السودان والطريق إلي أين عام 2025م
زين العابدين صالح عبد الرحمن
4 January, 2025
4 January, 2025
زين العابدين صالح عبد الرحمن
في كلمة رئيس مجلس السيادة و القائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان بمناسبة عيد الاستقلال؛ حدد رؤية المؤسسة العسكرية، و قال يجب التخلص من الميليشبا إذا كان ذلك عسكريا أو تفاوضيا، على أن لا يكون لها دورا في المستقبل، و القضية الأخرى؛ أن تبدأ العملية السياسية بعد وقف الحرب، بحوار سياسي تشارك فيه كل القوى داخل السودان.. و في كلمة مساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ياسر العطا كانت أكثر تفصيلا تتطلب التخلص من الميليشيا عسكريا أو تفاوضيا، إلي جانب إجراء محاكمات قضائية لكل الذين شاركوها في الحرب من السياسيين و غيرهم.. هذا الحديث من قبل القائدين يعد مثابة خارطة طريق لهما، و لمستقبل العملية السياسية.. و الكلمتان لهما دلالة سياسية كبيرة في إدارة الصراع العسكري و السياسي في البلاد، حيث تتشكل الرؤى وفقا للكلمتين، إذا كانت مؤيدة أو معارضة. و أذا كانت هناك قوى سياسية معارضة سوف تنطلق من أرضية الكلمتين نقدا، أو تقديم بديلا، الأمر الذي يبين أن العسكر هم الذين يقدمون أجندة الحوار السياسي و يتفاعل معها الأخرين..
الغريب في الأمر: أن القوى السياسية لا تبادر في أن تقدم رؤيتها قبل العسكر، الأمر الذي يؤكد أن الأحزاب السياسية لا تملك أية رؤى مغايرة، هي بالفعل في حاجة إلي إصلاح تنظيمي و فكري، و تغيير في القيادات التي فشلت في إدارة الصراع، و قادت للحرب، هي ليست مؤهلة أن تشارك في العملية السياسية بعد وقف الحرب، و إذا شاركت سوف يكون دورها معيقا لأية عملية سياسية، هي لا تعرف إلا أن تبرر أخطائها و تبحث لها عن شماعات تعلق عليها هذه الأخطاء.. أعتقد أن ثقافة اليسار التي تجاوزها تاريخ الشعوب تشكل عقبة أمام أية خطوة للحوار الوطني.. ربما يكونوا آهل هذه الثقافة في حاجة إلي أنجال هنري كوهين لكي يرشدوهم لطريق الإصلاح و بعث جديد لعفلق و طلاح بيطار أخر يحملون رؤى نقدية رؤاهم السابقة..
القضية الأخرى ترقية عبد الرحمن الصادق المهدي إلي رتبة الفريق و إنزاله المعاش، اعتقد بعض أخوته أن الترقية و المعاش مقصود منه النيل من بيت الصادق المهدي، هؤلاء يؤكدوا أنهم بالفعل قصيري النظر و حاستهم السياسية في غاية الضعف، و ربما البعض تأثر بحالة الهزيان عند قيادات الميليشيا.. منذ زيارة عبد الرحمن الصادق إلي قبة المهدي و خطابه أثناء الزيارة، تأكد أن عبد الرحمن ذاهب في طريق المعاش من المؤسسة العسكرية، باعتبار أن عبد الرحمن أكد في كلمته ذات البعد السياسي أن الرجل فضل العمل السياسي على العسكري، عندما تحدث عن وحدة السودان و الوقوف مع المؤسسة العسكرية، ثم الذهاب إلي القاهرة و الالتقاء بنجل الميرغني جعفر و إصدار بيان سياسي.. كلها تؤكد أن عبد الرحمن يريد أن يلعب دورا سياسيا بعد ما تغيرت المعادلة السياسية، خاصة أن هناك قيادات في حزب الأمة رئيس الحزب و أمينه العام و بعض القيادات في الأمانة قد تحالفوا مع الميليشيا و شكلوا لها سندا سياسيا مع أخرين.. و أن رؤية عبد الرحمن محاولة إلي إنقاذ الحزب من رهان الميليشيا، هو بداية لصراع جديد داخل الحزب..
القضية الأخرى: أيضا من التغييرات الجوهرية التي طالت التحالفات السياسية، كانت سابقا مصر لا تقدم على أية خطوة في الشأن السوداني دون أن تستشير بعض القيادات الاتحادية، و لكن منذ ثورة ديسمبر أصبحت مصر تتعامل مع قطاع عريض و مغاير تماما للسابق، و أصبحت القيادات الاتحادية تعلم مثل غيرها بالرؤى من صناع القرار في مصر عبر الإعلام، كما أنها مصر وجدت ضالتها في قطاع أخر من السياسيين، تعتقد أكثر قدرة على تقديم تصورات موضوعية عن تحالفات قديمة فقدت قيادات الآهلية في عملية الاستشارات السياسية، هذه القضية سوف أفرد لها مقالات أخرى أكثر توسعا.. هذه المتغيرات تشير إلي أن طرق التفكير بدأت تتغير في القطاع المحيط للعمل السياسي.. بينما المؤسسات السياسية " الأحزاب" تعاني من ضعف القيادات التي تشتغل بالفكر، و لا تستطيع أن تقدم أفكار تساعد على الحل.. نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com
في كلمة رئيس مجلس السيادة و القائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان بمناسبة عيد الاستقلال؛ حدد رؤية المؤسسة العسكرية، و قال يجب التخلص من الميليشبا إذا كان ذلك عسكريا أو تفاوضيا، على أن لا يكون لها دورا في المستقبل، و القضية الأخرى؛ أن تبدأ العملية السياسية بعد وقف الحرب، بحوار سياسي تشارك فيه كل القوى داخل السودان.. و في كلمة مساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ياسر العطا كانت أكثر تفصيلا تتطلب التخلص من الميليشيا عسكريا أو تفاوضيا، إلي جانب إجراء محاكمات قضائية لكل الذين شاركوها في الحرب من السياسيين و غيرهم.. هذا الحديث من قبل القائدين يعد مثابة خارطة طريق لهما، و لمستقبل العملية السياسية.. و الكلمتان لهما دلالة سياسية كبيرة في إدارة الصراع العسكري و السياسي في البلاد، حيث تتشكل الرؤى وفقا للكلمتين، إذا كانت مؤيدة أو معارضة. و أذا كانت هناك قوى سياسية معارضة سوف تنطلق من أرضية الكلمتين نقدا، أو تقديم بديلا، الأمر الذي يبين أن العسكر هم الذين يقدمون أجندة الحوار السياسي و يتفاعل معها الأخرين..
الغريب في الأمر: أن القوى السياسية لا تبادر في أن تقدم رؤيتها قبل العسكر، الأمر الذي يؤكد أن الأحزاب السياسية لا تملك أية رؤى مغايرة، هي بالفعل في حاجة إلي إصلاح تنظيمي و فكري، و تغيير في القيادات التي فشلت في إدارة الصراع، و قادت للحرب، هي ليست مؤهلة أن تشارك في العملية السياسية بعد وقف الحرب، و إذا شاركت سوف يكون دورها معيقا لأية عملية سياسية، هي لا تعرف إلا أن تبرر أخطائها و تبحث لها عن شماعات تعلق عليها هذه الأخطاء.. أعتقد أن ثقافة اليسار التي تجاوزها تاريخ الشعوب تشكل عقبة أمام أية خطوة للحوار الوطني.. ربما يكونوا آهل هذه الثقافة في حاجة إلي أنجال هنري كوهين لكي يرشدوهم لطريق الإصلاح و بعث جديد لعفلق و طلاح بيطار أخر يحملون رؤى نقدية رؤاهم السابقة..
القضية الأخرى ترقية عبد الرحمن الصادق المهدي إلي رتبة الفريق و إنزاله المعاش، اعتقد بعض أخوته أن الترقية و المعاش مقصود منه النيل من بيت الصادق المهدي، هؤلاء يؤكدوا أنهم بالفعل قصيري النظر و حاستهم السياسية في غاية الضعف، و ربما البعض تأثر بحالة الهزيان عند قيادات الميليشيا.. منذ زيارة عبد الرحمن الصادق إلي قبة المهدي و خطابه أثناء الزيارة، تأكد أن عبد الرحمن ذاهب في طريق المعاش من المؤسسة العسكرية، باعتبار أن عبد الرحمن أكد في كلمته ذات البعد السياسي أن الرجل فضل العمل السياسي على العسكري، عندما تحدث عن وحدة السودان و الوقوف مع المؤسسة العسكرية، ثم الذهاب إلي القاهرة و الالتقاء بنجل الميرغني جعفر و إصدار بيان سياسي.. كلها تؤكد أن عبد الرحمن يريد أن يلعب دورا سياسيا بعد ما تغيرت المعادلة السياسية، خاصة أن هناك قيادات في حزب الأمة رئيس الحزب و أمينه العام و بعض القيادات في الأمانة قد تحالفوا مع الميليشيا و شكلوا لها سندا سياسيا مع أخرين.. و أن رؤية عبد الرحمن محاولة إلي إنقاذ الحزب من رهان الميليشيا، هو بداية لصراع جديد داخل الحزب..
القضية الأخرى: أيضا من التغييرات الجوهرية التي طالت التحالفات السياسية، كانت سابقا مصر لا تقدم على أية خطوة في الشأن السوداني دون أن تستشير بعض القيادات الاتحادية، و لكن منذ ثورة ديسمبر أصبحت مصر تتعامل مع قطاع عريض و مغاير تماما للسابق، و أصبحت القيادات الاتحادية تعلم مثل غيرها بالرؤى من صناع القرار في مصر عبر الإعلام، كما أنها مصر وجدت ضالتها في قطاع أخر من السياسيين، تعتقد أكثر قدرة على تقديم تصورات موضوعية عن تحالفات قديمة فقدت قيادات الآهلية في عملية الاستشارات السياسية، هذه القضية سوف أفرد لها مقالات أخرى أكثر توسعا.. هذه المتغيرات تشير إلي أن طرق التفكير بدأت تتغير في القطاع المحيط للعمل السياسي.. بينما المؤسسات السياسية " الأحزاب" تعاني من ضعف القيادات التي تشتغل بالفكر، و لا تستطيع أن تقدم أفكار تساعد على الحل.. نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com