لم يذكر أحد من الخصوم الهدف الثمين الذي احرزه رئيس الوزراء، الذين يعدونه تابعا لا يملك زمام أمره، والمعادين لعملية الانتقال برمتها ما لم تأت بما يبتغون.
زار وزير خارجية الولايات المتحدة، التي يعتبرها الخصوم راعية ربيبها رئيس الوزراء، الذي ينفذ برنامج البنك وصندوق النقد الدوليين، والذي وصف بالمتسول! إن هدف زيارته هو الابتزاز السياسي لموقف السودان المربك ومرتبك، في ظل ظروف انتقالية هشة، بعد سقوط نظام الإنقاذ، لمصلحة الرئيس الأمريكي في معركته الانتخابية قريبة الأجل بإعلان التطبيع مع إسرائيل. ومما جعله متفائلا في تحقيق غرضه هو إعلان دولة الإمارات العربية التطبيع الرسمي مع إسرائيل، وبذلك لا تملك القيادة السودانية القدرة على رفض الطلب الأمريكي، بما يضمن دعم اليهود للرئيس دونالد ترمب. ومع ذلك، عاد بومبيو إلى أمريكا بخفي حنين بإستثناء ما سجله من نقطة إعلامية بوصوله الخرطوم في رحلة مباشرة من تل أبيب. فقد وضح له رئيس الوزراء بجلاء أن موضوع التطبيع مع إسرائيل لا علاقة له البتة بقضية السودان العادلة في رفع إسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
أفلم يخب حمدوك ظن راعيته أمريكا، كما يشيع الخصوم، برد موضوعي وقوي، يعبر عن سيادة البلاد ورفض الخضوع للابتزاز، وهو موقف أشك في أن يناهضه المكون العسكري، فعلى رئيس أن يوفر القيادة، كما أنه موقف لا يتناقض مع لقاء رئيس المجلس السيادي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في انتبي بيوغندا، إلا بالطبع في نظر المتربصين!
الواثق كمير القاهرة نقلا من صفحة د. الواثق كمير على الفيس بوك