القمة الأفريقية الرابعة والعشرون (3)
لا يعجبني مصطلح "على هامش" القمة أو الإجتماع، لأن بعض البرامج المصاحبة للقمم والإجتماعات ربما تكون أكثر نفعا من المنشط الأساسي نفسه. وبعضها قد يكون موازيا في الفائدة أو أقل بقليل. وياتي في هذا السياق تدشين كتاب ديفيد هويل الجديد في برنامج جاء مصاحبا للقمة الأفريقية الرابعة والعشرين في أديس أببا، وهو سفر كبير من 600 صفحة، ووزنه قرابة "كيلو ونص"، ولا يترك شاردة ولا واردة للجنائية إلا أتى عليها وتركها مثل "أمس الدابر"، أو بالبلدي الفصيح "شلّع الجنائية"!
الكتاب متوفر على الإنترنت في ملف بي دي إف، فقط عليك أن تضغط على قوقل:
Justice Denied, the Reality of the International Criminal Court, David Hoile
لا بد من كلمة شكر للمجموعة الوطنية لحقوق الإنسان التي نظمت حفل تدشين الكتاب البروفيسور ديفيد هويل، وكان حفلا محضورا كبيرا فخيما في فندق "وابي شبيلي" الذي يبعد مسافة سبع دقائق مشيا على الأقدام من مقر الإتحاد الأفريقي في طقس بديع و رائع، وتحدث في الحفل الخبير القانوني ورئيس مجلس المنظمات الأفريقية بالإتحاد الأفريقي د. جوزيف شيلينغي، الذي شن هجوما كاسحا على الجنائية ودعا القادة الأفارقة للإنسحاب منها والإنضمام إلى المحكمة الافريقية لحقوق الإنسان والشعوب بالتزامن. ويقول شيلينغي "في هذا أبلغ رسالة للقوى التي تستخدم الجنائية بذريعة حالة حقوق الإنسان في أفريقيا".
قامت المجموعة الوطنية بنشاط ملحوظ في هذه فترة إنعقاد القمة من 23 إلى 31 يناير، حيث التقت بعدد من قيادات الإتحاد الأفريقي وعلى رأسها د. عائشة عبدالله رئيسة المفوضية السياسية، وحضر اللقاء أحد ركائز الإدارة السياسية، د. صلاح حماد خبير حقوق الإنسان بالإتحاد الأفريقي.
قبل ذلك بيومين أقامت المجموعة ندوة حول العقوبات القسرية الآحادية حيث أكد المناقشون في الندوة أن القرار الأخير الذي صدر من مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يعتبر إنتصارا للقارة الأفريقية ودول العالم الثالث التي تتعرض لعقوبات آحادية قسرية من بعض الدول الغربية.
سألتني عدد من الميديا الدولية والافريقية حول هذا القرار عقب الندوة فقلت وأنا واثق أن هذا القرار قد نقل السودان وعددا من الدول من الوضعية الدفاعية للهجومية وفعل نقيض ذلك بالقوى الإستعمارية التي تستخدم حقوق الإنسان لصالح اجنداتها السياسية.
لو أراد السودان خدمة قضاياه فعليه التركيز على هذا القرار لأن العالم فيه هزم أمريكا من أجل السودان وعشرة دول أخرى كانت شريكة معه في القرار.
هذا القرار يا سادتي لا يشبه إلا هزيمة أمريكا واسرائيل والإتحاد الأوربي في مؤتمر اليونسكو الذي قرر الإعتراف بدولة فلسطين وقال للقوى الإستكبارية (لا)..!
أبقوا عشرة على هذا القرار ..!
.......................................
makkimag@gmail.com