“الفيل” يضرب حلفاء ومنافسين ومغلوبين على أمرهم

 


 

 

محمد المكي أحمد

هزت عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى أهم وأخطر كرسي للرئاسة في العالم ، الدول كافة ، بعد إعلانه ( 6 نوفمبر 2024 ) فوزه " التاريخي" وما وصفه بانطلاق "
عصر أميركا "الذهبي".

الهزة الزلزالية " الترامبية " ضربت دولا حليفة لواشنطن، ومنافسة لأميركا ، وأخرى مغلوبة على أمرها ، تخضع لضغوط سياسات أميركية وانعكاساتها ، سياسيا واقتصاديا وأمنيا وعسكريا .

لا غرابة في أن يُشكل انتخاب ترامب هزة زلزالية في العالم، لأنه رئيس أميركا، ولأن القادم إلى البيت الأبيض مجددا هو ترامب ، صاحب السياسات التي تعتمد على الضرب واللكمات العلنية، في الهواء الطلق.

أولى المظاهر اللافتة، بعد إعلان الفوز، ظهرت في حالات تسابق قادة دول لتهنئته، تعبيرا عن الحرص على تعزيز العلاقات.

معلوم أن زعماء العالم " يهرولون" لتهنئة أي رئيس أميركي ، لكن مع ترامب فالتسابق جاء لكسب وده ، قبل الجلوس على الكرسي الخطير، وبين أصحاب التهانيء السريعة حلفاء في أوروبا ،.

هم قلقون لأنهم خبروا سياساته ، ورؤه بشأن حلف "الناتو" ، وطلباته الاقتصادية .

درجات القلق والمخاوف أكبرفي دنيا العرب والمسلمين ، إذ أن هناك توقعات بأن يتعرض قادة دول في المنطقة لضغوط إضافية لتمرير سياساته ورؤاه .

على صعيد الشعوب المظلومة والمضهدة فان مستويات القلق والمخاوف مرتفعة أيضا ، كما أن هناك تباينا في المواقف الرسمية وربما الشعبية في بعض الدول حتى بشأن دعم قضايا العدالة والسلام والحرية للمظلومين مثلا، في السودان و فلسطين ولبنان و اليمن وسوريا وغيرها من مناطق الأزمات والتوتر.

غياب الرؤية والعمل الجماعي المدروس يضع الجميع في مرمى الصيد السهل أمام سهام ترامب .

من السابق لأوانه الزعم بأنه استفاد من تجربته السابقة في البيت الأبيض، أو أنه سيطرح سياسات جديدة لإحلال السلام في العالم، ومناصرة حقوق الشعوب المشروعة في الحرية والعدالة.

النتائج أكدت أن فوزه كسح الديمقراطين و" تاريخي" بكل المقاييس ، وهو " تفويض" غير مسبوق ، وفي مقدوره – إذا أراد أن يدخل أنصع صفحات التاريخ العالمي - بأن يستثمر انتصاره لصالح البشرية لاخماد النيران المشتعلة في السودان وفلسطين ولبنان واليمن وغيرها من الساحات الملتهبة.

كما أن بامكانه أن يستخدم فوزه لتحقيق مصالحه فقط ، و أهداف " أميركا أولا" وهذا هو شعاره المفضل

دعم السلام وقيم الحرية والعدالة من أكبر التحديات أمامه.

السلام للسودانيين والفلسطينيين واللبنانيين والاسرائيليين، وفي العالم يحتاج أولا إلى دعم الرئيس الأميركي قبل غيره .

في مقدوره وقف شلال الدم وسفك الدماء والمساهمة الفاعلة كي يعود " الرهائن" في غزة إلى بيوتهم وأهلهم ، وأن يتم إطلاق سراح عدد كبير من المسجونين الفلسطينيين، والأهم دعم حل " الدولتين" .

العالم يحبس أنفاسه لمتابعة خطى الرئيس الأميركي الـ 47 .

مبروك للأميركيين النهج الديمقراطي، الذي يُعلي قيم الحرية والديمقراطية .

هاردلك كامالا هاريس،..

سياسات الرئيس جو بايدن من أهم أسباب هزيمة الديمقراطيين لا هزيمتك وحدك ، تمسك بموقع المرشح لانتخابات الرئاسة ، ثم وافق على الانسحاب بعد فوات الأوان، وبعد ضغوط من قادة حزبه.

لا أحد في مقدوره التقليل من انتصار " الفيل" الجمهوري على " الحمار" الديمقراطي ، إذ حظي شعار " الفيل" بدعم شعبي رغم التهم والملاحقات القانونية.

هذه قصة أميركية جديدة أشبه بقصص الخيال.

modalmakki@hotmail.com

 

آراء