الصُلّاح والمُبادْرات

 


 

 

هنالك دائماً من يريد أن يعيدنا إلى تواريخ بعيدة وسحيقة وها هي الكَرّة تُعاد اليوم بثوب جديد ونسمع بمبادرة الشيخ ود بدر الجد للتوافق الوطني في العام 2022. لاتزال هنالك أفكار في مخيلة البعض بأن شيخ الطريقة يمكن أن يحل أحلك المشاكل التي عجز عن حلها المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة ودوائر العلم والبحوث. وبطريقة مبروكة في الختام سيأتي الشيخ الولي والسيد بنفحاته، سيد الساقيه والساريه والحيطة سيد السارحة بي قيدا سيد الساويه بي وليدا سيد القديه ابو وهيدا. يأتي ليصنع لنا المعجزات في حل العقد ونردد النشيد الجميل البشيل فوق الدبر مابميل **قدل شيخي اللي رباعتو مهيل.

كما بدر في الاخبار توحيد مبادرة الشيخ ود بدر مع مبادرة الميرغني للوفاق الوطني الشامل؛ إذا فإن العظيم الشأن (الميرغني) والبشيل فوق الدبر مابيميل (ود بدر) ابتدروا لنا طريق ثالث في غياب المبادرات كما ذكر لي صديقي بإن الطبيعة لا تقبل الفراغ. يكمن دور الطرق الصوفية في أن تكون داعماً ومسانداً للحكم أو المعارضة وفقاً لما تراه من صلاح للحكم ومدى استقامته ومحافظته على مكتسبات البلاد أو صانعة للأحداث ليس في ذلك خلاف. ولكن يبقى ولاء هذه الطرق وممارستها السابقة مثار تساؤل إذ لا يخفى على أحد مشاركة الحزب الاتحادي الأصل لحكم الأنقاذ الثانية بعد المفاصلة الشهيرة بين الشيخ حسن التراببي والجنرال عمر البشير بممثلين في مجلس رأس الدولة ووزراء. وأيضاً يعلم الحصيفون انتماء الشيخ ود بدر الجد للحركة الإسلامية والفيديو الذي يدعو فيه للتحريض ضد حكومة حمدوك في الفترة الانتقالية.
كما يقبع تحالف الموز الذي رفض شروط الشارع لحل الوضع الراهن وهي بسيطة ومختصرة تكمن في أن يذهب الجيش للثكنات، وأن تذهب الاحزاب لدورها استعدادا للانتخابات، وأن تحكم البلاد خلال الفترة الانتقالية بواسطة التكنوقراط. الاحزاب السياسية الثورية اقتنعت بهذا الطرح، بينما يرفضه المجلس العسكري والاحزاب والحركات والتحالفات التابعة له "تحالف الموز". ويرتاب المجلس العسكري من الحساب، بينما تخاف أحزاب وكيانات تحالف الموز من الضياع، فهي لا تعيش الا في ظل العساكر والطغاة فجلهم من الحركات التي نمت في ظل حروب وصراعات سابقة لم تعد موجودة بمقاييس الوضع الراهن.
وقد وضعت قوى الحرية والتغيير مبادرتها السباقة منذ أكثر من شهرين مطالبة بإنهاء الانقلاب والنأي بالمؤسسة العسكرية عن أي عمل سياسي والتأسيس الدستوري الجديد لمسار تحول مدني ديمقراطي حقيقي بأسرع وقت وأقل تكلفة. بناء الثقة بين مكونات الشعب السوداني وذلك بأن تكون هذه العملية شفافة وذات مصداقية. وتوسيع قاعدة دعم وإسناد الانتقال بأوسع قاعدة من قوى الثورة والقوى الوطنية السودانية الرافضة لأي توجهات شمولية أو انقلابية، والملتزمون بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ودولة المؤسسات وسيادة حكم القانون. وتأسيس مسار انتقالي جديد يستفيد من دروس الماضي ويقدم فترة انتقالية أكثر فعالية، تحقق أولوياتٍ متفقاً عليها وتقود البلاد لانتخابات حرة ونزيهة.

سامر عوض حسين
3 أغسطس 2022

samir.alawad@gmail.com
//////////////////////////

 

آراء