العسكر أس البلاء المقيم

 


 

 

ماوراء الكلمات -
(1) بين الثابت والمتحول، مسافة عظيمة جداً، وان رآها البعض لا تتعدى بضع أمتار، فالثابت هو الدولة بكل مكوناتها والمتحول هي الحكومات التي (تجي وتغور) والتي ربما تحكم بالحق والعدل والمساواة، او ربما تحكم بالحديد والنار، او تحكم(بالدجل الكجور) وفي هذا المقام نسأل اين اختفى ذلك الدجال، الذي قال للمخلوع انك ستحكم السودان ثلاثة وثلاثين سنة، وبعد ذلك سيتحول حكم المخلوع إلى سلطنة وسلطان، فذهب المخلوع إلى كوبر حبيساً، واختفى الدجال، ونعود لمقالنا الرئيس، فان أنصار الثابت وهي الدولة فإنهم يدافعون عنها بكل ما يملكون، ولا يرجون من وراء ذلك جزاء أو شكورا، اما أنصار المتحول، الحكومة فإنهم يتشبثون بقائدهم وزعيمهم، بل يرونه هو وحكومته ونظامه هم الأصل، بينما الدولة هي الفرع، ويرجون من وراء مدافعتهم، المغانم والانفال، والتوظيف والاستوزار والخ..
(2) وهذا الخلط السيئ، انتقل بفعل الرذاذ المتطاير، وحبوب اللقاح، انتقل إلى فئات كثيرة من المجتمع، فاصبحوا يرون أيضاً أن المكون العسكري، هو الأصل في كل حل للأزمة السودانية (برغم علم هؤلاء ان العسكر هو أس البلاء المقيم وأساس الأزمة الدائم) ويجب ان يكون له الدور الأكبر في الحل، شئ عجيب، مثل ذلك الخبير الأمني والاستراتيجي (مين كده عجيب).
(3) والتحدي الأكبر الذي يواجه الأمة السودانية، ليس الاختيار بين فريقين، فريق مع وفريق ضد، ولكن التحدي هو الجمع بين كل مكونات الثورة، وقواها الأصلية الغير انتهازية، والتي قدمت في سبيل الثورة المهج والأرواح والدم والدموع، هو اجتماعهم على الحد الأدنى من الاتفاق، للخروج من هذا المأزق الانقلابي الاخطبوطي (وكلما قلنا قطعنا رأسا، ظهر رأس جديد) إلى واقع يحقق المصلحة العامة، او أن شئت الدقة فقل، مصالح غالبية المواطنين، ، ولكن كيف؟ بالارادة والعزيمة، ومعرفة حقيقة، ان هدفنا واحد، هو إنهاء أو اسقاط انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، واسترداد الحكم المدني، وعودة الحياة إلى طبيعتها، بعد توقفها منذ انقلاب قائد الجيش، وتفعيل كل مطالب الشارع الثوري.
(4) الخلاصة، سقطت دمعتين من أم الشهيد، واحدة من أجل أبنها، والاخرى من أجل جميع الشهداء، بينما سقط في الدرك الاسفل من النار، قاتل النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق، وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم.
الجريدة
///////////////////////

 

آراء