الحياة لا تحتمل … سامحوني
تلك كانت كلمات المغنية الشهيرة داليدا قبل أن تنتحر ...عذرا لا تفهموني خطأ فلست أشجع ثقافة الانتحار كما ذهب اميل دور كايمى فى كتابه (الانتحار) فنحن قوما نخاف المولى عز وجل رغم ان الكثير من الضغوط زمننا هذا قد تجعل الفرد منا يبغض كل ما حوله (حتى نفسه)..
ضغوط الحياة وتعقيداتها (فى الزمن العلينا دا ) قطعا لها انعكاسات فى صور شتى مثل الاضطرابات العقلية والنفسية وما يصاحبها من حزن و اكتئاب أو قلق أو....أو....وبالمناسبة (الفلس) لوحده كفيل بإثارة الضيق (ومشاعر أخرى أخال إن غالبيتكم يعلم عنها).
أحيانا قد تصحو باكرا فتجد نفسك سعيدا منشرح الصدر وما إن تطأ بقدمك الشارع العام حتى ترى ما يصيبك بالإحباط العام لبقية اليوم (ومثل تلك المحبطات عديدة عندنا ):
_طفل صغير يطرق بيديه باب إحدى العربات الفارهة وصاحبها يغلق نافذة عربته فى وجه ذاك ويشيح ببصره بعيدا
_احد الطلاب يتعاطى السجائر وهو بالزى المدرسي
_عربة مواصلات عامة تنطلق بسرعة البرق وامرأة تستغيث بعد ان هرب صاحب العربة ببقية نقودها
أطرف ما سمعت ذاك اليوم من إحدى زميلات العمل تعليقا مفاده (الحزن والمعاناة أسبابا قد تخلق الإبداع ) ترى هل تلك حقيقة ؟ فغالبية المبدعين عانوا فى حياتهم من تجارب مريرة سواء تتعلق بهم أو بمن حولهم ..أمثال ارنست همنجواى الحائز على جائزة نوبل الذي وصل به الحال أن اخذ مسدسا ووجهه تجاه رأسه وأطلق النار ..والفيلسوف المجرى ارثر كويستلر وقد أحصت جريدة النهار اللبنانية فى ديسمبر عام 2007م انتحار سبعة مثقفين وأدباء عرب فى تحقيقها (لماذا ينتحر المثقفون؟)
إذا نظرنا للأمر على نطاق مجتمعنا فغالبية أهلنا الغبش كما ذكرت يخافون الله فموضوع قتل النفس غير وارد عندنا ..ولكن عندنا (الموت المعنوي) حيث عدم الرغبة فى كل شيء وسبحان الله كلما (مشيت صاح فى الدنيا دي كلما أغلقت فى وجهك الأبواب ) !!!
والموت المعنوي هو ما يشرحه اريك فروم بقوله (قد تؤدى بعض الأشياء إلى فقدان الإنسان المغزى لوجوده فيظهر عندها الأنانية والتنافر والأحقاد وغيرها ) ويرى فروم إن الأسلوب البديل لهذه المشكلة يكمن فى العمل والعطاء والتكافل .....أما ما يراه شخصي فأهمية الشعور بالمسئولية الذى يجب ان يزرعه كلا منا بداخل نفسه (المسئولية تجاه نفسه وتجاه مجتمعه ) .