الشقاومة مع الكبار الزيلعي مثالا
زين العابدين صالح عبد الرحمن
30 January, 2022
30 January, 2022
قرأت مقال الصديق المفكر صديق الزيلعي " يا قائد بلا معركة .. أن أوان المعركة" أن قراءة كتابات الزيلعي حقيقة تحتاج لمجهود ذهني مضاعف، فالرجل لا يكتب بهدف الوقوف عند تحليل الوضع السياسي، و لا تبيان لموقفه من القضايا المطروحة. و لكن يحاول أن يذهب في سكة المفكر، عندما تشتد الأزمة السياسية، و الكل يحاول أن يميل إلى جانب في مواجهة جانب أخر، هو يحاول أن يقدم أسئلة جديدة الهدف منها تغيير طريقة التفكير التي عجزت النخبة السياسية في التعاطي معها فكريا، لذلك أسئلة الزيلعي الهدف منها هو البحث عن أسباب الإخفاق في تجربة السنتين، و في الشراكة و في الوثيقة الدستورية. و الأسئلة تنقل المتابع من الموقف العاطفي ضد – مع إلي التفكير في البحث عن أسباب الإخفاق، و التفكير بعمق سوف يبعد العاطفة، و حتى الانتماء مؤقتا، لكي يقف موقف الباحث الذي يجرد نفسه من كل الإجابات المسبقة. و دراسة الظاهرة تفرض على الباحث أختيار المنهج الذي يريده لدراسة الظاهرة و وضع افتراضات يعتقد أنها مؤثرة في الظاهرة، لذلك نجد الزيلعي قدم مجموعة كبيرة من الأسئلة لأنه يريد تعرية الظاهر من كل خرقة تتدثر بها.
و لكن السؤال أيضا يوجه للزيلعي؛ من أين بدأت انطلاقته هل من مقام المعرفة و الفكر كما يعتقد شخص الضعيف؟ أم على أرضية أيديولوجية في طرح الأسئلة؟ أم يريد استنهاض موقفا أيديولوجيا يحتاج فيه إلي إجابات تؤسس على المرجعية الأديولوجية؟ أم هو مقام الباحث الذي يجرد من حالة الانتماء؟ فالذي وحده يستطيع الإجابة على هذه الأسئلة أو عندما يحاول هو الإجابة عليه سوف يتبين منهجه و مرجعيته الفكرية التي يؤسس عليها ردوده.
أن طرح الأسئلة في بداية مشروع للكتاب أن توضح للقاريء هدف المفكر و أيضا الإشارة لمنهجه، لأنها هي أيضا مجموعة من الافتراضات سوف تمر بالذهن يحاول أن يمتحنها ( يبقي على البعض و يستبعد البعض) الأمر الذي يسهل الوصول للنتيجة، لكنه في ذات الوقت؛ سوف يصعب الأمر على الذين يدخلون ساحة التقييم دون منهج و معرفة. لذلك اعتقد و أمل أن لا أكون خاطئا أن الزيلعي يريد أن يدخل نخبة المفكرين السودانيين في الساحة السياسية، لكي يفرضوا طريقة جديدة في التعاطي مع الأزمة، و أيضا طريقة جديدة في التفكير تؤدي لتغيير في الحوار السياسي بين التيارات المختلفة. أن الزيلعي يريد أن يقول أن السياسي قد فشل في عملية التحول الديمقراطي، و يجب ستدعاء المفكر السياسي الذي يستطيع أن يشرح الأزمة و يستطيع في ذات الوقت أن يفحص الأدوات المستخدمة إذا كانت هي فاعلة، أم هي أدوات معطوبة تحتاج لتغيير.
أن العنوان الذي قدمه الزيلعي مدهش. "آن أوان المعركة" إذا حاول الشخص تشريحه يجد فيها حمولات فكرية كبيرة، هو حالة من حالات التجلي و العصف الذهني، خاصة عندما كان العنوان يشغل العقل في منتصف التسعينات " أن أوان التغيير" فالتغيير لا يتم بالشعارات، و لا بالعقلية السياسية التي لا تملك غير المغالطات، و لا بالتوصيف الثوري، أنما التغيير عموده الفقري هو الفكر. و الفكرة هي الداعية للتغيير. لإإذا كان أن أوان المعركة مع من هي المعركة؟ الكل كان مشاركا بصور مختلفة، و هناك أيضا من كان يملك خطابين في وقت وأحد، أن فشل تجربة السنتين الكل يتحمل إخفاقها. و أرجو أن لا تكون هي حملة من أجل تطهير جانب في إدانة جانب أخر، لتمرير مشروع بدأ يتخلق في الواقع، و واضح لكل متابع للشأن السياسي السوداني، هو مشروع مهما تدثر بالثورية و النقاء لا يختلف عن المشروع الأيديولوجي الذي أسقطته ثورة ديسمبر. أن المشاريع الأيديولوجية أصبحت مكشوفة، و تتغطي بخرق بالية. و هي تحتاج نفسها لمراجعات فكرية لكي تتسق مع الشعارات الديمقراطية التي ترفعها. أن القوى الراغبة في الدولة المدنية الديمقراطية دائما تتعامل في الضوء، و من خلال حوارات مفتوحة، لآن الديمقراطية تحتاج لأكبر قاعدة أجتماعية تناصرها، و أن الديمقراطية تحافظ على المؤسسات الفاعلة في المجتمع و لا تفككها. كان المؤمل في القوى السياسية ذات التاريخ الطويل في النضال أن تكون أكثر اتعاظا من الأخرين، خاصة في التعلم من التجارب السابقة، لكن للأسف هي التي تحتاج الآن لإصلاح. و قالها صاحب عنوان ( أن أوان التغيير) قبل 27 عاما. كان بالفعل يقرأ التاريخ بصورة ناضجة، هو أيضا طرح أسئلة عديدة عجز الذين وجهت إليهم الإجابة عليها. ليس بسبب إهمالها و أنها غير مفيدة، لكن بسبب أن العقليات التي تكلست لا تستطيع التعاطي مع الفكر الجديد.
أن الأسئلة دائما تجرنا للصراحة، و القول المباشر، بعيدا عن أليات التكتيك و المناورة، فالوطن ضعف من هذه المناهج التي لا تقدم غير تجارب فاشلة. أن الثورية مرحلة أولى للتغيير لكنها لا تصنع ديمقراطية، و لا تؤسس لعملية التحول الديمقراطي، لكنها يمكن أن تصنع ديكتاتورية جديدة، و الشباب في الشوارع قد أعلنوها صراحة لا مساومة في الدولة المدنية الديمقراطية. و هي دولة تقوم فقط بشروط الديمقراطية، و ليس بشروط مناورات دعاة الشمولية.
صديي الزيلعي؛ أرجو أن لا أكون قد شطحت في ذلك. لكنني أمن أن الفكر لا يخيب صاحبه، بل دائما يرفعه في المكان الاجتماعي و المعرفي الذي يجب أن يكون فيه. و لا مناورة و تكتيك مع الفكرة في تقدم التصورات و دراسة الظواهر، خاصة الاجتماعية. لك التحية و التقدير. و نسأل الله أن ينور أبصارنا.
zainsalih@hotmail.com
/////////////////////////////
و لكن السؤال أيضا يوجه للزيلعي؛ من أين بدأت انطلاقته هل من مقام المعرفة و الفكر كما يعتقد شخص الضعيف؟ أم على أرضية أيديولوجية في طرح الأسئلة؟ أم يريد استنهاض موقفا أيديولوجيا يحتاج فيه إلي إجابات تؤسس على المرجعية الأديولوجية؟ أم هو مقام الباحث الذي يجرد من حالة الانتماء؟ فالذي وحده يستطيع الإجابة على هذه الأسئلة أو عندما يحاول هو الإجابة عليه سوف يتبين منهجه و مرجعيته الفكرية التي يؤسس عليها ردوده.
أن طرح الأسئلة في بداية مشروع للكتاب أن توضح للقاريء هدف المفكر و أيضا الإشارة لمنهجه، لأنها هي أيضا مجموعة من الافتراضات سوف تمر بالذهن يحاول أن يمتحنها ( يبقي على البعض و يستبعد البعض) الأمر الذي يسهل الوصول للنتيجة، لكنه في ذات الوقت؛ سوف يصعب الأمر على الذين يدخلون ساحة التقييم دون منهج و معرفة. لذلك اعتقد و أمل أن لا أكون خاطئا أن الزيلعي يريد أن يدخل نخبة المفكرين السودانيين في الساحة السياسية، لكي يفرضوا طريقة جديدة في التعاطي مع الأزمة، و أيضا طريقة جديدة في التفكير تؤدي لتغيير في الحوار السياسي بين التيارات المختلفة. أن الزيلعي يريد أن يقول أن السياسي قد فشل في عملية التحول الديمقراطي، و يجب ستدعاء المفكر السياسي الذي يستطيع أن يشرح الأزمة و يستطيع في ذات الوقت أن يفحص الأدوات المستخدمة إذا كانت هي فاعلة، أم هي أدوات معطوبة تحتاج لتغيير.
أن العنوان الذي قدمه الزيلعي مدهش. "آن أوان المعركة" إذا حاول الشخص تشريحه يجد فيها حمولات فكرية كبيرة، هو حالة من حالات التجلي و العصف الذهني، خاصة عندما كان العنوان يشغل العقل في منتصف التسعينات " أن أوان التغيير" فالتغيير لا يتم بالشعارات، و لا بالعقلية السياسية التي لا تملك غير المغالطات، و لا بالتوصيف الثوري، أنما التغيير عموده الفقري هو الفكر. و الفكرة هي الداعية للتغيير. لإإذا كان أن أوان المعركة مع من هي المعركة؟ الكل كان مشاركا بصور مختلفة، و هناك أيضا من كان يملك خطابين في وقت وأحد، أن فشل تجربة السنتين الكل يتحمل إخفاقها. و أرجو أن لا تكون هي حملة من أجل تطهير جانب في إدانة جانب أخر، لتمرير مشروع بدأ يتخلق في الواقع، و واضح لكل متابع للشأن السياسي السوداني، هو مشروع مهما تدثر بالثورية و النقاء لا يختلف عن المشروع الأيديولوجي الذي أسقطته ثورة ديسمبر. أن المشاريع الأيديولوجية أصبحت مكشوفة، و تتغطي بخرق بالية. و هي تحتاج نفسها لمراجعات فكرية لكي تتسق مع الشعارات الديمقراطية التي ترفعها. أن القوى الراغبة في الدولة المدنية الديمقراطية دائما تتعامل في الضوء، و من خلال حوارات مفتوحة، لآن الديمقراطية تحتاج لأكبر قاعدة أجتماعية تناصرها، و أن الديمقراطية تحافظ على المؤسسات الفاعلة في المجتمع و لا تفككها. كان المؤمل في القوى السياسية ذات التاريخ الطويل في النضال أن تكون أكثر اتعاظا من الأخرين، خاصة في التعلم من التجارب السابقة، لكن للأسف هي التي تحتاج الآن لإصلاح. و قالها صاحب عنوان ( أن أوان التغيير) قبل 27 عاما. كان بالفعل يقرأ التاريخ بصورة ناضجة، هو أيضا طرح أسئلة عديدة عجز الذين وجهت إليهم الإجابة عليها. ليس بسبب إهمالها و أنها غير مفيدة، لكن بسبب أن العقليات التي تكلست لا تستطيع التعاطي مع الفكر الجديد.
أن الأسئلة دائما تجرنا للصراحة، و القول المباشر، بعيدا عن أليات التكتيك و المناورة، فالوطن ضعف من هذه المناهج التي لا تقدم غير تجارب فاشلة. أن الثورية مرحلة أولى للتغيير لكنها لا تصنع ديمقراطية، و لا تؤسس لعملية التحول الديمقراطي، لكنها يمكن أن تصنع ديكتاتورية جديدة، و الشباب في الشوارع قد أعلنوها صراحة لا مساومة في الدولة المدنية الديمقراطية. و هي دولة تقوم فقط بشروط الديمقراطية، و ليس بشروط مناورات دعاة الشمولية.
صديي الزيلعي؛ أرجو أن لا أكون قد شطحت في ذلك. لكنني أمن أن الفكر لا يخيب صاحبه، بل دائما يرفعه في المكان الاجتماعي و المعرفي الذي يجب أن يكون فيه. و لا مناورة و تكتيك مع الفكرة في تقدم التصورات و دراسة الظواهر، خاصة الاجتماعية. لك التحية و التقدير. و نسأل الله أن ينور أبصارنا.
zainsalih@hotmail.com
/////////////////////////////