السفارة في العمارة السودان والتطبيع المستحيل مع اسرائيل

 


 

محمد فضل علي
4 February, 2020

 

 

لم يفعلها الكيزان ايها السادة فلماذا يريد البعض توريط البلاد في عملية مشينة من هذا النوع تعتبر علي اقل تقدير ليست من اولويات الشرعية السودانية واعادة بناء الدولة السودانية المهدمة.

الخرطوم ليس رجما بالغيب ولكن من واقع القراءة العميقة لخريطة المجتمع الذي اشعل الثورة الشعبية ستظل باقية في مكانها حريصة علي التزاماتها القومية والاسلامية عصية علي التطبيع مع تل ابيب.
واذا ثبت صحة وجود اتجاه رسمي للتطبيع مع اسرائيل تعتبر السلطة القائمة في الخرطوم في هذه الحالة قد اخلت بالتكليف الثوري والشعبي لادارة البلاد في الفترة الانتقالية بصورة تلقائية.
انه لامر مؤسف ان تنتهي ثورة السودان الي هذا الدرك السحيق من خيانة العهود والمواثيق وسيظل السودان عصيا علي الاختراق واقامة علاقات مع دولة مارقة ظلت تنتهك القوانين الدولية والانسانية لعقود طويلة وحتي ايامنا هذه التي تنتهك فيها حرمة المسجد الاقصي وتروع المصلين في ثاني القبلتين في القدس الشريف.
وعلي بعض الواهمين من الشعوبيين ان لايعتمدوا علي المقارنات الغير منطقية والاستناد علي التجربة المصرية و اتفاقية كامب دايفيد للسلام مع اسرائيل كمبرر ليسير السودان علي طريق التطبيع مع دولة اسرائيل حيث ان اتفاق السلام المزعوم المشار اليه لاوجود له علي ارض الواقع في الشارع والمجتمع المصري الذي عبر عنه في القصة الكوميدية و فيلم السفارة في العمارة حيث ظلت الاتفاقية المزعومة محصورة علي الصعيد الرسمي وظلت حركة السفير الاسرائيلي في القاهرة محصورة طيلة تلك العقود الطويلة من الزمان بين مباني السفارة وبعض المباني الرسمية في العاصمة المصرية لا اقل ولا اكثر.
اما في السودان فقد قامت الدولة الرسمية وبمباركة من الشعب في اعقاب انتصار انتفاضة ابريل الشعبية في العام 1985 بمحاكمة رئيس جهاز الامن السوداني السابق وبعض ضباطه الذين شاركوا في عملية ترحيل اليهود الفلاشا علي شكل رسالة عن الموقف الرسمي والشعبي في السودان من العلاقات والتطبيع مع اسرائيل.
فلننتظر مع المنتظرين تداعيات هذه الكارثة القومية وهذا الخروج الخطير علي نص الثورة الشعبية المجيدة والسير علي طريق التبعية واضاعة استقلالية الدولة السودانية.

 

آراء