العلاقات السودانية الامريكية في عهد جديد هل يزور بايدن الخرطوم

 


 

محمد فضل علي
17 January, 2021

 

 

سادت الشارع الامريكي بعد الاعلان عن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن فرحة علي الطريقة السودانية بعد انتصار الثورة الشعبية في شوارع العاصمة الخرطوم ومدن البلاد الاخري .
من حقنا ان نعمل علي بناء علاقة متوازنة بين السودان والولايات المتحدة مبنية علي الاحترام وليس علي الوصاية والتخويف والابتزاز كما حدث بعد انتصار الثورة السودانية المختطفة اثناء الردة الحضارية التي كانت تعيشها الولايات المتحدة في ظل الادارة المنتهية ولايتها .
تحتاج العلاقة بين البلدين الي الوضوح والواقعية المعبرة عن اجماع الامة السودانية وليس اجندات وتصورات الاقلية الانتقالية الحاكمة في الخرطوم وبقية الانظمة العربية الفاسدة و المعزولة عن شعوبها والتي تريد فقط الحماية من الولايات المتحدة في مواجهة شعوبها المقهورة .
لامجال للنفاق والتملق والمداهنة والترويج لمشاريع وهمية عديمة الجدوي مثل التطبيع مع اسرائيل المستحيل وعديم الفائدة والجدوي عمليا والذي ليست لدية اي اولوية علي ارض الواقع في ظل ظروف اقليمية ودولية بالغة الخطورة و التعقيد بطريقة تجعل الامر اشبه بوضع العربة امام الحصان وتعجل بالمزيد من الانقسامات والانهيارات الامنية داخل السودان والمنطقة العربية واقليم الشرق الاوسط باكملة.
علي الادارة الامريكية الجديدة ان تستوعب الرسالة خاصة وانها تستهل عهدها في ظل ظروف دولية ليس لها مثيل في تاريخ العالم المعاصر بعد تمرد الطبيعة ودخول العالم الي هذه الحقبة الفايروسية التي وضعت العالم كله في مركب واحدة وامام احتمالين لاثالث لهما اما السلامة او الغرق معا وبداية انهيار الحضارة الانسانية .
العالم اليوم لايتحمل جنون القوة الذي جربته الولايات المتحدة بعد احداث سبتمبر 11 وكان حصاده حرائق اقليمية مدمرة وماساة انسانية لامثيل لها وانهيارات اقتصادية وموت الاطفال تحت انقاض المباني المدمرة او بالجوع والبرد او موت الاخرين من المدنيين وانصار الحرية والصحفيين والمدافعين عن حقوق الانسان برصاص قناصة الميلشيات الدينية كما يحدث اليوم في سوريا واليمن و العراق بعد الحرية والديمقراطية المزعومة الي الدرجة التي دفعت الكثيرين الي التفسير الغيبي للكارثة الوبائية الراهنة وانتشار فايروس الكرونا واعتبارها رسالة من السماء ردا علي الظلم وانعدام العدل وقيم الرحمة وتجاهل صيحات ضحايا الحروب والاستبداد والانظمة القمعية.
العالم اليوم لايتحمل اي حروب ومغامرات ولكن هذا لايمنع مناهضة الاستبداد وتكريس حكم الاقليات باسم السلام مع اسرائيل وغيرها من الحيل السياسية الغير اخلاقية المنتشرة هذه الايام.
نتطلع الي زيارة الرئيس الامريكي الجديد الي السودان مهد الحضارات وارض الثورات والتضحيات النبيلة وكانت قد وردت اخبار غير مؤكدة مشكوك في صحتها في هذا الصدد ولكن يجب ان تتكرر الدعوة لزيارة الرئيس الامريكي الي السودان وبداية صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين قائمة علي الاحترام المتبادل واغلاق الصفحات المظلمة التي سادت خلال الثلاثين عام من حكم الاقلية الاسلامية المسلحة وصفحة العلاقات السودانية الامريكية الراهنة التي تحتاج الي المراجعة ومشاورة اجماع الامة السودانية والاغلبية الصامتة من السودانيين في بلد قد تحتاج في يوم قريب الي دعم ومساندة العالم من اجل قيام انتخابات ديمقراطية حرة لتفادي الفوضي والانهيار والتعدي علي شرعية الثورة السودانية من اجل ان يبقي السودان للسودانيين ليختاروا من يختارونه بارادة حرة كبديل للحلول والتسويات المعلبة ووضع كل الاشياء في غير مكانها ..

 

آراء