العميد عبد الرحمن فرح لـ(السوداني) 2-2

 


 

 

المخابرات المصرية كانت تخطط لانقلاب في السودان
نعم... خططنا لتصفية الرئيس نميري
الصادق جنو وجن صلاح قوش
سيف الدين كان عميلاً مزدوجاً وهو الذي سلمنا شريط سيدأحمد الحسين

مقدمة:
كما توقعنا أحدثت الحلقة الأولى لحوار العميد عبد الرحمن فرح مسؤول الأمن في حكومة الصادق المهدي الأخيرة كثيراً من ردود الأفعال خاصة كشفه عن الخطط التي أعدت لاغتيال جون قرنق وسنقوم بنشر كثير من الحوارات والمقالات التي جاءت لتؤكد ما ذهب إليه العميد اوما جاءت لنفيه،سعادة العميد أخبرنا أمس أنه كان يقصد الأعمال الخطرة وليست القذرة كما ورد في الحلقة الأولى وانه لم يكن يسعى لاحداث انقلاب ولكنه كان يرى في اغتيال قرنق انقلاباً إيجابياً في مسيرة مشكلة الجنوب..إلى نص الحلقة الثانية.

 ياسعاتك هل كنت تعمل لحساب حزب الأمة داخل الجيش؟
*يرد بانفعال- أبداً وممكن أحلف المصحف على هذا الأمر وأنا بعد أن خرجت من القوات المسلحة دخلت في السياسية لكن طبعاً لأن الأدب الإسلامي والأنصاري علمنا احترام القسم والمواثيق.
حزب الأمة ألم تكن له خلايا في الجيش؟
أبداً. لديهم بعض الموالين وهذا الأمر نتاج طبيعي كسائر القوى السياسية.
الإسلاميون ألم يتصلوا بك عندما دخلت الجيش طالما إنك قلت كنت قريب منهم؟
أنا دخلت الجيش بطريقة محترفة بعيدة عن العمل السياسي وكنت متهم بأني إسلامي لأني كنت أصلي وأصوم وتمت الإشارة لهذا الأمر في كتاب لحسن مكي بأنني كنت عضواً في خلية للإسلاميين ولكن هذا الأمر غير صحيح ولعل هذا الأمر يرجع بهذا الاتهام لأيام المراهقة السياسية في المرحلة الثانوية.
لكن يبدو أن معلوماتكم في الديمقراطية الثالثة عن الخلايا السياسية في الجيش لم تكن قوية؟
جهاز الأمن عند بداية تكوينه تم تكوين لجنة بعضوية سيد احمد الحسن والهادي بشرى والسر أب أحمد والبيلي لعمل قانون للجهاز واتفق بأن يتبع لمجلس السيادة الذي على رأسه أحمد الميرغني والذي كان دوره تشريفي لكن اتبع لرئاسة الوزراء وأعد القانون ولم يعط الجهاز سلطة الاعتقال وإنما تحول لجهاز معلوماتي فقط يقوم بتقديمها لوزارة الداخلية وفي حقيقة الأمر لم تكن لديه سلطة فعلية.
هل كجهاز أمن قمتم باختراق التنظيمات السياسية؟
بالطبع وهذا وضح في المذكرة التي قدمتها للصادق المهدي قبيل انقلاب الإنقاذ في 10\4\1989م أوضحت فيها نشاط الأحزاب وتحضيرها للانقلاب.
الصادق المهدي ألم يتشاور معك بعد رفع المذكرة حول مقاومة السيناريوهات الانقلابية؟
تحدثنا لكن الصادق كان يقول "لو الشعب السوداني عايز كدة خلوهو" وكانت تحدث كثير من الاشارات خاصة من أنشطة المخابرات المصرية في السودان.
المخابرات المصرية كان لها مكتب في الخرطوم؟

ضحك
طبعا في السفارة المصرية بالخرطوم و أحمد رجب وقناوي وهم لم يكونوا دبلوماسيين وانما رجال مخابرات مصرية.
المخابرات المصرية هل كان لها علاقة بانقلاب 89؟
كان لها علاقة بالمايويين ولكن عندما حصل انقلاب الإنقاذ افتكروا إنه "انقلابهم" لذلك أيدوهو مباشرة وطلبوا السعودية بالتأييد.
ألم تتصلوا بالمصريين في تلك الفترة؟
لا..كان لديهم مشكلة مع الأنصار وهذا طبيعي لأمور تاريخية.
ألم يكن لديكم إحساس بأن المصريين ممكن يدبروا لانقلاب؟
كان لدينا الإحساس وقلنا لهم هنالك جواسيس يتبعون للمخابرات المصرية.
أكثر المخابرات في ذلك الوقت انتشاراً في السودان هل كانت المصرية؟
لم يكونوا المصريين فقط وكان لنا علاقة "بالسي أي آيه" المخابرات الأمريكية و السعودية ودول أخرى وهذا شأن العمل الاستخباراتي كما هو معلوم.
ألم يحاول الأمريكان تجنيدك لخدمة أجندتهم في السودان؟
مابقدروا ولكن أكثرهم توغلا في السودان المصريين والأمريكان.
هل صحيح الامريكان كانوا وراء الانتفاضة؟
الانتفاضة كانت سودانية مئة في المئة وكنا وقاتها في السطح والاتفاق
هل كانت لكم خطة لاغتيال الرئيس جعفر نميري؟
أنا كنت في الخرطوم.. اتصل بي شقيقي وقال لي أن أسافر للسعودية والتذكرة جاهزة وفي جدة التقيت بأحمد عبد الرحمن محمد وعثمان خالد وعمر نور الدائم واجتمعنا وقالوا إن الليبين وافقوا على التمويل واشترطوا ان يكون هنالك قائد عسكري ولذلك نطلب منك قيادة العملية وتقابل الصادق في النمسا وارجع السودان واذهب بعدها لقيادة العملية وانا وافقت ولكن اختلفت معهم في الخطة وخطتي تقوم على 60 شخصاً 30 يبدءون العملية 30 يؤمنون واختلفنا في التفاصيل ورفضت الامر لكن اتى الى الشريف حسين الهندي و الصادق المهدي وقلت لهم أن يعطوني كافة الصلاحيات لقيادة العملية وان لا يتدخلوا فيها لان "كلامهم ده كلام ملكية ساكت" وبعد رفضي قالوا لي ما هو رأيك في محمد نور سعد وأنا تحفظت عليه لانه ليس لديه تجربة وبعيد عن العساكر وكان خارج البلاد لفترة طويلة واعترضت عليه ورشحت العميد أنس عمر إلا أنهم اختاروا محمد نور وأنا رجعت للسودان وبعد أيام تم اعتقالي ودخلت قوات الجبهة الوطنية للسودان في أثناء ذلك كنت في المعتقل.
هل وجدت خطة لاغتيال نميري؟
نعم لكنها فشلت وكانت في المطار واستطاع الخروج ومعه اللواء محمود عبد الرحمن الفكي.
هل فكرتوا ثانياً؟
نعم وآخرها في الانتفاضة.
في تلك الفترة كانت أفكار الاغتيالات رائجة؟
نعم ولكن الصادق المهدي كان ضددها بشدة.
وأنت لم تكن ترفضها؟
ليس بالضبط.
لماذا رفضها الصادق؟
كان يعتقد إذا بدأت لن تنتهي.
قلت إنك اشتركت في مؤامرات كبيرة قل لنا للتاريخ أشهر المؤامرات التي اشتركت فيها؟
أشهرها انتفاضة مارس إبريل وكانت توجد أيام جعفر نميري محاولات كثيرة للانقلاب عليه ولكنها فشلت وأذكر أحد المواقف الطريفة بعد المصالحة دعانا نميري مع والدي للغداء وقال له والدي "ياجعفر ياولدي عبد الرحمن ده بتقبضوا فيهم وتفكوا مالقيتوا عليهو حاجة "فرد عليه نميري "عبد الرحمن ده زي الزنا ومابنقبض "فرد عليه والدي "اعوذ بالله" والعسكرية علمتنا ياتكون قاتل يامقتول.
قصة اتهامك وبقادي بالتخطيط لعمل تخريبي في السنوات الاولى للانقاذ كانت قصة غامضة بعض الشئ؟
بقادي عديل الصادق المهدي ويفتكر انو لازم يكون لديه مكانة والصادق رشحوا والي لكردفان ورفض وعمل مسؤول للعلاقة مع ليبيا وبعدها كان لديه ببنك فيصل الاسلامي ولم ينجح فيه وأنا وبقادي كنا متعاونين في ايام "التآمر" والاجتماعات تتم في بيتي واحيانا في المنطقة الصناعية ومرة لاقاني واحد شغال عميل مزدوج وهو سيف الدين سعيد وقال إن هناك جماعة كل يوم تؤخذ بعربة ويتدربون في جنينة عمر أحمد الطيب وهو نفس الشخص الذي أتى بشريط سيد أحمد الحسين مقابل عشرة آلاف جنيه وبعد ثلاثة أيام قال لي إني وجدت مع الصادق قناوي وهو القنصل المصري ومسؤول المخابرات وأنا قلت له يابقادي لا إنت لا الصادق مابتعرفوا المصريين وقلت ليهو أحسن تبعدوا من أمن المصريين وجاني للمرة الثانية و قال لي داير أقابل سيف الدين سعيد وبعدها التقى به بقادي وشخص من الأمن المصري وبعد كم يوم جاء وقال لي الجماعة التي تتدرب في المزرعة تتبع لاسامة بن لادن وقال إن المصريين أعطوه خمسين ألف جنيه و"الوصل موجود" وأنا قلت له هذا الأمر غير سليم وقلت لبقادي إن لايذهب للأمن المصري ولكنه كان يريد مكانة وبعدها ذهب ومعه المصريين وسيف الدين وتحدث عن معلومات عن العملية وسيف الدين كان يسجل كل الحديث الدار وسلمه للأمن وهو كان "عميل مزدوج" وللمرة الثانية حذرت بقادي من الأمر ولكنه لم يسمع الكلام وجاء بعد ثلاثة أيام قال لي إن الصادق أمر بالغاء العملية.وأنا طردته من مكتبي وقلت لهم أنا لست جزءاً من العملية ولادخل لي فيها وبعد عدة أيام جاءني صلاح صاغة وضابط آخر من الأمن وقال إنهم قبضوا في المطار علي شخص يحمل دولارات وقال إنها تتبع لي وبعدها ذهبت معهم لمكاتب الأمن ووجدت بقادي بالمكتب.
=صمت=

 ورحب بي عقيد بالامن وعرفني بنفسه وكان في شخص يجلس علي الارض يلعب مع طفل ووضح ان هذا الشخص صلاح قوش وقال لي انهم لديهم معلومة أن اليوم ستحدث عمليات اغتيالات ومحاولات انقلابية وأنا نفيت علمي بالأمر وقال لي إن الامر تم في مكتبي وقال إن لديه تسجيلات تثبت الأمر وقلت له التسجيلات تخصني وقال لا هي لبقادي.
(...)
 وفي أثناء وجودي بمكتب الأمن دخل بقادي لمكان آخر وبعدها بفترة جاء "يحمل مركوبة وعمتو في إيدو ويكورك دايرين يكتلوني" وأنا بدوري استعديت "أضارب" وفي نهاية الأمر قالو لنا أنتم رهن الاعتقال وأودعونا في زنزانات وهنالك وجدت بقادي وشيخ ابوزيد وعبد الرسول النور وبكري عديل وبعدها ارسلت للتحقيق وفي اثناء ذلك اصبت بمرض في القلب وتم حجزي في المستشفي السلاح الطبي وجاءني خالد فرح وذهب للصادق المهدي وحكي له الامر والصادق أمره بان "ينكر بقادي كل أقواله" وفي المساء جاء الصادق المهدي للسلاح الطبي في حضور رجال الأمن وبقادي وشخصي وقال إنه تم اعتقاله أكثر من شهر وعرض عليه اتفاق بأن نغلق هذا الملف وهم سيطلبون منك بعض الحديث حتى ينتهي هذا الأمر وأنا قلت له "يالصادق أنا أقول شنو، أقول أنا جاسوس" وبعدها خرج الصادق وفي مساء اليوم وجدت الصادق في التليفزيون "منبطح للإنقاذ" وأنا كتبت بيان في هذا الأمر ونفيت حديث الصادق المهدي.
كيف تم الضغط على الصادق؟
الصادق المهدي لم يعتقل يوماً ودائم كما الآخرين بل كان يحبس فقط وهذه المرة "رقد في البلاط" وهو "جنو جن صلاح قوش" وبعدها تم أخذ بقادي حيث أدلى ببيانه وأنا امتنعت أن أقول أي شيء وجاء ضابط وعرف نفسه بالعقيد وقال لي نريد أن تقول كلمتين ثلاثة حتى ننهي الأمر وأنا رفضت وسألته "إنت منو" فرد أنا اللواء حسن ضحوي وردت عليه "إنت بتكرهني وأنا بكرهك" إنت رفضت أن تعطيني إذن وأنا مريض وطلبت منه أن أذهب للمحكمة وقلت له "إذا المحكمة حكمت علي بالإعدام حكمت علي تشيلوا تعلقوا الجثة تعلقيوها في الكبري وبعد ذلك تسلموها لأهلي" وقال لي نعطيك إذن سفر وأنا رفضت ذلك أيضا وبعدها سحبت الحراسة من مكاني في المستشفى وبعد ها جلست عشرة أيام في المستشفى وخرجت بعدها للمنزل دون سابق انذار.
هل التقيت بالصادق مرة اخرى؟
التقيت به و"اختلفنا" وقلت له انت غلطان وانا كقائد بحرية "انا آخر من أخرج من المركب" ولكن الصادق اول من "خرج من المركب حتي يبرئ نفسه" وبعدها تمت عدد من المحاولات لاستعادتي ولكني رفضت لانه لم يعتذر صراحة.
 

 

آراء