الشيخ: محمد عبدالكريم: لا علاقة لي بتنظيم القاعدة وتفأجات بتفجيرات السلمة ومقتل غرانفيل

 


 

 

حوار: محمد كشان

يعتبر الشيخ محمد عبدالكريم إمام المجمع الاسلامي بالجريف غرب واحدا من شباب الأئمة والدعاة المجددين، وهو الى ذلك مقرئ وخطيب معروف بمسجد المجمع الذي عرف باسمه، ومسجد محمد عبدالكريم كما يعرف هو احد دور العبادة الكثيرة المنتشرة في العاصمة، لكنه يشتهر بكثرة مرتاديه خاصة في شهر رمضان حيث يؤمه العديد من المصلين القادمين من أحياء الجريف والطائف والمناطق المجاورة، ورغم ذلك يرفض امام المسجد أن يطلق على المسجد أي اسم لجماعة أو طريقة سوى المجمع الإسلامي.

والشيخ محمد عبدالكريم رجل مثير للجدل ويختلف حول آرائه الكثيرين لكنه يجد حظوا وقبولا خاصة في اوساط الشباب لما له من بلاغة وفصاحة وتأثيرا كبيرا، ولا غرو فهو شيخ بدرجة دكتوراة حصل عليها من جامعة الخرطوم بعد أن تخرج قبلها في جامعة الملك عبدالعزيز بالمملكة العربية السعودية، ويعمل الآن استاذا مساعدا بجامعة الخرطوم قسم الثقافة الاسلامية، وعضوا بالرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان، من مواليد العام 1968 وأب لسبعة أطفال، منزله يجاور المسجد الواقع بضاحية الجريف غرب بالخرطوم، حيث يقوم بامامة المصلين عند كل صلاة، اما عند وقت العشاء والتراويح في رمضان فتتوافد على المسجد جموع المصلين، للصلاة معه والاستماع لخطبته المشهورة، وبالكاد يستطيع المار ان يعبر طريق الاسفلت الرئيسي المار من أمام المسجد، ويقف رجل مرور او اثنين على هذا الطريق ليلا عقب صلاة التراويح لتنظيم مرور السيارات والمصلين وعامة الناس.

اما منزله المجاور للجامع فهو متواضع وجميل في آن واحد، يستقبل الشيخ محمد عبد الكريم ضيوفه في صالون واسع ومفروش بأحدث أطقم الجلوس وبأزهى الألوان، وعلى الجهة الغربية للصالون عُلقت لوحتان بأحداهما آية قرآنية وبالأخرى اسماء الله الحسنى، اما بجهة الحائط الشمالية فهناك لوحة زيتية زاهية لمياه وشلالات ومناظر طبيعية، وعلى جهة الحائط الشرقية لوحة زيتية أخرى من الحجم الكبير رسمت بها سفن وقوارب ومياه.

اما ضيفنا في هذا الحوار، فكان في استقبالنا مرتديا جلبابا ابيضا ناصع البياض، واضعا على رأسه عمامة صغيرة (عزبة) تتدلى على كتفه ، قد تشير من الوهلة الاولى لانتمائه الى جماعة اسلامية معروفة، الا انه أكد في هذا الحوار انه لا ينتمي لجماعة محددة فهو ليس بانصار سنة، وليس بمسؤول تنظيم “القاعدة” بالسودان كما يشاع، وانه ضد ذهاب الشباب للجهاد في الصومال او العراق، وانه تفاجأ بالاحداث التي حدثت العام الماضي في الخرطوم مثل تفجيرات السلمة واغتيال موظف الاغاثة الامريكي غرانفيل.كذلك في الحوار عن الازمة التي نشبت مع الحزب الشيوعي وتكفيرهم للشيوعيين، وعن الفتاوى الشرعية التي اطلقها بحق د. حسن الترابي ومن ثم تحدث عن نشاط المجمع الاسلامي خاصة خلال شهر رمضان. والى مضابط الحوار الذي أجرته معه (الأحداث:(

 * ما اسم هذه المسجد؟

  -يسمى المجمع الاسلامي بالجريف غرب وتم انشاؤه عن طريق المتبرعين وجهد أهل الحي وهو عبارة عن مسجد ومكتبة تحت الانشاء وهناك فكرة لاقامة معهد يدرس علوم القرآن، والمقصود من المجمع ان يحيا دور المسجد في المجتمع الاسلامي باعتباره ليس مكانا للصلاة فقط ، بل صرحا جامعا للدعوة والحوار، وليس هناك قضية لا تنناولها في المسجد ونحرص دائما أن تكون طريقتنا في التناول شاملة وليست جزئية، رغم اننا في بعض الأحيان نتناول بعض الظواهر والمواقف بشدة، وذلك لاننا نعتبرها مواقف ليست عفوية ويقصد منها محاولة هدم المجتمع مثل ما حدث من الحزب الشيوعي، حيث قصد الحزب المسجد ووزع اعلانات يدعو فيها المصلين لحضور افتتاح داره بالجريف، اضافة لنداءات متكررة بالميكروفنات حول المسجد وكانت هذه خطوة مستفزة، ورغم ذلك ضبطنا الناس وكانت هناك مطالبات من أهل الحي بأن ندعهم يتحركون الى دار الحزب الشيوعي لكن اكتفينا بالحديث في المسجد يوم الجمعة اضافة الى بيان اصدرناه عن الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة.

*  هل انتم أنصار سنة؟

 - نحن ليس جماعة بمفهوم الجماعات الاسلامية حيث يكون لها أسمها أو نسبتها لشخص، نحن مجموعات من الدعاة نلتقي على التعاون على البر والتقوى، ونعتقد أن الانتماء للجماعات والإنتساب لها ليست ضروريا بالنسبة للدعوة الاسلامية ولذلك ليس هناك اسما محددا لكن في الاطار العام منهجنا هو منهج اهل السنة والجماعة او المنهج الوسطي الذي يبتعد عن الغلو والقاء الأحكام على عواهنها من غير دراسة وتثبت وندعو في منهجنا هذا الى المحافظة على العقيدة الصحيحة وبقاء المجتمع على المنهج الاسلامي القويم.

 * لكن الناس تعودت على ان تطلق اسما على المسجد او الجماعة ؟

  - ليس هناك اسما لهذا المسجد، الا انه مسجد من مساجد المسلمين وفي بعض المرات ينسب المسجد الى امامه اذا برز امامه، او ينسب الى اسم الحي اذا كان الحي مشهورا، لكن الاسم الذي ارتضيناه لهذا المسجد هو المجمع الإسلامي.

 * أنت عضو في الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة، وسبق أن فقدتم واحدا من أعضاء هذه الرابطة وهو الداعية عبيد عبدالوهاب، ما تأثير هذا الفقد؟

 - الشهيد عبيد عبدالوهاب هو أديب وشاعر وعالم كان في اللجنة الدعوية للرابطة وقد أصدرت الرابطة بيانا عددت مناقبه، ونحن نعتبر أن مقتله كان هذا خطأ مقتله كان خطأ أدى لإزهاق روحه، ونحن في انتطار ما تتمخض عنه التحقيقات.

 * يقال إنه كان مطاردا لعلاقته بتفجيرات السلمة التي حدثت العام الماضي؟

 - لا علم لي بهذا الكلام، هو كان معتقلا في السابق قرابة الثمانية أشهر على خلفية أحداث ثم اطلق سراحه، لكن السبب الحقيقي حينها كان نيته الذهاب الى الصومال وليس أحداث السلمة.

 - كيف تنظرون لمثل تفجيرات السلمة وأعمال القتل والتكفير على أساس ديني؟

 - التكفير لا ينبغي ان يطلق الا من أهل العلم والمتخصصين ولا يجوز للشباب أن يخوضوا في قضية تكفير الأفراد ولا الجماعات وأهل العلم والدراية فقط هم من لهم الحق في تكفير الأفراد واصدار الفتاوى، اما استخدام العنف كوسيلة ومحاولة التغيير عن طريق القوة فهذا ما لا نقره ولا يجوز شرعا، لأن هذا يؤدي لاراقة الدماء وإزهاق الارواح البريئة، و حتى وإن اتخذ هؤلاء مبررات لقيامهم بهذه الاعمال الا انها ليست مبررة من الناحية الشرعية بما يترتب عليها من مفاسد، فالشريعة لا بد فيها من مراعاة المصالح والمفاسد وانكارنا للمنكر لا ينبغي أن يؤدي الى منكر أعظم وانما إنكار المنكر يؤدي الى جلب المعروف، و موقفنا من هذه الأحداث هو موقفا شرعيا ويجب توجيه كافة الناس لأن يلتزموا بضوابط الشرع لأن التغيير والاصلاح في المجتمعات طريقه معروف واساليبه الشرعية واضحة.

*  هل ترون الى القوات الدولية أسهمت في حل الأزمة السودانية؟

 -الوجود الأجنبي بهذه التركيبة ليست في مصلحة السودان لا في الوقت القريب ولا البعيد، واذا نحن لم نتستطع حل مشاكلنا فلن يحل لنا الاجنبي، ونرى أن الحل هو في القوات الاسلامية من دول عربية اسلامية أفريقية ليست لها مطامع مثل الدول الغربية التي تسعى تمزيق السودان وعملياتها الاستخباراتية ووجهنا دعوتنا هذه للحكومة.

 * لكن الوجود الاجنبي في ازدياد زايد؟

 -الوجود الاجنبي في زيادة بسبب ضعف مواقف الحكومة تجاه حسم قضية دارفور فبعد كل هذه السنوات من تدخل القوات الدولية لم تحل الأزمة والتوترات في ازدياد ونرى أن هذا سيفتح الباب للاستعمار الجديد.

 * ربما الحكومة لا تملك بديلا لهذه القوات الدولية؟

 -البديل يحتاج الى مجموعة اجراءات عديدة جزء منها كسب الثقة الشعبية بالدرجة الأولى واشراك كافة القوى الفاعلة في الساحة السودانية للوصول الى حل نهائي للأزمة، واصطحاب جميع شرائح المجتمع الحادبين على أمن ومستقبل البلاد، وهذه الاجراءات إذا تم انزالها على أرض الواقع فستقي البلاد شر القوات الدولية الحكومة، والا فإن فقد الثقة بين الاطراف المختلفة لا يجعل للحكومة خيار غير القوات الدولية وهو ما يعني تعقيد المشكلة، وحينها تكون الاستعانة بهذه القوات “كالمستجير من الرمضاء بالنار”.

 * يقال إن القوات الدولية تملك الحل لقضايا السودان لكنها تخشى من تهديدات الجماعات الاسلامية وفي مقدمتها تنظيم “القاعدة”؟

الدولة هي المسؤولة عن أمن هذه القوات بالدرجة الاولى، وعلى القوات ان تلتزم بما جاءت من أجله، واذا كانت هذه القوات تريد أن تمضى في البلاد آمنة تفعل ما تشاء فهذا ما لن نرضاه، فاذا تعدت حدودها وتعاملت بروح استعمارية فالشعب السوداني له طرقه المعروفة في النضال ومقاومة المستعمر، وحينها لن تقف ضدها الجماعات فقط وانما كافة القبائل والفعاليات، أما إذا تعرضت هذه القوات لتصرف فردي فهذا ليس من المصلحة الشرعية للسودان فالاعمال العنيفة والعسكرية تزيد من تعقيد القضية.

 * هل يمكن لشخص ان يتصرف فرديا ضد هذه القوات؟

 -انا لا استبعد خاصة في ظل عدم التحكم في كثير من هذه الجماعات وتوجيهها، وبعضها ليس لها مرجعية مركزية أو توجيه مباشر، لذا فالمطلوب من هذه القوات أن لا تستفز الشعب السوداني بأي تصرف، وان تعمل في حدود الاتفاقات بينها والحكومة اما اذا تعاملت بالروح الاستعمارية وتعدت حدودها فلن يسكت أحد.

* هل بالسودان جماعات متطرفة ؟

 - لا اعتقد وحتى بالنسبة لي فقد كانت قضية السلمة مفاجاة وكذلك كان قتل الامريكي غرانفيل مفاجأة بالنسبة لي، وما كنت أصدق ان بالسودان مجموعات تقوم بمثل هذه الاعمال، وانا لا استطيع ان اقدر هذا الوجود بالضبط لأن السودان بلد كبير وبه كثير من المجموعات الشبابية، لهذا لا استطيع أن أجزم بوجود جماعات متطرفة ام لا، ويحتاج هذا الجزم الى موضوعية في البحث.

 * يقال إن عددا من الشباب يذهب الى الصومال منطلقا من هذا المسجد؟

 -هذا ليس صحيحا، رغم ان التعاطف يحصل من عامة المسلمين، أما وجود برنامج لتفويج الشباب الى الصومال فهذا ليس صحيحا، فنحن ضد تسفير الشباب الى الصومال، ولا يمكن ان نقول ذلك في العلن ونقوم بعكس ذلك في السر.. انا ضد ذهاب الشباب الى الصومال أو العراق أو أي منطقة أخرى ، وعندنا في السودان العديد من القضايا والمشكلات .

 * هل انتم “قاعدة”؟

 - هذا اتهام باطل، وليس لنا أي علاقة بهذا التنظيم، و اذا كان كل شخص يدعو الى انصاف المظلومين ومقاومة المحتل يتم تصنيفه كقاعدة، فهذا تصنيف سطحي، فانا لا علاقة لى بالقاعدة لا تنظيميا ولا تاريخيا، فانا لم اذهب الى افغانستان ولا الصومال، ولا علاقة لي بالقاعدة من قريب او بعيد.

* هل هناك “قاعدة” بالسودان؟

 - استبعد ذلك، وأرى أن هناك تضخيما لموضوع تنظيم “القاعدة” اما اذا كانت موجودة ولها نشاط يتم في الخفاء فهذا يحتاج الى تحقيق.

*  اشتهرت بالتكفير وإصدار الفتاوى وأقمت مجموعة دعاوى وفتاوى ضد د. حسن الترابي، وأخيرا الحزب الشيوعي؟

 - قضية حسن الترابي كانت بيانا من قبل الرابطة الشرعية وذلك لمواقف الدكتور حسن الترابي حينما كان على سدة الحكم وبعدها، وهذا يدل على أننا لا نراعي في الحق حاكما أو محكوما، وهي أكثر من قضية بدأت في العام 1994 بعد أن أطلق الدكتور الترابي فتاوى تتعلق بجواز المسلم أن يبدل دينه، وإذا ارتد لا يسمى مرتدا، وأن الإنسان أصله قردا (النظرية الداروينية) وغيرها من آراء الترابي المثيرة للجدل.

*  هل تكتفون بإصدار الفتاوى فقط؟

  - نعم وفي الغالب نعقبها بمحاضرات توعوية مثل تلك التي أُلقيت في جامعة الخرطوم في الرد على محاضرة الترابي بعنوان “الدولة بين النظرية والتطبيق” ونحن لا نزيد على البيان باللسان لأن الرد بغير ذلك والتعدي على الاخرين يؤدي لنوع من الفوضى في المجتمع، وبيننا وبين الجميع الساحة الفكرية.

* هل يحق لأي شخص أن يصدر الفتاوى؟

 - لا يحق لأي شخص أن يصدر الفتاوى إلا من له أهلية في العلم، لذلك نحن في الرابطة الشرعية حرصنا ألا يكون كل أعضائها من أصحاب الأهلية والتخصصات الشرعية وممن عرفوا بإنتاجهم العلمي والمواقف المتنزنة في إصدار الفتاوى، ولا نقبل أن يقوم الشباب بإصدار الفتاوى دون الرجوع لأهل العلم، بل لا ينبغي لهم أن ينشغلوا بالفتاوى، بل التحصيل والطلب. ونعتقد أن فتح الباب على مصراعيه أمام إصدار الفتاوى يؤدي الى فوضى فكرية في المجتمع.

 * والأزمة مع الحزب الشيوعي؟

 - المشكلة ليست معنا نحن وإنما مع عامة المسلمين ونظرتهم للشيوعية، وهي في المقام الأول تعتبر منهجا معاديا للإسلام ولا تحترم الدين ولا توقر الإنبياء، وبدأت الأزمة حينما قام الشيوعيون بدعوة المصلين وعامة المسلمين بالمنطقة بالانضمام للحزب الشيوعي والاحتفال بافتتاح داره بالجريف غرب.

 * الدستور كفل للجميع حق ممارسة النشاط السياسي؟

 - ما يمارسه الحزب الشيوعي هو نوع من خداع المجتمع المسلم، وأنا لا انطلق من شعارات الحزب وعمومياته، وإنما من منطلق دراسة الفكر الشيوعي، وهذا من صميم تخصصاتنا في الجامعة وتدريس المناهج الفكرية المعاصرة. وواحد من هذه المذاهب المهمة هو الشيوعية وفلسفتها الديالكتية، وبما أن الحزب الحزب الشيوعي السوداني أقر النهج الماركسية كمبدأ له وحسم هذه القضية في مؤتمره الخامس رغم الاختلافات التي ظهرت بين التيارات المختلفة داخل لجنته المركزية حول موضوع الماركسية، فإن الشيوعيين ارتضوا أن يرجعوا مرة أخرى لهذا المنهج الذي نرفضه كمسلمين.

 * وكيف كان رد فعلكم؟

 - بعد أن فوجئنا بالدعوة التي وجهت للمصلين في الجريف بمناسبة افتتاح دار الحزب بالمنطقة قلت لهم إذا أعلن الشيوعيون الدعوة لهذا الحزب فعلينا بالبيان لأن تأخير البيان عن وقته لا يجوز.

 * البيان بماذا؟

 - بيان بحقيقة الحزب الشيوعي وتاريخه الدموي، وعدم احترامه للإسلام، وحاليا يتساءل كثير من الشباب هل يجوز الانضمام لهذا الحزب، وقمنا في الرابطة الشرعية بإصدار بيان يوضح حقيقة الشيوعية، وبعد ذلك وحينما حان افتتاح دار الحزب ذهب مجموعة من شباب الجريف ومناطق أخرى مثل الطائف، ذهبوا لينظروا ماذا يحدث، ولما وجد الشيوعيون أن هناك ضيوفا غريبين، وبالرغم من أن الدعوة كانت عامة، إلا أن الشيوعيين تحرشوا بالشباب وضربوهم بالسيخ والأسلحة البيضاء حتى نزف بعضهم.

 * من هم هؤلاء الشباب؟

 -شباب من أحياء الجريف والطائف

* من شباب المجمع الإسلامي؟

 - بعضهم يصلي في المجمع الإسلامي ولكنهم من شباب المنطقة.

* لكن الحزب الشيوعي أصدر بيانا أكد فيه أن مجموعة تنتمي لكم اقتحمت الدار وكانوا يحملون أسلحة بيضاء وبيانا من الرابطة الشرعية التابعة لكم؟

 - هذا ليس صحيحا، الشيوعيون هم الذين كانوا يحملون أسلحة وبيننا وبينهم البلاغ المفتوح أمام الشرطة وهذا الكذب يدل على توترهم ورغبتهم في طرح فكرة غريبة على المجتمع السوداني، فالشيوعية سمعة غير محمودة لنا كسودانيين، ونحن على استعداد لعرض هؤلاء الشباب أمام وسائل الإعلام ليحكوا ما حدث بأنفسهم.

وثمة هناك أمر آخر مستفز حيث صرح الناطق الرسمي للحزب الشيوعي منذ عام ونصف وقال “في ظل دولة المواطنة سنسجن ونعاقب كل من يدعو للشريعة الاسلامية” فإذا كان هذا هو كلام الناطق الرسمي للشيوعيين، فإن ذلك يدل على أن هذا الحزب لا يقبل الآخر ويريد أن يفرض آراءه على المجتمع وهنا وجب علينا الدفاع عن مبادئنا وديننا.

 * الدفاع بأي وسيلة؟

  -بالوسائل الشرعية، وفي البدء نحن ندعو الدولة أن تتخذ موقفا واضحا حيال كل حزب يقوم برنامجه على غير الاسلام، خاصة وأن اتفاقية السلام الشامل كفلت لأهل الشمال أن يطبقوا الشريعة الاسلامية، لذلك نحن نرفض وجود حزب يرفض إقامة تطبيق الشريعة بالشمال.

 *  لكن الدستور والاتفاقية كفلا ذلك الحق للجميع في التحزب وحرية العقيدة والفكر؟

 - وجود أحزاب لا تقر الإسلام وتطبيق الشريعة في الشمال مثل الحزب الشيوعي لا يجوز شرعا.

 * أنت دائم النقد للتعاون الأمني بين الحكومة والغرب؟

 - ينبغي لأي دولة مسلمة تتعاون مع أجهزة المخابرات العالمية أن ترعى بالدرجة الأولى مصالح المسلمين العليا وأن تكون المعالجة لبعض الظواهر والمشاكل نابعة من عقيدتنا وفهمنا الشرعي، لا بفهم الآخرين، لأن المخابرات الغربية لها مصالحها الخاصة وهي لا ترعى في ذلك ذمة ولا عهدا، وينبغي أن تخضع جميع الاتفاقيات مع هذه القوى الاستخباراتية للنظرة الشرعية وإلا أصبح المسلم عينا للكافر ووظفت الطاقات الاسلامية لحساب القوى الغربية.

 * هذا الكلام على المستوى النظري أما على الواقع فالأمر يختلف؟

 - المواقف القوية في الغالب تكون مكلفة، وأنا لا أقول بأن الدولة الضعيفة يجب أن تستعدي الدول القوية، لكن الاهم هو أن تراعي الدولة المسلمة مصالحها، وأن تحافظ على خطوطها الحمراء، وأن تثبت على مبادئها حينها سيعرف الخصم ألا مجال للتفاوض ويبدأ بالتنازل والبحث عن مساحات أخرى للتعاون.

 * كيف هي علاقتكم مع الجماعات الإسلامية الأخرى؟

 - علاقتنا مع الجماعات الإسلامية الأخرى طيبة وممتازة على مستوى الأفراد والمؤسسات، لكن ما يقع أحيانا من اختلاف وجهات النظر وتباينها لا يفسد للود قضية كذلك نحن حريصون على الجمع بين الجماعات الاسلامية المختلفة وشكّلنا في الرابطة لجنة سعت لحل الخلاف الذي نشب بين داخل جماعة أنصار السنة وذلك نابع من اعتقادنا بأن المسلمين إذا اجتمعوا كانوا قوة وإذا افترقوا أصبحوا ضعفاء.

 * كيف تنظرون الى أزمات العالم الإسلامي في فلسطين والصومال والعراق؟

 - هذه الأحداث يقصد منها إضعاف المسلمين في هذه المناطق، وينبغي ان نتواصل كمسلمين مع هذه الأحداث بالصورة المطلوبة من حيث إغاثة المنكوبين ونصرة المظلومين والإصلاح والتوفيق بين الجماعات المختلفة. وكانت محاولات للتوفيق بين الجماعات المتناحرة في الصومال.

*  أخيرا كيف تستقبلون شهر رمضان في المجمع الإسلامي؟

 - رمضان شهر حبيب على قلوب المسلمين ونستعد له منذ وقت مبكر بتهيئة المسجد لأنه يؤمه عدد كبير من المصلين ويتضاعف هذا العدد في العشر الأواخر من الشهر حيث يصل عدد المعتكفين فيه الى أكثر من 600 معتكف، وهناك ندوات وإفطارات جماعية يومية تقام لعامة الناس ويؤمها عدد كبير من أهالي المنطقة والأحياء المجاورة، وهناك يوم مفتوح في كل جمعة من الشهر يخصص للفتاوى الشرعية بعد صلاة الجمعة ومواعظ بعد صلاة العصر يتحدث فيها عدد من العلماء من اتجاهات وتيارات مختلفة.

 

آراء