الفرصة الأخيرة
صفاء الفحل
15 March, 2024
15 March, 2024
عصب الشارع - صفاء الفحل
بعيداً عن الضجة المثارة حول دخول القوات المسلحة وكتائب المليشيات الاسلامية المتعاونة معها مباني الاذاعة والتلفزيون بأم درمان ورغم انه كان أمراً كان متوقعاً حسب مجريات الأحداث في الفترة الأخيرة و الإقتراب من بسط السيطرة الكاملة على منطقة أم درمان مما يعني أن طرفي القتال ذاهبان الى ما قلناه من خلال هذا العمود منذ فترة بعيدة بضرورة فصل الطرفين على أن يتم تجميع مليشيا الدعم السريع بمنطقة بحري والجيش والمليشيا التابعة له بمنطقة أم درمان حتى تتوقف حدة الاحتكاكات بين الطرفين ويبدو أننا قد وصلنا أخيراً لهذا الفهم عملياً بعد انسحاب الدعم السريع من منطقة الإذاعة والتلفزيون وعودة معظم قواتة المتواجدة بالخرطوم للتجمع بمنطقة بحري والتي يسيطر عليها الدعم بصورة كاملة تقريباً.
وقادات كتائب الجيش الإسلامية التي كانت تشعر بالمرارة للهزائم المتكررة كانت أيضاً بحاجة لهذا التقدم (المعنوي) الأمر الذي يبرر الفرحة الهستيرية التي إنتابتهم بهذا النصر الذي يعلمون بأن لا قيمة له في تغيير مجريات الأحداث رغم تضخيمهم له حتى تهدأ وتقبل بوقف لإطلاق النار وهي في موقف أفضل وبلا حرج فتوازن القوى كان مطلوباً حتي تكون عملية إيقاف الأعمال العدائية مقبولة لدي الطرفين.
الفرصة اليوم أصبحت متاحة أكثر من ذي قبل ليلتزم الطرفان بقرار وقف العدائيات خلال شهر رمضان المعظم فالنيل الذي صار يفصل الطرفين اصبح خط واضح في حال تعدي احدهم علي الاخر كما ان هذا التجميع لقوات الطرفين سيساهم في توصيل المساعدات الإنسانية للمواطنين المحاصرين دون حدوث احتكاكات حيث أصبحت سلامة المدنيين المتواجدين في كل جانب مسئولية القوات المتواجدة هناك.
قد تكون هذه فرصة حقيقية للوصول إلى وقف لإطلاق النار ولو لفترة محددة إذا لم يواصل (البلابسة) التصعيد ومحاولة إستغلال هذه الضجة المفتعلة دون النظر كالعادة للمعاناة التي يعيشها المواطنين ودون النظر لكمية الأرواح التي ازهقت، والتي يرفض الطرفان الإفصاح عنها بشفافية رغم أنه يمكن القول بأنها قد وضعت خطوط واضحة للفصل بين الطرفين المتحاربين.
ننتظر ان تعلن القوات المسلحة موافقتها على وقف العدائيات الذي طرحته الأمم المتحدة حتي ولو من جانب إعادة الثقة المفقودة في امكانيتها سيطرتها علي المليشيات التي تقاتل بإسمها وألا تضيع هذه الفرصة الذهبية وهي في عنفوان بهجتها بهذا التقدم فقد تكون هذه الفرصة الأخيرة في سبيل إعادة الهدوء للعاصمة المشتعلة منذ مايقارب العام فالثقة في حسن نوايا الجانب العسكري ووقوفه إلى جانب إستقرار البلاد وخوفه على أرواح المواطنين قد يكون الخطوة المهمة للعودة الي طاولة الحوار الذي هو السبيل الوحيد لانهاء هذا الصراع
والثورة لن تتوقف ..
والقصاص هو الأمر الحتمي ..
والرحمة والخلود لشهداء الديمقراطية ..
الجريدة
بعيداً عن الضجة المثارة حول دخول القوات المسلحة وكتائب المليشيات الاسلامية المتعاونة معها مباني الاذاعة والتلفزيون بأم درمان ورغم انه كان أمراً كان متوقعاً حسب مجريات الأحداث في الفترة الأخيرة و الإقتراب من بسط السيطرة الكاملة على منطقة أم درمان مما يعني أن طرفي القتال ذاهبان الى ما قلناه من خلال هذا العمود منذ فترة بعيدة بضرورة فصل الطرفين على أن يتم تجميع مليشيا الدعم السريع بمنطقة بحري والجيش والمليشيا التابعة له بمنطقة أم درمان حتى تتوقف حدة الاحتكاكات بين الطرفين ويبدو أننا قد وصلنا أخيراً لهذا الفهم عملياً بعد انسحاب الدعم السريع من منطقة الإذاعة والتلفزيون وعودة معظم قواتة المتواجدة بالخرطوم للتجمع بمنطقة بحري والتي يسيطر عليها الدعم بصورة كاملة تقريباً.
وقادات كتائب الجيش الإسلامية التي كانت تشعر بالمرارة للهزائم المتكررة كانت أيضاً بحاجة لهذا التقدم (المعنوي) الأمر الذي يبرر الفرحة الهستيرية التي إنتابتهم بهذا النصر الذي يعلمون بأن لا قيمة له في تغيير مجريات الأحداث رغم تضخيمهم له حتى تهدأ وتقبل بوقف لإطلاق النار وهي في موقف أفضل وبلا حرج فتوازن القوى كان مطلوباً حتي تكون عملية إيقاف الأعمال العدائية مقبولة لدي الطرفين.
الفرصة اليوم أصبحت متاحة أكثر من ذي قبل ليلتزم الطرفان بقرار وقف العدائيات خلال شهر رمضان المعظم فالنيل الذي صار يفصل الطرفين اصبح خط واضح في حال تعدي احدهم علي الاخر كما ان هذا التجميع لقوات الطرفين سيساهم في توصيل المساعدات الإنسانية للمواطنين المحاصرين دون حدوث احتكاكات حيث أصبحت سلامة المدنيين المتواجدين في كل جانب مسئولية القوات المتواجدة هناك.
قد تكون هذه فرصة حقيقية للوصول إلى وقف لإطلاق النار ولو لفترة محددة إذا لم يواصل (البلابسة) التصعيد ومحاولة إستغلال هذه الضجة المفتعلة دون النظر كالعادة للمعاناة التي يعيشها المواطنين ودون النظر لكمية الأرواح التي ازهقت، والتي يرفض الطرفان الإفصاح عنها بشفافية رغم أنه يمكن القول بأنها قد وضعت خطوط واضحة للفصل بين الطرفين المتحاربين.
ننتظر ان تعلن القوات المسلحة موافقتها على وقف العدائيات الذي طرحته الأمم المتحدة حتي ولو من جانب إعادة الثقة المفقودة في امكانيتها سيطرتها علي المليشيات التي تقاتل بإسمها وألا تضيع هذه الفرصة الذهبية وهي في عنفوان بهجتها بهذا التقدم فقد تكون هذه الفرصة الأخيرة في سبيل إعادة الهدوء للعاصمة المشتعلة منذ مايقارب العام فالثقة في حسن نوايا الجانب العسكري ووقوفه إلى جانب إستقرار البلاد وخوفه على أرواح المواطنين قد يكون الخطوة المهمة للعودة الي طاولة الحوار الذي هو السبيل الوحيد لانهاء هذا الصراع
والثورة لن تتوقف ..
والقصاص هو الأمر الحتمي ..
والرحمة والخلود لشهداء الديمقراطية ..
الجريدة