الله يفعل ما يشاء

 


 

عادل الباز
13 April, 2009

 

الله يفعل ما يشاء allh ifa’l ma isha’a  رواية  ألّفها أحمدو كوروما، ترجمها وحققها عدنان محمد. الحقيقة أنني لأول مرة أسمع بالراوي والمحقق معا، الرواية عبارة عن قطعة من جحيم في عذابات غرب أفريقيا، اتخذ فيها أحمدو كوروما أسلوبا بديعا وفريدا في الحكي ، الرواية تتناسب مع طبيعة الشفاهية للحكي لدى شعوب تلك المنطقة التي استلّ منها المؤلف الحكاية، أخرج المؤلف من ثلاثي الدين المتخلف هناك و التقاليد والطقوس والشعوذة والقسوة، خليطا عجيبا ضمنة نص سردي غاية فى الامتاع استحق به جائزة وينودو. استخدم الراوي أجواء الطقوس لإبراز أبشع صور العذابات التي تدمر حيوات إنسان غرب أفريقيا باسم السياسة والدين والشعوذة و هي الأنهر التي تتغذى بها الصراعات وتتدفق منها بحور الدماء هناك. صاغ المؤلف من خلال ما أسماها مواخير غرب أفريقيا السياسية مشهدا بائسا لحياة تعيسة تتحكم فيها العصابات والانقلابات ورجال الدين المشعوذين، وهناك فى هذه المواخير تصنع السياسات القذرة. شخصية فوادي سنكوح مثلت نموذجا ساطعا لسياسيي المواخير الذين يحتلون المربع من سيراليون حتى ليبيريا!! العنف والبشاعة هما الصورتان اللتان تلفان مشهد الرواية بشكل كامل، (ما ان صار صموئيل دو على الارض حتى تناوشته الأحذية واللكمات وصرخ جونسون.. تريد أن تتباحث معي هكذا اتحدث مع رجل شيطان... وأمر بتقطيع أصابع صموئيل دو إصبعا إصبعا، والمعذب يئن كالعجل.. ثم قطع لسانه ثم ذراعيه الواحدة تلو الاخرى، وأمر جونسون وهو فى نوبة ضحكه الهذياني أن ينتزع قلب صموئيل دو واعطوه أحد الضباط فشواه وأكله بتلذذ ترك باقي جسده معلقا للصقور).برّني صديقي فوزي بشرى بهذا العمل البديع بما أنساني عزازيل الذي لا يزال يثير ضجة في الأوساط الأدبية والدينية في مصر. أرجو أن ينفق فوزي دائما من الروايات والغانيات طرفه في الجزيرة والله يفعل ما يشاء.الدوحة تحلم الدوحة تحلم بأن تلعب دروا أساسيا ومركزيا فى السياسة العربية ولها ألف حق. الدوحة الآن لا ينقصها الذكاء السياسي ولا الحراك الإعلامي ولا المال، فما يمنعها من لعب دور ما؟. كان يمكن أن تبقى قطر واحدة من إمارات النفط بلاحس يذكر ولا دور. النفط وحده لا يصنع دورا ولا تاريخا. كثيرون يعتقدون أن الجغرافيا وحدها تصنع التاريخ وآخرون يعتقدون أن الماضي قادر على إبقاء الحاضر طوع أيديهم. يبدو ألا أحد يقرأ التاريخ أصلا أو يقرأونه بالمقلوب أو إنهم لا يفقهون ما يقرأون. والله يفعل ما يشاء!! السد العالي أفاد السودان أكثر من مصر!! اقرأ هذا التصريح وتعجب  قال د. رشدي سعيد خبير المياه (إن السد العالي أفاد السودان أكثر من مصر) كيف ذلك؟ قال (السد العالي عند بنائه كان سيضيف الينا المياه التي نلقيها في البحر المتوسط التي تقدر بـ32 مليار متر مكعب وعند تخزينها سيتبخر منها 5,7 جزء ويتبقى 22 مليار يتم تقسيمها بيننا وبين السودان، وتم عمل اتفاقية حيث أعطينا السودان 7,5 ثم اعطيناه 14. 5 وكان هذا تعويضا له لأنه في سنة 1928 بدأ زراعة القطن. والله يفعل ما يشاء بعثرة التعاطي!! فتحت أبوابا واسعة للتعاطي مع أمريكا بشكل إيجابي. طوى السيد غرايشن ملفين ونشر اثنين. الملف الاول الذي طواه هو ملف الجنائية إذ ابتعد عنه تماما حتى إن السيد فرنانديز وضع كرة الجنائية في ملعب مجلس الأمن كقضية سياسية لا شأن للولايات المتحدة بها!! معقول!!. الملف الثاني هو ملف المنظمات وفى الأخبار انه قدم عرضا بديلا للحكومة لازالت تدرسه مما يعني عمليا أن أمريكا تجاوزت المنظمات المطرودة وطوت ملفها. أما تلك التى نشرها ملفات هي ملف سلام دارفور حين أعطى إشارة قوية لدعم دولته لمفاوضات الدوحة، مما يشي أن امريكا لن تبقى بعيدة عن المفاوضات نفسها مما يحفز الحركات على المشاركة بفعالية متخلية عن انتظار نتائج الجنائية.الملف الثاني الذي نُشر هو ملف التحول الديمقراطي إذ لم يخلُ تصريح لغرايشن من الاشارة لدعم الولايات المتحدة للتحول الديمقراطي.المشكلة التي تؤرق هي أن الملف الامريكي السوداني مبعثر. الملف الآن بين يدي الخارجية من جهة وهي أضعف الجهات لناحية اتخاذ القرارات المصيرية . جزء آخر من الملف بيد جهاز الامن وهو من أفعل الدوائر فى العلاقات الامريكية السودانية ولكن لا احد يعرف ما تفعل وكيف تفعل مما قد يقود لان تصبح العلاقات بين البلدين ملفا امنيا وهذا خطر. جزء ثالث يتعلق بسلام الجنوب ودارفور كلا الملفين يعانيان من ذات حالة التبعثر ولذا لن يجد السيد غرايشن شريكا واحدا أو لسانا واحدا يصل معه لاتفاق، ولذا من الافضل أن يوضع ملف العلاقات السودانية الامريكية بكل قضاياه وتعقيداته بين يدي مسئول واحد هو الذي يحل ويربط وقراره نافذ، ما لم يحدث ذلك فلن يتم تعاطي صحيح مع الولايات المتحدة. والله يفعل ما يشاء. جائزة حرية الصحافة لاسانتا السيرلانكيفى يوم الثالث من مايو المقبل سيحتفل العالم بيوم حرية الصحافة أما هنا فعلينا أن نقيم مأتما لها. في ذلك اليوم ستمنح هيئة اليونسكو جائزة حرية الصحافة للعام 200 للصحافي السيرلانكي لاسانتا رئيس تحرير صحيفة ساندي ليدر الذي اغتيل يوم 8 يناير الماضي. قال بيان الجائزة (إن الأعضاء وجدوا أنفسهم مندفعين فى شبه خيار جماعي بفضل رجل كان مدركا بوضوح للأخطار التي يواجهها ولكنه آثر أن يرفع صوته حتى من وراء القبر)، وكان سانتا قد توقع اغتياله، وكتب افتتاحية قبل الحادث نُشرت بعد اغتياله!! قال فيها ( لا مهنة تدعو أصحابها للموت في سبيلها سوى القوات المسلحة ونضيف اليها الآن الصحافة). رحم الله سانتا فقد مات واقفا بينما الصحافة نفسها تموت كل يوم وتنتظر العزاءات في يوم الثالث من مايو من كل عام.!!. والله يفعل ما يشاء.        

 

آراء