الكفاءة في الزواج ما هي وكيف تمارس في الرفض والقبول

 


 

 

مقدمة:
هذا الموضوع أعددته ونشرته منذ بضع سنين. فقد أثيرت قضية الزواج. وكتبت فيها ما كتبت. لكن يظل الموضوع مفتوح الصلاحية.
وبرغم أن محور الإثارة في القضية كان هو "حق مباشرة المرأة عقد زواجها". لكن قد وصل النقاش إلى موضوع الزواج بولي وبعير الولي. فالبعض يرى جواز مباشرتها لعقد قرانها بدون ولي. وبعض آخر عكس ذلك الرأي، يرى ضرورة وجود ولي الزوجة.
ومما يؤيد الرأي القائل بجواز الزواج بدون ولي، قد ظهر مقطع لفلم، كأنه الغراب الذي قدم بيان بالعمل لابن آدم مواراة أخيه المقتول. كان في مقطع الفلم فتى وفتاة في حالة سكر، يعلنان أنهما قد زوجا نفسيهما. ثم ما تلى ذلك من تفاعلات شملت إلقاء القبض عليهما لتجاوزها القانون بارتكابها الجريمة بفعلهم ذلك. وفي ذلك الصدد أوردت إحدى القنوات الفضائية سؤالها لإحدى الفتيات التي باشرت عقد زواجها بحضور أهلها، وقد انبرى أحد المشايخ مفتيًا بأن ذلك (مباشرة الفتاة لعقد زواجها) بأنه زواج باطل. وأنها بذلك ترتكب جريمة.
لعمري شتان ما بين الحدثين، حيث أن العقد الاخير تم بحضور ورضا الأولياء وتسجيل ذلك في دوائر الأحوال الشخصية. ورغم ذلك رفع الشيخ عقيرته بالرفض. وبين الزواج الذي تم في غرفة بعيداً عن الأولياء وبعيداً عن دوائر الأحوال الشخصية، وبعيد عن المأذون الشرعي وعن المحكمة بدون ولي وبدون شهود، إلا الكاميرا التي التقطت الحدث. بل وفي حالة سكر كما أوضحت الأخبار. فلا بد أنه زواج غير معتمد. والزواج رخصة اجتماعية تؤيدها دوائر المجتمع ودوائر القانون. ولها مراسيم محترمة في المجتمع.
ومما قيل عن إرسال القول بجواز الزواج بدون ولي، بأنه إجتزاء من شأنه التغرير (تضليل) بالكثيرين من الراغبين في الزواج. وأن مثل تلك الفتوى (جواز الزواج بدون ولي) لدى دوائر علم النفس تسمى البرمجة العقلية (إيحاء). فمثل الفتوى التي تجيز الزواج بغير ولي، تنحو إلى صناعة عقل باطن يسقط الاشتراطات الاخرى للزواج. وذلك يماثل ما تفعله أفلام العنف والجريمة من برمجة وظهور جرائم تشابه تلك الأفلام.
وأن مقطع الشاب والفتاة الذين زوّجا نفسيهما بدون ولي صورة مطابقة لتلك البرمجة العقلية وقد فعلت فعلها.. وقد شوهدا وهما يرددان (أنا فلانة .. زوجتك نفسي. وأنا فلان ... قبلت). برمجة عقلية (باطنة) دفعت بها حالة السكر. وذلك هو عين الغرر الذي خشيه من خشيه من العلماء والأولياء وعقلاء المجتمع من التغرير بالشباب.
ما هي الكفاءة في الزواج
عرفت الكفاءة في الفقه بأنها هي المساواة، والمماثلة. والكفء هو المثيل والنظير (وفي الآية لم يكن له كفواً أحد) أي لا نظير ومثيل له. والمقصود في كفاءة الزواج أن يكون الرجل مكافئاً لزوجته. أي مساويا ونظيرا لها في المركز الاجتماعي، والمستوى الخلقي والمالي وغير ذلك من الفروق الاجتماعية والفردية. فبعض معايير الكفاءة محض اجتماعية وعقائدية. وبعضها شخصي للغاية. مشهورة القصة التي أوردها المرحوم الشاعر حسن الزبير، الذي روى فيها قصيدته: إن شاء الله القيامة تقوم، والتي غناها ملحنة المطرب القلع عبدالحفيظ. (راجع اليوتيوب). وقد كانت نتيجة خطبة حسن الزبير زميلة له لاحد زملائه، أنها ترفضه من بين الزملاء جملة وتفصيلاً. وكما تكون كفاءة الزوج، تكون كفاءة المرأة للرجل. فلا يظنن ظان بأنها فقط أنها كفاءة الزوج فقط أمام نظر المرأة. فلا يُسال الرجل، لأنه سلفاً قد حدد كفاءة مخطوبته من طرف واحد. وفي حالة رفضها له قد يرى أن ذلك عدم تقدير له. نعم ذلك تقدير كفاءته التي غير مسؤولة أن تبديها له ولا لآخرين.
حكاية في كفاءة الرجل وكفاءة المرأة:
أقص (أنا الصادق عبدالله) قصة طريفة حكاها أستاذ جليل، كيف كان بحثه عن زوجة كفء له. وقد عملت معه (رحمه الله) في كنترول الشهادة السودانية. قال لقد تقدمت في العمر (بمعايير الشباب) ولم أتزوج. أريد امراةً صبية تقبل بي. وهذا شرط كفاءة شخصي. فمن لا ترضى برجل يكبرها بسنوات تحددها هي، ذلك شرط كفاءة لها. ثم إنّي رجل قصير القامة، أريد امراة لا تفوقني طولاً. وأنا رجل فاتح لون البشرة، أريد امرأة سمراء، وهذا اختيار خاص بي. ثم أريد امرأة لها إخوان يكبرونها. ففي رأيه أن حسن أدب المرأة المرأة أن يكون لها أخ أو أكثر، يشاركون في توجيهها الإجتماعي منذ الطفولة، فتنشأ بمعايير اجتماعية مضبوطة. وقد كنتُ استاذ لغة عربية في مدرسة بنات. بدءاً حددتُ مساحة بحثي بلون كم اختارها، حسب المشاهدة. وعن الطول. كنتُ أخط خطاً في السبورة بما يساوي طولي. ثم أختار من البنات من تشارك الفصل من أمام السبورة. فحددتُ البعض الذي يماثل اختياري (طولي). وبهذه المعايير ضيقتُ دائرة بحثي لعدد محدود. بقي وجود أخوة ذكور للخطيبة المُختارة. وقد كنتُ مُشرفاً على سفر بنات الداخلية. طلبتُ من كل طالبة اسم ولي أمرها. فكانت التي وقع عليها اختياري كان لها إخوة يكبرونها. بذلك تمّ اختياري. ففاتحت الخطيبة المُختارة، إن كانت لا تمانع أن تكون شريكة لي. فأجابت مبدئياً لا مانع لديها، إلا أنه يتطلب أن يخاطب أسرتها. يقول وبالفعل أثناء الإجازة زرتُ بلدتها وأقمت مع بعض قوم أولي قرابة لي. ثم زرتُ أهلها بصحبة أحد اقربائي (ولي معلوم). وطلبتها رسمياً من أوليائها. هي الآن زوجتي، وأم أبنائي..
موضوع الكفاءة في كتب الفقه:
تناولت كتب الفقه وفصلت في موضوع الكفاءة. فقد ذكرت أن الكفاءة في الإنتماء العرقي، وذلك معلوم وممارس في المجتمع الإنساني حتى في القطر الواحد والقبيلة الواحدة. وأوضح ممارسات الزواج في المجتمعات الريفية والبدوية ، حيث ينطبق ذلك في ممارسات الزواج ببنت العم وبنت الخال وبنت العشيرة.
لكن كذلك أوضح الفقه أن الكفاءة أصلاً في الدين، فلا تزوج مسلمة لغير المسلم ولا عفيفة بفاجر. وقد حرّم على المسلمة نكاح الزاني الخبيث. الكفاءة بين الرجل والمرأة هي الاستقامة وحسن الخلق، فلا يزوج الزاني، ولا شارب الخمر وغير ذلك من الفساق وسيء الأخلاق. وفي كل ذلك إختيار شخصي داخل المجتمع. فالرجال يختارون زوجاتهم من ذات مجتمعاتهم مهما كانت التزكية الشخصية للرجل أو المرأة، خبيثون كانوا أو طيبين.
وأقل من ذلك اعتبار الكفاءة في المهن وطريقة كسب العيش وإن اختلفت النظرة حولها. وكذلك الفارق في الغنى والفقر ما دام الرجل مسلم عفيف مستقيم، مثابر في كسب معاشه . لقوله تعالى: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم. وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخُلُقه فأنكحوه. وأنه ما لم يتوفر شرط الاستقامة فلا يكون الرجل كفئا للمرأة الصالحة. وجملة النساء في خدورهن وفي حجر أهلهن أصلح من رجال يمشون في الأسواق وغير الأسواق.
لكن في المجتمعات الحديثة قد تعددت المعايير والمهن. فأعطيت بعض المهن معيار كفاءة عالية. وبعضها متواضع، بحسب نظرة المجتمع، وبحسب مؤهلات الرجل العلمية والمالية وكذلك المرأة. وتداخلت المجتمعات الحديثة في المدن في مؤسسات العلم والعمل والجوار. فتظل لكل شخص معاييره في الكفاءة. بما في ذلك معايير منقولة من خلفيته الإجتماعية.
الكفاءة في المذاهب الفقهية:
هذا وقد ناقشت مذاهب الفقه القديمة اعتبار الحرية وتاريخ الأسرة في الحرية والسبق في الإسلام. أما الكفاءة حسب الغنى الفقر، فقد قيل وقتها أن الفقير ليس بكفء للموسر لما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الحسب هو المال، والكرم والتقوى. وقد أشير إلى أن الفقير لا ينفق مثل الغني، خاصة إذا كانت الزوجة قد نشأت في أسرة موسرة. وأن من لا يملك ما ينفق لا يكون كفئا للمرأة، وأنه سيقع عليها الضيق والضرر. ولان الناس يعتبرون الفقر نقصا، يتفاضلون فيه تفاضلهم في أحسابهم. ويدخل في الكفاءة أبعاد تتعلق بلوغ عمر الرشد، ويدخل في ذلك الفارق العمري بين الزوجين، إذا كان يحدث ضرراً للزوجة.
الكفاءة في المهن والصنائع
أما الكفاءة باعتبار طريقة كسب العيش والحرف والمهن، بالكفاءة تحدث في مجتمعات تتماثل وتتقارب الصناع لديهم. فهناك صنائع جليلة وحرف شريفة مقابل أخرى وضيعة يقدرها المجتمع المحدد قدرها. وأشير إلى أن عدم الكفاءة في الصنائع يماثل عدم الكفاءة في الحسب. وكذلك هناك اعتبارات الكفاءة في أسباب المعيشة وطرائقها بين الريف والحضر، بل تتباين شروط الكفاءة
كفاءة السلامة من العيوب الخلفية:
ومن شروط الكفاءة السلامة من العيوب الخلقية، ويشمل ذلك الأمراض والإعاقة الجسمانية والعقلية بما في ذلك القبح المنفر. ومن الاعتبارات الحديثة للكفاءة التماثل والتقارب في الحالة التعليمية. فالذي لم ينل فرصة في التعليم تقل فرصة كفاءته لدى التي تلقت فرصة في التعليم ونالت درجات علمية.
الكفاءة في قصة عرس الزين
ومن أشهر قصص الكفاءة قصة عرس الزين للأديب الطيب صالح. فالزين شخص معاق منذ ميلاده. وصفته القصة بأوصاف معلومة. لكن في النهاية قبلت به النعمة كابن عم كفْ لها رغم اعتراض والدها في البدء، الذي هم بصفعها لكنه وافق. والمعلوم أن النعمة وأوليائها قد رفضوا آخرين لعدم الكفاءة. مدير المدرسة لعمره. وابن صديقة أمها لحسبه. رغم ثرائه، إذ لم تكن أصوله، من أهل البلد. فقد رضيت النعمة ورضي أولياؤها بالزين، رغم إعاقته الظاهرة، بحسب أنه ابن عمها. وإن لم تقبله هي فمن يقبله؟.
وهكذا كافة من لا يقبل من الأزواج بأنه ليس من حسبها، أو حسب مقبول للزوجة وأهل الزوجة، ليس له أن يرفع صوته واشانته للرفض، ويتحدى ويتزوج المرأة لأنها أحبته بسبب زمالة، أو انتماء فكرة أو غير ذلك. فيقوم زواجه على إكراه أهلها أو احراجها خي ووضعها في موضع سيء أمام أهلها. نعم تكون قد تزوجته زواجاً صحيحاً، لكنه على أنقاض بقائها في كنف أوليائها. ومن ثم فتكون قد أضعفت أسرتها. وقد ينعكس الأمر عليها في أول مواقف صعبة داخل الأسرة الحديثة. فالحكمة سيدة الموقف.
الكفاءة الشخصية في الزواج:
مهما قلنا عن الكفاءة بين الأزواج. فهناك معايير شخصية دقيقة. قد تكون ليست ذات بال، لكنها حاسمة في مشروع الزواج. كما ذُكر قد تكون السلامة من العيوب ومن الأمراض الوراثية والأمراض الخبيثة. قد يحدد الفحص الطبي الكفاءة، فهل يجرى فحص طبي. وقد يحدد طول أو وزن الزوج أو الزوجة الكفاءة الاجتماعية في الزواج. وقد يحدد لون البشرة لأي منهما، حسب اختياره وقبوله الزواج. وقد تحدد طريقة الكلام أو اللكنة أو التمتمة أو اللثقة (وقد تكون جاذبة) أو الفلجة أو الضحكة. أو كما يقول الشاعر والمغني: اللفتة والتوب والقوام، أوصاف حبيب وروعته. وقد تحدد المهنة أو الحالة المادية الزواج. بل وقد تحدده قوانين الدولة، خاصة لدى بعض المهن السيادية. وقد يحدده البعد الجغرافي عن بلدي، حسب الأعراف. من الطرائف أن أمرأة طُلّقت في إحدى البلاد لأنها لا تجديد صناعة نوع معيّن مألوف لدى سكان البلدة (عدم كفاءة منها حسب الوصف). وقد ذكر يوماً أحد الممثلين بأنّ أحد تقدم لابنته، لكن واجهته اسرته بالرفض، لأن البنت من اسرة فنية. ولابد أن ذلك معيار خاص بالأسرة المعنية.
الكفاءة الاجتماعية في الزواج:
من طرائف قصص الزواج، والكفاءة المجتمعية، قد نقل في الوسائط عن المرحوم الدكتور عبد الوهاب المسيري (1938-2008)، مفكر وعالم اجتماع مصري. أنه حينما بلغ أبوه سن الزواج، قررت أسرته أن تخطب له فتاة من عائلة الكاتب سمعوا أنها في سن الزواج، وكان لابد من معاينة العروس (إذ لم يكن من المسموح للشاب أن يرى الفتاة التي سيتزوجها، ولذا كان على أمه أن تقوم بالمهمة نيابة عنه).
وبعد أن استقر أعضاء الوفد المسيري في حجرة الصالون، و أفصحوا عن رغبتهم في المعاينة، نبههم أهل البيت أنهم أخطأوا ودخلوا منزل آل حلبي، بدلا من منزل آل الكاتب المنزل المجاور. فأدرك أعضاء الوفد خطأهم.
ولكن بعد مداولات استمرت بضع دقائق قرروا أن منزلة آل الكاتب لا تختلف البتة عن منزلة آل حلبي، ومن ثم تقرر عدم الانتقال إلى منزل الكاتب، وسألوهم: هل عندكم شابة في سن الزواج؟ فردوا بالإيجاب. وهكذا تم زواج أبي من أمي وأتيت أنا وأخوتي إلى هذا العالم نتيجة خطأ مطبعي، في المجتمع التراحمي لا يتزاوج الأفراد وإنما تتزاوج العائلات.
شرط الكفاءة من حق المرأة:
وقد درس الزوج الخاطب شروطه وحدد مخطوبته. انتقلت الكرة إلى ملعبها. فشرط الكفاءة في هذه المرحلة من حق المرأة وأوليائها. فلا يجوز للولي أن يزوج المرأة من غير كفء إلا برضاها. فإذا رضيت، ورضي أولياؤها جاز زواجها، فإذا رضوا زال المنع. إذ أن نظرة المجتمع تصيب المرأة إذا تزوجت من غير الكفء.
أما الزوج صاحب المكانة لا ينتقض إذا كانت زوجته دون منزلته ولا يشترط أن تكون المرأة كفؤا للرجل، بمعنى أن تساويه في كثير الصفات. لأن الرجل هو الذي يختار. وللمرأة حق الرضا أو الرفض.
والخلاصة أنه إذا كان الزوجان من مراكز إجتماعية، وأفكار وتوجهات متقاربة كان ذلك أدعى لنجاح الحياة الزوجية، وأحفظ لها من الفشل والإخفاق. وترجع دراسات حالات الطلاق وانفصام عرى الزوجية لأسباب اجتماعية أوثقافية، واقتصادية وفكرية وبل فوارق فردية، بما تشمل سمات وسلوكيات شخصية قد تنفر منها المرأة.
الكفاءة مسألة نسبية وتقييم شخصي ومجتمعي كذلك.
ولكن مسار الحياة ليس مسطحاً حتى تسير الأمور الزوجية بلا عقبات. فمهما كانت الكفاءة في البدء قد يطرأ طارئ يغير من الحال. فتظل كل الأشياء نسبية. ويكون الصلاح والقيم الإنسانية الرفيعة هي الرابط. وانفتاح المجتمع العالمي يتيح فرصاً أكبر للتقارب والتوافق، ما دام هناك حدود أدنى من الاتفاق منها المعتقد، ومنها العرق ومنها الجمسية القطرية، ومنها المهن وغير ذلك كثير. فلتزاول الحياة بكثير من الوعي وطيب النفس. فقد يكون الرفض أولى. وقد تكون الموافقة أولى. الزواج مثله مثل الوظيفة. بل أدق منها. قد تفقدها وأنت الأكفأ. قد يقول لك لسان الحال مؤهلاتك أعلى من الوظيفة أو العكس. وقد تقول أنت طالب الزواج مؤهلاتي أعلى، فلا أطلب هذا. ولئن رفض طرف رفض مسبب أو غير مسبب، فلا يحق للطرف المرفوض أن يشين من غريمه أو يجبره.

الصادق عبدالله أبوعيّاشة

sadigabdala@gmail.com
2 مايو 2024
23 شوال 1445

 

آراء