اللجنة المركزية: كلمة د. جلال في الجلسة الافتتاحية
رئيس التحرير: طارق الجزولي
11 August, 2011
11 August, 2011
بسم الله الرحمن الرحيم
اللجنة المركزية 30/7/2011
كلمة د/ جلال في الجلسة الافتتاحية
وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ() أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ
الحمد لله واهب العقول وباعث الهمم
اللهم صلّ على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم.
فخامة رئيس الجمهورية – المشير عمر حسن احمد البشير رئيس المؤتمر الوطني
السادة الكرام رؤساء وممثلو الاحزاب السياسية
أصحاب المعالي والسعادة...
السادة الكرام ممثلو الأجهزة الإعلامية
الاشقاء والشقيقات أعضاء اللجنة المركزية للحزب الاتحادي الديمقراطي
الاشقاء والشقيقات ممثلو جماهير الحزب بولاية الخرطوم
السلام عليكم ورحمة الله، وتحية مباركة من عنده لكم، وانتم تشرفون هذا اللقاء المبارك في هذا الضحى الأغر.. فالتقدير والعرفان لضيوفنا الأماجد الذين زادنا حضورهم ألقاً وشرفاً.
فالتحية لك، سيادة الرئيس، بأسم جماهير الحزب الاتحادي الديمقراطي هنا وعبر المسافات في كل بدو وحاضرة على امتداد أرضنا الطيبة أرض الخير، مهد العزة وحاضنة الكرامة.. وتقديرهم لك مشاعر صدق وأحساس نبل، فما التقى لنا سامر إلاّ وكنت زينته، وما تنادى لنا محفل إلاّ وكنت شاهده، حفظت عهود اللقاء وصنت مواثيق الوفاء.
التحية لكم أيها الاشقاء والشقيقات اعضاء اللجنة المركزية، والتحية عبركم لإخواننا واخواتنا في الحواضر وفي القرى وفي الريف البعيد وهم يحملون مبادئ الحزب الاتحادي الديمقراطي رايات للعزة وألوية للكرامة تتدافع بها الهمم العوالي مواكباً غايتها وطنُُ متماسك يسع الجميع خيره- فلعمرك ما ضاقت بلادُُ بأهلها ولكن اخلاق الرجال تضيق.
نلتقى اليوم ونحن نشتم أنسام شهر المغفرة والرحمة فاللهم بلغنا رمضان سالمين وأعَنا على صيامه وقيامه، وأصرف عنا وعن بلادنا كيد شياطين الأنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً.. ونبتهل إلى الله أن يتغمد اشقاءنا وشقيقاتنا الذين سبقونا إلى دار البقاء برحمته ومغفرته وفي الحلق غصة على فراقهم ولكنه قضاء الله المحتوم نرضى به ونسلم له.. وسلام الله ورضوانه عليك أخانا وقائدنا ورائدنا الشريف زين العابدين وغشيت مرقدك غمامات السعد وسحائب الرحمات.
سيادة الرئيس،
السادة والسيدات والاشقاء والشقيقات
نلتقى اليوم شحذاً للهمم وتثبيتاً لأهم مرتكز تأسست عليه أدبيات الحزب الاتحادي الديمقراطي وقيمه، إيماناً بالله وبالوطن وممارسة للديمقراطية والشورى طبعاً وليس تطبعاً، وتمسكاً بالحوار لغة ووسيلة لتحقيق الطموحات الوطنية المشروعة والغايات والأهداف السامية والنبيلة. فالحوار كان هو المدخل لتلك المبادرة الوطنية الخالصة التي طرحها الحزب بلسان الراحل المقيم الشريف زين العابدين الهندي لحل أزمة الحكم وإصلاح الواقع السياسي المأزوم في السودان يوم ذاك وقد فتحت المبادرة الخلاقة أبواب السلام مشرعة وقدمت ثقافة الرأي والرأي الآخر لتفضي إلى بدايات التحول الديمقراطي وإرساء قواعد التداول السلمي للسلطة وليصبح التراضي الوطني –حقيقة وليس مجازاً- يؤسس لدولة المواطنة التي تقوم على الحق والواجب.. إن الأمم تتطور والأفكار الوطنية تتلاقح وتتخلق ليكون الوطن هو الجوهر الفرد، وليست الذوات الفانية ولا الأسماء الزائلة.. ووفق هذه القناعات الراسخة أتبعنا القول بالعمل والفعل الدؤوب إلى ان خاض الحزب غمار المعركة الانتخابية الأخيرة وشهد حراكاً سياسياً وفكرياً شهد به المراقبون من اهل الحيدة والتجرد.. ونحن نعترف بأن مردودنا في حساب الكم لم يكن موازناً لجهدنا ولا مرضياً لتطلعاتنا ولكنا نؤكد بكل الفخر بأننا قدمنا برنامجاً وطنياً بين القسمات وواضح المعالم،، مكتوباً ومنشوراً وحمله إلى الناخبين خطاب وطني مسئول لا هتر فيه ولا سباب.. والتنافس السياسي لا يعرف اليأس ولا القنوط فما كل بارقة تجود بمائها، وإن أرعدت اليوم أمطرت غداً..
سيادة الرئيس، الأخوة والأخوات
لقد قامت دولة جنوب السودان بعد أن اختار أهل الجنوب الانفصال عن الوطن الأم.. وهذا أمر مؤسف ومحزن.. ولكن مغالبة الشعوب ودفاع الناس بعضهم لبعض وتدخلات الأجنبي تنزع عن القلوب العواطف وتجلي من المآقي الدموع.. فالأمم العظيمة لا تقزمها حادثات الدهر، ولا يطيش صوابها سهم الخطوب..
لقد اعترف الحزب بنتيجة الاستفتاء واحترم رغبة أهل الجنوب في خيارهم، هذا بالرغم عن تحفظنا التاريخي على ما يُسمى بحق تقرير المصير حين قبله الآخرون في اسمرا وفي غير اسمرة. ولأننا لا نزايد على وطنية الآخرين ولا نكايد من اجل مصلحة حزبية قبلنا باتفاق السلام الشامل وقفاً للحرب وعربوناً للسلام ومهراً لاستدامته، وقد قلنا للأخوة الجنوبيين في أكثر من مناسبة، أما وقد أخترتم الانفصال، فخير لكم ألا تولد دولتكم من رحم ملتهب ولا أن يُنشأ وليدكم فوق أسنة الرماح، بل ومن الخير لنا ولكم أن نوطد دعائم السلام ونمتن العلاقة بين دولتين ربطتهما الجغرافيا والتاريخ وتفصل بينهما حدودُْ ممتدة وشاسعة تقطنها قبائل متداخلة، ولابد من إحياء روح التعايش بعد أن تهدأ النفوس وتذهب الفرحة وتحل الفكرة.. وإيماناً بدور الحزب وعقيدته الوحدوية سيقوم بواجبه المقدس في التبشير باستعادة الوحدة الطوعية للتراب السوداني وفي حديثكم، سيادة الرئيس، في أكثر من مناسبة باستعدادكم الكامل لإعانة الدولة الوليدة بكل ما يكفل لها أسباب المنعة والصمود.. بادرة طيبة وضوء في آخر النفق فلعل أجيالاً تأتي تحدث بعد ذلك أمراً.. ولكننا نقولها بكل صدق ووضوح بأننا لا نقبل التفريط في شبر واحد من حدود 1/1/1956م.. ومنطقة أبيي يجب أن تبقى شمالية ودون ذهابها خرط القتاد؟؟ لقد شاركنا في كل الاجتماعات التي ناقشت هذه القضية ووقفنا على حقائق التاريخ والجغرافيا والخلفيات القانونية، إضافة إلى كونها الارض التي شهدت المولد والنشأة نعرف قبائلها من عرب ودينكا، نعرف مراحيلهم وتقاليدهم وتمازجهم، فمن أراد الجنوب فليذهب هو ويترك الارض، ومن أراد أن يبقى فالارض تسع الجميع:
وقد يهون العمر إلا ساعة .. وتهون الأرض إلا موضعاً
إن مبدأ توسيع المشورة الشعبية في جنوب كردفان والنيل الازرق مسنوداً بالتعديل الاخير في قانونى المشورة الشعبية بجنوب كردفان والنيل الأزرق أمر محمود ويجد منا كل الدعم والمؤازرة وينبغي أن يمكن الناس من إدارة شئونهم في حياة آمنة ومستقرة وألا تسمح الدولة بإثارة الفتن وإذكاء نيران الحرب مرة أخرى فلابد من الحسم في مواجهة أي عصيان أو تمرد جديد ولابدّ من أن تبسط الدولة هيبتها فلا يروع الآمنون الأبرياء ولاتراق دماؤهم هدراً..
سيادة الرئيس، الأخوة والأخوات
لقد كنا كحزب شهوداً على توقيع وثيقة سلام دارفور بالدوحة وقد رأينا كيف كان الارتياح باد على وجوه الجميع والأماني صادقات بأن تقف هذه الحرب اللعينة في ذلك الجزء الحبيب، وقد كنا كحزب في كل منابر الحوار التى تناولت جذور هذه القضية وكان مسئول الملف بالحزب - يطوف أرجاء الدنيا ويتلاقى مع كل الأطراف حاملاً وجهة نظر حزبه تقريباً للمسافات بين الفرقاء، ونحن إذ نبارك هذا الاتفاق نأمل صادقين في إشراك كل القوى الفاعلة في آليات بسطه على أرض الواقع وتنفيذ بنوده حتى لا ندخل مرة أخرى في دوامة الشريكين فيضيع هذا الإنجاز الكبير في دروب المكايدات الحزبية والتفاصيل التي تهدر الوقت وتبدد الطاقات.. ومن هذا المنبر نوجه نداءً مخلصاً لاخواننا في الحركات المسلحة، لا نقول لهم تعالوا والتحقوا بركب السلام ولكن تعالوا وكونوا صناعاً له، ويكفي الناس الأرواح التي أزهقت والدم الذي أريق، فاتقوا الله، أيها الأخوة، في أهلكم واتقوا الله في بلادكم.
سيادة الرئيس، الأخوة والأخوات
في هذه المرحلة التاريخية من مسيرة أمتنا، ندعو كل الأخوة والأخوات في الاحزاب السياسية كافة والجمعيات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني أن تستنهض الهمم والعزائم والضمائر وأن تتدثر بثوب السودان الواسع، وأن نوطئ الاكناف بعضنا لبعض بعيداً عن أهواء الذات وامراض النفس توحيداً للجبهة الداخلية وتعضيداً لها.. مما يستوجب إعادة النظر في شكل ومضمون الدولة دفعاً لروح التآخي والإجماع وبعثاً لقيم الوفاق والتراضي وفق أهداف وطنية أهمها:
إشاعة السلام العادل القائم على إزالة أسباب التوتر والغبن الإجتماعي، اعترافاً بالتنوع وتجسيداً لمبادئ التناغم والتجانس والتعايش العرقي والثقافي والديني، مع التمسك بأهداب عقيدتنا وهويتنا وصولاً إلى دولة المواطنة القائمة على دستور الحق والواجب.
بسط العدالة الإجتماعية وتبني تنمية متوازنة وإصلاح اقتصادي شامل، وأن تعمل الدولة آلياتها بحزم في مراقبة السوق المنفلت حتى لا تتصاعد أسعار السلع، بالذات الاساسية منها، فتثقل كاهل المواطن بما تنوء به طاقته، ونحن نتعامل مع هذه الجزئية بموضوعية وعقلانية بعيداً عن المزايدات ونعرف دقة الظرف الاقتصادي المحلي والعالمي وحساسيته ولكنا نؤمن يقيناً بوجوب تجويد سياسات الاستثمار وتسويقها حتى تنجذب إلينا رؤوس الاموال التي تبحث عن مناخ مشجع وفي ذلك مظنة واقعية لإحداث الطفرة الاقتصادية المنشودة بإذن الله. فإن كانت العشرة أعوام السابقة هي أعوام البترول، فإن التي تليها هي أعوام النهضة الاقتصادية الشاملة.
سيادة الرئيس، الأخوة والأخوات
لا نمل الحديث ابداً عن أهمية إعلاء قيم الحوار الجاد والحكيم بين المكونات السياسية والاجتماعية في بلادنا لحصر القضايا الخلافية ووضع الحلول الآنية والمستقبلية لها، عبر تعاقد وطني يبرم ميثاق شرف ملزم للقوى السياسية في الموالاة والمعارضة بضرورة الحفاظ على المكتسبات الوطنية الكبرى ومقومات الوجود السوداني وصونها والنأي بها عن التجاذبات السياسية والمناطحات الحزبية، وهذا يتطلب صياغة دستور جديد وفق مقتضيات المرحلة الراهنة تشارك فيه كل القوى الحية في بلادنا سياسية واجتماعية وغيرها بلا إقصاء أو إلغاء.. لتكريس قيم المواطنة ودولة الحق والواجب والقانون... وللحزب رؤية واضحة حول هذا الأمر سيطرحها بعد إجازتها في اجتماع اللجنة المركزية هذا الذي تشرفونه اليوم. كما سنقدم رؤية الحزب حول تجربة الحكم اللامركزي في جميع مستوياته لنسهم في ترشيده وتقويمه ودعمه ليكون سنداً وعضداً للوحدة الوطنية لا مدعاة للجهوية أو مجلبة للقبلية.. يحمي كل ذلك نظام رئاسي قوي يحفظ سيادة الدولة وعزتها ويبسط هيبتها وسلطانها.
سيادة الرئيس، الأخوة والأخوات
إن بسط العدالة الاجتماعية في معناها الاشمل يعد الحارس الأقوى لأمن البلاد واستقرارها ومن ممسكات نسيجها الوطني، ولكن مع ذلك لابد من الاهتمام بالأجهزة الأمنية وفي مقدمتها القوات المسلحة باعتبارها حامية التراب الوطني، دستوراً وحدوداً، مما يستوجب تطويرها مادياً ومعنوياً ورفع كفاءتها القتالية والحفاظ على قوميتها وفق عقيدة عسكرية تستلهم إرث الأمة السودانية ومركزها الحضاري... وذات الاهتمام ينبغي أن يوجه لقوات الشرطة والأمن بحسبانهما حفظة للسلام الأهلي وحماة للمجتمع في أمنه وأخلاقه.
- لقد دفع السودان أثماناً غالية فى سبيل أن يحافظ على حرية قراره واختياره. فأساس العلاقة بين الدول يجب أن تبنى على الإحترام المتبادل والمصالح المرسلة. وفى ظل المتغيرات السياسية التى تسود العالم إقليمياً ودولياً. لابدَ من إعادة النظر فى ترتيب الأولويات من حيث أهمية العلاقة وفاعلية التأثير والتأثر مع دول الجوار لتخصيص العلاقة مع مصر الجديدة ومع أثيوبيا وهى العلاقات الأكثر تشعباً وتفصيلاً وعمقاً. ومن نافلة القول أن نشير الى الجوار الجنوبي الجديد وقد أسلفنا القول عنه.
- ثم تطوير العلاقة مع دول مجلس التعاون الخليجى ودول الاقتصاد الصاعد وأهمها البرازيل والهند وتركيا، وتمتين جسور التواصل مع الفضائين الإفريقى والإسلامى ومع الدول ذات التأثير العالمي مثل الصين والإتحاد الروسى، مع إعادة النظر والمراجعة اللازمة لحالات التذبذب فى علاقاتنا مع كل من الولايات المتحدة والإتحاد الأوربى وفق مصالحنا الوطنية.
سيادة الرئيس، الأخوة والأخوات،
- الإعلام هو لسان الأمة الناطق بآمالها وآلامها فينبغي تحريره من كافة القيود المكبلة له ولكن لابدَ لأهل المهنة من ميثاق شرف يحدد السقوف الوطنية العليا ويجعل المساس بها خطاً أحمر لا يجب تجاوزه. وندعو الأجهزة الإعلامية خاصة القومية منها أن تلعب دوراً مركزياً في هذه المرحلة لترسيخ مفهوم السلام ومعاني الوحدة الوطنية.
سيادة الرئيس، الأخوة والأخوات،
- إن الحركة الإتحادية عبر تخلقاتها التاريخية، ظلت تشكل على الدوام مقياساً واقعياً ومجساً تشخيصياً دقيقاً للحراكين الإحتماعي والسياسي في الأمة السودانية، إرتقاءاً ورتكاساً، لقاءاً أو شقاقاً، مؤانسة أو مشاكسة وهذه تعد من خصائص الكيانات الحركية الرائدة في المجتمعات فيقع على عاتقها أعباء النهوض بالمجتمع والدولة عبر مشاريع التنوير و التثوير التي تتبناها.
- لقد ظلت الحركة الإتحادية عبر تاريخا تجني ثمار الكثير من النجاحات التي أصابتها، كما أنها ظلت أسيرة لاخفاقات ظلت تراوح ساحتها ومجال حراكها كغيرها من حركات النشاط الإجتماعي والسياسي ذات الجهد والإجتهاد البشري، ومما يشفع لها عند الناقد المنصف أن كفة إيجابياتها في ميزان الكسب الوطنى ترجح كثيراً على كفة السلبيات الحاصلة أثناء تفاعلها وكانت سبباً في وضع العديد من العقبات والعراقيل فى طريق التطور الطبيعي عبر الأطر المؤسسية والمنهجية.
- فالحركة الإتحادية كانت تعتمد في ريادتها على نصاعة الفكرة ووضوح الرؤيا والمعافأة من الاستلاب الخارجي، وطهر يديها في تعاطيها مع الشأن العام وتفانيها في خدمة قضايا الأمة والمجتمع. لكنها اعتمدت أيضاً على قوة (الكارزيما) في شخصيات الأباء المؤسسين وفي الإلتزامات الإخلاقية التي ألزموا بها أنفسهم في تعاطيهم السياسي. حيا الله الزعيم اسماعيل الأزهري – مبارك زروق – المرضي - المفتي – ابرهيم جبريل – حسن عوض الله – أبوحسبو – نصر الدين السيد - يحى الفضيلي – أحمد زين العابدين – أحمد خير – أحمد محمد يس- وحبا الله ايقونة النضال واسطورة الكفاح الوطني الشريف حسين الهندي وبقية العقد النضيد.
- ولا يخفى على الجميع أنه كلما ابتعدنا زماناً عن ذلك العهد الأبوي المؤسس أو الجيل الذي تلاه، كلما زادت العقبات والتحديات وسادت روح الندية في التعاطى البيني في الحركة الإتحادية بانقطاع المجايلة بين الحقب السياسية.
- فاصبحت الصراعات هي السمة الغالبة بين الكيانات الإتحادية بل داخل الكيان الواحد أصبح البأس ملحوظاً مثلما تقرأون وتسمعون، وهذا أمر يستوجب التصحيح، فالحركة الإتحادية قامت على الفكر والعلم.. تختلف رؤاها وتأتلف ولكن خلافها لا يفسد للود قضية فهم "الأشقاء" اختلفوا أو اتفقوا. وما نقرأه اليوم من القول واللفظ أمر لا يشبهنا ولا يشبه أخلاقنا، إن أسلوب المهاترة لا يقود الى الإصلاح أبداً ولن يكون مردوده اَلا سلباً على صاحبه. لذلك تمثلنا بروح الأباء وتعلقنا بحبال الصبر حتى ضاق الصبر عنا. إيماناً منا بأننا نعيش في مجتمع يعرف هذا بسيماه ويعرف ذاك في لحن القول. وتقديراً منا أن بلادنا لا تحتمل مزيداً من الطيش والانفلاتات.
سيادة الرئيس، الأخوة والأخوات،
- برغم كل هذا التخديش، أقول لكم إن حزبنا بخير، فالأشخاص ذاهبون بسنة الله في خلقه ذاهبون وبغيرها ذاهبون – وسيبقى الحزب راية مرفوعة لن ندعها تسقط خائرة ولا منهزمة وسيبقى الحزب مؤسسة متماسكة حتى نسلم الرأية لمن تختاره الجماهير من أهل الالتزام الحزبي والمقدرة السياسية.. وهاهي اللجنة المركزية أمامكم بأسمائها وبطاقاتها وأرقام عضويتها لمن أراد من الأخوة الصحفين أن يستوثق . ماضية في طريق الإصلاح لأننا لم ولن نتوهم أننا قد بلغنا الكمال فلن نبلغه، ولكنا كذلك لسنا بدعاً، فكل الأحزاب السياسية تعاني ما نعاني من قلة الإمكانات وارتفاع كلفة التسيير الحزبى وانصراف الناس الى معايشهم وضيق ذات اليد حرمهم من الإسهام في دعم أحزابهم. فالأمر أكثر تعقيداً من أن يحله إنعقاد مؤتمر عام أو انفضاضه، بل يستوجب نظرة فاحصة للقضية السياسية برمتها واستحداث أساليب أكثر واقعية لتيسير ادارتها. كما يجب أن تطلع الدولة بدور إيجابي في دعم الأحزاب وفق ضوابط ومعايير يتفق عليها.
سيادة الرئيس، الأخوة والأخوات،
- إن أمر الشراكة السياسية بيننا وبين المؤتمر الوطني لم يكن رأى فرد أو مزاجاً شخصياً مثلما يروج له الذين يحرفون الكلم عن مواضعه. بل كان درباً خطاه الشريف زين العابدين وسارت عليه مؤسسات الحزب، مشاركتنا في أجهزة الحكم عبر مواثيق وعهود أبرمناها وما دمنا عليها قائمين فلن ننقض غزلنا من بعد قوة أنكاثاً. نحن لا نزكي حزبنا على الله ولكن نقول إننا لم نكن "ترلة" لأحد ولم نكن "تمومة جرتق" بل أخذنا كتاب المسئولية بقوة على كافة المستويات وفي كل أمهات القضايا الوطنية وتفصيلاتها كان لنا رأى وكان لنا إسهام، ولكننا جزءً من الحكومة لا نزايد عليها ولا نعيش معها بلسانين نحن شركاء في المسئولية التاريخية لا نقول عندما تعصف بالسفينة الأنواء "انج سعد فقد هلك سعيد"....
- وبمثل أخذت جماهيرنا على عاتقها عند مخاض الجمهورية الاولى مسئولية تأمين البلاد والسودنة تستعد الآن لسد المنافذ أمام كل المهددات والتحديات التي تهدد الجمهورية الثانية في أمنها واستقرارها وهويتها - وسنعمل أن يكون ممثلوها في قلب المسئولية في الولايات والمحليات، تقوية لإواصر الشراكة وتمتيناً لتماسك الجبهة الداخلية.
أيها الأخوة والأخوات
لقد تسلمنا مسئولية قيادة هذا الحزب من كنف الراحل المقيم الشريف زين العابدين في وقتِ حرج ودقيق وقد عملنا ما في وسعنا ليكون حزباً بحجم تاريخه وقدر الآمال المعقودة عليه، وقد كانت مسيرة شاقة لي ولزملائي من قيادات الحزب إعتورتنا كثير من الصعوبات على درب مصفوفة الحزب التنظيمية ولكن بقدرٍ أكبر أصبنا كثير من النجاح – أقله أن حزبنا الآن يسود الساحة السياسية بفكره وأدبياته في مسالك الحوار ودروب التراضي الوطني وإن لقاؤنا اليوم رسالة قوية مبنىً ومعنى لجماهير الحزب الإتحادي الديمقراطي ولكل جماهير الشعب السوداني بإننا عقدنا العزم ليبقى حزباً قوياً ومتماسكاً وأن يطل على الساحة رائداً وقائداً وداعياً إلى تكوين جبهة داخلية متماسكة وجامعة ومانعة توحد الإرادة وتصون الوطن أمام التحديات والعاديات ومن هنا نرحب بدعوة الأخ الرئيس لتكوين إدارة ذات قاعدة عريضة، وندعو كافة القوى السياسية للاستجابة لهذه الدعوة والمشاركة في تحمل المسئولية الوطنية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا وأرجو ألا تضيع الأجندة الوطنية على طاولة المحاصصة وتوزيع الأنصبة.
ولدعم الجبهة الداخلية لابد أن نبدأ عملاً سياسياً عقلانياً في إتجاه وحدة الاتحاديين بلا تعظيم أو تحقير لإحد وبلا عزل أو إقصاء لفئة. ومن هنا نتقدم إلى كافة الفصائل الإتحادية وكل المهتمين بالفكر الوسطي التعايشي السوداني نتقدم إليهم بالدعوة إلى قيام "المنتدى الإتحادي" ليكون ساحة من ساحات التعاطي العلمي للقضايا التي أضر بها وبنا كثيراً التعاطي العاطفي – لنتمكن عبر هذا المنتدى من الوصول إلى نتائج يتم التوافق عليها لتصبح مرتكزات تأسيسة لوحدة قائمة على الإدراك والفهم المشترك بالواقع بعيداً عن المصالح الضيقة.
سيادة الرئيس، الأخوة والأخوات،
- هذه ملامح عابرة وعجلى وددنا أن نبثها إليكم فى هذه السانحة الجميلة التى زادها حضوركم بهجة وسعادة، وسيعقب هذا اللقاء إجتماع اللجنة المركزية الذي سوف يتناول بالنقاش ضمن أجندته عدداً من الأوراق التى أعدَها الحزب حول الدستور، والحكم الإتحادى، والشأن الإقتصادى والسياسى وبعد إجازتها سوف نطرحها على الرأى العام لتكون بمثابة رؤية الحزب لقضايا المرحلة الراهنة والمستقبلية.
لك التحية سيادة الرئيس ولكم التحية ضيوفنا الكرام
والله نسأل أن يحفظ بلادنا وأن يصون وحدتها وأمنها .. أنه ولي ذلك والقادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، ،،
كلمة الشقيق محمد ادم تكلوم ممثلي أعضاء اللجنة المركزية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحزب الإتحادي الديمقراطي
حرية الفرد 000 ديمقراطية التنظيم 000 حكم المؤسسة
خطاب ممثلي الولايات باللجنة المركزية
مبادئ الأزهري لن تنهار طريق الهندي طريق أحرار
الأخ: لكريم رئيس الجمهورية فخامة المشير عمر البشير
الشقيق: لأمين العام للحزب الإتحادي الديمقراطي دكتور جلال يوسف الدقير
الإخوة الوزراء و المستشارون
الإخوة ممثلو الأحزاب السياسية
السادة ممثلو السلك الدبلوماسي
الأشقاء قيادات وجماهير الحزب الإتحادي الديمقراطي
الأشقاء أعضاء اللجنة المركزية
أحييكم باسم أشقائي ممثلي الولايات باللجنة المركزية وأزجي لكم أسمى آيات الشكر والعرفان و أنتم تشاركون هذا المحفل الإتحادي الخالص إعمالا للشورى وبسطا لمبادئ الديمقراطية التي ظل هذا الحزب ينادي بها منذ تأسيسه
ونحييك أخانا الرئيس البشير تحية خاصة لهذه الوقفة الصادقة وهي دلالة جادة منكم على كامل وفائكم لزعيمنا الراحل المقيم الشريف زين العابدين الهندي الذي رسم لنا هذا الخط الوطني الصادق.
الشقيق الأمين العام والأشقاء الأوفياء
إن الوطن يمر بأهم مراحله التاريخية وهو في حاجة ماسة لجهد الوطنيين الأحرار لذا نؤكد لكم بأننا سنظل نرعى ذاك العهد الذي اختطه الراحل المقيم الشريف زين العابدين وتأكيدا لذلك كانت و قفتنا القوية مع برنامج ونهج رئيس الجمهورية إبان انتخابات الرئاسة تنفيذا صادقا لتوجيهاتكم حتى تكللت المجهودات بفوز قائد المسيرة وبالأمس القريب وعلى ذات النهج والتوجيهات الصادرة من قيادة الحزب تلاحمت قيادة الحزب و قواعده مع برنامج مرشح المؤتمر الوطني لمنصب الوالي لولاية جنوب كردفان حتى كان فوز مولانا أخمد هارون لمنصب الوالي خيارا ديمقراطيا لأهل الولاية وكان انحيازنا لهذا التحالف نتاج لمعرفتنا التامة بخارطة الصراع في المنطقة .
الشقيق الأمين العام .. الأشقاء بالحزب
نحن إذ نجتمع اليوم والسودان يمر بعهد جديد بعد إنشطاره لدولتين وهي خطوه لم نكن نحن الاتحاديون سعيدون بها لو لا أننا نأتمر بأمر ديننا الحنيف الذي حثنا للإيفاء بالعهود فقد قال جل شأنه في محكم التنزيل (بسم الله الرحمن الرحيم و أوفر بالعهد أن العهد كان مسئولا ) عليه نسأله تعالى أن يجعل الدولتين أكثر استقرارا وسلاما وتنمية , مراعاة لعلاقات الجوار ووشائج القربى بين الدولتين
الشيق الأمين العام و الأشقاء الكرماء
نحن اليوم أكثر سعادة بهذا اللقاء خاصة ونحن نتوافد إليه من كافة الولايات , فقد جاءت الجزيرة ودارفور بولاياتها الثلاث وأتت الشمالية وسنار وأسرعت الخطى نهر النيل والبحر الأحمر وكسلا والقضارف والنيل الأزرق وأتت شمال كردفان والنيل الأبيض وها هي جنوب كردفان أيضا حاضرة رغم المحن و الآلام وها هي الخرطوم الصامدة تحتضن هذا اللقاء كعهدها في احتضان أهل السودان جميعا
أتينا جميعا نحمل هموم أهلنا البسطاء من هم المعيشة والمعاناة وندرة في توفير التقاوي المحسنة التي يحتاجونها عاجلا خاصة مع تأخر هطول الأمطار هذا العام. إننا إذ ندرك تماما كافة التدابير التي تتخذها الحكومة المركزية إلا أننا نأمل مزيدا من بذل الجهد وتخفيف الأعباء عن كاهل أهلنا بالريف السوداني قاطبة
الشقيق الأمين العام والأشقاء
أن من استحقاقات برتوكولي جنوب كردفان والنيل الأزرق عملية المشورة الشعبية التي عنى بتكملة نواقص الاتفاقية بهاتين الولايتين لذا فإننا نأمل من الحكومة المركزية الوقوف بصلابة مع مطلوبات المشورة الشعبية قي ظل الدولة السودانية حتى يتحقق السلام والتنمية و الخدمات لجماهير الولايتين
الشقيق الأمين العام و الأشقاء الأعزاء
إن الحزب الإتحادي الذي من مبادئة الأساسية قبول الخيار الديمقراطي عبر صناديق الاقتراع إلا أن ما حدث بجنوب كردفان من القتل و التخريب وعدم الاعتراف بنتيجة الإنتخابات لهو مسلك مشين ندينه بشده نحن ممثلي الحزب بالولايات ونؤكد دعمنا التام لقرارات فخامة الرئيس البشير بشأن الإستقرار والأمن بالولاية وندعو الدولة للمزيد من الإجراءات الأمنية حفاظا على أرواح المواطنين و ممتلكاتهم وندعو للجنوح للحوار مع العقلاء من كافة القوى السياسية والحوار الجاد للوصول إلى تفاهمات كلية تعيد للولاية استقرارها مع مراعاة إشراك الجميع في إدارة شئون الولاية
الشقيق الأمين العام
إننا في الختام نؤكد لكم وقوف كامل عضوية الحزب بالولايات مع قيادة الحزب ومؤسساته المنبثقة من مؤتمره العام وقفة صلبه لا مسامة فيه إمضاء لعهد قطعناه مع الراحل المقيم الشريف زين العابدين رافعين شعار الديمقراطية الراشدة والحسم العادل ليأخذ الحزب موقعه الريادي في الخارطة السياسية بقوة ليكون صمام الأمان لهذا الوطن.
وخاتمة المطاف نشكر لكم فخامة الرئيس مشاركتكم لنا هذا اللقاء ونؤكد لكم دعمنا المتواصل لكافة مجهوداتكم الوطنية الخالصة التي تعاهدتم عليها مع الراحل المقيم زعيمنا الشريف زين العابدين الهندي وندعو الله تعالى أن يحفظكم ويحفظ البلاد من شر الأعداء ويسهل لها طريق الخير و الرخاء
مبادئ الأزهري لن تنهار طريق الهندي طريق أحرار