السلطان بادي ابوشلوخ يعود لسنار
شوقي بدري
2 June, 2021
2 June, 2021
shawgibadri@hotmail.com
قبل يومين شاهدت محافظ سنار وهو يواجه بعض المدرسين االذين طردوا من وظائفهم ويقول وكأنه السلطان بادى ابو شلوخ في السلطنة الزرقاء ... نعبن اى زول نرفد اى زول على كيفنا . هذا يحدث عندما يتولى ، الملاطيش ،، امرنا ويسيرون حياتنا . هذا االنوع من البشر يجب أن يقدم لمحاكمة بجريمة خرق الدستور او استغلال النفوذ . غلط يا سيدي المحافظ انت لا يحق لك ان تتصرف خارج اللوائح وقوانين الخدمة المدنية مكتب العمل والقانون المدني الذي يعطي التربال الحق في جر الدولة الى االمحاكم . انت يا سيدي خادم مدفوع الاجر ليس هنالك ما يعطيك اى حق اكثر من اى مواطن عادي . دعني اذكرك ان البشيروكل الجبابرة موجودون اليوم في السجون . وانت من المفروض أن تكون معهم ، الا اذا كان هذا الفيديو مزورا .
هل سمعت بالمبدع خليل فرح الذي يتغني حتى الاثيوبيون برائعته ولحنه عازة في هواك كأغنيتهم الوطنية . كل الاغاني الوطنية التي الهبت ولا تزال تلهب الثوار من ابداع الرجل . هذا البطل كان موظفا في حكومة السودان التي علمته وصار مهندس تلفونات ومعدات اتصال . كان عضوا في جعية الاتحاد التي تنادي بمحاربة الانجليز . كما حفذت اغانيه جمعية اللواء الابيض التي قاد الجناح العسكري منها الحرب في الخرطوم وسفكوا الدم البريطاني الخ .
اتدرس يا ملطوش افندي لماذا لم يستطع الانجليز من فصله وتشريده ؟؟؟ السبب هو ان البريطاني المسؤول لم يكن ملطوشا . لقد حسنت تربيته في نظام حر تحكمة القوانين والحقوق التي تجعل بوريس رئيس وزراء بريطانيا العظمى يركض الى القطار قبل بضعة ايام ويلوح لمن يناديه........ بوريس . وشوهد قبل فترة يبتاع ما يحتاج من دكان بعض العرب ، ثم يمتطئ دراجته . وانت تقول على كيفنا !!!! لا يا سيدي مش على كيفك . لقيتوا امها مافي . انتظرنا هذه الثورة لاكثر من ثلاثين سنة ولكن ما يمارسه من استلموا هذه السلطة تجعلني دائما ما افكر في ما قامت به الملكة ايزابيلا الفرنسية زوجة ادوار الثاني ووالدة ادوارد الثالث عندما قتلت زوجها الملك النورماني في لندن بعد ان اتت بجيش من فرنسافهى شقيقة الملك الفرنسي وهزمت زوجها المثلي.
لقد حوكم المبدع خليل فرح ،، بقطع ماهية ،، مرتين في كل حياته . لانه كان يحضر كثيرا متأخرا للعمل ، كما كان كثير المرض . من العادة ان يكون مع الاصحاب في منزل فوز في الموردة يسهرون يستمعون الى الغناء ويناقشون السياسة ، ويتأخر في اخذ المعدية التي تنقله من امدرمان الى الخرطوم في الصباح الباكر . وهذا قبل بناء الكوبري 1924 الى 1927 .
حتى في زمن الادارة البريطانية كانت الدولة محكومة بالقانون . دعني احدثك عن سبب ثراء وكيل البوسطة حجار . عندما كان المدير البريطاني يجوب المديرية الاستوائية التي تساوي مسحاتها مساحة مجوعة من الدول ، اكتشف أن المفتش البريطاني قد انشأ مزرعة لزراعة البن . وربما كنوع من التسلية . وبما انه قد استخدم المساجين فقد تم طرده من الخدمة ، لأن ما قام به يتعارض مع قوانين الخدمة واللوائح . عرضت المزرعة للبيع لكي يذهب المال الى الخزينة . لم يجدوا شاريا اقترح المدير على حجار ان يشتري المزرعة بخمسين جنيها وهذا هو الثمن الذي قررته اللجنة ، وان يستقطع المبلغ من مرتبه . لم يكن مسموحا للموظفين البريطانيين أن يمارسوا اى عمل بجانب وظيفتهم ، ولكن ما عرفوا بالمستخدمين من سودانية واجانب كانت لهم حرية اكبر . قال ايه ..... ؟ قال على كيفنا .... كيفك ده تمارسو في بيت ابوك مش على رأس المواطن .
من موضوع علشان كدة الانقاذ اتحكرت
اقتباس
قبل فتره كتبت موضوع "عشان كده الانقاذ اتحكرت ". والآن عندما سمعت بقصه المسئول الانقاذى الذى اراد ان يحتكر البنطون . وان يخرج العربات والركاب من البنطون لكى يستمتع سعادته بالركوب لوحده اصبت بالدهشه خاصه بعد ان اعتقل رئيس البنطون وابنه .
الشئ الوحيد الذى كان يميزنا عن الآخرين هو أمانه السودانى وعدم مقدرته للتنازل عن كرامته . الاخ الاماراتى والسفير محمد مصبح السويدى المتزوج من الاخت السودانيه شاديه عبد المجيد . كان يساعد نسابته الدناقله فى الحصول على عمل فى الخليج . وكان يقول السودانى اقل مشكله يقول ( كرامتى ) ويخلى الشغل ويرجع السودان . ما مستعد يتنازل عن كرامتو حتى اذا حس احساس بسيط ان الامر يمس كرامته . ويبدو ان الانقاذ قد نجحت فى ان تجعل الكثير من السودانيه لصوص . لانه قديماً كان اهلك اول من يحاسبك عندما تظهر عليك نعمه غير معروفه . وصار السودانى يقبل الاهانه او يتفنن المسؤلون فى اهانه الشعب .
الكاتب والصحفى رئيس تحرير جريده كردفان الفاتح النور اذكر انه كتب قديماً ان الصحفى اللبنانى جبران حائل عندما اتى الى السودان فى الخمسينات كتب انه ذهب الى دكان حلاق لحلاقه شعره . ودخل وزير الداخليه وقتها مرغنى حمزه وسلم وجلس منتظراً دوره . هكذا كنا قديماً .
جزء من الموضوع (عشان كده الانقاذ اتحكرت ) .
قديما كانت بيوت كبار رجال الدولة مفتوحة للجميع ، وفى أى وقت . ليس لهم حرس او حجّاب . أول وزير للدفاع كان العم خلف الله خالد . منزله فى الزقاق جنوب زنك اللحم فى سوق الموردة . فى بداية الزقاق دكان الفنان عطا كوكو ، أحد مجموعة اولاد الوردة وهو حلاّق . يتوقف الوزير لتحيته ويحى مارقيت الجزار وكل أهل الحى . وعندما عرضوا عليه مرتب الوزير غضب ووصف الأمر بلعب العيال ، لأن له معاش من حكومة السودان ولا يقبل بمرتبين .
الأمير نقد الله عندما كان وزيرا للداخلية واصل سكنه فى بيته البسيط فى حى ودنوباوى . وكان يفتح الباب بنفسه للطارق . وعندما كان فى جوبا أحضر الوالى مجموعة ضخمة من الشتول لارسالها الى الخرطوم كهدية للزعيم الأزهرى . فرفض الطيّار صبرى أرباب قائلا ( دى طيارة مش عربية كارو ) . وعندما اشتكى المحافظ للأمير نقد الله قال ببساطة ( أنا مش طيار ، وما ممكن اتدخل فى شغل الراجل) .
حمّاد توفيق اول وزير مالية ، والذى صار مديرا للبنك الزراعى ، كان يسكن فى منزل فى العباسية يخص العم أحمد مالك أبوعكاز والد الاستاذة نعمات مالك . شوهد وهو فى طريقه الى متجر محمد على حامد فى أمدرمان لبيع وتصليح الراديوهات . وعندما حضر الشخص لتوصيل السيد الوزير الذى كان يمشى سأل عن الرجل الجاب الترانسيستر للتصليح . وعرف أن الوزير قد أحضر الترانسستر لبيعه .
الوزير محمد جبارة العوض دفع آخر 150 قرش فى كشف زواج أحد الموظفين . وخرج من الوزارة ماشيا لأن سيارته كانت فى التصليح .
الدكتور أحمد السيد حمد وزير التجارة فى الديمقراطية الثانية تخرج من جامعة السوربون كدكتور ، كأول مبعوث سودانى . كان منزله يغص بالأهل وطالبى المساعدة . وهو وزير طلب من قريبه دكتور عبدالرحمن ساتى الذى كان ( طبيب امتياز) جنيها . والوزارة تعطى الرخص للتجار .
البيه عبدالله خليل كانت داره مفتوحة . يؤمها كل الناس وهو رئيس وزراء . لدرجة أن جعفر نميرى وصديقه عزالدين كبوشية الجزمجى ، وأحد شفوت أمدرمان . عندما لم يجدوا عشاء بعد قعدة عرقى وبنقو ، اقترح عزالدين كبوشية فكرة العشاء فى منزل البيه ، وهو ابن الحى . وعندما اقترب منهم البيه قائلا ( يا عزالدين خليك من الهباب البتشربو ده . الداير تغمسو فى الشطة ده ، ده فطير ما سمك ) . وخاف نميرى من أن يكون البيه قد تعرّف عليه وكان وقتها ضابطا صغيرا ، وطمنه عزالدين بأن البيه بيتو مفتوح لأى زول .
عبدالله خليل توفى ولم يمتلك أى شيء .
يحى الفضلى المشهور بالدينمو ، والذى له شرف تنظيم انتخابات الوطنى الاتحادى ، وكان من أول الوزراء ، خرجت جنازته من بيت صغير فى الخرطوم اجاره سبعة جنيهات . شقيقه محمود الشاعر ، والذى كان الرئيس جمال عبدالناصر يبدى احتراما نحوه ويأخذ برأيه ، لم يمتلك شيئا من الدنيا ، وهو من أول الخريجين .
ذكر لى الدكتور محمد محجوب ، عندما كان طالبا فى الثانوية ، أن الأستاذ مكى فوزى الذى انقسم مع الشيوعيين الصينين فيما بعد ، أن أخذهم كمجموعة من الشباب وطرقوا باب الزعيم الأزهرى ، وفتح لهم الباب شقيق الأزهرى ( على الأزهرى ) ورحب بهم ، وأدخلهم الصالون . ثم أتى الأزهرى ورد بكل بساطة على استفساراتهم وهذا قبل الاستقلال . وبعد فوز الأزهرى برئاست الوزارة .
الأزهرى مات ومنزله مرهون . عندما أراد الأزهرى أن يوسّع منزله ، والمنزل ورثة ، وصار عبارة عن مكتب وقاعة اجتماعات واستقبال للوفود الداخلية والأجنبية ، وأذكر أن المنزل كان من الطوب الأحمر أ لم امتداد فى الصالون بسقف من القرميد الأحمر . وهنالك نخلة تطل من الحائط الغربى . فكتب الزعيم الأزهرى لمحمد البشير طالبا سلفية خمسمية جنيه ، طالبا مشاركة بقية تجار ملكال متعهدا برد المبلغ من مرتبه فى مدة سنة . وقام تجار ملكال بتسليفه المبلغ . فى حوزتى نسخة من خطاب الزعيم الأزهرى ، ورد محمد البشير وأسماء التجار ورقم الشيك.
السيد حسن عوض الله من مؤسسى حزب الأشقاء مع شقيقه وآخرين والرجل الثانى فى الوطنى الاتحادى الذى كان يغنى له فى أغانى السيرة فى أمدرمان :
أزهرى اتعلّى والثانى حسن عوض الله
هذا الرجل كان يسكن فى منزل ورثة فى الزقاق الضيق الذى يمتد من ميدان البوستة فى امدرمان الى بوابة مركز بوليس أمدرمان خلف بار (على كيفك) لصاحبه أبوستولو حاجوقلى .
الفريق ابراهيم عبود ثانى قائد للجيش السودانى بعد قريبه الفريق أحمد محمد لم يكن له منزل . وفى أكتوبر عندما قرر أن يتنازل ليحقن الدماء طالب أن يترك ابنه ليواصل دراسته فى لندن ، وأن تجد الحكومة له مسكنا . ولقد فعلوا .
وعندما قّدم رجال الحكم العسكرى الأول للمحكمة بتهمة الثراء الحرام لم يجدوا شيئا فى حساباتهم أو ممتلكاتهم . فقال اللواء حسن بشير هازئا فى المحكمة ( نحن مذنبون بتهمة الفقر الحرام ) .
عندما خرج الانجليز من دول الخليج شددوا عليهم بألا يأتوا بأجانب لتولى الخدمة المدنية والقضاء والتعليم سوى السودانيين لأنهم متفردين ، أمينين ، وشرفاء.
روى لى المناضل سمير جرجس ان القاهرة أرسلت صحفيا لاجراء حوار مع شيخ على عبدالرحمن وزير الداخلية فى الديمقراطية الأولى ، فطلب الصحفى مساعدة سمير جرجس لتحديد مواعيد . فأخذه سمير جرجس لمنزل شيخ على بالخرطوم . والمنزل شعبى بابه مفتوح لأن التراب متكوم ولا يسمح بقفل الباب . ووجدوا بعض الضيوف فى الديوان . وبعد فترة حضر وزير الداخلية ورحب بهم . ثم جاء الغداء وجلس الجميع مع السواق على برش . والطعام كان قرع وويكة . وبعد الشاى طلب الصحفى مواعيد مقابلة . فقال شيخ على لسمير جرجس ( انت يا سمير ما بتعرف المكتب ، والبيت يا هو فاتح ) .
خرج الصحفى وهو يصفق بيديه قائلا ( وزير داخلية ياكل مع السواق وعلى برش ؟
شوقي
قبل يومين شاهدت محافظ سنار وهو يواجه بعض المدرسين االذين طردوا من وظائفهم ويقول وكأنه السلطان بادى ابو شلوخ في السلطنة الزرقاء ... نعبن اى زول نرفد اى زول على كيفنا . هذا يحدث عندما يتولى ، الملاطيش ،، امرنا ويسيرون حياتنا . هذا االنوع من البشر يجب أن يقدم لمحاكمة بجريمة خرق الدستور او استغلال النفوذ . غلط يا سيدي المحافظ انت لا يحق لك ان تتصرف خارج اللوائح وقوانين الخدمة المدنية مكتب العمل والقانون المدني الذي يعطي التربال الحق في جر الدولة الى االمحاكم . انت يا سيدي خادم مدفوع الاجر ليس هنالك ما يعطيك اى حق اكثر من اى مواطن عادي . دعني اذكرك ان البشيروكل الجبابرة موجودون اليوم في السجون . وانت من المفروض أن تكون معهم ، الا اذا كان هذا الفيديو مزورا .
هل سمعت بالمبدع خليل فرح الذي يتغني حتى الاثيوبيون برائعته ولحنه عازة في هواك كأغنيتهم الوطنية . كل الاغاني الوطنية التي الهبت ولا تزال تلهب الثوار من ابداع الرجل . هذا البطل كان موظفا في حكومة السودان التي علمته وصار مهندس تلفونات ومعدات اتصال . كان عضوا في جعية الاتحاد التي تنادي بمحاربة الانجليز . كما حفذت اغانيه جمعية اللواء الابيض التي قاد الجناح العسكري منها الحرب في الخرطوم وسفكوا الدم البريطاني الخ .
اتدرس يا ملطوش افندي لماذا لم يستطع الانجليز من فصله وتشريده ؟؟؟ السبب هو ان البريطاني المسؤول لم يكن ملطوشا . لقد حسنت تربيته في نظام حر تحكمة القوانين والحقوق التي تجعل بوريس رئيس وزراء بريطانيا العظمى يركض الى القطار قبل بضعة ايام ويلوح لمن يناديه........ بوريس . وشوهد قبل فترة يبتاع ما يحتاج من دكان بعض العرب ، ثم يمتطئ دراجته . وانت تقول على كيفنا !!!! لا يا سيدي مش على كيفك . لقيتوا امها مافي . انتظرنا هذه الثورة لاكثر من ثلاثين سنة ولكن ما يمارسه من استلموا هذه السلطة تجعلني دائما ما افكر في ما قامت به الملكة ايزابيلا الفرنسية زوجة ادوار الثاني ووالدة ادوارد الثالث عندما قتلت زوجها الملك النورماني في لندن بعد ان اتت بجيش من فرنسافهى شقيقة الملك الفرنسي وهزمت زوجها المثلي.
لقد حوكم المبدع خليل فرح ،، بقطع ماهية ،، مرتين في كل حياته . لانه كان يحضر كثيرا متأخرا للعمل ، كما كان كثير المرض . من العادة ان يكون مع الاصحاب في منزل فوز في الموردة يسهرون يستمعون الى الغناء ويناقشون السياسة ، ويتأخر في اخذ المعدية التي تنقله من امدرمان الى الخرطوم في الصباح الباكر . وهذا قبل بناء الكوبري 1924 الى 1927 .
حتى في زمن الادارة البريطانية كانت الدولة محكومة بالقانون . دعني احدثك عن سبب ثراء وكيل البوسطة حجار . عندما كان المدير البريطاني يجوب المديرية الاستوائية التي تساوي مسحاتها مساحة مجوعة من الدول ، اكتشف أن المفتش البريطاني قد انشأ مزرعة لزراعة البن . وربما كنوع من التسلية . وبما انه قد استخدم المساجين فقد تم طرده من الخدمة ، لأن ما قام به يتعارض مع قوانين الخدمة واللوائح . عرضت المزرعة للبيع لكي يذهب المال الى الخزينة . لم يجدوا شاريا اقترح المدير على حجار ان يشتري المزرعة بخمسين جنيها وهذا هو الثمن الذي قررته اللجنة ، وان يستقطع المبلغ من مرتبه . لم يكن مسموحا للموظفين البريطانيين أن يمارسوا اى عمل بجانب وظيفتهم ، ولكن ما عرفوا بالمستخدمين من سودانية واجانب كانت لهم حرية اكبر . قال ايه ..... ؟ قال على كيفنا .... كيفك ده تمارسو في بيت ابوك مش على رأس المواطن .
من موضوع علشان كدة الانقاذ اتحكرت
اقتباس
قبل فتره كتبت موضوع "عشان كده الانقاذ اتحكرت ". والآن عندما سمعت بقصه المسئول الانقاذى الذى اراد ان يحتكر البنطون . وان يخرج العربات والركاب من البنطون لكى يستمتع سعادته بالركوب لوحده اصبت بالدهشه خاصه بعد ان اعتقل رئيس البنطون وابنه .
الشئ الوحيد الذى كان يميزنا عن الآخرين هو أمانه السودانى وعدم مقدرته للتنازل عن كرامته . الاخ الاماراتى والسفير محمد مصبح السويدى المتزوج من الاخت السودانيه شاديه عبد المجيد . كان يساعد نسابته الدناقله فى الحصول على عمل فى الخليج . وكان يقول السودانى اقل مشكله يقول ( كرامتى ) ويخلى الشغل ويرجع السودان . ما مستعد يتنازل عن كرامتو حتى اذا حس احساس بسيط ان الامر يمس كرامته . ويبدو ان الانقاذ قد نجحت فى ان تجعل الكثير من السودانيه لصوص . لانه قديماً كان اهلك اول من يحاسبك عندما تظهر عليك نعمه غير معروفه . وصار السودانى يقبل الاهانه او يتفنن المسؤلون فى اهانه الشعب .
الكاتب والصحفى رئيس تحرير جريده كردفان الفاتح النور اذكر انه كتب قديماً ان الصحفى اللبنانى جبران حائل عندما اتى الى السودان فى الخمسينات كتب انه ذهب الى دكان حلاق لحلاقه شعره . ودخل وزير الداخليه وقتها مرغنى حمزه وسلم وجلس منتظراً دوره . هكذا كنا قديماً .
جزء من الموضوع (عشان كده الانقاذ اتحكرت ) .
قديما كانت بيوت كبار رجال الدولة مفتوحة للجميع ، وفى أى وقت . ليس لهم حرس او حجّاب . أول وزير للدفاع كان العم خلف الله خالد . منزله فى الزقاق جنوب زنك اللحم فى سوق الموردة . فى بداية الزقاق دكان الفنان عطا كوكو ، أحد مجموعة اولاد الوردة وهو حلاّق . يتوقف الوزير لتحيته ويحى مارقيت الجزار وكل أهل الحى . وعندما عرضوا عليه مرتب الوزير غضب ووصف الأمر بلعب العيال ، لأن له معاش من حكومة السودان ولا يقبل بمرتبين .
الأمير نقد الله عندما كان وزيرا للداخلية واصل سكنه فى بيته البسيط فى حى ودنوباوى . وكان يفتح الباب بنفسه للطارق . وعندما كان فى جوبا أحضر الوالى مجموعة ضخمة من الشتول لارسالها الى الخرطوم كهدية للزعيم الأزهرى . فرفض الطيّار صبرى أرباب قائلا ( دى طيارة مش عربية كارو ) . وعندما اشتكى المحافظ للأمير نقد الله قال ببساطة ( أنا مش طيار ، وما ممكن اتدخل فى شغل الراجل) .
حمّاد توفيق اول وزير مالية ، والذى صار مديرا للبنك الزراعى ، كان يسكن فى منزل فى العباسية يخص العم أحمد مالك أبوعكاز والد الاستاذة نعمات مالك . شوهد وهو فى طريقه الى متجر محمد على حامد فى أمدرمان لبيع وتصليح الراديوهات . وعندما حضر الشخص لتوصيل السيد الوزير الذى كان يمشى سأل عن الرجل الجاب الترانسيستر للتصليح . وعرف أن الوزير قد أحضر الترانسستر لبيعه .
الوزير محمد جبارة العوض دفع آخر 150 قرش فى كشف زواج أحد الموظفين . وخرج من الوزارة ماشيا لأن سيارته كانت فى التصليح .
الدكتور أحمد السيد حمد وزير التجارة فى الديمقراطية الثانية تخرج من جامعة السوربون كدكتور ، كأول مبعوث سودانى . كان منزله يغص بالأهل وطالبى المساعدة . وهو وزير طلب من قريبه دكتور عبدالرحمن ساتى الذى كان ( طبيب امتياز) جنيها . والوزارة تعطى الرخص للتجار .
البيه عبدالله خليل كانت داره مفتوحة . يؤمها كل الناس وهو رئيس وزراء . لدرجة أن جعفر نميرى وصديقه عزالدين كبوشية الجزمجى ، وأحد شفوت أمدرمان . عندما لم يجدوا عشاء بعد قعدة عرقى وبنقو ، اقترح عزالدين كبوشية فكرة العشاء فى منزل البيه ، وهو ابن الحى . وعندما اقترب منهم البيه قائلا ( يا عزالدين خليك من الهباب البتشربو ده . الداير تغمسو فى الشطة ده ، ده فطير ما سمك ) . وخاف نميرى من أن يكون البيه قد تعرّف عليه وكان وقتها ضابطا صغيرا ، وطمنه عزالدين بأن البيه بيتو مفتوح لأى زول .
عبدالله خليل توفى ولم يمتلك أى شيء .
يحى الفضلى المشهور بالدينمو ، والذى له شرف تنظيم انتخابات الوطنى الاتحادى ، وكان من أول الوزراء ، خرجت جنازته من بيت صغير فى الخرطوم اجاره سبعة جنيهات . شقيقه محمود الشاعر ، والذى كان الرئيس جمال عبدالناصر يبدى احتراما نحوه ويأخذ برأيه ، لم يمتلك شيئا من الدنيا ، وهو من أول الخريجين .
ذكر لى الدكتور محمد محجوب ، عندما كان طالبا فى الثانوية ، أن الأستاذ مكى فوزى الذى انقسم مع الشيوعيين الصينين فيما بعد ، أن أخذهم كمجموعة من الشباب وطرقوا باب الزعيم الأزهرى ، وفتح لهم الباب شقيق الأزهرى ( على الأزهرى ) ورحب بهم ، وأدخلهم الصالون . ثم أتى الأزهرى ورد بكل بساطة على استفساراتهم وهذا قبل الاستقلال . وبعد فوز الأزهرى برئاست الوزارة .
الأزهرى مات ومنزله مرهون . عندما أراد الأزهرى أن يوسّع منزله ، والمنزل ورثة ، وصار عبارة عن مكتب وقاعة اجتماعات واستقبال للوفود الداخلية والأجنبية ، وأذكر أن المنزل كان من الطوب الأحمر أ لم امتداد فى الصالون بسقف من القرميد الأحمر . وهنالك نخلة تطل من الحائط الغربى . فكتب الزعيم الأزهرى لمحمد البشير طالبا سلفية خمسمية جنيه ، طالبا مشاركة بقية تجار ملكال متعهدا برد المبلغ من مرتبه فى مدة سنة . وقام تجار ملكال بتسليفه المبلغ . فى حوزتى نسخة من خطاب الزعيم الأزهرى ، ورد محمد البشير وأسماء التجار ورقم الشيك.
السيد حسن عوض الله من مؤسسى حزب الأشقاء مع شقيقه وآخرين والرجل الثانى فى الوطنى الاتحادى الذى كان يغنى له فى أغانى السيرة فى أمدرمان :
أزهرى اتعلّى والثانى حسن عوض الله
هذا الرجل كان يسكن فى منزل ورثة فى الزقاق الضيق الذى يمتد من ميدان البوستة فى امدرمان الى بوابة مركز بوليس أمدرمان خلف بار (على كيفك) لصاحبه أبوستولو حاجوقلى .
الفريق ابراهيم عبود ثانى قائد للجيش السودانى بعد قريبه الفريق أحمد محمد لم يكن له منزل . وفى أكتوبر عندما قرر أن يتنازل ليحقن الدماء طالب أن يترك ابنه ليواصل دراسته فى لندن ، وأن تجد الحكومة له مسكنا . ولقد فعلوا .
وعندما قّدم رجال الحكم العسكرى الأول للمحكمة بتهمة الثراء الحرام لم يجدوا شيئا فى حساباتهم أو ممتلكاتهم . فقال اللواء حسن بشير هازئا فى المحكمة ( نحن مذنبون بتهمة الفقر الحرام ) .
عندما خرج الانجليز من دول الخليج شددوا عليهم بألا يأتوا بأجانب لتولى الخدمة المدنية والقضاء والتعليم سوى السودانيين لأنهم متفردين ، أمينين ، وشرفاء.
روى لى المناضل سمير جرجس ان القاهرة أرسلت صحفيا لاجراء حوار مع شيخ على عبدالرحمن وزير الداخلية فى الديمقراطية الأولى ، فطلب الصحفى مساعدة سمير جرجس لتحديد مواعيد . فأخذه سمير جرجس لمنزل شيخ على بالخرطوم . والمنزل شعبى بابه مفتوح لأن التراب متكوم ولا يسمح بقفل الباب . ووجدوا بعض الضيوف فى الديوان . وبعد فترة حضر وزير الداخلية ورحب بهم . ثم جاء الغداء وجلس الجميع مع السواق على برش . والطعام كان قرع وويكة . وبعد الشاى طلب الصحفى مواعيد مقابلة . فقال شيخ على لسمير جرجس ( انت يا سمير ما بتعرف المكتب ، والبيت يا هو فاتح ) .
خرج الصحفى وهو يصفق بيديه قائلا ( وزير داخلية ياكل مع السواق وعلى برش ؟
شوقي