الفساد ينخر جسد الرياضة !
ياسر قاسم
28 November, 2011
28 November, 2011
رأي صريح
ygasim@yahoo.com
*لا يتجادل اثنان على السوء الذي وصل اليه الحال في الكرة السودانية، لا نعني هنا نتائج المباريات ومستويات فرقنا داخل المستطيل الأخضر فهذا سوء مقدور عليه ويسهل علاجه كما فعلت كثير من دول العالم التي بدأت من تحت الصفر ونهضت وأصبحت من دول العالم الأول في كرة القدم، السوء الذي نقصده يصعب علاجه بعدما أختلط الحابل بالنابل ولم تعد للأخلاق قيمة وباتت الغلبة لمن يفسد أكثر في هذا الزمن الرديء الذي تحول فيه الفاسدون الى أبطال ونجوم مجتمع في نظر من يدورون خلفهم ويسبحون بحمدهم ليلا ونهارا.
*لقد رأينا جميعا المهازل التي حدثت في الأيام الماضية وأبطالها شخصيات استمرأت شراء كل شيء بالفلوس دون وازع من ضمير أو مخافة من الله حتي وصل بهم الغرور حد الاستهتار بالقسم على المصحف والكذب علي الملأ جهارا نهارا، قرأنا وسمعنا العجب العجاب في عملية انتقال لاعب النيل ضفر للمريخ بدلا من الهلال، وغيرها من التصرفات التي أدخلها الوافدون الفاسدون الذين فشلوا في صنع أمجادهم وتكوين شخصياتهم بأفكارهم وأعمالهم فأختاروا أقصر الطرق، كيف لا ؟ والمال الوفير في متناول أيديهم بلا رقيب أو حسيب.
*نعم .. لا يوجد مستند يدين هؤلاء الفاسدين، لكن الجواب من عنوانه ظاهر فالحديث عن تسهيلات خاصة لصفقة احتكار السكر المستورد، ومنح بعض الصحفيين سلفيات بنكية بعشرات الملايين دون أيه ضمانات وشراء ذمم الناس يملأ المجالس ويزكم الأنوف، لا نريد هنا محاسبة أحد ولسنا بقادرين علي ذلك الآن فمثل هذا الفساد نراه كل يوم ونحسه كل لحظة ولكن حتما سيأتي يوم الحساب.
*ربما يسأل البعض ما علاقة الكرة السودانية بمثل هذا الحديث ؟ والاجابة ببساطة ان الكرة أصبحت تدار بهذا المال الفاسد، مال الشعب المسكين الذي يجري ويلهث كل يوم للحصول علي قوته ولا يدري ان جزء من ماله يذهب الى أيدي من يصرفوه في صفقات مضروبة فيما يسمي بالتسجيلات واحتفالات وهمية وهدايا بالدولار وتكاليف الاقامة والاعاشة في أفخم الفنادق.
*ما كنا نحزن ونأسى، لو ان مليارات الجنيهيات السودانية وملايين الدولارات التي صرفها البعض ارضاء لنزواته وتغطية فشله والهاء الناس عن اخفاقاته المتكررة، تم تخصيصها علي شيء يفيد الرياضة مثل المدينة الرياضية التي دخلت موسوعة غينيس من أوسع أبوابها بعدم اكتمال تشييدها لأكثر من 20 عاما.
*ما كنا سنحزن مثل هذا الحزن لو شعرنا بعمل ملموس مقابل ما يصرف من مبالغ طائلة في السنوات الأخيرة، ولكن أن يكون الهدف من جمع مال الشعب هو تجميل صورة البعض وشراء الذمم وقلب الحقائق وزرع الفتن لن نرضاه وسنظل نكتب ونكتب الى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
*نعلم ان البعض لن يعجبه مثل هذا الحديث وهؤلاء هم المستفيدون من فتات الفساد، ولا نستبعد منهم الدفاع عن مصالحهم فما حصلوا عليه في هذا الزمن لم يحلموا به في منامهم.
أراء في كلمات
*استمعت لحديث السيد الأمين البرير رئيس نادي الهلال حول عملية انتقال اللاعب ضفر، ولم أر أي اساءة قالها الرجل في حق نادي المريخ.
*البرير وصف الجهة التي حولت وجهة اللاعب من ناديه بـ ( القذرة )، ومحاولة ربط هذه الكلمة بالمريخ الكيان فيها تجنٍ علي نادي المريخ من الذين عناهم البرير في وصفه ولم يعني به نادي المريخ.
*تعجبت جدا من موافقة رئيس نادي النيل علي الخروج للناس والحديث بكل قوة عين في الفضائيات بعد عملية انتقال ضفر للمريخ.
*بعد الذي فعله نادي النيل، كان يجب على رئيسه الانزواء بعيدا عن الأضواء ان لم يكن الاستقالة.
*فرق كبير بين موقف رئيس نادي النيل والسكرتير، فالأخير ظل رافض فكرة تغيير القرار لدرجة انه اختفي من منزله ومعه ختم النادي، ورغم ذلك ظل بعيدا عن الأضواء ورافضا الظهور في ثوب البطل.
*مشكلتنا الأساسية في النسيان، فالذي يرى الأفراح الحالية ينسى ما حدث في مشاركة المريخ الافريقية هذا العام وينسى ما حدث في أهم صفقة أبرمها النادي مع حارس افريقيا الأول.
*في كل مرة بعد الاخفاقات، يتم تخدير الناس بأن الموسم القادم سيكون أفضل والاخفاق سيكون درسا مفيدا، حتي الآن لم يتغير شيء، لا نقاش شفاف ولا اعتراف من أحد بالتقصير.
*حكاية الموسم القادم سيكون أحلي ظللنا نسمعها ونقرأها من عام 2003، بعد كل عام يتغير الرقم فقط وتظل العبارة هي .. هي.
yasir gasim [ygasim@yahoo.com]