السودان الآن: كاد الفرس أن يلد عجلاً
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى:﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) الأية30 سورة االشورى
للمراقب الحصيف للشئون السودانية الداخلية،يجد أن كل شئ إنقلب رأساً على عقب، فأصبح يجمل القبيح ويقبح الجميل،ويقر المنكر وينكر المعروف،ويصدق الكاذب ويكذب الصادق،ويؤتمن الخائن ويخون الأمين،وأصبح عدد غير قليل من بنى وطنى،لا يأبهون ولا يميزون بين الحلال والحرام فى إكتساب أرزاقهم،ويحسبون الذين يتحصلون بأساليب ملتوية على لعاعة الدنيا من وظيفة أو مال،إنما هى (فهلوة وتفتيحة) وأنَ الذين يسلكون الطريق القويم ،من أجل الحصول على الرزق الحلال ،يعتبرون (طُلب وهبنقات) فهذا هو حال السودان اليوم،فإذا نظرنا للوراء،لقصص بنى إسرائيل والتى فيها كثير من العظات والعبر،وبنى إسرائيل من أكثر الأمم التى بعث لها الله سبحانه وتعالى الرسل والأنبياء ،ولكنهم بمكرهم وأساليبهم الملتوية فى الحياة،إمتحنهم الله سبحانه فى كثير من العهود،فكان أكثر الأمم خسراناً،وقد ورد عن مولى إبن عباس أنه قال:-
كان في بني إسرائيل ثلاث قضاة ،، فقضوا ما شاء الله أن يقضوا فقد بعث الله اليهم ملكاً (من الملائكة) على فرَس ( وجاء على شكل رجل)،، فمرّ على رجل يسقي بقرة ومعها عِجل فدعا الملك العجل (أي ناداه ليلحقه) ،، فتبع العجل الفرس فجاء صاحبه ليردّه وقال:((يا عبد الله!(هذا) عِجلي وإبن بقرتي فقال المَلك: (( بل هو عجلي وإبن فرسي فخاصمه الرجل حتى أعيا فقال الرجل:(( القاضي بيني وبينك (أي نتحاكم للقاضي بذلك)
فقال المَلَك: (( لقد رضيت (وهو فعل ذلك وأتعب الرجل ليصل الى القضاة ليختبرهم في عدلهم ،، وطبعا سيكون للرجل فائدة مادية كبيرة من جهة الملك)
فإرتفعا إلى أحد القضاة فتكلّم صاحب العجل فقال للقاضي : (( مرّ بي ( هذا الخصم) على فرس، فدعا عجلي فتبعه، فأبى أن يردّه (لي و (كان) مع الملك ثلاث دُرَر ( أي جواهر)، لم ير الناس مثلها فأعطى للقاضي دُرّة ، وقال: (( إقض لي )) فقال القاضي: (( كيف يسوغ هذا ؟ فقال المَلَك: (( نُرسل العجل خلف الفرس والبقرة ، فأيهما تبعها فهو إبنها ففعل القاضي ذلك ( وبدون ان يعترض على هذا الكلام غير المنطقي وذلك طمعا بالجوهرة العظيمة فتبع العجل الفرس فقضى له القاضي فقال صاحب العجل: ((لا أرضى))..(أي رفض الحكم وإستغربه قائلا) ((بيني وبينك القاضي الآخر)) ففعل (القاضي الثاني) مثل ذلك.. ( أي حكم للملك أيضا مثل القاضي الأوّل بعد أن أخذ الدرّة الثانية منه ثم أتيا القاضي الثالث ، فقصّا عليه قصّتهما،، وناوله الملك الدرّة الثالثة ، فلم يأخذها.. وقال: (( لا أقضي بينكما اليوم فقالا: (( ولم لا تقضي بيننا (اليوم) ؟
فقال القاضي) : (( لأني حائض فقال المَلَك: سبحان الله!! رجل يحيض؟
فقال القاضي: سبحان الله ! وهل تنتج (تلد) الفرس عجلاً ؟
ثم قضى لصاحب البقرة وهنا عرّف الملك بنفسه ، وبأنه رسول من ربّ العالمين ليمتحن القضاة الثلاثة ثم قال للقاضي: إنكم إنما إبتليتم (من الله) ، وقد رضي الله عنك ،، وسخط على صاحبيك .
فعن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال القضاة ثلاثة .. واحد في الجنة واثنان في النار فأما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به ورجل عرف الحق فجار في الحكم فهو في النار ،،
ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار ]]. رواه أبو داود وبعد هذا أخى القارئ ألا تتوقع أن يلد الفرس فى مقبل أيام السودان القادمات عجلاً؟
وبالله الثقة وعليه التُكلان
yusufbuj@yahoo.com