الخطاب الرياضي .. (روح جديدة)!!

 


 

منى أبو زيد
7 October, 2010

 



تعثرتُ بحوار الأستاذ عوض الجيد مع الأستاذ مالك جعفر، الأمين العام لمجلس إدارة نادي الهلال .. في برنامج سبورت على قناة هارموني .. كان الحديث جاذباً .. حسن تخلص – موزون ببيض النمل! - من مصائد الأسئلة الملغومة .. نبرة رياضية هادئة عبَرت بسلام فوق قنبلة السؤال الموقوته ..  شرف العبور اقتضى تخريجاً ذكياً لموقف المجلس الجديد من فطور الكاردينال الذي شغل الإعلام الرياضي وسود صفحات بعض الصحف ..!

سذاجة التعصب الرياضي الأعمى بأطرافه القاطعة وزواياه الحادة، تمددت في ماعون السؤال عن (فهَم) غريب لكنه سائد في أوساط بعض المشجعين .. تَجشَّم محاور البرنامج عناء القذف به في شباك الناطق الرسمي شديد اللباقة .. السؤال عن حالة شقيقين متباينين في ميولهما الكروية يبدو ساذجاً – بل غبياً إذا ما جاء بمعزل عن جنون عاطفة التشجيع الرياضي – لكنه رغم غرابته وجد المأوى العاطفي المتسع في نفوس كثيرين جلهم من صفوة التشجيع .. وبعضهم من أقطاب الوعي الرياضي ..!

الهلالابي والأمين العام (الجديد) وشقيقه المريخابي ورئيس الاتجاد العام (بالجديد) .. ثم مقتضيات الرزق وأحوال التجارة التي جعلت من الهلالابي أميناً على تسويق منتجات المريخ .. إجابة الضيف جاءت كما ينبغي لها أن تكون .. لكنها أحالتنا إلى مشكلة الخطاب الرياضي الموجه إلى المشجع المتعصب .. لا بد أن ينتهج الدفاع تكرار المسلمات ..!

إذ في السودان .. ومع هلال مريخ .. أنت دوماً بحاجة إلى أن ترديد الكلامات المسلم بها، على غرار .. أن الولاء الرياضي لا يقدح في الولاء الأسري .. وأن البراء المهني لا يقدح في الاخلاص الكروي .. إنها العصبية الكروية التي تفوقت على العصبية السياسية والإثنية بل والدينية .. فكيف لا تزعج طرقاتها أبواب الهجعة الأسرية ..؟!

على كل حال .. كانت سانحة طيبة بلا شك .. تلك الروح الرياضية المسئولة .. تلك الرصانة الإدارية التي تضمنها ذلك الحوار مفقودة بشدة في لغة الخطاب الرياضي المحلي عندنا .. نتمنى لها أن تسود بالتماهي مع اجتهادات الأقلام الرصينة ..ً

الكتابات التي تستثير تعصبك الكروي وترضي غرورك كمشجع كثيرة – أكثر من الهم والهزائم على قلب رياضتنا القومية ! -  ولكن ليس أروع ولا أبقى ولا أكثر مدعاة لاحترام القارئ الموضوعي من نزاهة  قلم حكيم ..  إقرأ لعبد المجيد عبد الرازق يوم أمس الأول وهو يناصر الهلال في معركته القادمة .. واقرأ له غداً إن فاز أو خسر .. ستجد – بلا شك -  القدر المطلوب من الحكمة الإعلامية الغائبة ..!

إذاً .. تسع نقاط .. وفوز معزز في عقر دار الخصم .. وفوز محلي هائل.. تلك هي ألوان اللوحة المعنوية لوقفة الهلال – اليوم - مع الاتحاد الليبي .. وقفته وهو يرتقي مدارج الكونفدرالية .. ولكن .. هل أقول ؟! .. نشوة الأداء الجيد (السابق) هي كعب أخيل كرة القدم السودانية ..!

كل الخشية على أداء الهلال من نشوة الفوز .. مع ظروف مهيأة كلياً (اذا استبعدنا التراخي .. تلك الطاقة السلبية التي تحدثها نشوة الفوز في أداء اللاعب السوداني على وجه العموم!) .. من لنا ببحث سايكولوجي في هذا الصدد ..؟!

خصم الهلال - اليوم - فاز قبل هذا في ثلاث مباريات .. منها اثنتان خارج أرضه .. فالحذر .. الحذر ..!

إنها مباراة الهلال (السوداني) .. وما بين القوسين هو مربط الفرس .. هي معركة (السودان) وهذا هو المهم .. تشجيع  الهلال – اليوم -  امتحان وطني كبير .. ومسئولية قومية .. مسئولية لا أب لها .. ولا لون ..!

منى أبو زيد
munaabuzaid2@gmail.com
 

 

آراء