الدكتور خليل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة بدارفور فى آخر حوار قبل توجهه لتشاد
20 May, 2010
جئت إلى القاهرة بحثا عن السلام .... ولا أخشى طلب الخرطوم للإنتربول بالقبض على
الدوحة وسيط غير محايد ....والمفاوضات الجارية بها لن تصل إلى شىء بدون إصلاحات
أجرت الحوار
أسماء الحسينى وسمير بول
بعد عام ونصف من التفاوض مع الحكومة السودانية أعلن الدكتور خليل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة كبرى حركات التمرد بدارفور تجميد مشاركته فى مفاوضات الدوحة ،وفى الميدان إنهار وقف إطلاق النار بين الجانبين ،واشتعلت المعارك مجددا بدارفور ،وقد زار الرجل القاهرة مؤخرا ،وتزامن ذلك مع طلب الخرطوم من الإنتربول الدولى القبض عليه ،إلتقينا الرجل ،وسألناه عن زيارته للقاهرة ،وعن موقفه من مفاوضات الدوحة وعن آفاق التسوية بالإقليم ومستقبل الأوضاع بالسودان ،فكان الحوار التالى :
-كيف تنظر لطلب الخرطوم من الإنتربول الدولى إعتقالك ؟
=كلامهم بالنسبة لى غريبا وجاء فى وقت غير مناسب ،بعد أن دخلوا معنا فى مفاوضات سلام بالدوحة لمدة خمسة اشهر،وبعد أن وقعوا معنا إتفاقيتى حسن النوايا والإتفاق الإطارى للسلام ووقف إطلاق النار ....والسؤال هو لماذا لم يطلبوا القبض على عندما كنت فى الدوحة ،أعتقد أن تفسير ذلك هو أن طلبهم ذلك يأتى كرد فعل على تجميد مشاركتنا فى مفاوضات الدوحة ومطالبتنا بإصلاحات جوهرية فى العملية التفاوضية ،كما انهم لايريدون سلاما ولادورا لمصر فى مفاوضات دارفور .
-لماذا ترى أنهم لايريدون الدور المصرى ؟
=لأنهم لايريدون توقيع أى إتفاق يمكن أن تتابعه اى جهة وتطالبهم بتنفيذه،وهم لايريدون حلا سياسيا ،وما أحب أن أؤكد عليه هنا ام مصر لم تقف أبدا ضد مصالح السودان ،وكانت تعمل دوما على حل مشكلات السودان ومساعدة السودانيين ،ومصر هى بلد وملجأ كل سودانى ،وطالما أنا سودانى فلى حق فى مصر .... --هناك بعض الكتابات الصحفية فى السودان بدت منزعجة من قدومك للقاهرة ؟
= لا أدرى لماذا ينزعجون حينما آتى على هنا ...الحشد الذى استقبلنى كان تلقائيا تاييدا للحركة والقضية والجهد الذى نبذله ،ولو ذهبت إلى الخرطوم سأجد أكثر من ذلك ،وماجئنا على مصر إلا بحثا عن حل سلمى مفيد للسودان ،وإستشعارا منا باهمية الدور المصرى ودقة الموقف والوقت وخطورة الكارثة المقبلة على السودان واعنى إنفصال الجنوب .
-هل تخشى طلبهم للإنتربول ؟
=مطلقا ،إن هذا الطلب يعكس فى النهاية عجزهم ،لأننى كنت موجودا طوال الأعوام الخمسة الماضية فى دارفور ،وتعرضت لأكثر من عشر محاولات إغتيال عبر القصف بالطيران وبالحرب الميدانية نوفشلوا فى ذلك ،ووفوق ذلك فقد ذهبت إليهم بنفسى إلى الخرطوم فى إشارة إلى غزوه للعاصمة عام 2008 ،والأن أنا عائد إليهم فى الميدان فليلقوا القبض على بأنفسهم بدلا من اللجوء إلى الإنتربول .
-هل ستعود من القاهرة إلى دارفور ؟
=نعم ...ولا أعتقد انهم بذلك بحاجة إلى بوليس دولى ...كلامهم هذا بالنسبة لى كلام غير مسئول ،ولو أردت الإنسحاب من مفاوضات السلام وإفتعال الأعذار كما يفعلون ،لرفضت التفاوض قبل أن يذهب البشير إلى المحكمة الجنائية ،لكننا فضلنا الحلول الوسط ومعالجة القضايا.
-ألا تشعر أنك الآن محاصر سياسيا وعسكريا بعد المصالحة السودانية التشادية وغيرها من التطورات ؟
=أبدا ...أنا أولا أؤيد أن تعود العلاقات وتصبح طبيعية بين البلدين ،لأنهما أرض واحدة وشعب واحد ،وبينهما مصالح مشتركة ،وأنا لاأريد إطلاقا أن أكون سببا لصراع بين الدولتين ،ولاسببا لمعاناة أى نازح أو لاجىء ،فأنا واحد ممن يؤيدون عودة النازحين واللاجئين لقراهم لوتوافر الأمن ،ولا استثمر فى نزروح وتشرد الناس ،كما اننى غير موجود داخل الاراضى التشادية ،وموجود داخل دارفور ومعتمد على شعبى وقدراتى .
-وضعكم العسكرى صعب الآن ؟
=وقعنا مع الحكومة وقف إطلاق النار والتزمنا بالمواقع المتواجدين بها ،ومؤخرا هاجموا قواتى وقالوا إنهم حاصروها وقضوا عليها ...ولكن الواقع أننا أصبحنا موجودين فى كل انحاء دارفور .
-تريدون مهاجمة الفاشر ...وتهاجمون كردفان ؟
=نحن الآن منتشرون فى كل انحاء دارفور وكردفان ....وكنا قد جمدنا نشاطنا العسكرى بعد توقيع وقف إطلاق النار معهم ،وكنا صادقين فى ذلك ،لكننا اكتشفنا لاحقا أنهم كانوا يريدون هذا الوقف لفترة الإنتخابات ،التى زوروها ومنحوا انفسهم خمس سنوات إضافية فبالزور ،ثم تفرغوا لمحاولة القضاء على حركتنا .
-أليس غريبا ان تأتى بعد عام وخمسة أشهر من التفاوض فى الدوحة لتقول أن بها إشكاليات ....ألم يكن ذلك واضحا لك منذ البداية ...لماذا تأخر إحتجاجك عليها ؟
=أولا موقفنا هذا ليس موقفا مفاجئا ،خاصة لإخواننا فى الدولة المضيفة وللوسيط المشترك جبريل باسولى وقد تحدثنا معهم كثيرا بشأن هذه القضايا التى نرفضها وتقدمنا بأوراق بشأنها ،وقدمنا خارطة طريق للحل ،لكنهم ضربوا بكل ذلك عرض الحائط .
-من الذى فعل ذلك ؟
= الوسيط والدولة المضيفة ،وقد ابلغنا إخواننا فى قطر أن المنبر غير محايد وغير عادل ،ولكنهم احتجوا على ذلك ،وقلنا لهم لدينا شواهد على ذلك .
-ماهى ؟
=لايمكن لمنبر سلام ان يتدخل لإنشاء حركات جديدة ،أو يأتى بأطراف أخرى فى المفاوضات ،أو يأتى بحركات مجتمع مدنى كما يريد ،ولايمكن لمنبر سلام أن يحول المفاوضات إلى قبلية أو يعمل لصالح طرف على حساب طرف آخر ....وفى النهاية وجدنا أن إستمرارنا فى الدوحة يجعلنا مجرد "محللين "،أى نجلس لنعطى شرعية لما يفعلون ،واستطيع أن أقول ان هناك مؤامرة على قضية دارفور .
-ممن ؟
=من عدة جهات على رأسها الحكومة السودانية ،وقد وجدت تعاونا من الدولة المضيفة ،ومن الوسيط المشترك ومن دول أخرى .
-كانوا يقولون فى بداية هذه المفاوضات أن قطر تدخلت للصلح بين إسلاميين ؟
=نحن لسنا حركة إسلامية ،بل حركة قومية عامة وحركة سياسية مدنية ،واعتقد أن قطر دخلت فى البداية بحسن نية ،لكنها ماستطاعت أن تحافظ بعد ذلك على خط التفاوض سليما ،ونطالبها الأن ِان تراجع نفسها .
-ألا تعتقد أن قطر بذلت كل مايمكن من أجل إنجاح المفاوضات ؟
=قطر دولة شقيقة ،وهى دولة عربية وإسلامية ،ونحتفظ بعلاقتنا معها ونحترمها ونشكر جهدها وإخلاصها وكل ماقدمته،لكننا لانستطيع أن نساوم فى قضيتنا ،وخاصة بعد أن تبين لنا أن الأمور الجارية فى الدوحة لن تفضى إلى سلام ،فإذا تواضعوا وقبلوا النقد الموضوعى والمبررات التى قدمناها بموضوعية ،وهى حقيقية وغير مزيفة ....ونحن أنفسنا ليس لدينا مصلحة فى تخريب المنبر أو الخروج عليه ،ونحن من ساهمنا فى إنشائه ،وصبرنا عليه ،واوصلناه إلى هذه المرحلة ،لكننا فى الوقت نفسه لايمكن أن نستمر فى منبر ينتهى فى خاتمة المطاف إلى لاشىء ،وفى منبر أصبح أقرب إلى الإضرار بالقضية ،ولن يصل إلى سلام ،ولذا جمدنا مشاركتنا ،وليتهم يتعاونون مع إخوانهم فى مصر .
-هل يمكن حدوث هذا التعاون من وجهة نظرك ؟
=أعتقد أنه ممكن ،وأتوقع الا ترفض قطر التعاون مع مصر ،بل لابد أن يقبلوا التعاون ...وإخواننا فى قطر حقيقة يقبلون النقد وهم اناس عقلانيون ،ومصر تستطيع أن تعاونهم للتوصل إلى سلام بدارفور ،وإذا هم غير محتاجين لمصر ،فنحن بحاجة إليها لحل قضيتنا ،وامامهم إما ان يقبلوا إصلاح المنبر ،أو ان يفشل المنبر نفسه بنفسه .
-ماالذى تملكه مصر فى رأيك ويجعلها وسيطا محايدا لحل القضية السودانية ...وهل ستجد من الأطراف السودانية التعاون المطلوب ؟
=نحن فى هذه المرحلة لانريد أن نتكلم عن مصر كدولة مضيفة ووسيط بديل لقطر ،لكن نريد أن نتكلم عنها كدولة معينة ومساعدة ومسهلة .
-كيف ؟
=أولا مصر تستطيع مساعدتنا فى توحيد الحركات المسلحة لأن لديها رؤية فى أن تعدد الحركات وإقحام المجتمع المدنى لن يؤدى لسلام ،لأنه من الضرورى جدا تحديد أطراف الحوار وتوحيد الحركات فى حركة أو جبهة واحدة أو وحدة إندماجية ،وأنا أعتقد أن مصر على علاقة طيبة باطراف كثيرة من حركات دارفور ،ونحن فى حركتنا سنقبل بوحدة أو إئتلاف ،ليكون فى النهاية موقفنا موحدا ،وهذا مخرج يجنبنا تعدد المسارات وتعدد الإتفاقات ،ويلغى ظاهرة المحاباة ،وولو توحدت الفصائل لأمكن علاج كل المشكلات ،لكن الحكومة السودانية لاتريد توحيد الناس ،والوسطاء يسايرونها ،وهذه هى المشكلة ،ولذا قلنا لهم إنهم غير محايدين ،إذ لم تساعدنا قطر البتة فى تحقيق وحدة الفصائل ،مع أن ذلك كان فى مصلحة المنبر ،وليس بالسعى لخلق حركات جديدة .
-أليس من المبالغة تصوير الأمر وكأن التوصل لإتفاق معكم بحقق السلام بدارفور ،وكأنه لاوجود لأى حركات على الأرض غيركم ؟
=لا ليس فى ذلك أى مبالغة ....الشىء الذى لاشك فيه أنه لو وقعت حركة العدل والمساواة إتفاق سلام فإن الحرب ستنتهى حتى لولم توقع أى حركة أخرى ،لأن باقى الحركات الموجودة هى فى الواقع منظمات مجتمع مدنى ،أى أنه لاوجود عسكرى لها ،وبعضهم كان ينتسب لحركة مسلحة فى السابق ،وآخرون لم يروا دارفور منذ 26 عاما ،والمشكلة ان الحكومة لاتريد أن توقع إتفاق سلام مع حركة العدل والمساواة لانها لاتريد أن تدفع إستحقاقات السلام ،وتفضل بقاء حركات كثيرة جدا متشاكسة ،ونصفها تابع للحكومة ،حتى عندما تأتى للتفاوض تجد نفسها تتفاوض مع نفسها .
- هل لو أتيحت لحركتكم بعض المناصب فى رئاسة الجمهورية وغيرها يكون مرضيا لكم ؟
- =نحن نتفاوض على مصالح الناس وليس على مناصب لأشخاص ،كما أننا لسنا إطلاقا ضد مينى أركوميناوى الذى يشغل منصب كبير مساعدى الرئيس عن دارفور ،ولانشترط إزالة أحد من موقعه بقدر مانبحث عن معادلة لمعالجة المشكلات العالقة ،ونريد حلولا سياسية للقضايا الكبيرة ،وهى ليست صراعا حول سلطة أو كرسى ،ولانتعامل بعقلية أن المسئول الأول يأخذ أكبر منصب ،وهذه المرة سنختلف عن الآخرين ،فنحن نبحث عن حقوق المهمشين وعن مستقبل كل أهل السودان ،ولانراهن على وظائف لأن برنامجنا أصلا برنامج تغيير ،وليس لكى نكون جزءا من الحكومة أو نجد وظيفة ،وهذا ليس هدفنا الأساسى .
- ماهى الخطوة المقبلة لحركتكم ؟
=نحن الآن نتكلم عن السلام ،ومزاجنا مزاج سلام .
-....هل يعبر كلامك عن تطور حدث فى نهجكم أم أنه كلام مناقض لما ظللتم ترددونه حول ضرورة إسقاط النظام وخاصة بعد الإنتخابات ؟
=طبعا ماحدث فى السودان هوتزوير للإنتخابات ،وهوغير مفيد ،ولم يحدث له مثيل من قبل فى إنتخابات سودانية أو فى العالم .
-ماهى خياراتكم الأخرى الآن ؟
=أرجو ألا نضطر إلى خيارات أخرى ،نحن نريد السلام ،ومن أجله جئنا لمصر .
-لكن هناك واقع جديد يتشكل الآن فى دارفور على ضوء الإنتخابات الأخيرة ،وربما يكون من تم إنتخابهم مطرحون للمشاركة فى أى مفاوضات مقبلة ؟
=هؤلاء جميعا مؤتمر وطنى ،ولايوجد من يمثل الشعب حقيقة لافى دارفور أو غيرها ،وهناك غضب شعبى عارم ،بعد تزوير الإنتخابات ،وهذا سيضرهم مستقبلا ،لكنه واضح تماما أنهم استطاعوا تقليم أظافر الأحزاب السياسية ،ومايحدث ليس فى مصلحة المؤتمر الوطنى ،الذى يجب أن يراجع نفسه ،ويرجع للأرقام الحقيقية ،حتى يعرف قدره الحقيقى .
-وكيف ترى المخرج من الأوضاع الحالية ؟
=لابد أن يجنح حزب المؤتمر الوطنى نحو توحيد الجبهة الداخلية وتكوين حكومة قومية ،يشرك فيها باقى القوى والأحزاب الحقيقية ،وهذا وحده يساعد على تأمين الوحدة الداخلية وتأمين وحدة البلد .
-تتحدث كثيرا عن قضية وحدة البلد ؟
=هذه المسألة مهمة للغاية ،أتحدث عنها كثيرا لأننى لا أرى موضوع أهم منها حاليا ،ولكن بالطبع حل مشكلة دارفور سيساعد فى دعمم الوحدة التى نريدها ،وأعتقد أن إنفصال الجنوب سيؤدى إلى تفتت أقاليم أخرى ،جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور وشرق السودان ،ولن يتبقى بعدها إلا مساحة محدودة للغاية تعرف بإسم "مثلث حمدى "نسبة إلى وزير المالية الأسبق ،وهم يعملون الآن على إعداد الشمال للإنفصال ،كما يعد الجنوبيون بدورهم الجنوب للإنفصال ،والطيب مصطفى خال الرئيس البشير يملأ السودان حديثا عن الإنفصال ،وهو يعبر عن عن جهات نافذة فى الحكم ،وهؤلاء يتمنون لو طالبت حركة العدل والمساواة طالبت بالإنفصال ،وهم غير مكترثين بإنفصال الجنوب ،لأنهم يرون أنه ينازعهم فى الحكم ويتحدث كثيرا عن الحقوق ،ويجد مساعدة عالمية فى ذلك .
-وهل أصبح إنفصال الجنوب فى رأيك قادم لامحالة ؟
=فى ظل إستمرار الأوضاع الحالية نعم ،وسيكون ذلك إما عبر الإستفتاء ،وقد يعلنونه من طرف واحد عبر البرلمان ،وسيجدون وقتها من يؤيدهم ،ولكن عند إنفصال الجنوب ستكون هناك صراعات على الحدود بين الشمال والجنوب ،وستكون هناك علاقة سيئة بإستمرار ،وستكون غالبا مثل علاقة أثيوبيا وأريتريا ،ولن تكون هناك ثقة بين الطرفين .
-من قتل الجنديين المصريين من قوات حفظ السلام ...وهل هناك إستهداف للدور المصرى فى رأيك ؟
=لا يوجد إستهداف لمصر ،بل الناس فى دارفور يحبون المصريين ،وليس هناك سببا يجعل أحدا يستهدفون مصر ،كما أنه ليست هذه المرة الأولى التى يقتل فيها جنود من قوات حفظ السلام ،فقد تكرر ذلك كثيرا فى السابق ،وقتل جنود نيجيريون وروانديون ،ولايمر شهر تقريبا إلا وتستهدف هذه القوات ،وأنا أتوقع أن من ارتكب جريمة قتل الجنديين المصريين هم قطاع طرق كما أعلن ،وهؤلاء يستهدفون المركبات والسلاح ،وما أحب أن أؤكد عليه هنا أن هذه القوات ، مصممة لحفظ السلام ،ولكنها تورطت أنها لم تجد سلاما لكى تحفظه ،ولم يستطع مينى أركو ميناوى توفير أى سلام لها بعد توقيع إتفاق أبوجا ،وبالتالى أصبحت فى مأزق ،وهى بدون صلاحيات ،وليس لديها معرفة بالأرض ،ولذا تصبح هدفا لسلب أسلحتها وسياراتها ،ومن جانبنا نأسف لما حدث للجنديين المصريين ،وقدمنا التعازى فيهما ،ولو كنا قريبين لألقينا القبض على الجناة ،وقد فعلنا ذلك سابقا .
-على ذكر السيد مينى ...لماذا تتحرشون بقواته ؟
=لقد جردنا قواته أكثر من مرة من أسلحتها ،وكلما جردناها كانت الحكومة تعود فتسلحا ثانية ،وآخر مرة استولينا على 48 عربة من عرباته .
-لو استدركت من أمرك مااستدبرت ...كنت تقوم بغزو أم درمان ؟
=أقول بإختصار أن التجربة كانت ناجحة ،واعتقد أنها جديرة بالدراسة والغنتباه ،كانن ناجحة عسكريا وسياسيا ،لكن كان بها أيضا خسائر كبيرة .
-ماذا كان غرضك الأساسى منها ؟
=الحرب كانت كلها فى دارفور ،وكانوا يصفون حركتنا بالعنصرية ونحن حركة قومية وقضيتناف المركز .
- هل أردت أن تذيق أهل الخرطوم مرارة الحرب التى تعانون منها ؟
=أهل الخرطوم لم يروا حربا من قبل ،يسمعون فقط بالحروب فى دارفور والجنوب وشرق السودان .
-ألم تكن حربا بالوكالة عن تشاد ردا على ماتراه تشاد من دعم الخرطوم للمتمردين التشاديين ؟
=هذا غير صحيح ،ونحن ليس مصلحة لنحارب نيابة عن تشاد ،وليس صحيحا أن المقاتلين كانوا تشاديين أو من قبيلة بعينها ،بل كانوا من كل أهل السودان ،وكل ماقمنا به كان جهدا سودانيا صرفا ،و لم نخف شيئا ،وأخبرناهم أننا قادمون .
-....قتل فيها أبرياء ؟
=لم تكن أول مرة تحدث ،كان هناك محاولة عام 1976 التى شارك فيها الصادق المهدى والشريف الهندى .
-لكن الحركة الشعبية لم تفعلها ؟
=كانت لديها النية ...ولو طالت الحرب ولم تدخل السلام لفعلتها .
-لماذا لم يتم قطع الطريق عليكم يومها قبل الوصول للعاصمة ؟
= أعتقد أنهم اجتهدوا ،وقد اكتشفونا مبكرا وضربونا فى جبل عيسى بدارفور وأحدثوا فينا خسائر كبيرة وشهداء ،وظلوا يضربوننا طوال الطريق ،وكانوا حريصين على ألا تدور المعركة فى الخرطوم ،وكنا بدورنا أكثر حرصا على ألا تبدأ إلى فى الخرطوم .
-هناك حديث دائم عن إرتباطك بالدبابين فى حرب الجنوب ،وأنك كنت شخصا نافذا فى النظام الذى تحاربه الآن ؟
=بالنسبة لمشاركتى فى حرب الجنوب حدثت من أكتوبر عام 1992وحتى بداية يوليو ،قالوا لى إنهم يحتاجون مساعدة عاجلة بعد هجوم مشترك من أثيوبيا واريتريا وأوغندا والحركة الشعبية ،ذهبت ضمن 1500 رجل من دارفور بناء على نداء وطنى بأن جوبا ستسقط بغزو أجنبى ،وما أحب أن أؤكده هنا أننى لم أحارب ضد الجنوب إطلاقا ،وغنما حاربت لصد عدوان أجنبى يهاجم البلد ،ولست ندمانا على تلبية نداء الوطن ،ولكننى لما ذهبت إلى الجنوب عرفت حجم الظلم ،وكان هذا أحد دوافع تمردى لاحقا ،حيث اكتشفت كيف يتم قتل الناس بإسم التمرد ،وان ذلك غير صحيح ،وسألت يومها المسئولين الأمنيين :إذا كان المتمردون محاربون وخارجون على القانون ...فما ذنب شعب الجنوب ،والمهم أن تفكيرى كله تغير،وتوليت بعدها مسئولية الصحة فى جوبا ،فجاءنى يوما مدير عام الصحة بها يقول لى :يجب أن نبحث عن طريقة لوقف الولادات فى جوبا ،فلما سألته لماذا ،قال لى الرجل وكان يومها يائسا :الخسائر كبيرة الأمهات والأطفال كلهم يموتون ،الأفضل نحتفظ بحياة الأمهات على الأقل ،وقد كانت الخدمات الصحية رديئة والناس فى الجنوب يعانون المجاعة والأحوال المعيشية الصعبة ،ويومها قلت للمسئولين :إن جوبا أصبحت سجنا كبيرا ،وبالجنوب كانت بداية تحولى ،حيث اكتشفت أن مايتم بإسم الإسلام والوطنية من إضطهاد للناس هو خطأ كبير ،كان إسلاما سياسيا فقط ،كانوا يستخدمون العاطفة الدينية للسيطرة على الناس ،ويقولون لك انت رجل قومى ووطنى حتى تتبعهم ،ولكن غذا تكلمت عن حقوقك وحقوق الشعب والأقاليم ،فسيتهمونك على الفور بأنك عنصرى .
-دكتور خليل يتهمك خصومك بأنك شخصية صعبة وأنك لايرضيك سوى أن تكون الرئيس البشير أو على الأقل مكان نائبه الأستاذ على عثمان طه ؟
=ليس صحيحا ...أولا انا شخص بسيط بدوى ،راعى إبل ،لا أطلب شيئا لنفسى ،وكل ما أطلبه للمهمشين ،وليس لأشخاص ،وقد لا اشارك مطلقا فى الحكومة فى حال التوصل للسلام ،وكل ما اطلبه هو حقوق وتمثيل عادل لشعب حجمه 40%من السكان ،ألا يستحق غقليم دارفور أن يكون له نائب رئيس يمثله ،مطالبنا موضوعية ،ومن يرونها تعجيزية وكبيرة هم الذى بستحقرون الشعوب .