السفير الامريكي علي مائدة رمضان في منزل فنانة المقاومة السودانية

 


 

 

ليس بعيدا عن السياسة ولكن من قلبها
تناولت الكثير من الاوساط السودانية المختلفة وبعض الدوائر المهتمة بتطورات وتعقيدات الاوضاع السياسية في السودان اليوم لقطات نشرها سفير الولايات المتحدة الامريكية علي حسابة في شبكة تيوتر وهو يشارك اسرة المغنية السودانية المعروفة ميادة قمر الدين افطار شهر رمضان مع عدد من اعضاء سفارته الذين ارتدي بعضهم الزي القومي وجلسوا جميعهم علي الارض لتناول افطار رمضان بعيدا عن التعقيدات البروتكولية الرسمية ..
ظل سفير الولايات المتحدة الامريكية الراهن في العاصمة السودانية الخرطوم يقوم بعمليات خروج علي نص العلاقات الرسمية المعتاد بين السودان والولايات المتحدة من خلال عملية التواصل مع المكونات الشعبية في عمق المجتمع السوداني علي الرغم من ربط بعض التحليلات تحركات السفير الامريكي المشار اليها باجندة بلاده لاستكشاف ومقاومة النفوذ والتغلغل الروسي المندفع في البلاد والذي هو حقيقة وامر واقع ويجب ان تتم مواجهتة بكل السبل والوسائل باليات وطنية بعيدا عن التورط في تحالفات محورية ومحاربة هذا انابة عن ذاك ..
النظام العالمي الراهن بدولة ومنظماته شرقه وغربة يمر بحالة من الغيبوبة وعدم الرشد في عالم تتحول كل اقاليمة مع مرور كل يوم الي انقاض وخراب في ظل ادارة متخلفة للعلاقات الدولية والتعامل مع الاختلالات الاستراتيجية المخيفة في مرحلة مابعد احداث سبتمبر 11 وغزو واحتلال العراق وعودة الحرب الباردة في عالم مختلف والتعامل مع كل تلك التراكمات عن طريق شبكات العلاقات العامة الاكثر تخلفا التي تبسط الامور وتعزز الواقع الدولي والاقليمي المشار اليه بصورة كوميدية ترسم صورة وردية لمستقبل العالم علي خلفية العروض الاعلامية والموسيقي التصويرية المبهرة في مناسبات مختلفة تتحدث عن عالم ليس له اي وجود الا في خيال بعض المحتالين الاعلاميين في شبكات الميديا الاجتماعية شبه الحكومية.
ولاحديث بالطبع عن الفوضي الشاملة التي تسود السودان الراهن وتراكم الفشل والازمات في بلد تتصارع فيها اكبر اعداد من المحترفين السياسيين في عالمنا المعاصر علي السلطة في ارض محروقة وعلي الموارد المحدودة في بلد يريد فيها البعض ميزانيات مفتوحة لتمويل عمليات سياسية وهمية واساطيل من العربات الفارهة وفرق الحراسة المدججة التي تصاحب اباطرة السياسية السودانية الغير منتخبين من الشعب في حلهم وترحالهم في اعمال استعراض للقوة لاصلة لها بمصالح الناس وامنهم ورغيف خبزهم وصحة وتعليم اطفالهم في كل اقاليم السودان حيث فرض علي المواطن خلال سنين الحكم الاخواني المسلح ان يدبر الاحتياجات اللازمة لاستمرار الحياة بطريقته الخاصة او يهلك دونها الامر الذي افضي الي نوع من الابادة الصامتة والموت البطئ لاعداد كبيرة من السودانيين .
وعلي ذكر التوجه الجديد للسفير الامريكي في الخرطوم في التواصل مع الشعب السوداني فهو امر يجد الترحيب من كل فئات الشعب والمجتمع السوداني في وطن حر كريم لايميل الي العدوات المطلقة وخلط الاوراق حتي في قمة مناهضة السياسيات الامريكية خلال عقود طويلة حوصرت فيها السفارة الامريكية في الخرطوم مرات كثيرة باحتجاجات ومواكب شعبية كانت تردد الشعارات والهتافات المناهضة للسياسيات الامريكية دون ان تتورط في كسر نافذة في سفارة البلد المثير للجدل .
واستنادا الي ذلك الارث الحضاري للمقاومات الشعبية السودانية يقول الناس للسفير الامريكي حللتم اهلا ونزلتم سهلا انتم ومن معكم من اسرة سفارة بلادكم في الخرطوم عاصمة النيلين وارض الجهاد الوطني و الثورات التي ظلت تقاوم الظلم والطغيان جيلا بعد جيل علي مدي عقود طويلة حتي انتهي الامر بالناس في السودان اليوم الي زمن المقاومة التي تنحت في الصخر وتجود بالمهج والارواح وتقدم زهرة شبابها طواعية فداء للامة و الوطن من اجل تحرير البلاد ووضع حد لمضاعفات الاحتلال الاخواني العقائدي المسلح المستمرعلي مدي ثلاثة عقود واكثر من الزمان من اجل عودة الامن والامان واعادة بناء مؤسسات الدولة القومية في السودان بمواصفات وطرق ووسائل تتناسب مع حقيقة ما حدث في السودان خلال ثلاثة عقود من الزمان وليس عن طريق التسويات المتعجلة والمعالجات الغير واقعية التي من الممكن ان تقود السودان الي نفس المصير الذي انتهي اليه العراق الراهن وسوريا واليمن ولاننسي بالطبع الردة الحضارية الشاملة التي تعيشها افغانستان اليوم بسبب سوء التقدير في تحليل وادارة الازمات ...
/////////////////////////////

tahamadther@gmail.com

 

 

آراء