المجلس التشريعي وخذلان العسكر وأذناب الكيزان لشعب السودان

 


 

 

استلمت يوم امس الموافق 12/08/2021؛ رسالة بريدية و انتبهت انه مكتوب علي المظروف من الخارج "عاجل"، فاستعجلت في فتح المظروف لاجد انها رسالة من المركز الصحي محررة بتاريخ 10/08/2021 ، يطلب المركز ان اتقبل اعتذارهم بانهم لن يستطيعوا احترام موعد المقابلة المضروب في تمام الساعة الخامسة مساء بتاريخ 03/09/2021 ؛ ولذلك فهم يقترحون تقديم الموعد الى الساعة الرابعة والربع مساء في تاريخ 03/08/2021 ؛ ويرجوني في حالة عدم قبول الاقتراح للتواصل معهم في اسرع وقت ممكن.
بعد ان استغفرت الله وقلت "الكترابة" رسالة كتبت وبعثت بالبريد قبل قرابة الشهر من الموعد المحدد لتقديم الموعد 45 دقيقة!!!
طاف بخاطري مباشرة ما ذكرته في مقالي السابق من قول د. جبريل ابراهيم في تاريخ 13/02/2021 بأن (..المجلس التشريعي سيتم في وقت قريب قبل نهاية الشهر...) وهاهي 6 اشهر بالتمام والكمال تنقضي ولم يتم تشكيل المجلس التشريعي!!!
هل يرى المركز الصحي ان 45 دقيقة وقت مهم في حياتي فيرسل رسالة ويعتذر عن اضاعتهم لي لتلك الدقائق، ولا يرى الدكتور جبريل ابراهيم ان 6 اشهر وقت مهم في حياة شعب بأكمله؛ فيلقي الوعود جزافا ويحدد الفترة في لا مبالة بأن تحقق الامر ام لا؛ ثم من باب الاحترام للشعب السوداني؛ لماذا لم يكلف د. جبريل نفسه في نهاية شهر فبراير 2021 فيكتب ولو تغريدة على "تويتر" معتذرا للشعب السوداني بأن وعده بتشكيل المجلس التشريعي لم يتم لاسباب خارجة عن ارادته مثلا!!!

في حقيقة الأمر، لقد مرت حوالي 24 شهرا اي سنتين بالتمام والكمال منذ ان ( نصت الوثيقة الدستورية الموقعة بين المجلس العسكري (المنحل) وقوى إعلان الحرية والتغيير في 17 أغسطس 2019، على أن يتكون المجلس التشريعي .... ويباشر مهامه خلال 90 يوما من تاريخ توقيع الوثيقة ذاتها، ...وبالتالي، كان مقررا الإعلان عن تشكيل المجلس التشريعي، في 17 نوفمبر 2019، وفقا للوثيقة الدستورية الخاصة بالمرحلة الانتقالية، غير أن المجلس لم يتشكل حتى الآن)!!!
وتأتي اهمية المجلس التشريعي (البرلمان)، في انه الجهة الوحيدة والاحق بسن القوانين والتشريعات).

يبقى ان الكيزان ممثلون في لجنة البشير الامنية في المجلس العسكري وبعض اعضاء مجلس السيادة يصرون على تعطيل قيام المجلس التشريعي ويمارسون صلاحياتهم "دكاكينيا" من خلال ما أسموه مجلس الشركاء -شركاء في التخذيل- وأحيانا يغيبون حتى مجلس الشركاء كما فعل البرهان "الضهبان" أمس بتوقيعه لاتفاقية منح تركيا 100الف هكتار زراعي في السودان أي مليار متر مربع. فعل ذلك بصفته رئيس مجلس الشركاء رغم انه القائل في 09/09/2020 (مجلس شركاء الفترة الانتقالية لا يلغي دور المجلس التشريعي في الرقابة والتشريع.)!!!
انها الفوضى والعشوائية التي تدل على عدم احترام الشعوب بل على عدم احترام الفرد الاخر ولو كان زميل مهنة من اقدس المهن الا وهي القضاء؛ والا فما هو مبرر ان ينقل مدير القضاء قاضي الى مدينة مدني ثم بعدها بعشر ايام ينقله مرة أخرى الى مكان اخر.
لا تبرروا عدم نهضة البلاد والشعوب لعدم وجود الامكانيات مثل البترول الكافي وغيره؛ بل السبب الاول للنهضة بالشعوب والبلاد في الدول المتقدمة هو الاحترام المتبادل و "المقنن" بين الجميع الحاكم والمحكوم؛ الوالدين والاطفال؛ الزوج والزوجة؛ الجيران والزملاء ..الخ
هذا الاحترام كان ينبغي ان يوجد على الاقل عند المسؤولين الذين يقدمون ويسوقون انفسهم على ان قلوبهم على الشعب والسودان في حين ان قلوبهم مع من يملأ جيوبهم !!!
أنشد الشاعر يحي فضل الله في قصيدته "سيناريو العكس" ولعلها تصف أكثر ما تصف خذلان العسكر وأذناب الكيزان لشعب السودان.
"مقلوبه
دي الدنيا وغلط ..
مشنوقه خطوات الصباح
عصفورة الامل البراح
مدهوسه في شارع ظلط ..
مسروقه
احلام الصبايا
مسلوبه
من تاريخ بعيد
فرحة العيد السعيد
منهوبه
يا كل البلد".

wadrawda@hotmail.fr

 

آراء