المجلس العسكري والوفاء بالعهد

 


 

 


كلام الناس

*إستبشرنا مثل غيرنا من أهل السودان بإنحياز قوات الشعب المسلحة للإرادة الشعبية، لكننا كنا ننتظر إنحيازاً إيجابياً يحقق مطالب الجماهير الثائرة التي خرجت لإسقاط النظام السابق وفتح صفحة جديدة لنظام حكم مدني ديمقراطي راشد.

*أكدنا من قبل ثقتنا في قوات الشعب المسلحة لكن ظلت المخاوف من القوات الموازية والموالية المحسوبة على قوات الشعب المسلحة، ونحمد لكل القوات النظامية التي أدت دورها المهني في الحفاظ على سلمية الجماهير المحتشدة وحمتها من بعض المتفلتين الذين يسعون لإشعال فتنة ليس في مصلحة أي طرف من الأطراف السودانية بما في ذلك الأطراف التي كانت حاكمة تأجيجها.
*أكتب هذا بعد المؤتمر الصحافي الذي عقده المجلس العسكري للرد على مشروع قوى الحرية والتغيير الذي نحمد له الشروع في التفاوض مع وفد قوى الحرية والتغيير بإعتبارهم القيادة الفعلية للثورة الشعبية بلا من ولا أذى، لكن ما أعلنه الناطق الرسمي بإسم المجلس رغم لغته الدبلوماسية فجر الكثير من القضايا الخلافية التي ليس من إختصاص المجلس العسكري الذي قال أنه إنحاز للجاهير كي يسلم السلطة لنظام حكم مدني ديمقراطي يقرر فيه أهل السودان مستقبلهم السياسي دون فرض أي رؤية حزبية احادية أو وصاية فوقية.
*ليس المجال هنا مجال الخوض في الخلافات الفوقية بين المجلس وقوى الحرية والتغيير، لكن الأمر المقلق هو إستمرار المجلس في جرجرة السودان نحو دوامة النهج السياسي السابق عبر الحوار مع تنظيمات وأحزاب مصنوعة في مطبخ النظام السياسي السابق، وتكرار الحديث عن إستلامه أكثر من مائة رؤية ومشروع من أحزاب الفكة والحركات المسلحة التي إتفقت مع النظام السابق وشاركت في حكموماته الفاشلة.
*للأسف إستغل المجلس العسكري بعض الخلافات الداخلية وسط مكونات قوى الحرية والتغيير وإستقوى بها رغم علمه بأنهم وخلفهم الجاهير المحتشدة أمامه مقر القيادة متفقون على ضرورة الإسراع بنقل السلطة إلى حكم مدني ديمقراطي عبر مشروع معد وجاهز بهياكلة السيادية والتشريعية والتنفيذية.
*مرة أخرى نقول أنه ليس من مصلحة المجلس العسكري ولا القوى السياسية والعسكرية المتربصة لإجهاض الثورة الشعبية السعي المسموم للعودة بأسماء أحزاب وتنظيمات خرجت من تحت عباءة المؤتمر الوطني والحركة التي كانت حاكمة وفشلت فشلاً ظاهراً في الحفاظ على وحدة السودان وتحقيق السلام العادل الشامل ومعالجة الأزمات السياسية والإقتصادية والأمنية التي ألقت بظلالها السالبة على حياة المواطنين المعيشية بل فاقمتها رغم الشعارات المضللة التي هجرتها وأخذت تلهت وراء زينة الحياة الدنيا لصالح بعض منسوبيهم ومن والاهم محاولة إعادة تدوير عجلة النظام السابق منتهية الصلاحية.
*كل المطلوب المجلس العسكري الوفاء بالعهد الذي أعلنه منذ تسلمه السلطة والإسراع بالإنتقال السلمي للحكم المدني الديمقراطي، وتأمين دورهم المهني والقومي في الدفاع والأمن بعيداً عن التسلط والقهر.
• *رمضان كريم.

 

آراء