المجنسون يتآمرون
كمال الهدي
22 August, 2021
22 August, 2021
تأملات
. لم أستغرب حين طالعت بعض اتهامات المجنسين الاريتريين تحديداً في حق صديقي الوطني الغيور الدكتور فيصل عوض حسن.
. ففيصل سخر قلمه منذ سنوات طويلة لنشر الوعي وتبصير الناس بما يغفلون عنه.
ومعلوم أن كل من يضع نشر الوعي هدفاً كان لابد أن يُستهدف من نظام (المقاطيع) وأزلامهم، أو على الأقل يُهمش.
. وإن راجعت عزيزي القاريء قائمة الأقلام الصحفية التي هُمشت أو تعرضت للمضايقات خلال حقبة (الانقاذيين) مجازاً في مقابل من رُوج لهم كقامات صحفية ستجد الفرق كما المسافة ما بين السماء والأرض.
. لا ضير اطلاقاً في أن يحصل حامل جواز أي بلد على جنسية بلد آخر، شريطة أن يتبع في ذلك الطرق القانونية المعروفة ويحترم المُجنس عادات وتقاليد وطنه الجديد ويحافظ على أمنه وسلمه.
. ومعلوم أن من حصلوا على الجنسية السودانية خلال حُكم الطغاة الفاسدين لم يتبعوا في ذلك الطرق المشروعة في هذا الشأن.
. ومثلما كان غرض الكيزان دنيئاً وتآمرياً من منح جوازنا لكل من هب ودب، سعى المجنسون الجدد لتحقيق غايات دنيئة أيضاً.
. لا يمنع ذلك وجود أعداد بسيطة ربما لجأوا للسودان من أجل عيش كريم، لكنهم حصلوا على ما يريدونه بطريقة غير مشروعة طالما أنهم دفعوا المعلوم لشقيق المخلوع ونالوا الجواز خلال أيام معدودات وبلا أي إجراء مما هو متبع في هذا الجانب.
. ولأن ما يقوم على الباطل لا يمكن أن يكون إلا باطلاً رأي الكثيرون ومنهم دكتور فيصل أن المجنسين لا يريدون الخير لشرقنا الحبيب ولا لوطننا الأكبر السودان.
. وهذه حقيقة أكدتها وقائع لا تحصى ولا تعد لن أعيدها هنا حتى لا أطيل على القاريء.
. لكن يكفي تدخلهم فيما لا يعنيهم واذعانهم التام لأعداء الوطن وتشويهم للتاريخ.
. لكل ما تقدم لم أستغرب هجوم هؤلاء المجنسين واتهاماتهم لصديقي فيصل بما ليس فيه.
. ما دعاني لكتابة هذا المقال ليس الدفاع عن فيصل فهو أكاديمي معروف وصاحب قلم قوي وفاعل يعرف كيف يدافع به عن نفسه، ولو أن كتاباته الثرة طوال العقود الماضية لن تحوجه للدفاع عن نفسه في وجه اتهامات وتلفيق مضحك.
. لكنني قصدت من المقال توضيح حقيقة ربما إنها غائبة عن بعض القراء.
فقد ذكر أحد المهاجمين للدكتور أنه كتب ضد تعيين عمار كوالِ لكسلا لأنه عمل تحت إدارة عمار في صحيفة التغيير وتم طرده منها ولذلك سعى فيصل لتصفية خلافاته مع عمار وبقية طاقم الصحيفة.
. مثل هذا الكلام والتلفيق السخيف لن يتوقف على فيصل وحده، بل تعرض وسيتعرض له كل من يلهث وراء الحقائق ويتناول قضايا الوطن بشجاعة واخلاص.
. وما يجب أن يفهمه القاريء العادي هو أن الصحف الإلكترونية لا تستكتب أحداً نظير ولا مليم أحمر.
يعني الكتابة لهذه الصحف والمواقع عمل تطوعي من كتاب وطنيين أرادوا أن يخدموا وطنهم لا أكثر.
لذلك ليس هناك شيئاً اسمه أن فلاناً كان يكتب تحت إدارة فلان وتم طرده من صحيفة أو موقع الكتروني.
. حتي الصحف الورقية التي تُباع بالمال يكتب لها الكثير جداً من كتاب المهجر بدون أي أجر.
. ولعلم هؤلاء ( المتسلبطين) دكتور فيصل ده ظل يقدم استراتيجيات متكاملة لإدارة سودان ما بعد تغيير نظام الكيزان قبل أن يسمع السودانيون بأي واحد منكم أو بدكتور حمدوك نفسه.
. أي والله، وهذا ليس تقليلاً من حمدوك.
لكن عندما أعد فيصل استراتيجيته المعنية وطلب من الخبراء اعانته في تفاصيل خطوطها العامة كل حسب تخصصه، سبق ذلك ثورة ديسمبر بسنوات عديدة ولم يكن المتأسلمون أنفسهم قد رشحوا حمدوك لوزارة المالية وبالتالي لم يسمع به السودانيون وقتها.
. فأرجو أن ينتبه السودانيون لتآمر البعض ومحاولاتهم البائسة لخلط الأوراق وارباك المشهد.
. فبلدنا ما ناقصة مصائب عشان كمان ندافع عن مجنس بطريقة غير شرعية، وليت هذا المجنس اكتفى بجوازه وأقام بيننا محترماً وهادئاً.
بلدنا ما ناقصة تهاون وتقاعس ولابد من تفاعل مع الحقائق ومن لديه أي شكوك يجب أن يسعى لإزالتها أو تأكيدها قبل فوات الأوان.
. الصالح صالح والطالح طالح ولن تغير الشائعات والأقاويل غير المسنودة من ذلك شيئاً.
. إحدى أكبر مشاكلنا كسودانيين هي أننا نكتفي بالفرجة على المشاهد العبثية والمحاولات التخريبية ولا نتصدى للمتآمرين على بلدنا ولو بالكلمة.
. وهذا يذكرني بسؤال للدكتور فخر الدين كان قد طرحه خلال لايف له قبل يومين حول ضرورة تشكيل مجالس بلدية من الثوار الحقيقيين.
. فقد تساءل فخر الدين قائلاً: ليه السودانيين بيبدوا كمتسابقين يركضون بحماس وعندما يقتربون من نقطة النهاية يبطئون أو يتوقفون كلياً!
. والحقيقة أننا كلما لبنت أديناها الطير يا دكتور.
. لكن لابد أن نحرص هذه المرة، فثورة ديسمبر جاءت مختلفة وحرام أن نتهاون في المحافظة عليها وعلى مكتسباتها القليلة جداً حتى الآن.
. أتفق مع دكتور فخر الدين تماماً في فكرة تشكيل المجالس البلدية من الأحياء وفرضها على هذه الحكومة المتقاعسة حتى عن توفير الأمن للناس.
. أذكر أنني اقترحت في قروب للصحفيين خلال انتفاضة 2015 تنشيط العمل الميداني بتشكيل مجموعات من ثلاثة أو خمسة أشخاص معروفين بحسن الخلق في كل حي، لكي يروجوا للتغيير كرافد لما نكتبه في الأعمدة الصحفية.
. وقد كان رأيي وقتذاك أن العدد سوف يتوسع في كل حي بمرور الوقت طالما بدأ بأشخاص محل ثقة جيرانهم.
. وفكرة المجالس البلدية التي طرحها فخر الدين تشبه هذا الطرح كثيراً.
. فأهل مكة أدرى بشعابها، وسوف يختار أهل كل حي ممثليهم من أنقى شبابهم وأحسنهم خلقاً.
. وبذلك يستطيع الشعب شيئاً فشيئاً استرداد ثورته المسلوبة بدلاً من الدفاع عن مسئولين نسوا أهم شعارات هذه الثورة، أو الإكتفاء بالتذمر مما يجري.
kamalalhidai@hotmail.com
////////////////////
. لم أستغرب حين طالعت بعض اتهامات المجنسين الاريتريين تحديداً في حق صديقي الوطني الغيور الدكتور فيصل عوض حسن.
. ففيصل سخر قلمه منذ سنوات طويلة لنشر الوعي وتبصير الناس بما يغفلون عنه.
ومعلوم أن كل من يضع نشر الوعي هدفاً كان لابد أن يُستهدف من نظام (المقاطيع) وأزلامهم، أو على الأقل يُهمش.
. وإن راجعت عزيزي القاريء قائمة الأقلام الصحفية التي هُمشت أو تعرضت للمضايقات خلال حقبة (الانقاذيين) مجازاً في مقابل من رُوج لهم كقامات صحفية ستجد الفرق كما المسافة ما بين السماء والأرض.
. لا ضير اطلاقاً في أن يحصل حامل جواز أي بلد على جنسية بلد آخر، شريطة أن يتبع في ذلك الطرق القانونية المعروفة ويحترم المُجنس عادات وتقاليد وطنه الجديد ويحافظ على أمنه وسلمه.
. ومعلوم أن من حصلوا على الجنسية السودانية خلال حُكم الطغاة الفاسدين لم يتبعوا في ذلك الطرق المشروعة في هذا الشأن.
. ومثلما كان غرض الكيزان دنيئاً وتآمرياً من منح جوازنا لكل من هب ودب، سعى المجنسون الجدد لتحقيق غايات دنيئة أيضاً.
. لا يمنع ذلك وجود أعداد بسيطة ربما لجأوا للسودان من أجل عيش كريم، لكنهم حصلوا على ما يريدونه بطريقة غير مشروعة طالما أنهم دفعوا المعلوم لشقيق المخلوع ونالوا الجواز خلال أيام معدودات وبلا أي إجراء مما هو متبع في هذا الجانب.
. ولأن ما يقوم على الباطل لا يمكن أن يكون إلا باطلاً رأي الكثيرون ومنهم دكتور فيصل أن المجنسين لا يريدون الخير لشرقنا الحبيب ولا لوطننا الأكبر السودان.
. وهذه حقيقة أكدتها وقائع لا تحصى ولا تعد لن أعيدها هنا حتى لا أطيل على القاريء.
. لكن يكفي تدخلهم فيما لا يعنيهم واذعانهم التام لأعداء الوطن وتشويهم للتاريخ.
. لكل ما تقدم لم أستغرب هجوم هؤلاء المجنسين واتهاماتهم لصديقي فيصل بما ليس فيه.
. ما دعاني لكتابة هذا المقال ليس الدفاع عن فيصل فهو أكاديمي معروف وصاحب قلم قوي وفاعل يعرف كيف يدافع به عن نفسه، ولو أن كتاباته الثرة طوال العقود الماضية لن تحوجه للدفاع عن نفسه في وجه اتهامات وتلفيق مضحك.
. لكنني قصدت من المقال توضيح حقيقة ربما إنها غائبة عن بعض القراء.
فقد ذكر أحد المهاجمين للدكتور أنه كتب ضد تعيين عمار كوالِ لكسلا لأنه عمل تحت إدارة عمار في صحيفة التغيير وتم طرده منها ولذلك سعى فيصل لتصفية خلافاته مع عمار وبقية طاقم الصحيفة.
. مثل هذا الكلام والتلفيق السخيف لن يتوقف على فيصل وحده، بل تعرض وسيتعرض له كل من يلهث وراء الحقائق ويتناول قضايا الوطن بشجاعة واخلاص.
. وما يجب أن يفهمه القاريء العادي هو أن الصحف الإلكترونية لا تستكتب أحداً نظير ولا مليم أحمر.
يعني الكتابة لهذه الصحف والمواقع عمل تطوعي من كتاب وطنيين أرادوا أن يخدموا وطنهم لا أكثر.
لذلك ليس هناك شيئاً اسمه أن فلاناً كان يكتب تحت إدارة فلان وتم طرده من صحيفة أو موقع الكتروني.
. حتي الصحف الورقية التي تُباع بالمال يكتب لها الكثير جداً من كتاب المهجر بدون أي أجر.
. ولعلم هؤلاء ( المتسلبطين) دكتور فيصل ده ظل يقدم استراتيجيات متكاملة لإدارة سودان ما بعد تغيير نظام الكيزان قبل أن يسمع السودانيون بأي واحد منكم أو بدكتور حمدوك نفسه.
. أي والله، وهذا ليس تقليلاً من حمدوك.
لكن عندما أعد فيصل استراتيجيته المعنية وطلب من الخبراء اعانته في تفاصيل خطوطها العامة كل حسب تخصصه، سبق ذلك ثورة ديسمبر بسنوات عديدة ولم يكن المتأسلمون أنفسهم قد رشحوا حمدوك لوزارة المالية وبالتالي لم يسمع به السودانيون وقتها.
. فأرجو أن ينتبه السودانيون لتآمر البعض ومحاولاتهم البائسة لخلط الأوراق وارباك المشهد.
. فبلدنا ما ناقصة مصائب عشان كمان ندافع عن مجنس بطريقة غير شرعية، وليت هذا المجنس اكتفى بجوازه وأقام بيننا محترماً وهادئاً.
بلدنا ما ناقصة تهاون وتقاعس ولابد من تفاعل مع الحقائق ومن لديه أي شكوك يجب أن يسعى لإزالتها أو تأكيدها قبل فوات الأوان.
. الصالح صالح والطالح طالح ولن تغير الشائعات والأقاويل غير المسنودة من ذلك شيئاً.
. إحدى أكبر مشاكلنا كسودانيين هي أننا نكتفي بالفرجة على المشاهد العبثية والمحاولات التخريبية ولا نتصدى للمتآمرين على بلدنا ولو بالكلمة.
. وهذا يذكرني بسؤال للدكتور فخر الدين كان قد طرحه خلال لايف له قبل يومين حول ضرورة تشكيل مجالس بلدية من الثوار الحقيقيين.
. فقد تساءل فخر الدين قائلاً: ليه السودانيين بيبدوا كمتسابقين يركضون بحماس وعندما يقتربون من نقطة النهاية يبطئون أو يتوقفون كلياً!
. والحقيقة أننا كلما لبنت أديناها الطير يا دكتور.
. لكن لابد أن نحرص هذه المرة، فثورة ديسمبر جاءت مختلفة وحرام أن نتهاون في المحافظة عليها وعلى مكتسباتها القليلة جداً حتى الآن.
. أتفق مع دكتور فخر الدين تماماً في فكرة تشكيل المجالس البلدية من الأحياء وفرضها على هذه الحكومة المتقاعسة حتى عن توفير الأمن للناس.
. أذكر أنني اقترحت في قروب للصحفيين خلال انتفاضة 2015 تنشيط العمل الميداني بتشكيل مجموعات من ثلاثة أو خمسة أشخاص معروفين بحسن الخلق في كل حي، لكي يروجوا للتغيير كرافد لما نكتبه في الأعمدة الصحفية.
. وقد كان رأيي وقتذاك أن العدد سوف يتوسع في كل حي بمرور الوقت طالما بدأ بأشخاص محل ثقة جيرانهم.
. وفكرة المجالس البلدية التي طرحها فخر الدين تشبه هذا الطرح كثيراً.
. فأهل مكة أدرى بشعابها، وسوف يختار أهل كل حي ممثليهم من أنقى شبابهم وأحسنهم خلقاً.
. وبذلك يستطيع الشعب شيئاً فشيئاً استرداد ثورته المسلوبة بدلاً من الدفاع عن مسئولين نسوا أهم شعارات هذه الثورة، أو الإكتفاء بالتذمر مما يجري.
kamalalhidai@hotmail.com
////////////////////