السودان عقلنة الفكر وعلمنة المجتمع.. طاهر عمر
طاهر عمر
5 July, 2023
5 July, 2023
المراقب للذي يحصل في السودان يتأكد بأن عالم السودان القديم و حضارته العربية الاسلامية التقليدية تلفظ أنفاسها الأخيرة في حرب عبثية بين جيش الكيزان و نفاياته المشعّة أي الجنجويد و بالمناسبة الجنجويد نفايات مشعة أي بقايا أسلحة الكيزان التي أستخدموها كأدوات تدمير في سبيل تعطيل مسيرة الشعب السوداني التي تجتهد في سيرها لكي تلحق بمواكب البشرية و قد حققت إنتصارها للحياة في إستقرار سياسي و إزدهار مادي قد إنعكس في إرتفاع مستوى المعيشة لشعوب فارقت وحل الفكر الديني.
و قد أكدت الشعوب المتقدمة للشعوب التي تريد أن تعبر بأن العبور لا يتم بغير مفارقة فكر رجال الدين كما هو سائد في أحزاب السودان و أقصد فكر الحركة الاسلامية و أحزاب الطائفية لأن البشرية لم تفارق الجهل و الفقر و المرض إلا بعد إيقانها من فكر النزعة الانسانية المنتصر للفرد و العقل و الحرية حيث يصبح في ظله و بشكل واضح أن الدين ظاهرة اجتماعية و الايمان بالدين شأن فردي أي دين الفرد العاقل الحر المتقوي بالايمان الحر و المفارق لدين العبيد أي دين الكيزان و دين الامام و دين الميرغني و لا يتبعهم إلا من يعاني من سبات و نوم دوغمائي عميق.
من يتبع المرشد و الامام و الختم لا يعرف سبيل الى مفهوم الدين في حدود مجرد العقل لعمانويل كانط كنتاج لمشروعه النقدي المنتصر للقانون الأخلاقي المصارع لأخلاق الدين التقليدي الذي يمثل أكبر حاضنة لسلطة الأب و ميراث التسلط و هذا هو الحاصل الآن في ساحة الفكر في السودان.
و هنا ينام سر عجز النخب السودانية في مجابهت التحدي الذي يتمثل في التحول الديمقراطي و لا يكون التحول الديمقراطي في ظل ثقافة عربية اسلامية تقليدية مهيمنة على عقل النخب السودانية و بسببها كان تدني مستوى وعي النخب السودانية فيما يتعلق بتطور الفكر و التحول في المفاهيم.
و قد رأينا كيف تدني مستوى فكرهم و قد جعلهم في سبات و نوم دوغمائي عميق لذلك كانت مشاريعهم الفكرية كأحلام السائر في نومه و منها طرحهم للهوية و إهمالهم للحرية و بسببه قد نتجت مقاومة ضعيفة من نخب أخرى أي نخب الهامش بمشاريع أقل بريق و قد تجلت في طرح الهامش و المركز و النتيجة النهائية سياسي سوداني منبت فيما يتعلق بنسبه للفكر الحر في الجانبين أي في المركز و الهامش.
في جانب المركز نجد الهووي الصاخب الذي يطرح الهويات بدلا عن طرح الحريات و من جانب الهامش نجد سياسي بفكر بائس يقدمه كسياسي يجسد صورة مشوّهة لسياسي المركز الذي يلعب دور الهووي الصاخب و النتيجة كساد فكري لا يرتقي الى مستوى رصد التحول الهائل في المفاهيم.
نخب المركز أسيري ثقافة سلطة الأب و ميراث التسلط و سببها الايمان التقليدي الناتج من حاضنة ثقافة اسلامية تقليدية ما زالت تعد أشرس ثقافة تقليدية مقاومة للحداثة و لم تضخ غير مؤرخ تقليدي مشغول بالهوية بدلا من أن يهتم بالحرية و مثقف تقليدي ترقيعي كل همه المؤالفة بين العلمانية و الدين يقابله مثقف الهامش بوعي بائس يعكسه كصورة مشوهة لمثقف المركز و لا يمكنك أن تستثنى غير جون قرنق و عبد العزيز الحلو.
في وقت أي منذ بداية ستينيات القرن المنصرم نجد هشام شرابي مجتهد في محاربة الثقافة الناتجة من الايمان التقليدي و يصنف الفكر الأصولي الاسلامي كأكبر حاضنة لسلطة الأب و ميراث التسلط و بسببها قد نتج إذعان المثقف في العالم العربي و الاسلامي التقليدي للسلطة سواء كانت سلطة الأب في البيت أو تسلط الاستاذ في المدرسة أو تسلط النظم الدكتاتورية في فضاء العالم العربي و الاسلامي التقليدي و هذا الإذعان للسلطة جعل من المثقف العربي عاجز عن مواجهة أي تحدي و التغلب عليه.
و هنا لو إستلفنا من هشام شرابي إذعان المثقف و عجزه في العالم العربي الاسلامي التقليدي نجده يتجلى في فشل قحت و حمدوك في إذعانهم للعسكر في شراكة كانت الغلبة فيها للعسكر و فشلهم و عجزهم في التأسيس لملامح دولة حديثة لا يتخوف فيها المثقف من عقلنة الفكر و علمنة المجتمع كما يدعو هشام شرابي النخب العربية الى التأكد من أن من المستحيل أن تصالح ما بين سلطة الأب و الحداثة و من المستحيل أن تصالح بين العلمانية و الأصولية الدينية و فكرها المنغلق.
و لك أن تقارن فكر هشام شرابي مع فكر نخب سودانية تتهرب من علمنة المجتمع و عقلنة فكره بعلمانية محابية للأديان كما رأينا محاولات محمد ابراهيم نقد في حوار حول الدولة المدنية أو تحايل النخب على طرح العلمانية في مؤتمر دستوري يجمع كل ألوان الطيف السوداني المنبت فيما يتعلق بنسبه للفكر أو طرح مساومة تاريخية بين يسار سوداني رث و يمين غارق في وحل الفكر الديني أو طرح فكرة لاهوت التحرير كله فكر نتاج أنساق ثقافية مضمرة تعبر عن إذعان النخب السودانية للسلطة و عجزها في التغلب على التحدي الذي يجابهها كما يقول هشام شرابي.
لهذا يمكننا القول أن حرب البرهان و جيشه الكيزاني ضد نفايات الكيزان المشعة و هم الجنجويد هي حرب حتمية لكي تمثل الرفسة الأخيرة التي يعقبها خروج روح الثقافة العربية الاسلامية التقليدية التي سيطرت على السودان منذ قيام سلطنة الفونج مرورا بالمهدية و أخيرا تمظهرت في الحركة الاسلامية السودانية و ثمرتها المرة الإنقاذ و خلقت هذا الكائن السوداني الخائر في عزمه و هو خارج للعمل العام في معارضة للكوز إلا أنه صورة مشوهة للكوز لأن القاسم المشترك بين معارض الكوز و الكوز ثقافة عربية إسلامية تقليدية لا تورث غير الإذعان للسلطة و العجز عن مجابهة التحديات.
و لهذا كانت حالة الساحة السودانية قبل الحرب العبثية و قد إختلط حابلها بنابلها و لا تستطيع التفريق فيها بين الكوز و مجموعة الموز و بينهم حمدوك و جماعته بعقل الحيرة و الاستحالة المعشعش فوقه الخوف المرضي و قد أضاع فرصة لخلق ملامح دولة حديثة سوف ننتظر طويل لكي تعود هذه الفرصة من جديد في ظل نخب قد أصبحت في منطقة ظل المطر أي صحراء حيث يندر فيها مطر الفكر الذي يساعد على نمو فكر جديد أي فلسفة النوابت كما يقول الفيلسوف التونسي فتحي المسكيني في مشروعه النقدي الذي يحاول فيه كشف عجز النخب في العالم العربي و الاسلامي التقليدي و السودان يعد من تخومه.
الحرب العبثية و ما يعقبها في حالة وقوفها فجئة أو إستمرارها لزمن طويل تؤكد على شئ واحد أن السودان الآن قد بدأ عهد جديد لا تظهر ملامحه و نتائجه بشكل واضح إلا بعد ثلاثة عقود و هو عقلنة الفكر و علمنة المجتمع فاذا إنتبهت النخب السودانية لكسادها الفكري و إستبدلته بفكر واعي و هادف للتغيير ستكون المسيرة هادفة.
و إلا سينتظر الشعب السوداني نصيبه من تقدم البشرية و هي تسير مفارقة للجهل و المرض و الفقر بعد ما فارقت فكر وحل الفكر الديني و هنا يكون نصيب الشعب السوداني نصيب المسكين و الفقير آكل زكاة المجتمع البشري بعد ما بلغ عقله نصاب الفكر الحر و الغريب في تقاليد الشعب السوداني قبل مجئ الكيزان لا يحب السوداني أي سوداني أكل مال الزكاة و لو كان مستحقها لأن نفس السوداني الأبي تعاف الزكاة.
نقول هذا القول أي أن السودان أمامه ثلاثة عقود لكي يصل لعقلنة الفكر و علمنة المجتمع لأن أوروبا مابين الحربيين العالمتين كانت في مثل حال السودان اليوم و لكي تصل لقبول فكرة نهاية فلسفة التاريخ التقليدية و بداية فلسفة التاريخ الحديثة دفعت الثمن من الدم و العرق و الدموع في حروب الفاشية و النازية و بعدها فارقت اوروبا عهد الحروب و سارت باتجاه السلام و الإزدهار المادي و قد إنعكس في إرتفاع مستويات المعيشة و أصبحت أوروبا تتحدث عن اقتصاد الرفاه بعيدا عن أقتصاد المعيشة الذي يسود في السودان.
و لكن إنتبه أيها القارئ المحترم ما بين الحربيين العالمتين كان هناك فلاسفة و مؤرخيين غير تقليديين و اقتصاديين و علماء اجتماع في اوروبا قد تصدوا لمشكلة نهاية فلسفة التاريخ التقليدية و بداية فلسفة التاريخ الحديثة فهل تفعل النخب السودانية ما فعلته نخب أوروبا و تقوم بمسؤولية الفكر الحر الذي يفتح على الايمان الحر؟ و بعده يكون الطريق سالك لعقلنة الفكر وعلمنة المجتمع كما يقول هشام شرابي؟
taheromer86@yahoo.com
و قد أكدت الشعوب المتقدمة للشعوب التي تريد أن تعبر بأن العبور لا يتم بغير مفارقة فكر رجال الدين كما هو سائد في أحزاب السودان و أقصد فكر الحركة الاسلامية و أحزاب الطائفية لأن البشرية لم تفارق الجهل و الفقر و المرض إلا بعد إيقانها من فكر النزعة الانسانية المنتصر للفرد و العقل و الحرية حيث يصبح في ظله و بشكل واضح أن الدين ظاهرة اجتماعية و الايمان بالدين شأن فردي أي دين الفرد العاقل الحر المتقوي بالايمان الحر و المفارق لدين العبيد أي دين الكيزان و دين الامام و دين الميرغني و لا يتبعهم إلا من يعاني من سبات و نوم دوغمائي عميق.
من يتبع المرشد و الامام و الختم لا يعرف سبيل الى مفهوم الدين في حدود مجرد العقل لعمانويل كانط كنتاج لمشروعه النقدي المنتصر للقانون الأخلاقي المصارع لأخلاق الدين التقليدي الذي يمثل أكبر حاضنة لسلطة الأب و ميراث التسلط و هذا هو الحاصل الآن في ساحة الفكر في السودان.
و هنا ينام سر عجز النخب السودانية في مجابهت التحدي الذي يتمثل في التحول الديمقراطي و لا يكون التحول الديمقراطي في ظل ثقافة عربية اسلامية تقليدية مهيمنة على عقل النخب السودانية و بسببها كان تدني مستوى وعي النخب السودانية فيما يتعلق بتطور الفكر و التحول في المفاهيم.
و قد رأينا كيف تدني مستوى فكرهم و قد جعلهم في سبات و نوم دوغمائي عميق لذلك كانت مشاريعهم الفكرية كأحلام السائر في نومه و منها طرحهم للهوية و إهمالهم للحرية و بسببه قد نتجت مقاومة ضعيفة من نخب أخرى أي نخب الهامش بمشاريع أقل بريق و قد تجلت في طرح الهامش و المركز و النتيجة النهائية سياسي سوداني منبت فيما يتعلق بنسبه للفكر الحر في الجانبين أي في المركز و الهامش.
في جانب المركز نجد الهووي الصاخب الذي يطرح الهويات بدلا عن طرح الحريات و من جانب الهامش نجد سياسي بفكر بائس يقدمه كسياسي يجسد صورة مشوّهة لسياسي المركز الذي يلعب دور الهووي الصاخب و النتيجة كساد فكري لا يرتقي الى مستوى رصد التحول الهائل في المفاهيم.
نخب المركز أسيري ثقافة سلطة الأب و ميراث التسلط و سببها الايمان التقليدي الناتج من حاضنة ثقافة اسلامية تقليدية ما زالت تعد أشرس ثقافة تقليدية مقاومة للحداثة و لم تضخ غير مؤرخ تقليدي مشغول بالهوية بدلا من أن يهتم بالحرية و مثقف تقليدي ترقيعي كل همه المؤالفة بين العلمانية و الدين يقابله مثقف الهامش بوعي بائس يعكسه كصورة مشوهة لمثقف المركز و لا يمكنك أن تستثنى غير جون قرنق و عبد العزيز الحلو.
في وقت أي منذ بداية ستينيات القرن المنصرم نجد هشام شرابي مجتهد في محاربة الثقافة الناتجة من الايمان التقليدي و يصنف الفكر الأصولي الاسلامي كأكبر حاضنة لسلطة الأب و ميراث التسلط و بسببها قد نتج إذعان المثقف في العالم العربي و الاسلامي التقليدي للسلطة سواء كانت سلطة الأب في البيت أو تسلط الاستاذ في المدرسة أو تسلط النظم الدكتاتورية في فضاء العالم العربي و الاسلامي التقليدي و هذا الإذعان للسلطة جعل من المثقف العربي عاجز عن مواجهة أي تحدي و التغلب عليه.
و هنا لو إستلفنا من هشام شرابي إذعان المثقف و عجزه في العالم العربي الاسلامي التقليدي نجده يتجلى في فشل قحت و حمدوك في إذعانهم للعسكر في شراكة كانت الغلبة فيها للعسكر و فشلهم و عجزهم في التأسيس لملامح دولة حديثة لا يتخوف فيها المثقف من عقلنة الفكر و علمنة المجتمع كما يدعو هشام شرابي النخب العربية الى التأكد من أن من المستحيل أن تصالح ما بين سلطة الأب و الحداثة و من المستحيل أن تصالح بين العلمانية و الأصولية الدينية و فكرها المنغلق.
و لك أن تقارن فكر هشام شرابي مع فكر نخب سودانية تتهرب من علمنة المجتمع و عقلنة فكره بعلمانية محابية للأديان كما رأينا محاولات محمد ابراهيم نقد في حوار حول الدولة المدنية أو تحايل النخب على طرح العلمانية في مؤتمر دستوري يجمع كل ألوان الطيف السوداني المنبت فيما يتعلق بنسبه للفكر أو طرح مساومة تاريخية بين يسار سوداني رث و يمين غارق في وحل الفكر الديني أو طرح فكرة لاهوت التحرير كله فكر نتاج أنساق ثقافية مضمرة تعبر عن إذعان النخب السودانية للسلطة و عجزها في التغلب على التحدي الذي يجابهها كما يقول هشام شرابي.
لهذا يمكننا القول أن حرب البرهان و جيشه الكيزاني ضد نفايات الكيزان المشعة و هم الجنجويد هي حرب حتمية لكي تمثل الرفسة الأخيرة التي يعقبها خروج روح الثقافة العربية الاسلامية التقليدية التي سيطرت على السودان منذ قيام سلطنة الفونج مرورا بالمهدية و أخيرا تمظهرت في الحركة الاسلامية السودانية و ثمرتها المرة الإنقاذ و خلقت هذا الكائن السوداني الخائر في عزمه و هو خارج للعمل العام في معارضة للكوز إلا أنه صورة مشوهة للكوز لأن القاسم المشترك بين معارض الكوز و الكوز ثقافة عربية إسلامية تقليدية لا تورث غير الإذعان للسلطة و العجز عن مجابهة التحديات.
و لهذا كانت حالة الساحة السودانية قبل الحرب العبثية و قد إختلط حابلها بنابلها و لا تستطيع التفريق فيها بين الكوز و مجموعة الموز و بينهم حمدوك و جماعته بعقل الحيرة و الاستحالة المعشعش فوقه الخوف المرضي و قد أضاع فرصة لخلق ملامح دولة حديثة سوف ننتظر طويل لكي تعود هذه الفرصة من جديد في ظل نخب قد أصبحت في منطقة ظل المطر أي صحراء حيث يندر فيها مطر الفكر الذي يساعد على نمو فكر جديد أي فلسفة النوابت كما يقول الفيلسوف التونسي فتحي المسكيني في مشروعه النقدي الذي يحاول فيه كشف عجز النخب في العالم العربي و الاسلامي التقليدي و السودان يعد من تخومه.
الحرب العبثية و ما يعقبها في حالة وقوفها فجئة أو إستمرارها لزمن طويل تؤكد على شئ واحد أن السودان الآن قد بدأ عهد جديد لا تظهر ملامحه و نتائجه بشكل واضح إلا بعد ثلاثة عقود و هو عقلنة الفكر و علمنة المجتمع فاذا إنتبهت النخب السودانية لكسادها الفكري و إستبدلته بفكر واعي و هادف للتغيير ستكون المسيرة هادفة.
و إلا سينتظر الشعب السوداني نصيبه من تقدم البشرية و هي تسير مفارقة للجهل و المرض و الفقر بعد ما فارقت فكر وحل الفكر الديني و هنا يكون نصيب الشعب السوداني نصيب المسكين و الفقير آكل زكاة المجتمع البشري بعد ما بلغ عقله نصاب الفكر الحر و الغريب في تقاليد الشعب السوداني قبل مجئ الكيزان لا يحب السوداني أي سوداني أكل مال الزكاة و لو كان مستحقها لأن نفس السوداني الأبي تعاف الزكاة.
نقول هذا القول أي أن السودان أمامه ثلاثة عقود لكي يصل لعقلنة الفكر و علمنة المجتمع لأن أوروبا مابين الحربيين العالمتين كانت في مثل حال السودان اليوم و لكي تصل لقبول فكرة نهاية فلسفة التاريخ التقليدية و بداية فلسفة التاريخ الحديثة دفعت الثمن من الدم و العرق و الدموع في حروب الفاشية و النازية و بعدها فارقت اوروبا عهد الحروب و سارت باتجاه السلام و الإزدهار المادي و قد إنعكس في إرتفاع مستويات المعيشة و أصبحت أوروبا تتحدث عن اقتصاد الرفاه بعيدا عن أقتصاد المعيشة الذي يسود في السودان.
و لكن إنتبه أيها القارئ المحترم ما بين الحربيين العالمتين كان هناك فلاسفة و مؤرخيين غير تقليديين و اقتصاديين و علماء اجتماع في اوروبا قد تصدوا لمشكلة نهاية فلسفة التاريخ التقليدية و بداية فلسفة التاريخ الحديثة فهل تفعل النخب السودانية ما فعلته نخب أوروبا و تقوم بمسؤولية الفكر الحر الذي يفتح على الايمان الحر؟ و بعده يكون الطريق سالك لعقلنة الفكر وعلمنة المجتمع كما يقول هشام شرابي؟
taheromer86@yahoo.com