الدوران !!
أشرف عبدالعزيز
24 February, 2023
24 February, 2023
الصباح الجديد –
ما زال كثير من الممسكين بتلابيب العمل التنظيمي بالمؤتمر الوطني المحلول والواجهات المصنوعة يفكرون بذات العقلية القديمة ويقدمون الأمني على السياسي في مظنة منهم أن التكتيكات الأمنية هي التي تعبد الطريق أمامهم للعودة للحكم مرة أخرى.
وبالرغم من الانشطارات الأميبية التي أنتجت تيارات متعددة وسط الإسلاميين إلا أن غالبها يتفق على إزاحة النظام بالوسائل الفنية الأمنية بدلاً عن السياسية وبالتالي تجد الكل يعمل على شاكلته ولكن المشترك هو عودة تياره إلى السلطة ليحكم ويسيطر على مفاصل البلاد بذات النهج السابق وذات الخطاب المستهلك.
والغريب أنهم نجحوا في الوصول إلى السلطة ولكن صعبت عليهم السيطرة لأن التحولات التي حدثت في المجتمع السوداني نتاج الثورة لن تسمح بتبديل جلدهم مهما كانت محاولتهم التشكيكية في خطاب الخصم وتقزيمه (قحاطة – علمانيين- أحزاب بلا وزن)، والدليل على ذلك.. بعد أن قررت اللجنة الأمنية استلام السلطة من البشير نتيجة سقوطها فعلياً بعد وصول الثوار إلى محيط القيادة العامة كانت الخطة بأن يستلم السلطة الفريق عوض إبنعوف وحتى تهيئ الساحة له تم اعتقال قيادات المؤتمر الوطني ووضع البشير في مكان آمن وغيرها من الاجراءات التي تشبه لحد كبير ذات خطوات التعمية والتمويه التي أتبعت في أول الإنقاذ ولكن ماهي المحصلة هذه المرة؟ بعد بيان إبنعوف مباشرة ومباركة الخطوة علت الهتافات في الاعتصام وفي كل السودان (أبنعوف جابو الكيزان) وهكذا نسفت الخطة وتحت الضغوط استقال إبنعوف وتسلم البرهان مقاليد الحكم.
وفي المقابل تنامى الوعي الجماهيري ولذلك تمسك الثوار بالاعتصام لتحقيق المطالب واشترطوا إنفاذها لمغادرتهم، وفي أثناء هذا المناخ الملتهب بدأ التحرك الثاني وذلك بفض الاعتصام والاعلان عن حكومة جديدة ولكن بعد المجزرة إتضح أن القرار كان خاطئاً وأورد العابثين مورد الهلاك ، وبعد أن حدث ما حدث لم يتم تشكيل حكومة وإنما كانت العودة للتفاوض وهكذا جاءت بعد هذا المخاض العسير ودماء الشهداء حكومة حمدوك.
وما أن بدأت حكومة حمدوك في الانجازات ورفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وبدأت المؤتمرات تنتظم في باريس وقبلها برلين لاعفاء ديون السودان الثقيلة والبالغة 60 مليار جنيه ، لم تعجب هذه الخطوات انصار النظام البائد وبدأوا في حصار الحكومة وتضييق الخناق عليها تارة بالمضاربة بالعملات وتارة أخرى بتحريك ترك لإغلاق الطريق القومي (الخرطوم – بورتسودان) واستفادوا من مخاوف العسكريين بتسليم رئاسة المجلس السيادي للمدنيين واستطاعوا اقناعهم بقلب نظام الحكم وظنوا أنهم يستطيعون ترتيب الأوضاع كما كانت عليه من قبل ولكن بعد أن عادوا إلى سدة الحكم فشلوا لأن الأدوات التي كانوا يستخدمونها عندما ضرب الحصار على الانقاذ من قبل المجتمع الدولي أصبحت فاقدة للصلاحية ، وهكذا عاد العسكر مرة أخرى للقوى السياسية ووقعوا على الاتفاق الاطاري.
والغريب ما زالوا يصرون على ذات الخطة إنها عقلية الدوران مع الطوارئ التي لم تعد صالحة فالشعب السوداني أصبح واعياً وكل الأجيال لم تعد تنطلي عليها مثل هذه الخطط البالية.
الجريدة
ما زال كثير من الممسكين بتلابيب العمل التنظيمي بالمؤتمر الوطني المحلول والواجهات المصنوعة يفكرون بذات العقلية القديمة ويقدمون الأمني على السياسي في مظنة منهم أن التكتيكات الأمنية هي التي تعبد الطريق أمامهم للعودة للحكم مرة أخرى.
وبالرغم من الانشطارات الأميبية التي أنتجت تيارات متعددة وسط الإسلاميين إلا أن غالبها يتفق على إزاحة النظام بالوسائل الفنية الأمنية بدلاً عن السياسية وبالتالي تجد الكل يعمل على شاكلته ولكن المشترك هو عودة تياره إلى السلطة ليحكم ويسيطر على مفاصل البلاد بذات النهج السابق وذات الخطاب المستهلك.
والغريب أنهم نجحوا في الوصول إلى السلطة ولكن صعبت عليهم السيطرة لأن التحولات التي حدثت في المجتمع السوداني نتاج الثورة لن تسمح بتبديل جلدهم مهما كانت محاولتهم التشكيكية في خطاب الخصم وتقزيمه (قحاطة – علمانيين- أحزاب بلا وزن)، والدليل على ذلك.. بعد أن قررت اللجنة الأمنية استلام السلطة من البشير نتيجة سقوطها فعلياً بعد وصول الثوار إلى محيط القيادة العامة كانت الخطة بأن يستلم السلطة الفريق عوض إبنعوف وحتى تهيئ الساحة له تم اعتقال قيادات المؤتمر الوطني ووضع البشير في مكان آمن وغيرها من الاجراءات التي تشبه لحد كبير ذات خطوات التعمية والتمويه التي أتبعت في أول الإنقاذ ولكن ماهي المحصلة هذه المرة؟ بعد بيان إبنعوف مباشرة ومباركة الخطوة علت الهتافات في الاعتصام وفي كل السودان (أبنعوف جابو الكيزان) وهكذا نسفت الخطة وتحت الضغوط استقال إبنعوف وتسلم البرهان مقاليد الحكم.
وفي المقابل تنامى الوعي الجماهيري ولذلك تمسك الثوار بالاعتصام لتحقيق المطالب واشترطوا إنفاذها لمغادرتهم، وفي أثناء هذا المناخ الملتهب بدأ التحرك الثاني وذلك بفض الاعتصام والاعلان عن حكومة جديدة ولكن بعد المجزرة إتضح أن القرار كان خاطئاً وأورد العابثين مورد الهلاك ، وبعد أن حدث ما حدث لم يتم تشكيل حكومة وإنما كانت العودة للتفاوض وهكذا جاءت بعد هذا المخاض العسير ودماء الشهداء حكومة حمدوك.
وما أن بدأت حكومة حمدوك في الانجازات ورفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وبدأت المؤتمرات تنتظم في باريس وقبلها برلين لاعفاء ديون السودان الثقيلة والبالغة 60 مليار جنيه ، لم تعجب هذه الخطوات انصار النظام البائد وبدأوا في حصار الحكومة وتضييق الخناق عليها تارة بالمضاربة بالعملات وتارة أخرى بتحريك ترك لإغلاق الطريق القومي (الخرطوم – بورتسودان) واستفادوا من مخاوف العسكريين بتسليم رئاسة المجلس السيادي للمدنيين واستطاعوا اقناعهم بقلب نظام الحكم وظنوا أنهم يستطيعون ترتيب الأوضاع كما كانت عليه من قبل ولكن بعد أن عادوا إلى سدة الحكم فشلوا لأن الأدوات التي كانوا يستخدمونها عندما ضرب الحصار على الانقاذ من قبل المجتمع الدولي أصبحت فاقدة للصلاحية ، وهكذا عاد العسكر مرة أخرى للقوى السياسية ووقعوا على الاتفاق الاطاري.
والغريب ما زالوا يصرون على ذات الخطة إنها عقلية الدوران مع الطوارئ التي لم تعد صالحة فالشعب السوداني أصبح واعياً وكل الأجيال لم تعد تنطلي عليها مثل هذه الخطط البالية.
الجريدة