي في الماضي تتيسر مهمة التقدم الى الامام .على مدى الاستعداد لتبادل النازلات يتأتى الاقتراب من النهاية السعيدة. ما من طرف يقبل على هذه العملية بنية اهداء الطرف الآخر شرف الإنتصار الباهر أو السلس. الاقتناع بالحديث عن رغبة الانقلابين في الخروج لا ينم عن حصافة سياسية. توفر مثل هذه الرغبة ينفي بالضرورة عملية التفاوض .إذ تقتضي تلك الفرضية فقط مهمة التسليم والتسلم!
*****
القبول بفض الشراكة لا يعني بالضرورة تسليم العسكر بالانسحاب من المشهد السياسي. هذه أول العقبات .هذه مغادرة توصم الجيش بالمهانة بينما اول الحديث عن خروج بكرامة. هنا لابد من من الفرز بين المؤسسة العسكرية ككيان وطني وبين الجنرالات الانقلابين الممسكين بمفاصل السلطة ومفاتيح الثروة عند المنحنى الزماني الراهن. حتما لن يرتضي هؤلاء الانسحاب العجول متكبدين خسائر في المواقع والموارد. الجميع يدرك شبكة المصالح المتداخلة بين شاغلي المناصب وأصحاب الأعمال المشروعة وغيرها تلك مظلة نفوذ لن يرتضي المحتمون بفيئها طيها على نحو مجاني مباغت .
*****
تسليم العسكر بفض الشراكة لن يحملهم على الاعتراف بالإخفاق .على النقيض سيدفعهم ذلك الى التفاني من اجل تثبيت بعض ما فعلوا من منطلق الحرص على تثبيت ذلك في سياق الإنجاز أو لتحميل جهات انتفت بما حققوا من باب إشغار تلك الجهات بالفضائل. عدد من تلك الفضائل المتخيلة إنجازات يرتبط بأطراف خارجية
*****
من أبرز العقبات الكأداء كذلك فيالق المتبطلين باسم مقاتلي الحركات المسلحة فمصيرهم ورقة ذات جاذبية للمساومة بايدي المقامرين بقضايا الهامش. هم عبء على المرحلة الانتقالية ،الدولة ،الجيش والشعب .ثم هناك متسلقو قطار الثور ة ، محترفو كسب العيش من السياسة ومقتحمو كابينات القيادة في اوتوبيسات السلام والنافخون في ابواق القبلية الجهوية . مصالح هولاء جميعا ليست مع التقدم لجهة المصالحة الوطنية الناجعة.
*****
لشعار تحقيق العدالة بريق يغري بالاستثمار في وجه المتحاورين المدنيين والعسكر وعائلات الشهداء والثورة والشعب والوطن. فالعدالة ضلع أساسي في ثالوث الثورة المقدس .إدا أمكن غض الطرف ولو مؤقتا عن بعض ماريرتبط بالحرية والسلام فإن ملف العدالة لا يحتمل التسويف ولو جيء بالحجج الساطعة .فطي ملف العدالة ليس اهون من فتحه. وتلك أم العقبات. أذ يصعب بل يستحيل القفز عليها أو مراوغتها. لما ينبغي التذكير بالمفهوم الشامل للعدالة؛ تامين توزيع فرص الثروة والامتيازات داخل المجتمع حتى لا ننحصر داخل دائرة الثأر وحدها.
*****
اذا راهن البعض على ضغوط خارجية من شأنها المساهمة في تحقيق التطلعات الشعبية فعلى الجميع حالئذٍ ادراك ان مائدة التفاوض برمتها في مهب تلك الضغوط وما من طرف ينجو من تلك الرياح.
*****
aloomar@gmail.com
/////////////////////
*****
التفاوض بين الأضداد ليس غير ممارسة المواجهة بادوات دبلوماسية. الحسم يعتمد دوما على موازين القوى ومهارات أطراف التفاوض في استثمار عناصر القوة لدى كل طرف ومفاصل الضعف عند الطرف المقابل. نجاح هذه العملية يؤمن خروجا بكلفة أقل في حيز زماني أقصر من كلفة الاقتتال وأوانه .الذهاب إلى طاولة التفاوض تمليه قناعة الطرفين أو احدهما باستنفاد الرهانات على تحقيق الأهداف عبر مواصلة المواجهة.
*****
موازين القوى تشكل العنصر الأكثر تأثيرا على بوصلة عملية التفاوض لها المساهمة الأكبر في ترجيح كفة ممارسة إملاء الشروط .كذلك هي تقرر ضمن عناصر عدة حصاد عملية التفاوض .من ثم فهي تؤطر القناعة بين مدى التسليم بعدالة الحصيلة النهائية للعملية أو الاستسلام لشروط المنتصر. كما تعين على تحديد مدى التوغل في التفاوض أو النكوص عنه الى المواجهة الميدانية. وحدة الصف على ضفة معسكر الثورة تشكل اثقل سلاح في ترسانتها.
*****
بالإقبال على مائدة التفاوض يلج المعسكران ؛ الثورة والانقلابيون مرحلة النضال الأكثر شراسة.. ثمة قناعة مسكوت عنها لدى الجانبين ؛كل العنف وما ولّد من عنف مضاد لم يبلغ بأيهما إلى النصر. فلا نار الرصاص قمعت الثوار ولا رتل الشهداء لجم غي الجلادين .إذاْ مائدة التفاوض ليست سوى حلبة لاستئناف الصراع بوسائل مغايرة.كل طرف يلج القاعة بارادة الغالب أو على الأقل بالرغبة في إنتزاع أقصى ما يمكن من مكاسب. وراء كل جانب كتلة من التشدد والترقب شبح الاستنزاف يطاردهما حال الإخفاق في التوصل الى اتفاق.ربما يفيد التذكير بمقولة غوستاف؛ الغلو في العاطفة ينم عن غياب العقل.
*****
ثمة عقبات كأداء تتطلب بالضرورة العبور المشترك. بقدر نأي الطرفين عن النبش المؤذي في الماضي تتيسر مهمة التقدم الى الامام .على مدى الاستعداد لتبادل النازلات يتأتى الاقتراب من النهاية السعيدة. ما من طرف يقبل على هذه العملية بنية اهداء الطرف الآخر شرف الإنتصار الباهر أو السلس. الاقتناع بالحديث عن رغبة الانقلابين في الخروج لا ينم عن حصافة سياسية. توفر مثل هذه الرغبة ينفي بالضرورة عملية التفاوض .إذ تقتضي تلك الفرضية فقط مهمة التسليم والتسلم!
*****
القبول بفض الشراكة لا يعني بالضرورة تسليم العسكر بالانسحاب من المشهد السياسي. هذه أول العقبات .هذه مغادرة توصم الجيش بالمهانة بينما اول الحديث عن خروج بكرامة. هنا لابد من من الفرز بين المؤسسة العسكرية ككيان وطني وبين الجنرالات الانقلابين الممسكين بمفاصل السلطة ومفاتيح الثروة عند المنحنى الزماني الراهن. حتما لن يرتضي هؤلاء الانسحاب العجول متكبدين خسائر في المواقع والموارد. الجميع يدرك شبكة المصالح المتداخلة بين شاغلي المناصب وأصحاب الأعمال المشروعة وغيرها تلك مظلة نفوذ لن يرتضي المحتمون بفيئها طيها على نحو مجاني مباغت .
*****
تسليم العسكر بفض الشراكة لن يحملهم على الاعتراف بالإخفاق .على النقيض سيدفعهم ذلك الى التفاني من اجل تثبيت بعض ما فعلوا من منطلق الحرص على تثبيت ذلك في سياق الإنجاز أو لتحميل جهات انتفت بما حققوا من باب إشغار تلك الجهات بالفضائل. عدد من تلك الفضائل المتخيلة إنجازات يرتبط بأطراف خارجية
*****
من أبرز العقبات الكأداء كذلك فيالق المتبطلين باسم مقاتلي الحركات المسلحة فمصيرهم ورقة ذات جاذبية للمساومة بايدي المقامرين بقضايا الهامش. هم عبء على المرحلة الانتقالية ،الدولة ،الجيش والشعب .ثم هناك متسلقو قطار الثور ة ، محترفو كسب العيش من السياسة ومقتحمو كابينات القيادة في اوتوبيسات السلام والنافخون في ابواق القبلية الجهوية . مصالح هولاء جميعا ليست مع التقدم لجهة المصالحة الوطنية الناجعة.
*****
لشعار تحقيق العدالة بريق يغري بالاستثمار في وجه المتحاورين المدنيين والعسكر وعائلات الشهداء والثورة والشعب والوطن. فالعدالة ضلع أساسي في ثالوث الثورة المقدس .إدا أمكن غض الطرف ولو مؤقتا عن بعض ماريرتبط بالحرية والسلام فإن ملف العدالة لا يحتمل التسويف ولو جيء بالحجج الساطعة .فطي ملف العدالة ليس اهون من فتحه. وتلك أم العقبات. أذ يصعب بل يستحيل القفز عليها أو مراوغتها. لما ينبغي التذكير بالمفهوم الشامل للعدالة؛ تامين توزيع فرص الثروة والامتيازات داخل المجتمع حتى لا ننحصر داخل دائرة الثأر وحدها.
*****
اذا راهن البعض على ضغوط خارجية من شأنها المساهمة في تحقيق التطلعات الشعبية فعلى الجميع حالئذٍ ادراك ان مائدة التفاوض برمتها في مهب تلك الضغوط وما من طرف ينجو من تلك الرياح.
*****
aloomar@gmail.com
/////////////////////