الصين و لمحة لتجريبتها في الصعود لدولة ذات قوة علمية
زهير عثمان حمد
22 March, 2024
22 March, 2024
زهير عثمان حمد
تتبنى الصين رؤية طموحة لدورها في المستقبل، خاصة فيما يتعلق بالعلم والحضور العالمي. تسعى الصين إلى تعزيز مكانتها كقوة علمية وتكنولوجية رائدة، وترغب في المساهمة بشكل فعال في النهضة العالمية في مختلف الميادين وفقًا للمصادر، تركز الصين على بناء “مجتمع عالمي ذو مستقبل مشترك”، وهو مفهوم يدعو إلى التعاون الدولي والتنمية المشتركة، مع التأكيد على الابتكار والتقدم التكنولوجي وتقول التقارير الاستراتيجية إلى أن الصين تسعى جاهدة لتعزيز مكانتها كقوة علمية وصناعية دولية في العقود القادمة. وفقًا للمعلومات المتاحة، تخطط الصين لتحقيق قفزات كبيرة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية والطيران فائق السرعة، وتهدف إلى أن تصبح من الدول المبتكرة بحلول عام 2035، وقوة علمية عالمية عظمى بحلول عام 2050
تواجه الصين تحديات متعددة في طريقها نحو هذا الهدف، بما في ذلك الحاجة إلى توازن أفضل بين البحوث الأساسية والتطور التكنولوجي، والتغلب على العقبات السياسية التي قد تؤثر على التطور العلمي والتقني. ومع ذلك، فإن الإنجازات العلمية والتكنولوجية التي حققتها الصين في السنوات الأخيرة تشير إلى إمكانية نجاحها في تحقيق أهدافها الطموحة , تشدد الصين على أهمية الاستجابة لنداء العصر وتطوير خطط للمستقبل تتماشى مع التقاليد الثقافية والتاريخية للبلاد، مع الحفاظ على التوجه نحو التنمية المستدامة والازدهار المشترك2. تؤكد الرؤية الصينية على الحاجة إلى تحسين نظام الحوكمة الدولي والعمل معًا لمواجهة التحديات العالمية وبناء مستقبل أفضل للبشرية جمعاء
شهدت الصين تطوراً ملحوظاً في مجال الهندسة خلال العقد الماضي، وخاصة في هندسة البناء وتطوير المدن وهندسة إنشاء الجسور والهندسة المعمارية بشكل عام. إليك بعض النقاط البارزة و تُظهر الأدلة أن الصين تمكنت من مواكبة الدول الأخرى في مجال التجارب الهندسية والأبحاث العلمية الضخمة. فقد أصدرت الأكاديمية الصينية للهندسة تقريرًا يُبرز البحوث العالمية الرائدة للعلوم والتكنولوجيا الهندسية، مشيرة إلى تحقيق اختراقات على مستوى العالم في التقنيات الناشئة مثل النماذج الكبيرة والرقائق الكمومية والبيولوجيا التركيبية. كما تُشير التقارير إلى أن الصين تحتل المرتبة الأولى في عدة مجالات واسعة من البحوث، وتُعد من الدول الرائدة عالميًا في البحث العلمي
و تُظهر الإحصائيات أن الصين تنشر أكبر عدد من أوراق البحث العلمي سنويًا، وتُشكِّل الأبحاث الصينية نسبة كبيرة من أفضل 1% من الأوراق البحثية الأكثر اقتباسًا في العالم، مما يُعد مقياسًا شائع الاستخدام في الأوساط الأكاديمية لتقييم التأثير العلمي3. هذا يُظهر قدرة الصين على المنافسة والابتكار في مجالات البحث والتطوير العلمي والهندسي.التعليم الهندسي: لدى الصين أكبر نظام للتعليم الهندسي في العالم، وقد شهد نمواً متسارعاً يضخ زخماً جديداً في التنمية المدفوعة بالابتكار.العمارة: تشهد المدن الصينية مرحلة انتقالية في أسلوب العمارة، حيث وضعت الحكومة الصينية حداً للمباني “المقلدة” وحظرت ناطحات السحاب التي يزيد ارتفاعها عن 500 متر.صناعة البناء: تمتلك الصين أكبر سوق للبناء في العالم، ومن المتوقع أن ينمو حجم سوق البناء من 4.74 تريليون دولار أمريكي في عام 2023 إلى 7.00 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2028
هندسة الجسور: في الثلاثين عامًا الماضية، وخاصة خلال السنوات العشر الأخيرة، قامت الصين بأكبر بناء طرق وجسور في العالم، مع تحسين تقنية بناء الجسور بشكل كبير
الهندسة المعمارية: تتميز الهندسة المعمارية في الصين بالتركيز على التماثل والشعور بالفخامة، وهي ميزة مهمة تنطبق على كل شيء من القصور إلى المساجد.
هذه مجرد لمحة عن التطور الهندسي في الصين، وهناك الكثير من المشاريع والتقنيات الجديدة التي تستمر في دفع حدود الإبداع والابتكار في هذا المجال. و تعمل الصين على تطوير المدن الذكية بشكل مكثف. إليك بعض المعلومات البارزة:
منصة “دماغ المدينة” (City Brain): تستخدم الصين منصة الذكاء الاصطناعي هذه لتحسين إدارة المدن، وقد تم تشغيلها في 128 مفترقاً للطرق في مدينة هانغتشو، وتساعد في تقليل أوقات رحلات سيارات الإسعاف وعربات الإطفاء.
المدن التجريبية: في عام 2013، حددت وزارة الإسكان والتنمية الحضرية والريفية 90 مدينة تجريبية لبناء مدن ذكية.
التوسع العالمي: تقدم الشركات الصينية خدمات المدن الذكية في حوالي 40 دولة، مما يعكس النفوذ العالمي للصين في هذا المجال.
الاستثمارات: تضم الصين حوالي نصف المدن الذكية التي يبلغ عددها حوالي 1000 مدينة قيد التطوير حاليًا في جميع أنحاء العالم، وقد بلغ حجم الإنفاق على المدن الذكية في الصين 39 مليار دولار في عام 20232.
هذه المشاريع تعكس التزام الصين بتطوير البنية التحتية الذكية وتحسين كفاءة الخدمات العامة والحياة اليومية للمواطنين. .
مشروع تطوير بحر الصين الجنوبي يشير إلى مجموعة من الأنشطة التي تقوم بها الصين والتي تشمل بناء جزر صناعية وتعزيز البنية التحتية البحرية في المنطقة. هذه الأنشطة لها أبعاد استراتيجية واقتصادية وعسكرية، وتشمل:بناء الجزر الصناعية: الصين أعلنت عن خطط لبناء 50 جزيرة صناعية إضافية في بحر الجنوب بحلول عام 20301. هذه الجزر قد تستخدم لأغراض متعددة بما في ذلك الأبحاث العلمية، الدفاع العسكري، وتعزيز السيطرة على الممرات المائية. تعزيز القدرات النووية البحرية: الصين تعمل على تطوير محطات طاقة نووية عائمة لتسهيل استكشاف الموارد البحرية وتسريع التنمية التجارية عبر بحر الصين الجنوبي2. التعاون البحري مع دول آسيان: الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) اتفقت على تنفيذ مشاريع تعاون بحرية والحفاظ على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي3. هذه المشاريع تثير قضايا جيوسياسية معقدة، حيث تتنازع عدة دول على السيادة في بحر الصين الجنوبي وتعارض بعض هذه الأنشطة، مما يؤدي إلى توترات إقليمية ودولية
الرؤية الكلية للنهضة الهندسية في الصين تتمثل في تحقيق تقدم شامل ومستدام يعتمد على الابتكار والتكنولوجيا الحديثة. الحزب الشيوعي الصيني يلعب دورًا محوريًا في هذه العملية، حيث يضع السياسات والخطط الإستراتيجية لتوجيه التنمية الهندسية والصناعية. وقد أكد الحزب على أهمية الابتكار والتكنولوجيا كعوامل رئيسية لتحقيق النهضة الصناعية والهندسية.و من ناحية أخرى، يُعتبر رجال الأعمال جزءًا لا يتجزأ من هذه العملية، حيث يسهمون في تطوير البنية التحتية والمشاريع الهندسية من خلال الاستثمارات والابتكارات. كما يعملون على تعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل، ويساهمون في تحسين القدرات الإنتاجية والتنافسية للصين في السوق العالمية
وهنا ، يُظهر الشباب الصيني، وخاصة في المجالات الهندسية والتكنولوجية، حماسًا كبيرًا للمشاركة في مشاريع النهضة الهندسية، مما يساعد على تسريع وتيرة التطور ويضمن استمرارية الابتكار. بشكل عام، الرؤية الكلية للنهضة الهندسية في الصين تعتمد على تعاون متعدد الأطراف يشمل الحكومة، والحزب الشيوعي، ورجال الأعمال، والمجتمع العلمي، والشباب، لبناء مستقبل مزدهر ومستدام للصين. أن مشروع “الحزام والطريق”، المعروف أيضًا بـ"طريق الحرير الجديد"، هو مبادرة تنموية عالمية أطلقتها الصين في عام 2013. الهدف منها هو تعزيز الاتصال والتعاون الاقتصادي بين الدول في آسيا وأوروبا وأفريقيا. تشمل المبادرة بناء شبكات البنية التحتية مثل الطرق والسكك الحديدية والموانئ، وكذلك تعزيز التجارة والاستثمارات الدولية. تهدف المبادرة إلى تسهيل التجارة وتعزيز النمو الاقتصادي عبر هذه القارات وتعزيز التكامل الإقليمي
وتُعتبر هذه المبادرة جزءًا من استراتيجية الصين لفتح أسواق جديدة وتعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي على الصعيد العالمي. وتشير التقديرات إلى أن المبادرة ستشمل أكثر من 68 دولة، تمثل حوالي 65% من سكان العالم و40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي1. تتميز الصين بعدد من الجامعات المرموقة في مجال الهندسة، ومن أبرز هذه الجامعات -
جامعة تسينغهوا (Tsinghua University): تقع في بكين وتعتبر من أفضل الجامعات في العالم في مجال الهندسة
جامعة بكين (Peking University): تُعرف أيضًا بتميزها في الهندسة وتقع في العاصمة بكين
جامعة فودان (Fudan University): تقع في شنغهاي ولها سمعة قوية في مجالات الهندسة المختلفة.
جامعة تشجيانغ (Zhejiang University): تقع في هانغتشو وتُعد من الجامعات البحثية الرائدة في الهندسة
جامعة شنغهاي جياو تونغ (Shanghai Jiao Tong University): تُعرف ببرامجها الهندسية المتقدمة وتقع في شنغهاي
هذه الجامعات لديها برامج هندسية متنوعة ومرافق بحثية متطورة، وتجذب طلابًا من جميع أنحاء العالم
ولا نسي هنا دور اليابان تُعتبر اليابان من الدول الرائدة في تطوير الفكر الهندسي في آسيا، وقد لعبت دورًا محوريًا في تاريخ التطور الصناعي والتكنولوجي للقارة. تميزت اليابان بقدرتها على الجمع بين التقاليد الآسيوية والابتكارات الغربية، مما أدى إلى نهضة هندسية وتكنولوجية ملحوظة.
منذ عهد الإمبراطور ميجي والإصلاحات الحضارية التي قام بها، اعتمدت اليابان على استيراد الخبرات والمعرفة من الغرب ودمجها مع الفلسفات الآسيوية، مما أسهم في تحولها إلى قوة صناعية عالمية. وبعد الحرب العالمية الثانية، واصلت اليابان تبني استراتيجية الانفتاح والتحديث، مما جعلها مركز جذب للعديد من الدول الآسيوية.
في المقارنة مع الصين وكوريا الجنوبية، تُعد اليابان مصدرًا أساسيًا للمساعدة الأمنية البحرية والتطور الصناعي في المنطقة، وتُظهر قدرة على التأثير في مستقبل آسيا من خلال تقديم نموذج للتطور الهندسي يجمع بين الابتكار والتقاليد.بالتالي، يمكن القول إن اليابان تحتل مكانة متميزة في تطور الفكر الهندسي الآسيوي، وتُعد مصدرًا رئيسيًا للابتكار والتطور في هذا المجال، مع الأخذ بعين الاعتبار التجارب الهندسية الناجحة لكل من الصين وكوريا الجنوبية
لم أتمكن من العثور على رقم محدد لعدد طلاب الدكتوراه في الصين خلال الثلاث سنوات الماضية، ولكن وفقًا للمعلومات المتاحة، يُشير تقرير إلى أن عدد طلاب الدراسات العليا المسجلين في الصين لكل 1000 شخص يقدر بحوالي 2.2 طالب. هذا يعطي فكرة عامة عن نسبة طلاب الدكتوراه مقارنة بالسكان، ولكن لا يوفر العدد الدقيق للطلاب. للحصول على معلومات أكثر تحديدًا، قد يكون من المفيد الاتصال بالمؤسسات التعليمية الصينية أو البحث في التقارير الأكاديمية الصادرة عن الجامعات أو الهيئات التعليمية في الصين. الالتزام بالمعايير العلمية والأمانة في الأبحاث الصينية هو موضوع يتم تناوله بشكل متزايد في الدراسات والتقارير العالمية. وفقًا للمعلومات المتاحة، تُظهر الأبحاث الصينية تقدمًا ملحوظًا في عدة مجالات، وقد زادت حصيلتها البحثية بفضل برامج مثل “خطة الألف موهبة”، التي تهدف إلى جعل الصين دولة رائدة في مجالي العلوم والتكنولوجيا
تشير التقارير إلى أن الصين تحتل مرتبة عالية عالميًا في العلوم الرائدة والبحث التكنولوجي، وقد حققت تقدمًا كبيرًا في بحوثها الرائدة بشأن الطب السريري، خاصة فيما يتعلق بتشخيص ومعالجة الأمراض المتعلقة بفيروس كورونا.
بالإضافة إلى ذلك، هناك تقارير تناقش الأمانة العلمية في الأبحاث الصينية وتؤكد على أهمية الضوابط الأخلاقية لحماية الملكية الفكرية وتعزيز مفهوم الأمانة العلمية ومع ذلك، يُشير بعض الخبراء إلى وجود تحديات تواجه الصين في سعيها لتصبح معقلًا عالميًا للابتكار، بما في ذلك الحاجة إلى توازن أفضل بين البحوث الأساسية والتطور التكنولوجي
من المهم الإشارة إلى أن تقييم مستوى الالتزام بالمعايير العلمية والأمانة يتطلب نظرة شاملة ومتعمقة للسياسات والممارسات البحثية، وهو ما يتم من خلال دراسات وتقارير متخصصة تأخذ في الاعتبار مختلف الجوانب والمعايير الدولية
بالنسبة للجامعات الصينية، هناك حوالي 225,100 طالب دولي يدرسون في برامج الماستر. وفي عام 2018، بلغ عدد الطلاب الدوليين في الصين 492,200 طالب، وهذا يشمل جميع المستويات الدراسية.
أما في كوريا الجنوبية، يبلغ عدد الجامعات حوالي 238 جامعة ولكن، لم أجد معلومات محددة حول عدد طلاب الماستر والدكتوراه. ومع ذلك، هناك جامعات مثل جامعة سيول الوطنية وجامعة KAIST التي تتمتع بسمعة عالمية وتجذب عددًا كبيرًا من الطلاب الدوليين لبرامج الدراسات العليا.
إذا كنت تبحث عن معلومات أكثر تحديدًا، فقد تحتاج إلى الرجوع إلى مصادر الجامعات المباشرة أو البحث في الإحصاءات الرسمية الصادرة عن وزارات التعليم في كل من الصين وكوريا الجنوبية.
بالنسبة للجامعات الصينية، هناك حوالي 225,100 طالب دولي يدرسون في برامج الماستر. وفي عام 2018، بلغ عدد الطلاب الدوليين في الصين 492,200 طالب، وهذا يشمل جميع المستويات الدراسية.
أما في كوريا الجنوبية، يبلغ عدد الجامعات حوالي 238 جامعة. ولكن، لم أجد معلومات محددة حول عدد طلاب الماستر والدكتوراه. ومع ذلك، هناك جامعات مثل جامعة سيول الوطنية وجامعة KAIST التي تتمتع بسمعة عالمية وتجذب عددًا كبيرًا من الطلاب الدوليين لبرامج الدراسات العليا.الالتزام بالمعايير العلمية والأمانة في الأبحاث الصينية هو موضوع يتم تناوله بشكل متزايد في الدراسات والتقارير العالمية. وفقًا للمعلومات المتاحة، تُظهر الأبحاث الصينية تقدمًا ملحوظًا في عدة مجالات، وقد زادت حصيلتها البحثية بفضل برامج مثل “خطة الألف موهبة”، التي تهدف إلى جعل الصين دولة رائدة في مجالي العلوم والتكنولوجيا.
تشير التقارير إلى أن الصين تحتل مرتبة عالية عالميًا في العلوم الرائدة والبحث التكنولوجي، وقد حققت تقدمًا كبيرًا في بحوثها الرائدة بشأن الطب السريري، خاصة فيما يتعلق بتشخيص ومعالجة الأمراض المتعلقة بفيروس كورونا
بالإضافة إلى ذلك، هناك تقارير تناقش الأمانة العلمية في الأبحاث الصينية وتؤكد على أهمية الضوابط الأخلاقية لحماية الملكية الفكرية وتعزيز مفهوم الأمانة العلمية. ومع ذلك، يُشير بعض الخبراء إلى وجود تحديات تواجه الصين في سعيها لتصبح معقلًا عالميًا للابتكار، بما في ذلك الحاجة إلى توازن أفضل بين البحوث الأساسية والتطور التكنولوجي
من المهم أن تقييم مستوى الالتزام بالمعايير العلمية والأمانة يتطلب نظرة شاملة ومتعمقة للسياسات والممارسات البحثية، وهو ما يتم من خلال دراسات وتقارير متخصصة تأخذ في الاعتبار مختلف الجوانب والمعايير الدولية., هذه اللمحة العابرة تجعلنا نعيد النظر في ريادة الغرب للعلوم والدنيا خلال المستقبل القريب
zuhair.osman@aol.com
تتبنى الصين رؤية طموحة لدورها في المستقبل، خاصة فيما يتعلق بالعلم والحضور العالمي. تسعى الصين إلى تعزيز مكانتها كقوة علمية وتكنولوجية رائدة، وترغب في المساهمة بشكل فعال في النهضة العالمية في مختلف الميادين وفقًا للمصادر، تركز الصين على بناء “مجتمع عالمي ذو مستقبل مشترك”، وهو مفهوم يدعو إلى التعاون الدولي والتنمية المشتركة، مع التأكيد على الابتكار والتقدم التكنولوجي وتقول التقارير الاستراتيجية إلى أن الصين تسعى جاهدة لتعزيز مكانتها كقوة علمية وصناعية دولية في العقود القادمة. وفقًا للمعلومات المتاحة، تخطط الصين لتحقيق قفزات كبيرة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية والطيران فائق السرعة، وتهدف إلى أن تصبح من الدول المبتكرة بحلول عام 2035، وقوة علمية عالمية عظمى بحلول عام 2050
تواجه الصين تحديات متعددة في طريقها نحو هذا الهدف، بما في ذلك الحاجة إلى توازن أفضل بين البحوث الأساسية والتطور التكنولوجي، والتغلب على العقبات السياسية التي قد تؤثر على التطور العلمي والتقني. ومع ذلك، فإن الإنجازات العلمية والتكنولوجية التي حققتها الصين في السنوات الأخيرة تشير إلى إمكانية نجاحها في تحقيق أهدافها الطموحة , تشدد الصين على أهمية الاستجابة لنداء العصر وتطوير خطط للمستقبل تتماشى مع التقاليد الثقافية والتاريخية للبلاد، مع الحفاظ على التوجه نحو التنمية المستدامة والازدهار المشترك2. تؤكد الرؤية الصينية على الحاجة إلى تحسين نظام الحوكمة الدولي والعمل معًا لمواجهة التحديات العالمية وبناء مستقبل أفضل للبشرية جمعاء
شهدت الصين تطوراً ملحوظاً في مجال الهندسة خلال العقد الماضي، وخاصة في هندسة البناء وتطوير المدن وهندسة إنشاء الجسور والهندسة المعمارية بشكل عام. إليك بعض النقاط البارزة و تُظهر الأدلة أن الصين تمكنت من مواكبة الدول الأخرى في مجال التجارب الهندسية والأبحاث العلمية الضخمة. فقد أصدرت الأكاديمية الصينية للهندسة تقريرًا يُبرز البحوث العالمية الرائدة للعلوم والتكنولوجيا الهندسية، مشيرة إلى تحقيق اختراقات على مستوى العالم في التقنيات الناشئة مثل النماذج الكبيرة والرقائق الكمومية والبيولوجيا التركيبية. كما تُشير التقارير إلى أن الصين تحتل المرتبة الأولى في عدة مجالات واسعة من البحوث، وتُعد من الدول الرائدة عالميًا في البحث العلمي
و تُظهر الإحصائيات أن الصين تنشر أكبر عدد من أوراق البحث العلمي سنويًا، وتُشكِّل الأبحاث الصينية نسبة كبيرة من أفضل 1% من الأوراق البحثية الأكثر اقتباسًا في العالم، مما يُعد مقياسًا شائع الاستخدام في الأوساط الأكاديمية لتقييم التأثير العلمي3. هذا يُظهر قدرة الصين على المنافسة والابتكار في مجالات البحث والتطوير العلمي والهندسي.التعليم الهندسي: لدى الصين أكبر نظام للتعليم الهندسي في العالم، وقد شهد نمواً متسارعاً يضخ زخماً جديداً في التنمية المدفوعة بالابتكار.العمارة: تشهد المدن الصينية مرحلة انتقالية في أسلوب العمارة، حيث وضعت الحكومة الصينية حداً للمباني “المقلدة” وحظرت ناطحات السحاب التي يزيد ارتفاعها عن 500 متر.صناعة البناء: تمتلك الصين أكبر سوق للبناء في العالم، ومن المتوقع أن ينمو حجم سوق البناء من 4.74 تريليون دولار أمريكي في عام 2023 إلى 7.00 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2028
هندسة الجسور: في الثلاثين عامًا الماضية، وخاصة خلال السنوات العشر الأخيرة، قامت الصين بأكبر بناء طرق وجسور في العالم، مع تحسين تقنية بناء الجسور بشكل كبير
الهندسة المعمارية: تتميز الهندسة المعمارية في الصين بالتركيز على التماثل والشعور بالفخامة، وهي ميزة مهمة تنطبق على كل شيء من القصور إلى المساجد.
هذه مجرد لمحة عن التطور الهندسي في الصين، وهناك الكثير من المشاريع والتقنيات الجديدة التي تستمر في دفع حدود الإبداع والابتكار في هذا المجال. و تعمل الصين على تطوير المدن الذكية بشكل مكثف. إليك بعض المعلومات البارزة:
منصة “دماغ المدينة” (City Brain): تستخدم الصين منصة الذكاء الاصطناعي هذه لتحسين إدارة المدن، وقد تم تشغيلها في 128 مفترقاً للطرق في مدينة هانغتشو، وتساعد في تقليل أوقات رحلات سيارات الإسعاف وعربات الإطفاء.
المدن التجريبية: في عام 2013، حددت وزارة الإسكان والتنمية الحضرية والريفية 90 مدينة تجريبية لبناء مدن ذكية.
التوسع العالمي: تقدم الشركات الصينية خدمات المدن الذكية في حوالي 40 دولة، مما يعكس النفوذ العالمي للصين في هذا المجال.
الاستثمارات: تضم الصين حوالي نصف المدن الذكية التي يبلغ عددها حوالي 1000 مدينة قيد التطوير حاليًا في جميع أنحاء العالم، وقد بلغ حجم الإنفاق على المدن الذكية في الصين 39 مليار دولار في عام 20232.
هذه المشاريع تعكس التزام الصين بتطوير البنية التحتية الذكية وتحسين كفاءة الخدمات العامة والحياة اليومية للمواطنين. .
مشروع تطوير بحر الصين الجنوبي يشير إلى مجموعة من الأنشطة التي تقوم بها الصين والتي تشمل بناء جزر صناعية وتعزيز البنية التحتية البحرية في المنطقة. هذه الأنشطة لها أبعاد استراتيجية واقتصادية وعسكرية، وتشمل:بناء الجزر الصناعية: الصين أعلنت عن خطط لبناء 50 جزيرة صناعية إضافية في بحر الجنوب بحلول عام 20301. هذه الجزر قد تستخدم لأغراض متعددة بما في ذلك الأبحاث العلمية، الدفاع العسكري، وتعزيز السيطرة على الممرات المائية. تعزيز القدرات النووية البحرية: الصين تعمل على تطوير محطات طاقة نووية عائمة لتسهيل استكشاف الموارد البحرية وتسريع التنمية التجارية عبر بحر الصين الجنوبي2. التعاون البحري مع دول آسيان: الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) اتفقت على تنفيذ مشاريع تعاون بحرية والحفاظ على السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي3. هذه المشاريع تثير قضايا جيوسياسية معقدة، حيث تتنازع عدة دول على السيادة في بحر الصين الجنوبي وتعارض بعض هذه الأنشطة، مما يؤدي إلى توترات إقليمية ودولية
الرؤية الكلية للنهضة الهندسية في الصين تتمثل في تحقيق تقدم شامل ومستدام يعتمد على الابتكار والتكنولوجيا الحديثة. الحزب الشيوعي الصيني يلعب دورًا محوريًا في هذه العملية، حيث يضع السياسات والخطط الإستراتيجية لتوجيه التنمية الهندسية والصناعية. وقد أكد الحزب على أهمية الابتكار والتكنولوجيا كعوامل رئيسية لتحقيق النهضة الصناعية والهندسية.و من ناحية أخرى، يُعتبر رجال الأعمال جزءًا لا يتجزأ من هذه العملية، حيث يسهمون في تطوير البنية التحتية والمشاريع الهندسية من خلال الاستثمارات والابتكارات. كما يعملون على تعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل، ويساهمون في تحسين القدرات الإنتاجية والتنافسية للصين في السوق العالمية
وهنا ، يُظهر الشباب الصيني، وخاصة في المجالات الهندسية والتكنولوجية، حماسًا كبيرًا للمشاركة في مشاريع النهضة الهندسية، مما يساعد على تسريع وتيرة التطور ويضمن استمرارية الابتكار. بشكل عام، الرؤية الكلية للنهضة الهندسية في الصين تعتمد على تعاون متعدد الأطراف يشمل الحكومة، والحزب الشيوعي، ورجال الأعمال، والمجتمع العلمي، والشباب، لبناء مستقبل مزدهر ومستدام للصين. أن مشروع “الحزام والطريق”، المعروف أيضًا بـ"طريق الحرير الجديد"، هو مبادرة تنموية عالمية أطلقتها الصين في عام 2013. الهدف منها هو تعزيز الاتصال والتعاون الاقتصادي بين الدول في آسيا وأوروبا وأفريقيا. تشمل المبادرة بناء شبكات البنية التحتية مثل الطرق والسكك الحديدية والموانئ، وكذلك تعزيز التجارة والاستثمارات الدولية. تهدف المبادرة إلى تسهيل التجارة وتعزيز النمو الاقتصادي عبر هذه القارات وتعزيز التكامل الإقليمي
وتُعتبر هذه المبادرة جزءًا من استراتيجية الصين لفتح أسواق جديدة وتعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي على الصعيد العالمي. وتشير التقديرات إلى أن المبادرة ستشمل أكثر من 68 دولة، تمثل حوالي 65% من سكان العالم و40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي1. تتميز الصين بعدد من الجامعات المرموقة في مجال الهندسة، ومن أبرز هذه الجامعات -
جامعة تسينغهوا (Tsinghua University): تقع في بكين وتعتبر من أفضل الجامعات في العالم في مجال الهندسة
جامعة بكين (Peking University): تُعرف أيضًا بتميزها في الهندسة وتقع في العاصمة بكين
جامعة فودان (Fudan University): تقع في شنغهاي ولها سمعة قوية في مجالات الهندسة المختلفة.
جامعة تشجيانغ (Zhejiang University): تقع في هانغتشو وتُعد من الجامعات البحثية الرائدة في الهندسة
جامعة شنغهاي جياو تونغ (Shanghai Jiao Tong University): تُعرف ببرامجها الهندسية المتقدمة وتقع في شنغهاي
هذه الجامعات لديها برامج هندسية متنوعة ومرافق بحثية متطورة، وتجذب طلابًا من جميع أنحاء العالم
ولا نسي هنا دور اليابان تُعتبر اليابان من الدول الرائدة في تطوير الفكر الهندسي في آسيا، وقد لعبت دورًا محوريًا في تاريخ التطور الصناعي والتكنولوجي للقارة. تميزت اليابان بقدرتها على الجمع بين التقاليد الآسيوية والابتكارات الغربية، مما أدى إلى نهضة هندسية وتكنولوجية ملحوظة.
منذ عهد الإمبراطور ميجي والإصلاحات الحضارية التي قام بها، اعتمدت اليابان على استيراد الخبرات والمعرفة من الغرب ودمجها مع الفلسفات الآسيوية، مما أسهم في تحولها إلى قوة صناعية عالمية. وبعد الحرب العالمية الثانية، واصلت اليابان تبني استراتيجية الانفتاح والتحديث، مما جعلها مركز جذب للعديد من الدول الآسيوية.
في المقارنة مع الصين وكوريا الجنوبية، تُعد اليابان مصدرًا أساسيًا للمساعدة الأمنية البحرية والتطور الصناعي في المنطقة، وتُظهر قدرة على التأثير في مستقبل آسيا من خلال تقديم نموذج للتطور الهندسي يجمع بين الابتكار والتقاليد.بالتالي، يمكن القول إن اليابان تحتل مكانة متميزة في تطور الفكر الهندسي الآسيوي، وتُعد مصدرًا رئيسيًا للابتكار والتطور في هذا المجال، مع الأخذ بعين الاعتبار التجارب الهندسية الناجحة لكل من الصين وكوريا الجنوبية
لم أتمكن من العثور على رقم محدد لعدد طلاب الدكتوراه في الصين خلال الثلاث سنوات الماضية، ولكن وفقًا للمعلومات المتاحة، يُشير تقرير إلى أن عدد طلاب الدراسات العليا المسجلين في الصين لكل 1000 شخص يقدر بحوالي 2.2 طالب. هذا يعطي فكرة عامة عن نسبة طلاب الدكتوراه مقارنة بالسكان، ولكن لا يوفر العدد الدقيق للطلاب. للحصول على معلومات أكثر تحديدًا، قد يكون من المفيد الاتصال بالمؤسسات التعليمية الصينية أو البحث في التقارير الأكاديمية الصادرة عن الجامعات أو الهيئات التعليمية في الصين. الالتزام بالمعايير العلمية والأمانة في الأبحاث الصينية هو موضوع يتم تناوله بشكل متزايد في الدراسات والتقارير العالمية. وفقًا للمعلومات المتاحة، تُظهر الأبحاث الصينية تقدمًا ملحوظًا في عدة مجالات، وقد زادت حصيلتها البحثية بفضل برامج مثل “خطة الألف موهبة”، التي تهدف إلى جعل الصين دولة رائدة في مجالي العلوم والتكنولوجيا
تشير التقارير إلى أن الصين تحتل مرتبة عالية عالميًا في العلوم الرائدة والبحث التكنولوجي، وقد حققت تقدمًا كبيرًا في بحوثها الرائدة بشأن الطب السريري، خاصة فيما يتعلق بتشخيص ومعالجة الأمراض المتعلقة بفيروس كورونا.
بالإضافة إلى ذلك، هناك تقارير تناقش الأمانة العلمية في الأبحاث الصينية وتؤكد على أهمية الضوابط الأخلاقية لحماية الملكية الفكرية وتعزيز مفهوم الأمانة العلمية ومع ذلك، يُشير بعض الخبراء إلى وجود تحديات تواجه الصين في سعيها لتصبح معقلًا عالميًا للابتكار، بما في ذلك الحاجة إلى توازن أفضل بين البحوث الأساسية والتطور التكنولوجي
من المهم الإشارة إلى أن تقييم مستوى الالتزام بالمعايير العلمية والأمانة يتطلب نظرة شاملة ومتعمقة للسياسات والممارسات البحثية، وهو ما يتم من خلال دراسات وتقارير متخصصة تأخذ في الاعتبار مختلف الجوانب والمعايير الدولية
بالنسبة للجامعات الصينية، هناك حوالي 225,100 طالب دولي يدرسون في برامج الماستر. وفي عام 2018، بلغ عدد الطلاب الدوليين في الصين 492,200 طالب، وهذا يشمل جميع المستويات الدراسية.
أما في كوريا الجنوبية، يبلغ عدد الجامعات حوالي 238 جامعة ولكن، لم أجد معلومات محددة حول عدد طلاب الماستر والدكتوراه. ومع ذلك، هناك جامعات مثل جامعة سيول الوطنية وجامعة KAIST التي تتمتع بسمعة عالمية وتجذب عددًا كبيرًا من الطلاب الدوليين لبرامج الدراسات العليا.
إذا كنت تبحث عن معلومات أكثر تحديدًا، فقد تحتاج إلى الرجوع إلى مصادر الجامعات المباشرة أو البحث في الإحصاءات الرسمية الصادرة عن وزارات التعليم في كل من الصين وكوريا الجنوبية.
بالنسبة للجامعات الصينية، هناك حوالي 225,100 طالب دولي يدرسون في برامج الماستر. وفي عام 2018، بلغ عدد الطلاب الدوليين في الصين 492,200 طالب، وهذا يشمل جميع المستويات الدراسية.
أما في كوريا الجنوبية، يبلغ عدد الجامعات حوالي 238 جامعة. ولكن، لم أجد معلومات محددة حول عدد طلاب الماستر والدكتوراه. ومع ذلك، هناك جامعات مثل جامعة سيول الوطنية وجامعة KAIST التي تتمتع بسمعة عالمية وتجذب عددًا كبيرًا من الطلاب الدوليين لبرامج الدراسات العليا.الالتزام بالمعايير العلمية والأمانة في الأبحاث الصينية هو موضوع يتم تناوله بشكل متزايد في الدراسات والتقارير العالمية. وفقًا للمعلومات المتاحة، تُظهر الأبحاث الصينية تقدمًا ملحوظًا في عدة مجالات، وقد زادت حصيلتها البحثية بفضل برامج مثل “خطة الألف موهبة”، التي تهدف إلى جعل الصين دولة رائدة في مجالي العلوم والتكنولوجيا.
تشير التقارير إلى أن الصين تحتل مرتبة عالية عالميًا في العلوم الرائدة والبحث التكنولوجي، وقد حققت تقدمًا كبيرًا في بحوثها الرائدة بشأن الطب السريري، خاصة فيما يتعلق بتشخيص ومعالجة الأمراض المتعلقة بفيروس كورونا
بالإضافة إلى ذلك، هناك تقارير تناقش الأمانة العلمية في الأبحاث الصينية وتؤكد على أهمية الضوابط الأخلاقية لحماية الملكية الفكرية وتعزيز مفهوم الأمانة العلمية. ومع ذلك، يُشير بعض الخبراء إلى وجود تحديات تواجه الصين في سعيها لتصبح معقلًا عالميًا للابتكار، بما في ذلك الحاجة إلى توازن أفضل بين البحوث الأساسية والتطور التكنولوجي
من المهم أن تقييم مستوى الالتزام بالمعايير العلمية والأمانة يتطلب نظرة شاملة ومتعمقة للسياسات والممارسات البحثية، وهو ما يتم من خلال دراسات وتقارير متخصصة تأخذ في الاعتبار مختلف الجوانب والمعايير الدولية., هذه اللمحة العابرة تجعلنا نعيد النظر في ريادة الغرب للعلوم والدنيا خلال المستقبل القريب
zuhair.osman@aol.com