الدور المصري في الحرب

 


 

 

عصب الشارع -
التدخل المصري السافر وإشعال الفتن في السودان ليس وليد اليوم بل هو أمر يحدث على مر العصور منذ مساعدة المصريين للانجليز لإحتلال السودان بما سمي بعد ذلك الوقت بالحكم الثنائي وقد إعترف الرئيس المصري الراحل حسني مبارك بأنه شارك كطيار في ضرب الجزيرة ابا إبان حكم الراحل جعفر النميري والامثال لتلك التدخلات عديدة وكلها تصب في مصالح الجانب المصري في الحديقة الخلفية كما تسمي السلطات المصرية السودان..
ومعلومة المسئول الأمريكي عن مشاركة الطائرات المصرية في ضرب بعض المواقع بالخرطوم صحيحة وقد قامت الطائرات المصرية فعلا بضرب مواقع لشل قدرات السودان العسكرية بصورة عامة وليس قدرات الدعم السريع بصورة خاصة وقد كان ذلك في الأسابيع الأولي للقتال إلا أن القوات المصرية إنسحبت بعد تحذير أمريكي قوي للسيسي من مغبة هذه الخطوة والتهديد بسحب الدعم الأمريكي لمصر إلا أن تلك القوات تركت وراءها كميات كبيرة من الذخيرة مازال الجيش يستخدمها حتي الان مع وجود دعم لوجستي من خبراء أمنيين مازالوا موجودين بالبدروم حتي الآن ولكنهم لايعملون لمصلحة الجيش وحده بل لمصلحة وطنهم مصر في المقام الأول..
المسئول الأمريكي حاول في الحقيقية القول بأن (المصريين) هم المتسبب الرئيس في هذه الحرب وان كان بطريقة غير مباشر وهي الحقيقة، فمصر كانت السبب الرئيس في اشتعال هذه الحرب في السودان رغم محاولات تجاهل هذه المعلومة من طرف العسكر فالشرارة الاولي كانت في قاعدة مطار دنقلا حيث تم حشد قوات مصرية كبيرة استعدادا لعملية واسعة ضد الدعم السريع بناء على معلومات استخباراتية وتنسيق مع اخوان السودان واتفاق (سري) بمساعدة السيسي لضرب (اخوان مصر) من خلال (مؤتمر الموازة) الشهير بشرم الشيخ وعندما اكتشفت ذلك قيادة الدعم السريع وطالبت بسحب تلك القوات علي اعتبارها تشكل تهديدا مباشرا لقواتها ودب الخلاف بين الجنرالين قبل ان يشعل الكيزان الفتيل بضرب معسكر المدينة الرياضية وهذه معلومات بديهية يعرفها كل سوداني
وحتي لا يعتقد احد بان مصر فتحت صدرها بكل ترحاب للسودانين الفارين من جحيم الحرب التي أشعلوها فان القراءة تقول بأنها لاتستقبل إلا من ترى بأنه يشكل إضافة إقتصادية لها فهي من جانب تستخدم ورقة اللاجئين السودانيين في الدعم العالمي بالإضافة الي التحويلات الضخمة للسودانيين المتواجدين هناك وهي عملية مدروسة لإنقاذ الإنهيار الاقتصادي الذي بدأ قبل إشتعال هذه الحرب وأخيراً فإن فوضى الوضع في السودان يساهم في تهريب المواد الخام (الماشية والصمغ والكركدي وغيرها) لانعاش سوق التصنيع الذي بدأ في التوقف بعد الثورة السودانية..
الدور المصري القذر في أحداث السودان الاخيرة سيضاف لدورها التاريخي لصناعة (القلاقل) بحديقتها الخلفية كلما استودعت مصلحتها ذلك والتأريخ سيظل يكتب ولكن متي تعي القيادات السودانية ذلك الدور الخطير فان الامر مرتبط بوجود حكومة ديمقراطية وطنية واعية تدرك بان مصلحة السودان اولا واخيرا .. وان حلايب وشلاتين سودانية
والثورة ستظل مستمرة
والقصاص أمر حتمي
والمجد والخلود للشهداء
الجريدة

 

آراء