*عندما يصاب الإنسان بالإحباط يعجز عن الفعل الإيجابي، ويتخذ موقفاً إنكفائياً سلبياً، لكننا لانستطيع ولا ينبغي لنا ذلك، لأن الكلمة مسؤولية لابد من من الإفصاح عنها مهما ضاقت سبل التعبير.
*لا أدري لماذا تذكرت العامل البسيط الذي كان يعمل معنا في "السوداني" أمانويل تعبان، الذي ودعناه في إحتفال مستحق قبل أن يذهب إلى وطنه الجديد "دولة جنوب السودان"الذي يحزننا الحال الذي ال إليه بسبب الصراعات والأطماع الفوقية، ويبدو أيها العزيز تعبان أننا .. كلنا في الهم شرق . *تذكرتك وتذكرت سؤالك البرئ عندما كنت بيننا في السودان و"السوداني" : لماذا يا أستاذ لاتكتب كلامك بدلاً من أن تكتب كلام الناس ؟ !!، وقتها حاولت أن أشرح لك أن كلامي جزء لا يجزأ من كلام الناس، ولا أدري هل وصلتك الرسالة أم لا. *ورجعت بي الذاكرة إلى الأيام الأولى لكتابتي العمود الصحفي بعد سنوات أمضيتها في ميدان التحرير الصحفي - وهذه رسالة مبطنة للشباب من الصحفيات والصحفيين وغيرهم/ن ممن يتعجلون كتابة العمود. *إحترت في إختيار إسم عمودي الصحفي، فقد إخترت أولاً إسم "الحق أقول" لكنني سرعان ما إكتشفت مافيه من إدعاء لا أستطيع نسبته لنفسي البشرية التي تخطئ وتصيب، ثم إخترت له إسم "بصريح العبارة" لكنني إكتشفت أيضاً أنه من الصعب على شخصي الضعيف إدعاء ذلك، إلى أن إستقر قراري غلى تسميته "كلام الناس" ومازلت أجد فيه بعض إدعاء لكنه بلا وصاية . *احياناً أحس بأنني لا أستطيع التعبير عن كلام الناس وهمومهم وتطلعاتهم وامالهم المشروعة، خاصة عندما يكثر الضباب في الأجواء السياسية، للدرجة التي يؤثر فيها سلباً على التعبير حتى عن الكلام المباح. *لكنني أتذكر كلام شهيد الصحافة السودانية الراحل المقيم محمد طه محمد احمد صاحب ومؤسس الزميلة"الوفاق" وهو يذكيني لرئاسة تحرير "الصحافة" إبان فترة صدورها عن شركة الإعلاميات المتعددة، عندما كتب قائلا "نورالدين يعرف كيف يرعى بقيده". * نعم تحرر قلمي في هذه القارة الرحيبة الدولة الديمقراطية القائمة على التعددية الثقافية والإثتية والتعايش الإيجابي بين كل مكوناتها المجتمعية بلا قهر ولاإكراه، لكن للأسف ما زال الصحافيون السودانيون يسعون وسط القيود والإجراءات الإدارية والأمنية لأداء رسالتهم وهم يحملون شرف الكلمة للتعبير عن قضايا المواطنين وتطلعاتهم المشروعة في الحياة الحرة الكريمة في وطنهم، إستكمالاً لدور الصحافة التي ينبغي أن تكون لسان حال الناس.