المؤتمر الشعبي: الرضاعة من ثدي الوضاعة !!
نقاط بعد البث
أفاد السيد الناجي عبد الله القيادي بحزب المؤتمر الشعبي في تصريح صحفي بأن حزبه خطط في فترة من الفترات لاغتيال صلاح عبد الله غوش المدير السابق لجهاز أمن نظام الانقاذ، ومضى موضحاً بأن العملية كانت (مدروسة ومرتبة رداً على ملاحقته لقيادات الشعبي والزج بهم في السجون عقب المفاصلة الشهيرة بين الاسلاميين وتحديداً عقب إعلان حكومة الانقاذ عن إجهاض محاولة انقلابية في العام 2002) ثم أضاف أنهم لو نفذوها ( لفاض البحر ولحدث خيراً كبيراً للسودان الآن)!.
تصوروا. وكمان يعترفون وببجاجة لا يحسدون عليها انهم كانوا ناشطين في جر البلاد الى أتون صراعات دموية. ليحولوا الصراع السياسي في بلادنا إلى درك لا يعلم الله مداه على ما هو عليه من مخاطر بسبب ممارساتهم الدخيلة على ممارسة السياسة في السودان!.
ليس ذلك فحسب بل أن هذا الاعتراف يثبت أنهم كانوا شركاء عظام في مثل هذه الممارسات منذ استلائهم على السلطة بقوة السلاح، فمنذ تصفية الشهيد علي فضل مروراً بشهداء رمضان والعيلفون ، ثم أولئك الآلاف من ضحايا ممارساتهم في دارفور ومناطق البلاد الأخرى كبورتسودان وكجبار وأمري إلى شهداء طلاب الجامعات التي أدخلوا عليها منطق العنف بقوة السلاح والمطاوي الحادة والجنازير والطيب سيخة!، فضلاً عن محاولة إغتيالهم للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وردود فعلهم بعد انكشاف العملية الاجرامية بتصفيتهم للمشاركين في تلك العملية من "إخوان صفاهم" في محاولة لاخفاء معالم جرمهم، والتفجيرات التي طالت الأبرياء في السفارات والبوارج، وبعد كل ذلك يتحدث كادرهم القيادي بكل سذاجة يحسد عليها، بأن في اغتيال صلاح قوش كانت ستنزل رحمة للسودان و ( لفاض البحر ولحدث خيراً كبيراً للسودان الآن) ،، ويا للسذاجة!.
أوليس في ذلك أيضاً اعتراف صريح بتخطيط لاغتيال نفس حرم الله قتلها إلا بالحق؟ والحق هنا هو التقيد بالقانون والادانة القضائية العادلة وواضحة المعالم، بدلاً عن أخذ القانون باليد؟!، أوليس إعتراف بتشويه معالم الصراع السياسي وأن لهم سهاما نافذة في ظاهرة العنف الذي رضعوه من ثدي تنظيمهم الأم بفكره الخرب والدخيل على العادات والتقاليد والمثل والأخلاق، وكحاضنة فرخت مثل هذه العقليات، تلك التي حاولت وعملت على تحويل سوح العلم بالجامعات إلى ديار للحروب واقصاء لمنطق الحوار والجدل المتحضر، حيث فاقد الشيء لا يعطيه. لم يكتفوا بما أشعلوا من حروب وعنف ورعب نشروه في طول البلاد وعرضها. فآثرواآن يدخلوا عنفاً من نوع آخر في أتون الصراع السياسي و ليجهزوا على ما تبقى من آمال في أن يبقى الخلاف السياسي بالبلاد كما عرفه أهل هذه البلاد بالصبر على المكاره والبعد عن الشطط والثقة في الشارع وجماهير الشارع ورفض اللجوء لممارسات دخيلة وعقيمة كالتصفيات السياسية والإجهاز على الخصم السياسي جسدياً في الممارسة السياسية!، هل يعتقدون أن إنهاء حياة شخص كقوش هو أمر كاف لايقاف عمليات الصراع التي اشتعلت بينهم وبين حليف الأمس؟ حيث ليس في ذلك سوى سذاجة في الممارسة السياسية واعتقاد جماعة ببصيرة سياسية قاصرة يعتقدون بها
أنهم بهذا الاعتراف سيتحولون في نظر الشعب إلى (أبطال) وهو ليس سوى تعبير عن فشل وإحباط وعدم قدرة على استباط الاستراتيجيات والتكتيكات (النضالية) التي تجعلهم أكثر تفاؤلاً بالمستقبل، حيث هم في خصام دائم ـ وما يزالون ـ مع هذا المستقبل، بل وكتعبير فج وقح على ضجيج الديماقوقيا وفقدانها لمنطق التعبير السلمي للخلاف السياسي .. ثم ومن جانب آخروبمثل هذا التصريح، فمن هم الذين يريدون (تخويفهم) في الساحة السياسية يا ترى؟! ، أولم نقل أنهم و(أمثالهم) يسيرون دائماً بمصابيح لا تنير إلا معالم الظلام الذي يغذون المسير فيه؟! ،، يا لها من سذاجة فكرية خسئوا بها وخسئت عقولهم الخربة المعطوبة!.
ــــــــــــــ
* محاربة الكرونة واجب وطني.
gizulihassan@gmail.com
/////////////////////