القمة الأفريقية الرابعة والعشرون (4)
مكي المغربي
1 February, 2015
1 February, 2015
......................
الأهم في هذه القمة هو ما دار بين الرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي والرئيس الكيني أوهورو كينياتا .... موغابي يتلفت ... أريد أن أتحدث عن الجنائية ولكن هل أوهورو موجود؟ يتلفت يمينا ويسارا ... والقاعة تضج بالضحك ... نعم موجود ... وأوهورو يقول .. نعم أنا موجود..!
موغابي: يا أوهورو هل حقا أنت ابن الرجل المقاتل العظيم جومو كينياتا؟! كيف ذهبت وسلمت نفسك للجنائية؟! ما قمت به خطأ كبير؟! لا بد أن يلتزم كل الرؤساء بقرارات الإتحاد الأفريقي وهي عدم التعامل مع الجنائية؟!
صمت ... في القاعة..!
موغابي يواصل ... إنها محكمة الرجل الأبيض ... أكذوبة كبرى لا علاقة لها بالعدالة ... ولو كانت لها أي علاقة بالعدالة لماذا لم تحاكم توني بلير وجورج بوش؟! ألم يعتديا على شعب واعترفا لاحقا أن المعلومات التي بررت للإعتداء والإحتلال والقتل كانت "مفبركة"؟! ألم يمت الآلاف في العراق بسبب العدوان الأمريكي البريطاني الذي قاده هذان الرجلان؟! أم أن المحكمة لا تحاكم البيض؟!
حرب العراق أدت إلى تحطيم الدولة ودخول المنطقة كلها في كارثة وأدت إلى مقتل رجل عظيم مثل صدام حسين؟!
يا أوهورو أخطات بذهابك وتسليمك لنفسك ..
ويستمر موغابي في هذا العزف المنفرد ... وتلوذ كل الدول الموقعة على الجنائية بالصمت .. وقبل ذلك ما أن تأتي سيرة الجنائية إلا وتتحرك بوتسوانا وربما غيرها في حديث مكرر عن ضرورة التعامل مع الجنائية وعدم الإنعزال من العالم ... والتطور الدولي في حقوق الإنسان؟!
يقول موغابي يا أوهورو لا تكرر هذا الخطأ ... لقد أوقفوا استدعائك ولكنهم قالوا ما زالت القضية مفتوحة؟! لو طلبوا منك الذهاب لا تذهب مجددا؟! لقد نصحتك من قبل وها أنا ذا أكررها لك لأنك ابن رجل عظيم..!
الأهم من ذلك ... يقف كيناتا ويقول نعم صحيح لقد كان ذهابي خطأ .. وأنا نادم عليه .. ولن أذهب مجددا ..!
وتحت كلمة (نادم) التي نطق بها أوهورو كينياتا عليكم أن تضعوا خطين أو ثلاثة ... لأن أوهورو عاد ليجد الحديث ضده داخل حزبه والتحالف السياسي الذي يقوده ... حديث كثير ولكن خلاصته بالبلدي الفصيح ... "انت مشيت خارجت نفسك وخليت عدد من القيادات مطلوبة للجنائية، لقد فكرت في نفسك والزعيم لا يفكر في نفسه"؟!
وتسريبات تقول ... التبرأة تمت بسبب تغيير شهادة الشهود ... والذين شاركوا في هذا الأمر من بقية القائمة سيعترفون إذا لم ينالوا ذات البراءة التي نالها أوهورو من باب "يا فيها يا أطفيها" ... إذن الصفقة الكينية مع الجنائية أدخلت كينيا ورئيسها في أزمة أكبر..!
وفي السودان اتخذ البشير قراره الحاسم ... "ما بسلمهم ولا كديسة" ... لا تسويات ولو بذلوا لي ما بذلوا ... موقف رجولي سوداني صميم ... موقف مسلم عزيز ... وبسببه بقى الحزب والسودان كله موحدا ضد الجنائية ...!
وهنا ... أذكر حديث رجل يناهز السبعين ويناهز المرتفعات ويمشي معي صاعدا لقمة التل الذي يتربع عليه مقر الإتحاد الافريقي حيث القمة ... بعد ان احتسينا القهوة الحبشية في السفح الاخضر... "لسوء حظ الجنائية أنها وقعت في السودان"؟!
......................
makkimag@gmail.com