الدكتور الفاضل عباس محمد على الذي تجهلونه

 


 

شوقي بدري
29 September, 2020

 

 

 

الطريقة التي انتقد بها الدكتور الفاضل عباس وزير المالية الحالي قد تكون صادمة للبعض ، الا ان هذا زمن الثورة التي على وشك أن تضيع ، لا وقت للمجاملات والمحلسة . الكثيرون لا يعرفون الفاضل . دعوني اعطيكم بعض المعلومات . 

يشهد من زامل الفاضل في مدرسة مدني الثانوية ان الفاضل كان متفوقا في دراسته واشاد به ناظره رجل التعليم الاسطوري هاشم ضيف الله . يشهد له الزملاء بالخلق الحسن الأدب الشديد واحترام الكبار . عندما اتناول سيرته مع ابن بلدة سنار الدكتور بابكر احمد العبيد بجامعة اوبسالا في السويد يبدا بالكلام عن سيرته الطيبة ادبه وحبه لواده واهتمامه الشديد بوالده واسرته . والده كان سائق تاكسي عرفه اهل سنار كمواطن رائع واب مهتم باسرته وأحسن تربيته لاولاده . الفاضل كان دائما ملتصقا في كل المناسبات او الاجتماعات ليقوم بخدمته وخدمة من حوله . وواصل عباس ابن الفاضل هذه السيرة من الادب واحترام الآخرين . في موتمر الجبهة العريضة في لندن في سنة 2010 كنت اجلس بالقرب من الفاضل وكانت الاستاذة سوزان كاشف تجلس خلفنا . وتكلف عباس بخدمة والده وخدمتي بالرغم من انني افضل دائما خدمة نفسي والآخرين . اغتنمت الاستاذة سوزان الفرصة وتواصلت طلباتها وكان الفاضل يخدمها باريحية وابتسامة صادقة . وبعد عدة مشاوير قالت لي الاستاذة سوزان ..... الولد ده مؤدب جدا . قلت لها ده ما ولد ده دكتور في مستشفي بريطاني . والرد كان ...معقول ؟ قلت لها الكان قاعد جمبي ده ابوه . ديل ناس مؤدبين بطبعهم .
لسنين عديدة اثبت الفاضل انه كاتب متميز باسلوب رصين لا يتوفر للكثيرين ، متمكن من ناصية الكلمة صاحب معلومات كثيرة ، اطلاع عالي . قبل فترة قصيرة اعلمني المفكر حيدر ابراهيم أنه قد اصدر كتابا في القاهرة ، اتحرق للاطلاع عليه .
عندما عاد النميري للسلطة كان الدكتور الفاضل محمد على في يوغندا في مهمة من حكومة السودان . اضطر مع كثيرين الى الذهاب الى براغ . وفي براغ لم تفتح لهم الحكومة الشيوعية ابواب النعيم كما يتصور الكيزان والكثير من الاغبياء الذين يتكلمون عادة عن الفنادق من سبعة نجوم التي تفتخ للمعارضة السودانية في خارج السودان .
بعد جهد تحصل الفاضل على 50 دولارا من صديق يعمل خارج السودان . واراد أن يغير الدولارات الى كرونات شيكية . استلم الشيوعي أ . ن ... الفلوس وبدلا من تغييرها هرب واتى الى السويد . وكنت مستغربا لأن ذلك الرفيق كان يعيش كل فترة دراسته على المنحة التي هى سبعة جنيهات سودانية فقط وكان بارعا في التواجد في الموائد العامرة . و50 دولارا كانت تعتبر ثروة في براغ . الفاضل لم يشهر بالرفيق المحترم والذي ترك الحزب وصار بعثيا وعمل في السفارة العراقية . ولكن بعد عشرات السنين اخبرني الفاضل.
ابو الغيط السياسي المصري كان في اجتماع في وزارة الخارجية الاماراتية . والفاضل كان موظفا في وزارة الخارجية وكان خاضرا في الاحتماع الذي ضم عدة جهات . وكان ابوالغيط يحذر الامارات من اعطاء مساعدات ، استثمارأ او ديون الى الدول التي جنوب مصر لأن هذا يعني أن اقتصادهم سينتعشن وسيؤثر هذا حصة مصر في مياه النيل الخ . وحسب فهمي أنا فتلك كانت بداية مؤامرة نسج الشباك للايقاع بالسودان رجل افريقيا المريض . بعد المداولات اراد الفاضل أن يطرح سؤالا لابي الغيط الا أن المسؤول رفض أن يعطيه الفرصة . فال ابو الغيط ساخرا خلوا ،، عثمانة ،، يتكلم . هاجم الفاضل أبي الغيط لأن هذا يعني الاضرار بمصلحة السودان ..... الخ انتهى الامر بالفاضل مطرودا من وظيفته . هل تعرفون لماذا هاجم الفاضل وزير المالية ؟ السبب هو انه سوداني غيور على ما يحدث لبلده الذي ضحي تشرد من اجله . كم من السودانيين على استعداد لأن يضحي بالمنصب في الامارات ؟ بعض الصحفيين يرفضون الهجوم على مصر ..... ياخي انحنا عندنا شقق في القاهر . بعدها مر الفاضل بظروف سيئة جدا . هذه الحقيقة قد نشرتها من قبل .
في سنة 1988 رفض الفاضل سيطرة الصادق وكريماته واولاده على حزب الامة وتقاربه مع الكيزان . ورفع صوته بالشكوى . وقدم استقالة شجاعة وبقوة . ونشرت تلك الاستقالة في الصحف كانت عندي صورة منها فقدتها .
بالرغم من احترامي لمنصور خالد طيب الله ثراه واعتبره ،، فلتة ،، لا تجود الدنيا بها كثيرا وهو بدون منازع اعظم كاتب في الفترة السابقة . كنت غير راض بعدم رده على صديق الطفولة زين العابدين محمد احمد عبد القادر عضو المجلس العسكري المايوي في بورتسودان عندما وصف الاستاذ باللص الذي سرق خزينة السفارة في يوغندة . وكان منصور حاضرا . ومحجوب عثمان هو الذي ادخل منصور الى الحكومة لمعرفته الشخصية بمنصور كما كان يعرف مقدراته المتميزة . واغضب هذا الكثير من الشيوعيين .
من موضوع ..... يا منصور خالد ..... اقتباس
ذكر منصور ان من ادخله من باب السلطة هو الخال محجوب عثمان . وان ذلك ادخل محجوب في حرج مع الحزب الشيوعي عندما كان محجوب وزيرا للاعلام . فمنصور مصنف كعميل امريكي . ولقد ورد في الوثائق الامريكية ، ان السفارة الامريكية في الخرطوم قد استعانت بمعلوماته . والسفارة تستفيد بمعلومات من كل الناس . وهذا لا يجعل من منصور عميلا . وان كان بعيدا عن الفكر الشيوعي .
لقد اتهمت مايو محجوب بالسرقة وخيانة الامانة . وهذا الكلام قاله صديق الطفوله زين العابدين محمد احمد عبد القادر . ولقد قال عابدين هذا الكلام للجماهير في بورسودان وبحضور منصور . لماذا لم يدافع منصور عن محجوب ؟ محجوب لم يكن في يوغندة عندما عاد نميري للسلطة ؟ ولم يكن في امكانه ان ينهب خزينة السفارة . ومحجوب بالرغم من انه شريك في الايام مات فقيرا . ولم يمتلك حتي دارا .
عندما قال الشيوعيون ، سنرجع الي السودان حتي ولو نصبوا المشانق في المطار اعتقل محجوب . وقال نميري لمن لامه ,, محجوب عثمان الشيوعي يجيني بي رجلينه .... افكو ؟؟ ,, واضطروا في النهاية اعطاء شهاد خلو طرف من الخارجية فيما بعد.
اقتباس من موضوعي عظماء تعلمنا منهم ، محجوب عثمان .
اقتباس


حاول نظام نميري أن يشوه سمعة الشيوعيين بتحميلهم تبعة مذبحة بيت الضيافة والنميري يعرف أن هذه فرية . كذلك حاول نميري ونظامه أن يشوهوا سمعة الحزب الشيوعي السوداني في شخص محجوب عثمان واتهموه بأنه سرق خزينة سفارة عنتبي عندما كان سفيرا في يوغندا وهرب إلي المعسكر الشيوعي ، عندما حدث انقلاب هاشم العطا حاول الأستاذ محجوب عثمان أن يرجع إلي السودان مباشرة وعندما لم توجد أي رحلة إلي الخرطوم من عنتبي ذهب محجوب عثمان إلي نيروبي لأن الطائرات من نيروبي إلي الخرطوم متوفرة وأنا الآن أتحدث عن 19 يوليو وكانت أول طائرة للخرطوم يوم 26 يوليو . وفي نيروبي كان محجوب عثمان قد نزل ضيفا عند عبد الماجد بشير الأحمدي القائم بالأعمال وكان معه ثلاثة من السودانيين أحدهم الدكتور الفاضل عباس محمد علي المحاضر في لأمارات وسبب حضور دكتور الفاضل إلي عنتبي في وقتها أنه كان في مهمة من وزارة الجنوب التى كان وزيرها الشهيد جوزيف قرنق التي كان منتدبا إليها للعمل مع دكتور محمد مراد في الجهاز الدعائي والفاضل يمكن أن يشهد الآن وفي أي وقت بأن محجوب عثمان كان في نيروبي وعندما كان دكتور الفاضل في عنتبي كان يسكن عند صديقه الفاتح أحمد الحسن مسئول الأمم المتحدة والذي يعمل الآن في الأمم المتحدة في جنيف وله ارتباط بالصادق المهدي .
وفي نيروبي سكن دكتور الفاضل والآخرين في استراحة سودانير وقام الأحمدي برسبشن ضخم للزوار في منزله وأثناء الحفل أتت زوجته منزعجه فعرف بأن النميري قد رجع إلي السلطة وتغيرت المعاملة وطرد دكتور الفاضل والآخرين من الاستراحة . ودكتور الفاضل استقال من حزب الامه فى سنه 1988 ونشرت استقالته فى صحيفه الصراحه وكان يحتج على تسيطر الصادق المهدى واسرته على حزب الامه وتحالفه مع الترابى .
ولحسن الحظ كان عند الأستاذ محجوب فيزا لدخول بريطانيا فسافر في نفس الطائرة المتجهة إلي الخرطوم لندن . المؤكد أن الأستاذ محجوب لم يرجع إلي أوغندا لكي ينهب الخزينة كما ذكرت مايو ولقد قام دكتور عبد الرحمن أبوزيد بجامعة ماكريري بنقل عفش الأستاذ محجوب إلي منزله حتى جلد حمار الوحش والطبول الأفريقية وهذه المعلومات كان يمكن أن يؤكدها توفيق الملحق العسكري بالسفارة أو عمر يوسف بريدو وفي تلك الأيام اغتيل توفيق في مرقص ولكن بريدو والآخرين يمكن أن يؤكدوا هذه الحقيقة وتلك هي الأيام التي لم تكن الأمور مستقرة فعيدي أمين كان قد استلم السلطة قبل مدة وجيزة .
الغريب أنه كان للسودانيين وجود كثيف في بوغندا في تلك الأيام فحتى الشهيد بابكر النور كان في بوغندا قبل مايو وكان الشعب اليوغندي يتعاطف كثيرا مع الأنانيا .
ولكن الشيء المؤلم أن كل هؤلاء الناس صمتوا ولم يريدوا أن يذكروا أوأن تتبرأ ساحة الأستاذ محجوب عثمان لأن أي إدانة للأستاذ محجوب تعني إدانة للحزب الشيوعي السوداني والشرفاء

كركاسة
اتى الترابي بتلميذه المدلل مصطفي عثمان شحادين وطرد صيق عمره احمد عبد الرحمن محمد من وزارة الخارجية وسلمه وزارة الخارجية لشحادين ولم يكن يعرف من الدنيا اكثر من بعض طب الاسنان . لم يفتح الله على الجميع بكلمة احتجاج او انتقاد. وشحادين قد شتم الشعب وتحداه واظهر خبث معدنه بتنكره لولي نعمته الترابي . ولقد اثبتت الايام جبنه فبعد أن توعد الشعب بالقتل وقطع اليد صار اليوم يختفي عن الانظار حتى غندور الذي حسبناه ضعيفا عندما كان يبكي عندما تعرض البشير لاحتمال السجن في جنوب افريقيا يبدي بعض الشجاعة ودافع عن نظامة. اتي على كرتي سيخ اسمنتي الى وزارة الخارجية وما يعرفة عن وزارة الخارجية ليس أكثر من انها ساحة لكسب المال ، السفر على حساب الشعب وعقد الصفقات المريبة وتوج كل هذا بأن سلم احدى زوجاته سفارة ايطاليا ؟؟
لماذا الهجوم على عمر مانيس وزير الخارجية من منطلق انه كان سائق ليموزين ؟ الرجل تخرج من جامعة الخرطوم ومن الموكد ان له تجاربه ، وجوده في امريكا وواشنطون خاصة لسنين عديدة قد اعطاه اعظم الفرص لكي يحتك بالعالم الخارجي ويطور لغته الانجليزية بطريقة مشرفة . هذا رجل تعلم بالعرق والدمع ولن يكن رخوا او ضعيفا . نرحب بانتقاده عندما يظهر ضعفا في اداء عمله ولكن ليس بسبب مهنته السابقة . كم من السودانيين في امريكا او بقية العالم يمكنه ان يكون سائق ليموزين ناجح ؟

shawgibadri@hotmail.com

 

آراء