*منذ أن تفتح وعينا في مدينة الحديد والنار عطبره كنا نشارك الإخوة المسيحيين إحتفالاتهم بأعيادهم كما كانوا يشاركوننا إحتفالاتنا بأعيادنا الدينية. *لم نكن نعرف في ذلك الوقت الفرق بين المسيحيين الكاثوليك والأرثوذكس قبل أن نعرف البروتستانت وغيرهم‘ وكان السودان يحتفل مع المسيحيين الكاثوليك في مثل هذه الأيام ويمنحهم عطلة ثلاثة أيام. *عرفنا بعد ذلك أن هذه العطلة كانت للمسيحيين الجنوبيين قبل أن ينفصلوا عن السودان وتقوم دولتهم المستقلة‘ وكانت الحكومة تمنح المسيحيين الأرثوذكس عطلة يوم السابع من يناير لذات الإحتفال. *لا أنسى ما حييت إجابة الدكتور زكريا إبراهيم الذي كان يدرسنا الفلسفة في جامعة القاهرة بالخرطوم على سؤالنا العفوي عن دينه‘ بعد أن قلنا له : حتى نهنئنك بالعيد‘ فقال : ليتكم تهنئوني في كل الأعياد. *أقول هذا وأنا أشهد هذه الأيام طقوس الإحتفالات بأعياد الميلاد ورأس السنة هنا في أستراليا وقد تزينت الشوارع وغالب البيوت بشجرة الميلاد واللمبات المضيئة. *في يوم الخامس والعشرين من ديسمبر من كل عام كنت أشارك الإمام الصادق المهدي إحتفال أسرته وأسرة مكتبه بعيد ميلاده في بيته بحي الملازمين وسط إحتفال تجتمع عليه الأسرة وكوكبة من أحبابه‘ وكان الإمام يحول الإحتفال إلى عملية جرد حساب لما مضى من عام والتطلعات المرتجاة في العام الجديد.. لهذا إسمحوا لي كي أتقدم له بتهنئه من هنا مع أطيب الامنيات له ولأسرته وأهله وأحبابه ولكل أهل السودان أن ينعموا جميعاً بالسلام والخير والعيش الكريم. *هذه فرصة طيبة ونحن نحتفل بذكرى مولد المصطفى الهادي الذي أخرج البشرية جمعاء من ظلمات الجاهلية إلى رحاب نور العلم والسلام الإنساني والخير الباقي والعدل العميم‘ لتهنئة الإخوة المسيحيين في بلاد السودان وكل بقاع العالم بعيد ميلاد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام‘ سائلاً المولى عز وجل أن يعيننا جميعاًعلى تعزيز السلام في الأرض وأن نجتهد سوياً من أجل عمران الدنيا وأن ندفع بالتي هي أحسن للتي هي أقوم دون أن ننسى التزود للدار الاخرة بصالح الأعمال في هذه الدنيا أيضا.