المرأة السودانية _ صانعة الجمال والإبداع .. مؤانسة

 


 

 

زهير عثمان حمد

تلعب النساء المثقفات دورًا حيويًا بالحياة العامة فالمرأة المثقفة لها ثقل كبير بالمجتمع . وكذلك في زمن الحرب، ليس فقط كضحية للظروف، بل كعنصر فعّال في الحفاظ على النسيج الاجتماعي ومحاسن دور المرأة المثقفة في الحرب وقيمة الحضور النسوي وفي زمن الحرب مهمة ، وتواجه المرأة تحديات جسام تتمثل في العنف ومسالة النزوح و النساء يتعرضن للعنف الجسدي والنفسي وخطر الاعتداء الجنسي وكيفية الوصول للخدمات صعوبات في الحصول على الرعاية الصحية، التعليم، الغذاء، والمأوى , كذلك التهميش و إغفال دور المرأة في جهود السلام وعدم الاعتراف بآرائها وخبراتها, المرأة المثقفة كمحور دعم ,و لقد لعبت المرأة المثقفة السودانية دورًا مهمًا في الحياة العامة والتطور الاجتماعي والثقافي في السودان. ويعود الفضل إلى الاصلاحي والمربي بابكر بدري (1861-1954) في ابتدار تعليم المرأة بشكله الحديث في السودان، حيث كان أول من افتتح مدرسة لتعليم البنات في عام 1907 بمدينة رفاعة، وقد كانت البداية بمنزله، حيث أدخل بناته في مدرسته المنزلية، ليبدأ بهن رسم حقبة جديدة من التعليم النسوي، وهي خطوة لم تمر بسهولة، في مجتمع لا يزال ينظر للمرأة في الدور التقليدي لها، وكان ثمة توجس كبير من تعليم المرأة ودخولها في الحياة الاجتماعية الفاعلة , تُظهر الأبحاث أن المرأة المثقفة في السودان قد ساهمت بشكل كبير في مجالات متعددة مثل التعليم، الثقافة، والسياسة ، تُشير الدراسات إلى أن المرأة السودانية قد شاركت في الحركة النسائية منذ فترة ما قبل الاستقلال، وقد أنجزت الكثير منذ الأربعينيات من القرن الماضي، مثل تأسيس اتحاد المعلمات السودانيات في عام 1949 ونقابة الممرضات في عام 1950، وكذلك حصولها على حق التصويت والانتخاب إلى جانب الرجل في عام 1955.وهنالك رصد لدورها في مجالات عديدة, حيث المرأة المثقفة السودانية قد ساهمت في تطوير المجتمع من خلال نضالها في كثير من مجالات الحياة، وحوَّلتها إلى رؤية مسموعة ومكتوبة من بوابة العلم والمعرفة والأدب3. وقد أكدت الدراسات على أهمية دور المرأة المثقفة في دفع عجلة التقدم والارتقاء بالإنسان، ورسم المسار نحو مجتمع متحرر.إن دور المرأة المثقفة في السودان يُعد دعامةً لبناء المجتمع، وهي تواصل مسيرة البناء على أسس العدالة والمساواة بالقيم الإيجابية النبيلة3. ومن الجدير بالذكر أن السودان قد شهد تطورًا مضطردًا في مشاركة المرأة في الحياة العامة، وهذا يُظهر الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها المرأة السودانية والدور الذي يمكن أن تلعبه في المستقبل , وفي مجال الكتابة الإبداعية وحضورهن. هناك العديد من النساء السودانيات اللواتي يتركن بصماتهن في مجال الكتابة الإبداعية، سواء في الشعر، الرواية، أو القصة القصيرة. ونجد مثل آية عبد العظيم, رغم تحديات الإعاقة، استطاعت آية أن تتعلم القراءة والكتابة بنفسها وأصبحت مصدر إلهام في مجتمعها.سارة حمزة الجاك: روائية وقاصة سودانية شاركت في مؤتمر للكاتبات السودانيات نظمته جامعة أكسفورد.نجاة إدريس: قاصة وإعلامية سودانية، كانت من بين المشاركات في المؤتمر الذي نظمته جامعة أكسفورد.ستيلا قاتيانو: قاصة من جنوب السودان، شاركت أيضًا في المؤتمر الذي أقيم في جامعة أكسفورد., وغيرهن يسهمن في تقديم صورة متنوعة وغنية عن الثقافة السودانية من خلال أعمالهن الأدبية، ويعكسن التحديات والإنجازات التي تواجه المرأة السودانية في مجتمعها. إن مساهماتهن تعد مصدر إلهام وفخر للسودان وللمجتمع الأدبي العالمي. لدي في بنك معلوماتي رصيد ضخم لأسماء الملهمة: يضيق المجال هنا لذكرهن

آمنة الصادق بدري: روائية سودانية معروفة. قدمت أعمالًا أدبية تناولت قضايا الحرب والهجرة والهوية.

أسماء الدرير: كاتبة وشاعرة، تميزت بأسلوبها الشاعري الراقي ومواضيعها الاجتماعية.
إشراقة مصطفى: روائية وشاعرة، ألهمت القراء بأعمالها التي تجمع بين الواقعية والخيال.
فاطمة أحمد إبراهيم: سياسية يسارية وكاتبة بمجلة نسوية
هذه مجرد نماذج قليلة من الكتابات السودانيات المبدعات. ولا استطيع أن انسي مديحة عبد الله هي صحافية سودانية وأول رئيسة تحرير في صحيفة الميدان السودانية منذ عام 2011، حيث يتم نشرها من قبل الحزب الشيوعي السوداني. تعد مديحة من بين النساء الرائدات في مجال الصحافة، مثل الكاتبة فاطمة أحمد إبراهيم في أوائل الأربعينيات من القرن العشرين، حيث أصدرت نشرة “صوت النساء” .على الجانب المهني، بدأت مديحة حياتها المهنية كصحفية في مجلة الميدان الإخبارية في عام 1985، ثم عملت في جريدة الأيام. كتبت أيضًا عددًا من الأعمدة في الميدان بعد اتفاقية السلام الشامل في السودان. إلى جانب ذلك، تعمل مديحة كناشطة في مجال حقوق المرأة، حيث تدعو إلى تحقيق المساواة للمرأة وتؤمن بالعمل لضمان سد الفجوة بين الجنسين. كما تكتب مقالات على الإنترنت حول قضايا المرأة، من بينها منتدى سوداني أونلاين.مديحة عبد الله تعد شخصية مؤثرة في مجال الإعلام والصحافة في السودان، وتستحق التقدير لمساهمتها الكبيرة في نشر الوعي

لقد أثرت الكتابة بلغات أخرى غير العربية بشكل كبير على الأدب السوداني، وخاصة من خلال الكتاب الذين يعيشون في المهجر. ليلي أبو العلا وإشراقة مصطفى هما مثالان بارزان على ذلك.ليلي أبو العلا، وهي كاتبة وروائية سودانية، تكتب باللغة الإنجليزية وقد حازت على جوائز عديدة. وُلدت في القاهرة ونشأت في الخرطوم، وتخرجت من جامعة الخرطوم في تخصص الاقتصاد وحصلت على درجة الماجستير في الإحصاء من معهد لندن للاقتصاد. أعمالها تناولت قضايا الهوية والهجرة والروحانية الإسلامية، وقد تُرجمت إلى عدة لغات.

إشراقة مصطفى، من جهتها، هي كاتبة ومترجمة وأستاذة جامعية سودانية تقيم في النمسا تكتب باللغتين العربية والألمانية وتعد من الناشطات في مجال حقوق المرأة. حصلت على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة فيينا وتعمل كمحاضرة في مجالات متعددة. أعمالها تناولت موضوعات مثل النساء في أوضاع الحروب والصراعات المسلحة.

كلا الكاتبتين استخدمتا الكتابة بلغة غير العربية كوسيلة للتعبير عن تجاربهما الشخصية وقد يسالني سائل عن قضية الهوية في السودان هي موضوع معقد ومتعدد الأبعاد، وقد تم تناولها بشكل مكثف في الكتابات الأدبية والسياسية. السودان بلد ذو تنوع ثقافي وعرقي كبير، وهذا التنوع يعكس تاريخًا طويلًا من التفاعلات بين الحضارات المختلفة.,في الأدب السوداني، تُعتبر الهوية موضوعًا رئيسيًا يتم استكشافه من خلال الروايات والقصص القصيرة والشعر. الكتاب السودانيون، بمن فيهم النساء، يستخدمون الأدب كوسيلة للتعبير عن تجاربهم الشخصية والجماعية، ولطرح أسئلة حول الانتماء والتاريخ والثقافة.

الكتابات الأدبية تسعى للبحث عن الحقيقة المتعلقة بقضية الهوية وتقديم رؤى جديدة تواكب مجريات الأحداث والحياة. الأدب يعمل كمجال مفتوح يتناول البُعد النفسي والفلسفي والرأي الشخصي، ويقدم فلسفة أحداثه المروية التي تجعل القارئ يبتعد عن المعنى المقصود في النص.الكتاب الروائيون يميلون إلى الظروف المصاحبة للمشاعر والأحاسيس القلقة، ويستخدمون الكتابة كوسيلة لمس القضايا المختلفة , ومن خلال الأدب، يمكن للقراء الوصول إلى مستوى الرقي المعرفي وفهم الأمور التي أخفاها الكاتب.

في السودان، تعتبر قضية الهوية قضية مصيرية في ظل التنوع الكبير، وقد فشلت البلاد في إدارة هذا التنوع، مما أدى إلى عدد من المشكلات، بما في ذلك انفصال الجنوب وحرب دارفور , أن الكتابات حول الهوية تسعى لتخليص مسألة الهوية من النسق المتعارف عليه في الكتابة، وتقديم نظرة جديدة تخرج من ضيق الإيديولوجيا إلى رحاب الابستمولوجيا.

بالنسبة للكتابات السودانيات، فإنهن يستخدمن الأدب كوسيلة للتعبير عن تجاربهن الشخصية والجماعية، ولطرح أسئلة حول الانتماء والتاريخ والثقافة في بلد يتسم بتنوعه الثقافي والعرقي الكبير., لقد أولت الدراسات الأدبية والنقاد اهتمامًا كبيرًا لحراك المرأة السودانية الأدبي، وخاصة في ظل الأحداث السياسية والاجتماعية الأخيرة التي شهدها السودان. تُظهر هذه الدراسات أن المرأة السودانية لعبت دورًا محوريًا في الحركة الأدبية والثقافية، وأن مشاركتها كانت فعالة ومؤثرة في كل مجالات الإبداع.وتشير الدراسات إلى أن المرأة السودانية استطاعت أن تتجاوز العديد من العقبات والتحديات، وأن تُسمع صوتها من خلال الكتابة الإبداعية، سواء في الشعر، الرواية، أو الكتابة السياسية. وقد تميزت بالشجاعة والإصرار على التعبير عن القضايا الوطنية والاجتماعية، وكان لها دور بارز في الثورة السودانية التي أطاحت بنظام البشير، حيث كانت المرأة السودانية هي المحرك الأساسي للتظاهرات والمواكب الاحتجاجية.كما أن النقاد يشيدون بالمرأة السودانية لمساهمتها في توثيق الأحداث الوطنية والثقافية والأدبية، ولدورها في تعزيز الوعي الاجتماعي والثقافي في البلاد3. وقد أكدت الدراسات على أهمية دور المرأة في الحركة الأدبية والثقافية السودانية، وأنها كانت ولا تزال قوة دافعة للتغيير والتطور في المجتمع السوداني.

وتُعتبر المرأة السودانية رمزًا للإبداع والتحدي والتغيير، وقد أثبتت أن لها دورًا لا يُستهان به في كل مجالات الإبداع الأدبي والثقافي لم تسقطا من ذهني سوزان كاشف وآن الصافي هما بالفعل من الكتابات السودانيات المعروفات ولهن إسهامات مهمة في الأدب.سوزان كاشف هي روائية وشاعرة سودانية، تعيش في لندن، وتعتبر قضية الهجرة محورية في مشروعها الإبداعي. من أعمالها الروائية “إيرات” و"توابيت عائمة"، والتي تتناول فيها قضايا الهجرة غير الشرعية والتجارب الإنسانية.

آن الصافي، من جانبها، هي كاتبة وروائية وإعلامية ومهندسة سودانية، لها عدة إصدارات منها رواية “إنه هو” و"خبز الغجر"، وتتناول في أعمالها قضايا متعددة تتعلق بالمجتمع والثقافة.وهن قدمتا مساهمات قيمة في الأدب السوداني والعربي، وأثرتا في الحوار حول قضايا الهوية والمرأة والمجتمع.

أن مستقبل الكتابة والنسوية في السودان يبدو واعدًا ومليئًا بالإمكانيات، خاصة في ظل التطورات الاجتماعية والثقافية الأخيرة. الحركة النسوية في السودان تشهد نموًا مستمرًا وتأثيرًا متزايدًا في مختلف المجالات، بما في ذلك الأدب والكتابة .الكتابة النسوية في السودان تعكس تاريخًا طويلًا من النضال والسعي نحو التحرر وتشكيل كينونة الذات، وهي مرتبطة بشكل كبير بحركة التعليم والتحديث. وقد أظهرت النساء السودانيات قدرة كبيرة على التعبير عن أنفسهن ومواجهة التحديات الاجتماعية من خلال الكتابة والإبداع.مع تزايد الوعي والتعليم، من المتوقع أن تستمر الكتابة النسوية في السودان في النمو والتطور، وأن تسهم في تشكيل مستقبل الثقافة والأدب في البلاد. ومن المرجح أن تستمر المرأة السودانية في لعب دور محوري في الحركة الأدبية والثقافية، مما يعزز من مكانتها ويفتح المجال لمزيد من الإسهامات الإبداعية , وبشكل عام، يمكن القول إن مستقبل الكتابة والنسوية في السودان يحمل الكثير من الأمل والتفاؤل، ويعد بمزيد من الإنجازات والتقدم في مجال الأدب والإبداع.

على الرغم من كل التحديات، يبرز المرأة المثقفة كمحور دعم من خلال الدفاع عن حقوق الإنسان ونضال طويل وقاسي من أجل حقوق النساء والأطفال والمطالبة بمحاسبة مرتكبي الانتهاكات. وأهمية الرعاية الصحية وتقديم الدعم الطبي في حالات الطوارئ وتعزيز الصحة العامة, وكذلك قضية التعليم والمساهمة في تعليم الأطفال وتوفير فرص تعليمية في ظروف الحرب.الدعم النفسي: مساندة الضحايا ومساعدتهم على التغلب على الصدمات.جهود السلام: المشاركة في مبادرات السلام وبناء جسور التواصل بين الأطراف المتنازعةتلعب النساء المثقفات دورًا حيويًا بالحياة العامة فالمرأة المثقفة لها ثقل كبير بالمجتمع وكذلك في زمن الحرب، ليس فقط كضحية للظروف، بل كعنصر فعّال في الحفاظ على النسيج الاجتماعي ومحاسن دور المرأة المثقفة في الحرب وقيمة الحضور النسوي وفي زمن الحرب مهمة ، وتواجه المرأة تحديات جسام تتمثل في العنف ومسالة النزوح و النساء يتعرضن للعنف الجسدي والنفسي وخطر الاعتداء الجنسي وكيفية الوصول للخدمات صعوبات في الحصول على الرعاية الصحية، التعليم، الغذاء، والمأوى , كذلك التهميش و إغفال دور المرأة في جهود السلام وعدم الاعتراف بآرائها وخبراتها, المرأة المثقفة كمحور دعم ,و لقد لعبت المرأة المثقفة السودانية دورًا مهمًا في الحياة العامة والتطور الاجتماعي والثقافي في السودان. ويعود الفضل إلى الاصلاحي والمربي بابكر بدري (1861-1954) في ابتدار تعليم المرأة بشكله الحديث في السودان، حيث كان أول من افتتح مدرسة لتعليم البنات في عام 1907 بمدينة رفاعة، وقد كانت البداية بمنزله، حيث أدخل بناته في مدرسته المنزلية، ليبدأ بهن رسم حقبة جديدة من التعليم النسوي، وهي خطوة لم تمر بسهولة، في مجتمع لا يزال ينظر للمرأة في الدور التقليدي لها، وكان ثمة توجس كبير من تعليم المرأة ودخولها في الحياة الاجتماعية الفاعلة , تُظهر الأبحاث أن المرأة المثقفة في السودان قد ساهمت بشكل كبير في مجالات متعددة مثل التعليم، الثقافة، والسياسة ، تُشير الدراسات إلى أن المرأة السودانية قد شاركت في الحركة النسائية منذ فترة ما قبل الاستقلال، وقد أنجزت الكثير منذ الأربعينيات من القرن الماضي، مثل تأسيس اتحاد المعلمات السودانيات في عام 1949 ونقابة الممرضات في عام 1950، وكذلك حصولها على حق التصويت والانتخاب إلى جانب الرجل في عام 1955.وهنالك رصد لدورها في مجالات عديدة, حيث المرأة المثقفة السودانية قد ساهمت في تطوير المجتمع من خلال نضالها في كثير من مجالات الحياة، وحوَّلتها إلى رؤية مسموعة ومكتوبة من بوابة العلم والمعرفة والأدب3. وقد أكدت الدراسات على أهمية دور المرأة المثقفة في دفع عجلة التقدم والارتقاء بالإنسان، ورسم المسار نحو مجتمع متحرر.إن دور المرأة المثقفة في السودان يُعد دعامةً لبناء المجتمع، وهي تواصل مسيرة البناء على أسس العدالة والمساواة بالقيم الإيجابية النبيلة3. ومن الجدير بالذكر أن السودان قد شهد تطورًا مضطردًا في مشاركة المرأة في الحياة العامة، وهذا يُظهر الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها المرأة السودانية والدور الذي يمكن أن تلعبه في المستقبل , وفي مجال الكتابة الإبداعية وحضورهن. هناك العديد من النساء السودانيات اللواتي يتركن بصماتهن في مجال الكتابة الإبداعية، سواء في الشعر، الرواية، أو القصة القصيرة. ونجد مثل آية عبد العظيم, رغم تحديات الإعاقة، استطاعت آية أن تتعلم القراءة والكتابة بنفسها وأصبحت مصدر إلهام في مجتمعها.سارة حمزة الجاك: روائية وقاصة سودانية شاركت في مؤتمر للكاتبات السودانيات نظمته جامعة أكسفورد.نجاة إدريس: قاصة وإعلامية سودانية، كانت من بين المشاركات في المؤتمر الذي نظمته جامعة أكسفورد.ستيلا قاتيانو: قاصة من جنوب السودان، شاركت أيضًا في المؤتمر الذي أقيم في جامعة أكسفورد., وغيرهن يسهمن في تقديم صورة متنوعة وغنية عن الثقافة السودانية من خلال أعمالهن الأدبية، ويعكسن التحديات والإنجازات التي تواجه المرأة السودانية في مجتمعها. إن مساهماتهن تعد مصدر إلهام وفخر للسودان وللمجتمع الأدبي العالمي. لدي في بنك معلوماتي رصيد ضخم لأسماء الملهمة: يضيق المجال هنا لذكرهن

آمنة الصادق بدري: روائية سودانية معروفة. قدمت أعمالًا أدبية تناولت قضايا الحرب والهجرة والهوية.

أسماء الدرير: كاتبة وشاعرة، تميزت بأسلوبها الشاعري الراقي ومواضيعها الاجتماعية.

إشراقة مصطفى: روائية وشاعرة، ألهمت القراء بأعمالها التي تجمع بين الواقعية والخيال.

هذه مجرد نماذج قليلة من الكتابات السودانيات المبدعات. ولا استطيع أن انسي مديحة عبد الله هي صحافية سودانية وأول رئيسة تحرير في صحيفة الميدان السودانية منذ عام 2011، حيث يتم نشرها من قبل الحزب الشيوعي السوداني. تعد مديحة من بين النساء الرائدات في مجال الصحافة، مثل الكاتبة فاطمة أحمد إبراهيم في أوائل الأربعينيات من القرن العشرين، حيث أصدرت نشرة “صوت النساء” .على الجانب المهني، بدأت مديحة حياتها المهنية كصحفية في مجلة الميدان الإخبارية في عام 1985، ثم عملت في جريدة الأيام. كتبت أيضًا عددًا من الأعمدة في الميدان بعد اتفاقية السلام الشامل في السودان. إلى جانب ذلك، تعمل مديحة كناشطة في مجال حقوق المرأة، حيث تدعو إلى تحقيق المساواة للمرأة وتؤمن بالعمل لضمان سد الفجوة بين الجنسين. كما تكتب مقالات على الإنترنت حول قضايا المرأة، من بينها منتدى سوداني أونلاين.مديحة عبد الله تعد شخصية مؤثرة في مجال الإعلام والصحافة في السودان، وتستحق التقدير لمساهمتها الكبيرة في نشر الوعي

لقد أثرت الكتابة بلغات أخرى غير العربية بشكل كبير على الأدب السوداني، وخاصة من خلال الكتاب الذين يعيشون في المهجر. ليلي أبو العلا وإشراقة مصطفى هما مثالان بارزان على ذلك.ليلي أبو العلا، وهي كاتبة وروائية سودانية، تكتب باللغة الإنجليزية وقد حازت على جوائز عديدة. وُلدت في القاهرة ونشأت في الخرطوم، وتخرجت من جامعة الخرطوم في تخصص الاقتصاد وحصلت على درجة الماجستير في الإحصاء من معهد لندن للاقتصاد. أعمالها تناولت قضايا الهوية والهجرة والروحانية الإسلامية، وقد تُرجمت إلى عدة لغات.

إشراقة مصطفى، من جهتها، هي كاتبة ومترجمة وأستاذة جامعية سودانية تقيم في النمسا3. تكتب باللغتين العربية والألمانية وتعد من الناشطات في مجال حقوق المرأة. حصلت على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة فيينا وتعمل كمحاضرة في مجالات متعددة. أعمالها تناولت موضوعات مثل النساء في أوضاع الحروب والصراعات المسلحة.

كلا الكاتبتين استخدمتا الكتابة بلغة غير العربية كوسيلة للتعبير عن تجاربهما الشخصية وقد يسالني سائل عن قضية الهوية في السودان هي موضوع معقد ومتعدد الأبعاد، وقد تم تناولها بشكل مكثف في الكتابات الأدبية والسياسية. السودان بلد ذو تنوع ثقافي وعرقي كبير، وهذا التنوع يعكس تاريخًا طويلًا من التفاعلات بين الحضارات المختلفة.,في الأدب السوداني، تُعتبر الهوية موضوعًا رئيسيًا يتم استكشافه من خلال الروايات والقصص القصيرة والشعر. الكتاب السودانيون، بمن فيهم النساء، يستخدمون الأدب كوسيلة للتعبير عن تجاربهم الشخصية والجماعية، ولطرح أسئلة حول الانتماء والتاريخ والثقافة.

الكتابات الأدبية تسعى للبحث عن الحقيقة المتعلقة بقضية الهوية وتقديم رؤى جديدة تواكب مجريات الأحداث والحياة . الأدب يعمل كمجال مفتوح يتناول البُعد النفسي والفلسفي والرأي الشخصي، ويقدم فلسفة أحداثه المروية التي تجعل القارئ يبتعد عن المعنى المقصود في النص.الكتاب الروائيون يميلون إلى الظروف المصاحبة للمشاعر والأحاسيس القلقة، ويستخدمون الكتابة كوسيلة لمس القضايا المختلفة , ومن خلال الأدب، يمكن للقراء الوصول إلى مستوى الرقي المعرفي وفهم الأمور التي أخفاها الكاتب.
في السودان، تعتبر قضية الهوية قضية مصيرية في ظل التنوع الكبير، وقد فشلت البلاد في إدارة هذا التنوع، مما أدى إلى عدد من المشكلات، بما في ذلك انفصال الجنوب وحرب دارفور , أن الكتابات حول الهوية تسعى لتخليص مسألة الهوية من النسق المتعارف عليه في الكتابة، وتقديم نظرة جديدة تخرج من ضيق الإيديولوجيا إلى رحاب الابستمولوجيا.
بالنسبة للكتابات السودانيات، فإنهن يستخدمن الأدب كوسيلة للتعبير عن تجاربهن الشخصية والجماعية، ولطرح أسئلة حول الانتماء والتاريخ والثقافة في بلد يتسم بتنوعه الثقافي والعرقي الكبير., لقد أولت الدراسات الأدبية والنقاد اهتمامًا كبيرًا لحراك المرأة السودانية الأدبي، وخاصة في ظل الأحداث السياسية والاجتماعية الأخيرة التي شهدها السودان. تُظهر هذه الدراسات أن المرأة السودانية لعبت دورًا محوريًا في الحركة الأدبية والثقافية، وأن مشاركتها كانت فعالة ومؤثرة في كل مجالات الإبداع.وتشير الدراسات إلى أن المرأة السودانية استطاعت أن تتجاوز العديد من العقبات والتحديات، وأن تُسمع صوتها من خلال الكتابة الإبداعية، سواء في الشعر، الرواية، أو الكتابة السياسية. وقد تميزت بالشجاعة والإصرار على التعبير عن القضايا الوطنية والاجتماعية، وكان لها دور بارز في الثورة السودانية التي أطاحت بنظام البشير، حيث كانت المرأة السودانية هي المحرك الأساسي للتظاهرات والمواكب الاحتجاجية.كما أن النقاد يشيدون بالمرأة السودانية لمساهمتها في توثيق الأحداث الوطنية والثقافية والأدبية، ولدورها في تعزيز الوعي الاجتماعي والثقافي في البلاد3. وقد أكدت الدراسات على أهمية دور المرأة في الحركة الأدبية والثقافية السودانية، وأنها كانت ولا تزال قوة دافعة للتغيير والتطور في المجتمع السوداني.

وتُعتبر المرأة السودانية رمزًا للإبداع والتحدي والتغيير، وقد أثبتت أن لها دورًا لا يُستهان به في كل مجالات الإبداع الأدبي والثقافي لم تسقطا من ذهني سوزان كاشف وآن الصافي هما بالفعل من الكتابات السودانيات المعروفات ولهن إسهامات مهمة في الأدب.سوزان كاشف هي روائية وشاعرة سودانية، تعيش في لندن، وتعتبر قضية الهجرة محورية في مشروعها الإبداعي. من أعمالها الروائية “إيرات” و"توابيت عائمة"، والتي تتناول فيها قضايا الهجرة غير الشرعية والتجارب الإنسانية.

آن الصافي، من جانبها، هي كاتبة وروائية وإعلامية ومهندسة سودانية، لها عدة إصدارات منها رواية “إنه هو” و"خبز الغجر"، وتتناول في أعمالها قضايا متعددة تتعلق بالمجتمع والثقافة ,كلاهما قدمتا مساهمات قيمة في الأدب السوداني والعربي، وأثرتا في الحوار حول قضايا الهوية والمرأة والمجتمع.

أن مستقبل الكتابة والنسوية في السودان يبدو واعدًا ومليئًا بالإمكانيات، خاصة في ظل التطورات الاجتماعية والثقافية الأخيرة. الحركة النسوية في السودان تشهد نموًا مستمرًا وتأثيرًا متزايدًا في مختلف المجالات، بما في ذلك الأدب والكتابة .الكتابة النسوية في السودان تعكس تاريخًا طويلًا من النضال والسعي نحو التحرر وتشكيل كينونة الذات، وهي مرتبطة بشكل كبير بحركة التعليم والتحديث. وقد أظهرت النساء السودانيات قدرة كبيرة على التعبير عن أنفسهن ومواجهة التحديات الاجتماعية من خلال الكتابة والإبداع.مع تزايد الوعي والتعليم، من المتوقع أن تستمر الكتابة النسوية في السودان في النمو والتطور، وأن تسهم في تشكيل مستقبل الثقافة والأدب في البلاد. ومن المرجح أن تستمر المرأة السودانية في لعب دور محوري في الحركة الأدبية والثقافية، مما يعزز من مكانتها ويفتح المجال لمزيد من الإسهامات الإبداعية , وبشكل عام، يمكن القول إن مستقبل الكتابة والنسوية في السودان يحمل الكثير من الأمل والتفاؤل، ويعد بمزيد من الإنجازات والتقدم في مجال الأدب والإبداع.

على الرغم من كل التحديات، يبرز المرأة المثقفة كمحور دعم من خلال الدفاع عن حقوق الإنسان ونضال طويل وقاسي من أجل حقوق النساء والأطفال والمطالبة بمحاسبة مرتكبي الانتهاكات. وأهمية الرعاية الصحية وتقديم الدعم الطبي في حالات الطوارئ وتعزيز الصحة العامة, وكذلك قضية التعليم والمساهمة في تعليم الأطفال وتوفير فرص تعليمية في ظروف الحرب.حققت أنجازا رائع في مجال الدعم النفسي و مساندة الضحايا ومساعدتهم على التغلب على الصدمات. أن الجهود المبذولة من السلام للمراة حضورا فاعل فيها وهي مشاركة في كل مبادرات السلام وبناء جسور التواصل بين الأطراف المتنازعة

zuhair.osman@aol.com

 

آراء