الفيديو الضجة

 


 

صفاء الفحل
29 July, 2023

 

عصب الشارع -
لا حديث لمنصات شبكة التواصل الإجتماعي منذ الأمس سوى الفيديو الذي ظهر فيه قائد قوات الجنجويد محمد حمدان دقلو (حميدتي) وسط مجموعة من جنوده في أرض المعركة وهو يوجه عدة رسائل ولن نتحدث بكل تأكيد عن صحة الفيديو من عدمه فقد أشبعه الفلول وغيرهم تحليلاً حتي لم يتبقى سوى أن يخرج علينا (الذكاء الإصطناعي) نفسه بتصريح لإسكات (صراخ) الفلول أو الإحتفاء مع الدعامة وسواء إن كان الفيديو صحيحاً أو مفبركاً فقد إستطاع الذي أطلقه في هذا التوقيت الوصول للغرض الذي من أجله أطلقه وأعاد الروح المعنوية لجنود الجنجويد بعد أن بدأت تنهار خلال الأيام الماضية.
والملاحظ أن توقيت الفيديو جاء مع عدة أحداث مختلفة أولها الإنقلاب العسكري الذي تم بجمهورية النيجر الحارة وتصريحات الإدارة الأمريكية بقيام مجموعة فاغنر نقل بغض الأسلحة النوعية من هناك لداخل الاراضي السودانية وظهور أسلحة متطورة في يد قوات جنجويد الدعم السريع وتزامن كل ذلك مع عودة السفير الأمريكي إلى جده وتصريحه بعدم تخلي أمريكا عن إيجاد حل كامل للأزمة السودانية.
وتداعيات ظهور قائد قوات جنجويد الدعم السريع ستظهر بكل تأكيد خلال اليومين القادمين هذا إذا ماكان الفيديو الذي تم بثه على نطاق واسع صحيحاً وسيقلب بكل تأكيد في شكلية الحوار القادم بعد التصريحات والرسائل التي أرسلها في العديد من الإتجاهات حيث سيكون أمام وفد اللجنة الامنية خيارين إما عدم العودة نهائياً للمباحثات وهو المرجح أو العودة بتنازلات كبيرة قد تصل إلى حد الموافقة علي تشكيل حكومة مدنية ربما برئاسة (حمدوك) مع الموافقة بكل الشروط التي سيتقدم بها مع تفاهمات متعددة بخصوص اعادة هيكلة قيادات الجيش ودمج الدعم السريع بعد خروج الطرفين من المواقع المدنية
وعلى العموم فإن كل ذلك قد لا يعني الشعب السوداني الصابر الذي أعلن موقفه من هذه الحرب العبثية إذا لم تكن هناك نية صادقة لتسيلم البلاد إلى حكومة من كفاءات مدنية مع الإلتزام بعدم تدخل أي واحد من الطرفين فيها على ان يعمل الجيش على إعادة هيكلة وتنظيم صفوفه من الداخل وإبعاد السيطرة الكيزانية عليه ثم موافقة الدعم السريع على برنامج زمني لدمج الراغبين منه ومن قوات الحركات المسلحة في القوات المسلحة لصناعة جيش واحد ذو عقيدة وطنية موحدة.
والجميع بكل تاكيد يتمنى رغم كل شيء أن يكون ظهور قائد مليشيا الجنجويد فاتحة خير لحوار مباشر بين الطرفين بدلاً عن حوار البندقية الدائر اليوم، فقد تعب الشعب السوداني من هذه الحرب اللعينة والتي يعلم الطرفان أنها لن تنتهي إلا من خلال الجلوس لطاولة الحوار ليس ليتفقان على كيفية إقتسام الكيكة بل لتجميع أطرافهم لوأد أحلامهما في الحكم مرة اخري. فالشعب السوداني والمواطن البسيط هو الخاسر الوحيد من هذا العناد البليد في أحلام لن تتحقق لكلاهما
والثورة ستظل مستمرة
والقصاص أمر حتمي
والعزة والخلود للشهداء
الجريدة

 

آراء