الشلل !!
أشرف عبدالعزيز
19 January, 2023
19 January, 2023
الصباح الجديد -
لا تجد في الاخبار ما يجعلك متفائلاً فكل ما يرد يؤكد فيما لا يدع للشك (التعاسة) والبؤس الذي يعانيه الشعب السوداني والذي بات يرزح فيه منذ الاعلان عن الإنقلاب الذي أجهض الحكم المدني وفشل في زعمه (تصحيح المسار) وأودى البلاد إلى هذا الدرك السحيق.
أمس أعلنت لجنة اطباء السودان المركزية، رفضها الزيادات المهولة في الرسوم المفروضة على نواب الاختصاصيين من قبل المجلس القومي السوداني للتخصصات الطبية، وللقرارات المتعسفة بحق الأطباء.
وحذرت اللجنة، في بيان صحفي، من الأضرار التي تحدق بالقطاع الصحي وانهياره، في وقت تغيب فيه الدولة عن القيام بواجباتها في دعم ورعاية القطاع الصحي الذي يواجه ضغوطاً وتحديات جسام، وأكدت أنه لا يجب أن يتحمل المجلس السوداني للتخصصات الطبية مسؤوليات وزارة المالية، والتي يجب عليها تحمل التزاماتها كاملة.
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا تفي الحكومة بسداد رسوم النواب المبتعثين داخلياً، وتسكنهم في وظائف دائمة؟ ..وحتى عندما لم تقم بواجباتها لما تتوقف متفرجة بل تعمُد إلى الزيادات المهولة في رسوم التدريب والامتحانات لتلقي قراراتها بظلال سالبة على مسيرة تدريب النواب، وتزيد من معاناتهم في التديب والتأهيل، في ظل تدهور اقتصادي وانهيار خدمي تشهده البلاد منذ انقلاب 25 أكتوبر.
وبالرغم من كل هذه المعاناة إتصل النواب بإدارة المجلس السوداني للتخصصات الطبية، للوصول إلى حلول حيال قضيتهم ما يؤسف أننا طالعنا عبر الصفحة الرسمية لوزارة الصحة الإتحادية مخرجات لاجتماع ضم إدارة المجلس مع وزير الصحة الاتحادي.. اجتماع تجاهل تماماً قضية رسوم تدريب النواب، الأمر الذي قد يضع القضية في مسار لا تحمد عواقبه، على الرغم من الوعود التي أصدرها المجلس بمحاولة حل القضية مع الوزارة ووزارة المالية والمجلس الاستشاري.
يبدو أن هذه الحكومة تعيش في ملهاة الأزمات التي تصنعها ويتحكم فيها هوى وزير المالية ورفاقه في الكتلة الديمقراطية مع (فلول) الأجهزة النظامية في مسعى لتفشيل أي خطوات تذهب بالحل السياسي إلى الأمام ويظنون أنهم بهذه الطريقة سينجحون على البقاء بإقناع البرهان أن الشارع ليس تحت سيطرة المركزي ، ونسوا أنهم بفعلتهم هذه سيشعلونه ويفرشون الطريق وروداً أمام الإنتفاضة الشعبية.
كيف لا وبالامس قال المعلمون كلمتهم وإضطرت الحكومة للتلاعب بالتقويم الدراسي بدلاً من حل أزمتهم بتحسين المرتبات ، واليوم هاهم الأطباء النواب يجأرون بالشكوى أما أطباء الإمتياز فحالهم أكثر بؤساً ويحدث كل ذلك في القطاع الصحي مع إنعدام في أدوية السرطان وندرة في أدوية الفشل الكلوي ..هذا غيض من فيض لقد أصبحت البلد مشلولة والكل يترقب الحل والحكومة ليس لها حل غير مزيد من صب الزيت على النار بزيادة الجبايات والرسوم كل يوم ..
في المقابل إذا كان المزارعون قد أعلنوا خيبة الموسم في وقت مبكر فيما يواجه الحصاد صعوبة التكاليف ، نجد أن معظم المصانع توقفت عن العمل ما زاد البطالة في وسط العاملين..(أي شلل هذا)؟
الجريدة
لا تجد في الاخبار ما يجعلك متفائلاً فكل ما يرد يؤكد فيما لا يدع للشك (التعاسة) والبؤس الذي يعانيه الشعب السوداني والذي بات يرزح فيه منذ الاعلان عن الإنقلاب الذي أجهض الحكم المدني وفشل في زعمه (تصحيح المسار) وأودى البلاد إلى هذا الدرك السحيق.
أمس أعلنت لجنة اطباء السودان المركزية، رفضها الزيادات المهولة في الرسوم المفروضة على نواب الاختصاصيين من قبل المجلس القومي السوداني للتخصصات الطبية، وللقرارات المتعسفة بحق الأطباء.
وحذرت اللجنة، في بيان صحفي، من الأضرار التي تحدق بالقطاع الصحي وانهياره، في وقت تغيب فيه الدولة عن القيام بواجباتها في دعم ورعاية القطاع الصحي الذي يواجه ضغوطاً وتحديات جسام، وأكدت أنه لا يجب أن يتحمل المجلس السوداني للتخصصات الطبية مسؤوليات وزارة المالية، والتي يجب عليها تحمل التزاماتها كاملة.
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا تفي الحكومة بسداد رسوم النواب المبتعثين داخلياً، وتسكنهم في وظائف دائمة؟ ..وحتى عندما لم تقم بواجباتها لما تتوقف متفرجة بل تعمُد إلى الزيادات المهولة في رسوم التدريب والامتحانات لتلقي قراراتها بظلال سالبة على مسيرة تدريب النواب، وتزيد من معاناتهم في التديب والتأهيل، في ظل تدهور اقتصادي وانهيار خدمي تشهده البلاد منذ انقلاب 25 أكتوبر.
وبالرغم من كل هذه المعاناة إتصل النواب بإدارة المجلس السوداني للتخصصات الطبية، للوصول إلى حلول حيال قضيتهم ما يؤسف أننا طالعنا عبر الصفحة الرسمية لوزارة الصحة الإتحادية مخرجات لاجتماع ضم إدارة المجلس مع وزير الصحة الاتحادي.. اجتماع تجاهل تماماً قضية رسوم تدريب النواب، الأمر الذي قد يضع القضية في مسار لا تحمد عواقبه، على الرغم من الوعود التي أصدرها المجلس بمحاولة حل القضية مع الوزارة ووزارة المالية والمجلس الاستشاري.
يبدو أن هذه الحكومة تعيش في ملهاة الأزمات التي تصنعها ويتحكم فيها هوى وزير المالية ورفاقه في الكتلة الديمقراطية مع (فلول) الأجهزة النظامية في مسعى لتفشيل أي خطوات تذهب بالحل السياسي إلى الأمام ويظنون أنهم بهذه الطريقة سينجحون على البقاء بإقناع البرهان أن الشارع ليس تحت سيطرة المركزي ، ونسوا أنهم بفعلتهم هذه سيشعلونه ويفرشون الطريق وروداً أمام الإنتفاضة الشعبية.
كيف لا وبالامس قال المعلمون كلمتهم وإضطرت الحكومة للتلاعب بالتقويم الدراسي بدلاً من حل أزمتهم بتحسين المرتبات ، واليوم هاهم الأطباء النواب يجأرون بالشكوى أما أطباء الإمتياز فحالهم أكثر بؤساً ويحدث كل ذلك في القطاع الصحي مع إنعدام في أدوية السرطان وندرة في أدوية الفشل الكلوي ..هذا غيض من فيض لقد أصبحت البلد مشلولة والكل يترقب الحل والحكومة ليس لها حل غير مزيد من صب الزيت على النار بزيادة الجبايات والرسوم كل يوم ..
في المقابل إذا كان المزارعون قد أعلنوا خيبة الموسم في وقت مبكر فيما يواجه الحصاد صعوبة التكاليف ، نجد أن معظم المصانع توقفت عن العمل ما زاد البطالة في وسط العاملين..(أي شلل هذا)؟
الجريدة