القمة الأفريقية الرابعة والعشرون (1)

 


 

مكي المغربي
28 January, 2015

 


...................
نواصل "سلاسل" القمم الأفريقية التي نكتب عنها من داخل مقر الإتحاد الأفريقي في أديس أببا، وقد بدأت هذه "السلاسل - جمع سلسلة" قبل سنوات وربما دخلت الآن في الأربعين مقالا وكلها نشرت عبر صحيفة السوداني وعشرات المواقع الإسفيرية، وربما تصلح بعد ختام هذه القمة إلى جمعها في كتاب.
اليوم بالنسبة لي – كالعادة – يوم سعيد للغاية لأن أفريقيا تنهض وتتمرد على الإستعمار الحديث، أفريقيا تزأر وهذه المرة يعلو قمة منصة الحديث فيها "المجموعة الوطنية لحقوق الإنسان" في تسويق بديع وترويج فريد لأهم قرار اتخذ في تاريخ مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة.
نعم هو أهم قرار، لأنه يصوب ضربة موجعة لـ "الإستبداد الدولي" ويفضح إنتهاكات حقوق الإنسان المترتبة علي عقوبات الدول المستبدة ضد احدى عشر دولة متضررة من ضمنها السودان. 
لقد اعتمد مجلس حقوق الإنسان في جلسة سبتمبر 2014 في جنيف قرارا ضد العقوبات الآحادية والتدابير القسرية التي تمارسها الدول الكبرى ضد العالم الثالث بصورة عامة. تم اقتراح القرار بواسطة الدول المتضررة التي قادت صراعا دوليا مريرا لتمريره، وفاز بالأغلبية الساحقة وسقط الصوت الأمريكي وأصوات بعض الحلفاء الأوربيين وعددا محدودا من "التوابع" من دول العالم الثالث. نجح القرار وجوهره كالآتي:
1-  هذه العقوبات ليست دولية ولم تجزها الجمعية العامة للأمم المتحدة ولا مجلس الأمن، إنما هي رغبات دول بعينها ضد دول بعينها وفقا لأهداف سياسية لا علاقة لها بحقوق الإنسان، لأنه وبكل بساطة الإنتهاكات توجد في دول أخرى تحظى بدعم وخيرات هذه الدول المستبدة.
2-  هذه العقوبات تم اتخاذها للضغط على الحكومات، ولكنها تضر الشعوب وليس الحكومات، لأنها تسبب خرابا إقتصاديا بالذات في القطاعات المشغلة للمواطنين، تسبب الإفقار للمزارعين والحرفيين، تسبب العطش والجوع و الفقر، ولذلك هذه العقوبات عبارة عن إنتهاك كبير ومستمر لحقوق الإنسان.
3-  هذه العقوبات لا أخلاقية ومهددة للإقتصاد الدولي، وفيها خرق واضح لقواعد التجارة الدولية، على سبيل المثال: كيف يمكن أن تبيع لدولة ما طائرات وقاطرات وبواخر ومضخات مياه للمشاريع الزراعية للمواطنين ثم تتخذ قرار بمنعها قطع الغيار، حتى وفق القانون التجاري الدولي يمكنك منع بيع منتجات جديدة وفق أسباب محددة مثل إسائة الإستخدام أو التقليد الرديء أو أسباب مشابهة "غير سياسية"  ولكنك ملزم بعدم حرمانهم من صيانة الموجود الذي بعته لهم وقبضت ثمنه.
على العموم لقد أجيز القرار وعلى المنصة الآن في الإتحاد الأفريقي من اليمين إلى الشمال، د. عطيات مصطفى، والأستاذ ابراهيم عبد الحليم، ود. بابكر التوم، وألاستاذ محمد حسن البشير، ود. حسين كرشوم.
ومن احرار العالم، وخبرائه في حقوق الإنسان، بروف جوزيف شلينغي، وبروف ديفيد هويل.

بدأ د. بابكر بتلاوة أرقام إقتصادية مذهلة، قرابة الربع ساعة من الخسائر التي تسببها العقوبات الآحادية على إقتصاديات الشعوب.
......................
makkimag@gmail.com
/////////
///////////

 

آراء