العزم على تغيير” الأوضاع المقلوبة”

 


 

 

 

*أتابع بقلق ما يجري في السودان من أوضاع مقلوبة خاصة بعد إعلان المشير البشير حالة الطوارئ قبل إجارتها من البرلمان، وإعلانه قوانين الطوارئ قيام نيابة طوارئ .. بدأت بالفعل في محاكمة المتظاهرين.

*للأسف طالت هذه الإجراءات والملاحقات الشباب وصغار السن حتى داخل المساجد وفي بيوتهم ويقدموا لمحاكم الطوارئ لمجرد إشتراكهم في مظاهرات سلمية ضد الحكم القائم الذي فشل في تحقيق تطلعاتهم المشروعة في الحياة الحرة الكريمة في وطنهم.
*في ظل هذه الأوضاع المقلوبة سياسياً وإقتصادياً وأمنياً إجتمع المجلس القيادي للحزب"المجهجه" وقرر نقل صلاحيات رئيس حزبه إلى نائبه الذي عُين قبل أيام أحمد هارون الذي أعلن مخرجات الإجتماع وقال أنهم سيسرعون الخطى للحوار مع حملة السلاح.
*هكذا تستمر تداعيات الأوضاع المقوبة في ظل إنشغال الحكومة والأجهزة الامنية وغيرها من الكتائب السرية في التصدي للمظاهرات التي إستمرت رغم كل مظاهر الردع.
*ضمن هذه الأوضاع المقلوبة خرجت علينا هيئة علماء السلطان بدعوة مضحكة مبكية لإدخال الوزراء ووكلاء الوزارات والعاملين بالدولة في دورات يقفوا فيها على مشاهد يوم القيامة لتخويفهم حتى يؤدوا أعمالهم بنزاهة.
*لن أشغل القراء بهذه الدعوة المضحكة المبكية- التي لا نعرف كيف ستنفذ - رغم أنها ضرورية لهم حتى يخشوا الله في المواطنين المسالمين الذين ووجهوا بظلم جائر رغم سلمية المظاهرات التي أقلقت مضاجعهم.
*وسط هذه الأوضاع المقلوبة يجتهد إعلامي إشتهر منذ إندلاع المظاهرات الشعبية في كشف حال البلد على قناة سودانية 24 عبرمقابلات مسمومة ذات إتجاه واحد لزرع الفتنة بين مكونات الشعب السوداني السياسية والمهنية والمجتمعية.
*بعد فشل المحاولات لإلصاق التهم بالحزب الشيوعي السوداني وبعض فصائل اليسار بأنهم قادةهذه الظاهرات الشعبية، لجأت هذه القناة إلى أسلوب جديد للتشكيك في مواقف الحركات المسلحة التي يُحمد لها أنها إرتضت الإنضواء تحت مظلة سياسية هي تحاف نداء السودان، وإثارة الأسئلة المسمومة عن مصيرهم عقب إنتصار الثورة الشعبية.
*بعد ان فشل حكم الإنقاذ في الحفاظ على وحدة السودان وتحقيق السلام العادل الشامل وفي معالجة الازمة الإقتصادية المتفاقمة جراء سياساته الفاشلة التي إنتهجها منذ منذ ان إستولى على الحكم بإنقلاب عسكري على الشرعية الديمقراطية في الثلاثين من يونيو1989 وحتى الان، مازال الفشل يلاحقه في ظل مواقفه المتناقضة بين الحوار مع الشباب وبين ملاحقتهم وإعتقال قياداتهم ومحاكمتهم، وبين الحوار مع الحركات المسلحة وبين الهجوم عليهم لأنهم أصبحوا جزءاً من الحراك الشعبي السلمي!!.
*لهذا إزداد عزم قوى التغيير والحرية التي لم تثنها قوانين الطوارئ وإجراءاتها القمعية والقهرية من مواصلة نضالها السلمي من أجل تغيير الأوضاع المقلوبة للإنتقال إلى وضع سياسي جديد يعيد للسودان عافيته السياسية والإقتصادية والامنية، حتى ينعم أهله بالإستقرار والسلام والحرية والديمقراطية والحياة الحرة الكريمة التي يستحقونها.

 

 

آراء