اللهم اجعله “تشكيل” خير وبركة !!

 


 

 


كتبت هذا العمود قبل التشكيل، وربما ينشر العمود ويتأخر التشكيل، الله أعلم! على العموم أريد أن أعلق على تعاطي السودانيين مع قضية التشكيل الوزاري.

الشعب السوداني مثقف ويتميز بوعي سياسي نادر، وفي رواية أخرى "كل سوداني سياسي" حتى يثبت العكس، بمعنى أن السودانيين الذين لا يتحدثون في السياسة وتفاصيلها ويتوقعون الأحداث ويحللون الأخبار قلة نادرة، وتستغرب من وجودهم في هذا الشعب المفطور على عشق السياسة والمتمكن من الحديث فيها.

كل شخصين في السودان عندما يلتقيان يشرعان في تشكيل وزاري أو يتحول احدهما إلى مقترح والآخر مفند ... حتى المعارضة تمارس هواية التشكيل ... حتى الحركات المسلحة تمارس هواية التشكيل الحكومي "باللفة" عندما تلتقي مع أهل الداخل في قروبات الفيسبوك والواتساب ... ولديها مداخل وتغطيات لذلك ... تجد الواحد منهم صامت ولكن ما ان تبدأ المقترحات إلا ويطرح أسئلة على شاكلة ... وماذا فعل فلان حتى يمثل أبناء دارفور؟ ولو كانت الحكومة منصفة لوضعت في مكانه فلان أو علان؟ولكنه مهمش حتى داخل المؤتمر الوطني؟


من الواضح أن البشير يريد تغييب فلان وعلان ..!

-        يبدأ الأمر برأي من معارض يرغب في "شعللة" الموضوع داخل قواعد الوطني ..!

-        غالبا ما ينجح في تدشين النقد وتنهمر كتابات بعض منسوبي الوطني في مدح فلان وعلان ..!

-        يختلف أهل المؤتمر الوطني حول فلان وعلان ... ويبدئون بالتطوع بإخراج عيوب فلان وعلان ..!

-        يعود المعارض ويزيد على العيوب التي ذكروها أضعاف ... ويتحول التشكيل إلى "إنتفاضة" بغرض إسقاط النظام ..!

في قروب آخر ... حديث بوادر إنشقاق ... في ثالث حديث عن تدخل عربي خليجي في  التشكيل ... ويتحول الموضوع إلى عاصفة الحزم ... وإيران وإسرائيل ... وعلاقة السيسي بالسودان وتأثيرها على إخوان مصر!

هذا الشعب سياسي كامل الدسم ... يمارس السياسة كما يتنفس ...  كان الله في عون من يحكمه ... أو حتى من يتزعم أي مجموعة معارضة فيه ... والله لو سمعتم سيل الهجوم على قادة الحركة الشعبية والإتهامات في مواجهتهم من ناشطي المناطق التي تسيطر عليها الحركة وتسميها "مناطق محررة"، لو سمعتم تفاصيل الجرائم لأحسستم أن الحكومة بل والدعم السريع أكثر عطفا وحنانا على الحركة الشعبية من الذين ينتظرونها عندما توقع إتفاقية سلام وتهدأ أصوات المدافع لينقضوا عليها في لحظة ... ولذلك أنا شخصيا أشعر أن من أكبر مسببات تأجيل التوقيع هو الخوف من مشوار الألغام بعد حلول السلام ... بالتأكيد سنتفجر قضايا كثيرة وخطيرة ...!

على العموم ... جاء التشكيل ونسأل الله أن يوفق الرئيس المنتخب في تجويد التشكيلة ... ونسال الله أن يوفق التشكيلة في العمل الوطني ..!

أنا شخصيا – وبكل وضوح – الإقتصاد عندي مقدم على السياسة، والتفاوض مع الحركات مقدم على الحوار مع الأحزاب، وتقوية الجهاز التنفيذي مقدمة على تقوية الحزب ..!

آراء غريبة أخرى ... مجلس الحكم الإتحادي الذي يجمع الولاة مع الرئيس، أهم من مجلس الوزراء، ولو اجتمع مع البشير أو النائب الاول والنائب كل شهر في ولاية ... أنا واثق أن مشاكل السودان ستجد طريقها للحلول ... ولو في أي افتتاح وقص شريط يتم خلال الإجتماع ... وليس بالضرورة حضور كل الولاة كل الإجتماعات ... أليس لديهم نواب؟! يمكن أن يكون هنالك جدولة ملزمة أن الوالي يحضر إجتماع ... ويغيب عن إثنين ... والرئيس كذلك ..!

makkimag@gmail.com

 

آراء