الخروج من باطن الأرض؟!

 


 

مكي المغربي
27 January, 2015

 

يقول الخبر من سودان تريبيون: (أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان إنضمام 400 من أنصار من حزب الأمة القومي المعارض بولاية النيل الأبيض إليه بناء على طلب قدمته القيادات ونفى المسؤول السياسي للحزب أن تكون استباقا للانتخابات العامة المقررة في أبريل القادم)

قد يميل حزب الأمة وبالذات التيار الداعم لما يعرف بـ "نداء السودان" أن يسخر من هذا الخبر ويتحدث عن شراء المؤتمر الوطني لذمم السياسيين وأن هؤلاء كما قال الصادق المهدي من قبل "كضبوا الخريف وأكلوا التيراب"، علما بأن الصادق قال هذا الكلام قبل سنين وسنين وبعدها وقفت الأحزاب الوطنية مع الحركة الشعبية وبذلت الغالي والرخيص في التحالف مع الدكتور جون قرنق وتنكرت لها الحركة الشعبية تماما، وضاعت آمال الخريف القادم من الجنوب وانفصل الجنوب.

أقول ما يعرف بـ "نداء السودان"باعتبار ما سيكون، لأنني أقول أين "تحالف جوبا" وأين من بعده "ميثاق كمبالا"؟ وأين إعلان باريس بعد موفقة عبد الواحد على الدخول في الحوار وكلنا نعلم موقفه من المزايدات التي تمت بالحكم الذاتي في المنطقتين.

ويستمر الخبر والذي يذكرنا باخبار فترة ميثاق أسمرا التي ردد فيها الميرغني عبارته الشهيرة "اكتمل الحصار من كل الجهات، سلم تسلم"، والآن الميرغني "عجبا ... من ضمن المحاصرين، إن كان هنالك ثمت حصار"!

(وظل المهدي في منفى اختياري بالقاهرة منذ يوليو الماضي عقب اطلاق سراحه من إعتقال دام نحو شهرين بسبب انتقادات وجهها لقوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن والمخابرات، ووقع زعيم حزب الأمة اتفاقات مع الجبهة الثورية المتمردة، وضعته تحت ملاحقة السلطات)

بربكم ألا تتوقعون اليأس والإحباط من حزب الأمة الذي لم يفلح في تجميع المعارضة بل لم يفلح يوما ما في انتزاع وزنه الحقيقي في المعارضة وظل رهينا لتحالفات يديرها الحزب الشيوعي بواجهاته المختلفة، ثم ها هو الآن يصبح مجرد عضو احتياطي إضافي في الجبهة الثورية وهي غير متفقة ولا منسجمة داخليا؟!

هل يليق هذا بتاريخ حزب الأمة؟ هل يجوز أن يستلف حزب الأمة أدبيات الشيوعيين ويتحدث عن باطن الأرض؟! هذه الكوادر المنضمة من النيل الأبيض لماذا تعيش في باطن الأرض طالما أن الصادق في القاهرة وعبد الرحمن في القصر؟ والمهندس الصديق هو رئيس مجلس ادارة شركة الصديقية؟ ما الذي يدفع شبابا وكودار باحثة عن التنمية في مناطقها وراغبة في العمل العام أن تدخل في هذه الحالة "اليأجوجية المأجوجية"؟!

makkimag@gmail.com

////////

 

آراء