القائد جمال الوالي (3/3)
حسن فاروق
15 April, 2014
15 April, 2014
اصل الحكاية
اخطر فترة تاريخية في نادي المريخ وتعتبر مفصلية في تقديري ، هي الفترة التي تم فيها إختزال المريخ بأكمله في شخص الرئيس (الطوالي) جمال الوالي بقرارات مباشرة ، منها قرار تغيير لائحة القطاع الرياضي التي اعطت الحق لمجلس الإدارة في إختيار قائد الفريق ، وعندما يقال مجلس إدارة نادي المريخ فالمعني تلقائيا (جمال الوالي) الذي يمسك بيده كل الملفات وله فيها القرار الاول والاخير ، ليضاف اليها القرار الاخير بتعديل لائحة قطاع الكرة ، ليصبح هو أيضا المتحكم في قرار إختيار كابتن او قائد الفريق .
وفي تقديري أن اللحظة التي صدر فيها هذا القرار إنتهي المريخ كنادي صاحب تاريخ عريق وإرث وأدب وتقاليد تناقلتها الاجيال جيلا جيلا بعد جيل ، وتحول الي مسخ مشوه لا لون له ولا طعم ولارائحة تم إختزاله في شخص اصبجت له كل الحقوق ليفعل مايريد في المريخ ، وماعلي البقية سوي السمع والطاعة والتنفيذ ، والتأييد والمساندة وووووو إلي آخر القائمة .
واحدة من أكبر إشكالات هذا الرجل ، وصوله إلي قناعة تامة أن تاريخ هذا النادي العظيم بدأ معه ، لذا يمارس بداخله عملية تخريب ممنهج وصلت أخطر مراحلها بمس الارث والتقاليد الحميدة التي تقدم النادي والفريق بشخصية النادي الكبير المحترم ، فقد ظل المريخ يعتمد طوال تاريخه القديم والحديث علي الاقدمية في موضوع الكابتنية او قيادة الفريق ، مثله مثل أغلب اندية العالم الكبيرة والشهيرة ، بل إن بعض هذ الاندية تلجأ لعقوبة الحرمان من قيادة الفريق في حال بدر سلوك من لاعب يتعارض من أدب وتقاليد ولوائح النادي ، كما حدث من النادي الاهلي المصري تجاه لاعبه الاشهر محمد ابوتريكه ، عندما تضامن مع موقف مشجعي الالتراس الرافض للعب الفريق قبل الحكم القضائي في قضية مجزرة بورسعيد ، وكان مجلس الادارة قد وافق علي اللعب في مباراة معلنة من اتحاد الكرة المصري ، فأصدرت لجنة الكرة بالنادي الاهلي قراراتها الشهيرة تجاه اللاعب وفق اللائحة ، ومن هذه القرارات حرمانه من الكابتنية عندما يأتي عليه الدور في تقلد شارة الكابتن (بالاقدمية) .
وبالتالي عندما نقف عند مثل هذا الفريق وغيره من الفرق الكبيرة والعريقة وحتي الحديثة التي تعتمد نظام الاقدمية ، سنجد انها تنظر لتاريخها وتقاليدها المحمية بلوائح داخلية ، مع العلم أن هناك أندية تعتمد نظاما آخر وهو ترك الامر للمدرب لا ختيار قائد الفريق وفق رؤيته الفنية ، بمعني أنه قرار فني خالص ، وفي الحالتين لامكان لمجلس الادارة في الاختيار ، وهذا الامر سواء في حالة تركه للمدرب ، أو بالاقدمية لم يتم إعتباطا ، ولكن لأنه يسهم في الحالتين في الاستقرار الفني للفريق ، لأن التدخل الاداري يخضع لجوانب أخري منها المزاج ، وهو مايبدو عليه الوضع الآن في نادي المريخ ، بادخال هذا القرار الكارثي ، والذي يعطي الحق لجمال الوالي التحكم في إختيار قائد الفريق وفق مزاجه الخاص يبعدها عن من لايتوفق مع هذا المزاج ويمنحها لمن يتوافق مع مزاجه ، ليصبح جمال الوالي عمليا هو قائد فريق المريخ . ( في مهزلة اكتر من كده ؟) .
hassanfaroog@gmail.com