الرياضة وكتاب السياسة (1/2)

 


 

حسن فاروق
30 April, 2013

 


أصل الحكاية

كتب الزميل العزيز والصحفي المحترم الأستاذ فيصل محمد صالح في زاويته اليومية أمس عن ظنون كتاب الصحافة الرياضية أو الزملاء الصحفيين الرياضيين بتطفل الكتاب السياسيين علي إختصاصهم عندما يكتبون أو يتكلمون في قضايا الرياضة ، وإعتبر ذلك غير صحيحا ، لأن الرياضة حسب تعبيره تهم قطاع كبير من الناس ( علي إختلاف أفكارهم ومهنهم وإتجاهاتهم ، ولها تأثيرات وتشابكات سياسية وإجتماعية وإقتصادية وثقافية ) إنتهي ، ثم ربط الأستاذ فيصل رؤيته بجدل دار بيني وبينه أكثر من مرة في موقفي من قضية شطب قائد فريق الهلال السابق هيثم مصطفي ( وقد جادلت صديقنا وزميلنا حسن فاروق أكثر من مرة في موقفه من شطب هيثم مصطفي من الهلال وتسجيله في المريخ ، والحيثيات للشطب ، فمن متابعة للأسابيع الأخيرة التي مرت من الدوري يتضح أن الرؤية الفنية للمدرب غارزيتو (طلعت آوت) ، فمكان هيثم مصطفي في الهلال ظل شاغرا ، ويمتلك الهلال خط هجوم ضار لا يجد التموين من الوسط ، ولو لعب هيثم مع تراوري لأحرز مزيدا من الأهداف في كل مباراة ولأنهي مسلسل التعادلات المستمر .
وبالمقابل ورغم هجوم الأقلام الهلالية علي مشاركات هيثم مصطفي مع المريخ ، إلا أنه أثبت أنه لايزال قادرا علي أداء دوره علي أكمل وجه وتمرير الكرات البينية القاتلة ، المشكلة الوحيدة هي أن فريق المريخ لا يمتلك خط هجوم ، وليس فيه لاعب يستفيد من تمريرات هيثم مصطفي ) ، إنتهي تحليل فيصل محمد صالح  ، وهذه الجزئية تحديدا أكبر دليل علي (تطفل) كتاب السياسة علي الرياضة ، لأنها إعتمدت علي الكتابة في العموم ، دون تفصيل علمي دقيق ، والأستاذ فيصل خير العارفين خاصة وأنه من المحللين السياسيين البارعين ( في ملعبهم) .
لذا فكل ماأورده فيصل لايخرج من عاطفة إعجابه باللاعب هيثم ، وهذا الأمر جعله يقرأ أزمة هيثم مع المدرب من الناحية الفنية فقط ، مع العلم أن القضية بها تشابكات وتعقيدات كثيرة ، أهمها علي الإطلاق مفهومنا للمنظومة الرياضية والأدوار التي تلعب من خلال هذه المنظومة ، ومن هو صاحب القرار؟ كل من خلال موقعه ، فالمدرب مدرب واللاعب لاعب ، وهيثم تربي تربية خاطئة في الهلال لضعف الادارات والمدربين أنسته أنه لاعب وليس مدربا يحدد متي يلعب وكيف يلعب وأين يلعب؟ عموما وكما ذكرت القضية أكبر من إختزالها في الجانب الفني .
ولكن حتي في الجانب الفني نتابع مع فيصل بالأرقام في الهلال والمريخ مع هيثم هيثم وبدون هيثم (كصانع لعب) في الفترة التي مرت من الدوري كما أورد فيصل محمد صالح في تحليله أمس لهذه الفوارق .
إذا أخذنا جانب الهلال سنجد أن هجوم الفريق هو أفضل خط هجوم في الدوري الممتاز للموسم الحالي حتي لحظة كتابة هذه السطور برصيد 13 هدف ، فكيف تأثر الهجوم بغياب هيثم ؟ وعلي مستوي الهدافين سنجد أن تراوري هو هداف الدوري الممتاز حتي الآن برصيد ستة أهداف ، فبماذا أثر غياب هيثم عن الهلال في هذه الحالة ؟ وأزيدك من البيت شعرا الهلال حقق الأفضلية في الهجوم الموسم الماضي بدون هيثم ، وأحرز سانيه 13 هدفا في الدورة الثانية التي شارك فيها ولم يصنع هيثم منها سوي هدفا واحدا أمام هلال كادوقلي ، كما نال مهاجم الهلال السابق سادومبا لقب هداف البطولة الافريقية الموسم الماضي بدون مشاركة قائد الهلال السابق .
أما في جانب المريخ فقد أحرز هجوم الفريق 12 هدفا هذا الموسم لم يصنع منها هيثم سوي هدفين فقط ، وإذا رجعنا بالتاريخ للخمس سنوات الأخيرة لنقف علي الأفضلية بين الهلال والمريخ في الهجوم والهدافين بوجود هيثم مع الهلال في هذه الفترة كقائد وصانع لعب ، سنجد أن المريخ تفوق علي الهلال بفارق كبير ، فقد إحتكر لقب أفضل هجوم في كل هذه المواسم ، وإحتكر لقب الهداف في كل هذه المواسم مابين طمبل وكلتشي وإيداهور وساكواها ، بل إن طمبل وكاتشي حطما الرقم القياسي لهداف الدوري في موسمين بإحرازهما ل( 21 هدف) ، كل هذا التفوق والإحتكار المريخي وهيثم صانع لعب الهلال .
أواصل




hassan faroog [hassanfaroog@hotmail.com]

 

آراء