العالم يراقب من الجو كل ما يجري علي الاراضي السودانية صبيحة الثلاثين من يونيو
التكنولوجيا الرقمية اصبحت تغطي كل شبر في ارجاء المعمورة غير هذا وذاك فقد جرت مشاورات سرية بين عدد من اقطاب الدول الكبري ودول الترويكا علي وجه التحديد بعد اجتماعات برلين الاخيرة للتنسيق حول توثيق الانتهاكات التي جرت وتجري في السودان منذ اليوم الاول للانتفاضة السودانية والتحسب لما يمكن ان يحدث في ظل التطورت الجارية في البلاد لكل ذلك من السذاجة ان يتصور البعض ان انقطاع الانترنت من الممكن ان يخفي ما يجري علي الارض من تحركات وانتهاكات.
لقد تحسبت الكثير من الدوائر الشرطية الدولية في بعض الدول الكبري منذ اليوم الاول لانقطاع الانترنت لما يمكن ان يحدث في السودان لذلك يمكن القول بانه يجري بالفعل رصد كل حركة تجري علي الارض في الخرطوم وبعض المدن الاخري خاصة في اقليم دارفور بعد ان رفضت المنظمة الدولية رسميا انهاء مهمة قوات حفظ السلام الدولية وسببت ذلك بمايجري في الخرطوم من انتهاكات وافراط في استخدام القوة .
هناك عدد من منظمات الشرطة في الولايات المتحدة وبريطانيا علي وجه التحديد لديها اقسام للتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان الدولية وتقوم بمهامها في اطار المهنية بعيدا عن السياسة الرسمية للدولة التي قد لايخلو سجلها من انتهاكات قد تسبب الحرج لجهة البحث الشرطي والجنائي وتقوم هذه الجهات بامداد المنظمات الاممية المختصة بحقوق الانسان بما لديها من معلومات موثقة ومصورة بدقة من الجو عن الفظائع والانتهاكات التي تجري في مناطق الحروب في كثير من اقاليم العالم.
العالم يتعامل مع مايجري في السودان بتعقل وبطريقة مرحلية خوفا من انفراط العقد وخروج الامور عن السيطرة ويتعامل الي حد كبير مع سلطة الامر الواقع في اطار التعامل البروتوكلي المطلوب حاليا ولكن لا احد يستطيع ان يتكهن بما سيحدث غدا علي صعيد الامور العدلية اذا استقرت اوضاع السودان .
لم يحدث في تاريخ الدولة السودانية ان اصبحت اوضاع البلاد محل متابعة وتحقيقات دولية بهذا الحجم حتي علي ايام الاحتلال الانجليزي للبلاد والذي قام بتوثيق المواجهات التي جرت بينه وبين المقاومة السودانية والثورة المهدية بوسائل التصوير والبحث الجنائي التي كانت متاحة حينها ولم تتضمن حركة التوثيق القانوني للاحتلال البريطاني للسودان حرفا واحد عن تجاوزات او انتهاكات او فظائع وعلي العكس يوجد في الارشيف الحربي في المملكة المتحدة تاريخ مشرف للجندية والمقاومة السودانية الوطنية وامام كل مشهد وصورة لشهيد او اسير ملاحظات تتحدث عن البسالة والصلابة في مواجهة الموت وعدم التزحزح او الانهيار عند الاسر واثناء التحقيق مع المقاومين .
اليوم امر اخر وكانت كارثة دارفور بداية حقيقية لعبور قضايا البلاد لحدود الدولة السودانية حيث احترق الناس بسبب صراع الاسلاميين علي السلطة عندما انطلقت الشراراة الاولي في تلك الحرب اللعينة.
كما لم تشهد سنين الحكم الوطني اي سابقة لتدخل دولي مباشر في اوضاع الدولة السودانية العدلية.
ساعات قليلة تفصل بين الناس وبين مواكب جماهيرية في العاصمة السودانية سبقتها تعبئة رقمية من داخل البلاد اكدت عدم جدوي قطع شبكة الانترنت حيث تبدو الصورة واضحة الي حد كبير ولكن يظل الغموض محيط بالجهة التي تدير البلاد وطريقة تفكيرها وما يمكن ان يحدث في الايام القادمة.
نتمني ان يتحمل كل من له صلة ويد في ادارة السودان الراهن المسؤولية بطريقة تجنب البلاد المزيد من اراقة الدماء والدراما التراجيدية والاحزان التي يشاهدها الناس والعالم علي مدار الثانية .