أصل الحكاية
سؤال يلاحقني بإستمرار لماذا نحتاج دوما لتبرير آراءنا ومواقفنا عندما نود الإدلاء براي مخالف في قضية ما أو لشخصية ما .. لماذا نبدأ دوما كلمات مثل (حتي لايفهم حديثي خطأ) أو (حتي لايقال أنني ضد هذا ومع ذاك) أو (لاتربطني علاقة شخصية بزيد أو عبيد ) في حال الثناء أوالنقد وغيرها من المقدمات التي نضعها دوما قبل الكتابة أو الحديث في الأماكن العامة والخاصة .. تذكرت كل ذلك من خلال متابعتي لمداخلتين للأستاذ العزيز جدا عبدالمجيد عبدالرازق والأستاذ الطريفي الصديق نائب رئيس الإتحاد العام وذلك من خلال برنامج (ساعة رياضة) بقناة الشروق والذي أستضاف الكابتن محمد موسي لتحليل أداء منتخبنا الوطني في مباراته الأخيرة أمام المنتخب الأنغولي والتي إنتهت كما هو معلوم بالتعادل الإيجابي هدفين لكل وقد أدلي كاتب هذه السطور بدلوه من خلال الحلقة ..
لم يعجبني حديث نائب رئيس الإتحاد وأحترم بكل تأكيد وجة نظر أستاذنا عبدالمجيد عبدالرازق رغم إختلافي الكامل معها .. إلا أن محاولة الاول (الطريفي الصديق) التقليل من الآراء المخالفة فنيا (ماقلته وذكره الكابتن محمد موسي) وعملية التصنيف الغريبة التي أطلقها وحدد بها المواقف بقوله (عبدالمجيد عبدالرازق متعة الله بالصحة والعافية نصير المنتخب الأول) هو رأي نحترمه بكل تأكيد ولكن عندما يصنف هذا نصير المنتخب وذاك عدوه وممن؟ المسؤول الثاني في الإتحاد السوداني لكرة القدم تختلف الصورة بكل تأكيد ..
الطريفي كما معروف تاريخيا في العمل الإداري من الشخصيات التي بنت تاريخها علي هواجس نظرية المؤامرة (هذا معنا وذاك ضدنا) وهي كارثة بكل ماتحمل هذه الكلمة من معني وبالتالي لاأجد نفسي مضطرا لتوضيح رؤيتي الفنية في المنتخب الوطني ولن أعلق علي الموقف من مازدا كمدرب للمنتخب حتي مباراة منتخبنا قبل الأخيرة أمام منتخب ساحل العاج ولاموقف الطريفي الصديق من المنتخب في الفترة التي كان فيها من قيادات مجموعة التجديد المحسوبة علي دائرة الشباب والرياضة بالحزب الحاكم المؤتمر الوطني وهو تاريخ قريب ..
الطريفي من العقليات التي لاتقبل الرأي الآخر ولاتعترف به حتي لو كان في شأن فني عن الأداء والنتيجة وعن الفرصة التي جاءتنا علي طبق من ذهب وأضعناها وكانت كفيلة بتدعيم حظوظنا في المباراة الأخيرة أما بوركينا فاسو دون إنتظار لهدية من المنتخب الإيفواري في مباراته أمام انغولا
نعيش أزمة حقيقية في ظل وجود هذه العقليات وليس بعيدا عن الطريفي مافعله مجلس إدارة حسب إفادة الزميل العزيز عمرابي المنسق الإعلامي لعالم النجوم أمس بمنع الزميل مجدي دمباوي من تغطية معسكر فريق رغم أن الزميل الشاب لم يكن ضمن البعثة الإعلامية وإنما عن طريق مؤسسته الصحفية أو علي حسابه الخاص ..
كنا سنقبل هذا الإجراء في حال تم تعميمه علي كل المؤسسات الصحفية والإعلامية وهو أمر متبع ومعمول به في الخارج وهناك أجهزة فنية وإدارات (منتخبات أو أندية) تحدد الكيفية التي تتعامل بها مع الإعلام بصفة عامة وليس تحديد هذا معنا وذاك .. ماحدث من مجلس إدارة نادي الهلال يعكس عقلية دكتاتورية لاتري إلا نفسها ولاتحترم الإعلام بغض النظر أن يكون معارضا أو مساندا .. وهذا يعيدنا للفترة الإدارية الأكثر سوادا في تاريخ نادي الهلال ويؤكد علي أن البرير لايسير فقط علي طريق صلاح إدريس ولكنه معجب بطريقة إدارته للنادي بالدرجة التي جعلته يقلده تقريبا في كثير منها والتعامل مع كيان مثل الهلال وكأنه قطاع خاص يملكه يحدد من يحضر ومن لايحضر وبالتالي يجب ألا نستغرب في ظل هذه العقلية التي تحكم الهلال أن يكون حضور المؤتمرات الصحفية بذات التصنيف ..
الحديث عن الحريات والرأي والرأي الآخر ليس عبطا ولاشعارات ترفع عند الضرورة وتسحب عندما تكون صاحب القلم بل هي سلوك في المقام الأول وممارسة حقيقية من خلال نظام يؤمن بذلك والنظام قد يكون إتحاد كرة أو مجلس إدارة أو حكومة .. مللنا التكميم والتصنيف وخنق الحريات وأسلوب الوصاية مرفوض .. مرفوض ياطريفي .. وخليك مرة واحدة زول نصيحة .
hassan faroog [hassanfaroog@hotmail.com]