الزحف الأخضر على أطراف اليابسة !!

 


 

 

أطياف -
حرّض القيادي بالمؤتمر الوطني إبراهيم غندور عناصر النظام المخلوع على الخروج للشارع باستمرار وانتزاع حقوقهم وأخذها بإيديهم هذه الدعوة تأتي تيمنا وتشبها بثوار ثورة ديسمبر المجيدة ، ( اهل الجلد والرأس ) الثورة التي وضعت أسس وقوانين المطالبة بالحقوق ، وسنت أدب انتزاعها بالطرق السلمية عبر التظاهر ، منذ ان كان حزب غندور حاكما وحتى تاريخ دعوته ، ها هي الثورة تصنع فرقا وتغييرا في العقليات الديكتاتورية وتجبرها لتعلن ايمانها جهرا بمبدأ التظاهر ، بعد ان كانت ترى الخروج على الحاكم حرام ، أنها مؤسسة ومدرسة الثورة السودانية لتعليم أسس وأبجديات وفن ولغة التعبير ليس للمنتسبين والمنتمين لها ، الدروس مجانية ومتاحة حتى للناطقين بغيرها
طالبهم غندور أن يخرجوا ليقيموا العدل ويخلّصوا البلاد من العمالة والبيع وأضاف أمرنا لن ينصلح إلاّ إذا توّحدنا ، وشدّد غندور خلال مخاطبته حملة إطلاق سراح عبد الرحيم محمد حسين، على ضرورة أنّ لا يتركوا البلاد مسومة بين هذا وذاك وقال لهم أنا لا أدعوكم للخروج يوم 29 أكتوبر فقط، إنّما أدعوكم إلى التواجد في الشوارع على الدوام حتى نأخذ حقّنا بأيدينا .
هذه الدعوة الصريحة تكشف أن ثمة (طبخة احترقت) داخل المطبخ السياسي الذي يجمع العسكريين وقيادات الحزب المخلوع تلك الطبخة التي وضعها قائد الجيش على النار لكنه انشغل عندما أخرج رأسه بالنافذة ملوحا الى القوى السياسية ومرحبا بها في الوقت الذي كانت الفلول تنتظره بغرفة الطعام ، دعوة غندور كشفت ان ما بينهم وبين البرهان لم يعد صالحا للتناول ومضرا بالمعدة ، هي دعوة للزحف الأخضر على اطراف اليابسة.
دعوة من رجل له وزنه في الحزب المحلول يدعو القواعد للخروج فهذا يعني فشل قيادة الحزب في الوصول الى الحكم عبر الطرق الأخرى ، وأنهم خرجوا خاسرين من اللعبة السياسية قبل النهائيات ، فالحزب يدعوا عناصره للتظاهر ، فكيف لانصار المخلوع تلبية الدعوة وهم لهم رأي واضح في عملية الخروج للشارع وان المظاهرات تتسبب في تعطيل عجلة الحياة اليومية بالاضافة الي رأيهم القاصر انها وسيلة غير مجدية لتحقيق الاهداف والمطالب.
دعوة غندور تعني ان كل الأساليب والحيل التي استخدمها الحزب المحلول وعناصره من اجل العودة للحكم وهزيمة الآخر ( كملت ) و ان كل خططهم لمحاربة الخصم وإلحاق الضرر بالوطن اقتصاديا وأمنيا ، لم تحقق مكسبا واحدا وباءت بالفشل ، حزب يسيطر على كل مفاصل الدولة ويعجز عن حكمها، سلب ونهب حقوق الشعب السوداني ويعجز عن استرداد حقه المزعوم ، وعن اي حق يتحدث غندور فثلاثين عاما تربعوا على الحكم ولم يحققوا للشعب السوداني ما يريد بل اخذوا حقه ومازالوا في طغيانهم يعمهون.
فان اراد غندور ان يتحدث عن الحقوق فهو مطالب ان يرد الحقوق الى أهلها فجميع املاك واموال الشعب السوداني عبارة عن مسروقات بحوزة قادة النظام المخلوع وقيادات حزبه ، فالشارع هو شارع الثورة والشعب السوداني الذي سيظل يطالب بحقوقه منكم ومن اللجنة الامنية المنسوبة لحكمكم المخلوع ، كان لغندور ان يحدثهم عن خيبتهم وفشلهم في استرداد الحكم وضياع احلامهم ، ويترك الشارع لأهله.
في مظاهرات اليوم هل استعد الفريق عنان لتفريق مواكب الفلول واستخدام الرصاص الحي ، ام ان الشرطة في هذا اليوم تعمل لخدمة الشعب !!
طيف أخير:
وأجملُ من حياةِ الذلِّ موتٌ وبعض العار لا يمحوهُ ماحِ
الجريدة

 

آراء