الرئيس مبسوط مني .. وسياسة ( الخيار والفقوس)!! … بقلم: نادية عثمان مختار

 


 

 

مفاهيم

Nadiaosman2000@hotmail.com

مبدئياً ، أنا أعرف الخيار ولكن لا أعرف ما هو ( الفقوس) ولكن المثل الشائع والمعروف هو أن (فلاناً) يمارس سياسة ( الخيار والفقوس) ! أي تفضيل فلاناً على علان في بعض الأمور المهمة والنافعة للناس ربما ؛ أو حتى لهذا ( الفلان) وحده في بعض الأحيان !
هذا ما تفعله الحكومة الآن عندما تلتقي ، وعلى فترات متقاربة بزعيم حزب الأمة السيد الصادق المهدي وتُنفذ في شخصه الكريم ( تجربة) الحوار الذي تنادي به !
وكذلك تفعل الحكومة نفس الشيء عندما تتاح لها الفرصة لتتحاور مع  السيد محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب الإتحادي ؛ وهذا لعمري أمر جيد للغاية ، فما من عاقل يمكن أن يرفض إعلاء راية الحوار ، وهو ما ظللنا ننادي به طويلاً بحسبان أنه الحل الأمثل لكافة المشكلات التي تعتري جسد الوطن الحبيب !
ولكن السؤال هو مع من يكون الحوار يا حكومة ؟!
السادة الميرغني والمهدي أرقام كبيرة في مشهد السياسة السودانية ، نعم ولا يمكن المزايدة على وطنيتهما وثقلهما وجماهيرتهما ؛ ولكن لماذا لا يستصحب الحوار بقية زعماء المعارضة ، وحتى صغار المعارضين ، طالما أن المصلحة الوطنية هي الهم الأكبر وتقتضي لم شمل كافة السودانيين لإدارة حوار مؤسس ؛عله يُفضي لنتائج مرجوة تجنب البلاد والعباد شر التشرزم والتمزق والثورات الدموية التي تجتاح العالم من حولنا ؟!
الحكومة تُمارس سياسة ( الخيار والفقوس) الآن باستثنائها للحزب الشيوعي السوداني وحزب المؤتمر الشعبي من طاولة الحوار ، وأيضاً التقليل من شأن ( الفيسبوكاب) وهم مجموعة الشباب الثائر الذين يستخدمون وسائل التكنلوجيا الحديثة والمعلوماتية ومواقع التواصل الإجتماعي في الفيسبوك وغيره والذين أثبتت لنا تصريحات السيد مندور المهدي أنهم بالفعل لهم وزنهم ، ويسهمون بشكل كبير في ترويع الحكومة عبر ضربات الكيبوردات !!
ولكن يبقى السؤال .. لماذا تراهن الحكومة على جدوى الحوار مع حزب الأمة وحده دون غيره مع كامل إحترامي له ؟!
لماذا تُمارس سياسة  تجاهل الآخرين وهي تظن بذلك إنها تعاقبهم بحرمانهم من شرف الحوار معها ؟!
الأحزاب (المغضوب) عليها والمطرودة من رحمة الجلوس للحوار مع الحكومة ، أظن أن جريمتهم هي ممارسة ( عقوق الحكومة) وتحريض من أسمتهم الحكومة نفسها وعبر تصريحات السيد مندور بـ ( الأذيال) الذين يتم تعبئتهم للخروج للشوارع ، وإقامة المظاهرات ومن ثمّ إسقاط الحكومة !
هل تظن  الحكومة أنها بإغلاق باب الحوار أمام الشيوعي والشعبي و
( الفيسبوكاب) وفتحه على مصراعيه أمام حزب الأمة ستكون قد حلت مشكلة السودان ؟
هل المسألة عند الحكومة فقط هي جزء من (كيكة) السلطة التنفيذية والتشريعية تمنحه لحزب الأمة فيرضى ويمسك (أنصاره) عنها فلا يخرجون للمظاهرات ، وبذلك تضمن الحكومة وجودها على الكرسي في هدوء وسلام وبدون ( وجع رأس) ؟!
يحدثنا السيد المهدي والحكومة عن ضرورة قيام حكومة ذات ماعون قومي يسع الجميع ؛ فكيف يكون ذلك وهنالك أحزاب لها قادتها وقواعدها ولو كانت قلة مستبعدة من مجرد الحوار مع الحكومة في شأن البلاد والعباد ؟!
الشيخ الترابي نفسه أعلن مراراً  أنه يرفض الحوار مع الحكومة ولا أدري إن دعوا السيد نقد زعيم الحزب الشيوعي سيرضى أم لا ..!
ولكن أعتقد أن التحدي الحقيقي أمام الحكومة الآن هو مقدرتها على إقناع الجميع للجلوس للحوار ، والجميع هنا لا أعني بهم زعماء الأحزاب المعارضة فهنالك أحزاب أكبر وأكثر أهمية وهم ( حزب الشعب) ،(حزب محمد أحمد  المنسي ) ، ( حزب الشباب ) ، ( حزب الفيسبوكاب) ،
( حزب الجامعيين) ، ( حزب المرأة) و( حزب الشماسة) بكل الأسواق وهؤلاء لا يجب الإستهانة بهم ، بل يجب على الحكومة أن تترك سياسة التقليل من شأن الآخر وتبذل قصارى جهدها لجمع الكافة للحوار إن استطاعت لذلك سبيلاً !
ورغم معرفتي بإنعدام الثقة بين الحكومة ومعارضيها خاصة شباب الفيسبوك وكثير من العامة الذين لا علاقة لهم بتنظيمات معارضة ولا مواقع فيسبوك الإ أنني أتعشّم في أن تقوم الحكومة بدورها كاملاً ؛ وتدع سياسة ( الخيار والفقوس) !
وإن فشلت سنقول وقتها يكفيك شرف المحاولة !!

ختاماً ..
أجمل تعليق تلقيته حول صورة السيد الصادق المهدي وهو يقف مصرحاً للفضائيات ومن خلفه الرئيس البشير يقف مبتسماً جداً جداً  كان هو :
الرئيس مبسوط مني !!
و
ربنا يبسط الشعب يارب !!

( نقلاً عن أجراس الحرية)
 

 

آراء